مؤتمر صحفي حول المهرجان اللبناني للكتاب – الدورة 35 (5-20 آذار 2016)

يعقده امين الاعلام في الحركة الثقافية – انطلياس

الدكتور عصام خليفة

2016/3/2

          أيها الاعلاميون،

          رغم الأزمة الوجودية التي يمر بها الوطن (خرق الدستور والميثاق الوطني والامتناع عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتعطيل عمل مجلس الوزراء ومجلس النواب وشلل الإدارات العامة، والازمة المتمادية للنفايات إضافة الى أزمات الكهرباء والمياه والاحجام عن إقرار سلسلة الرتب والرواتب والبطالة والهجرة 84 ألف شاب سنوياً - وانكشاف الخلل والفساد في الجسم السياسي) رغم كل ذلك، لا بل بسبب ذلك، تستمر حركتنا الثقافية في تنظيم المهرجان اللبناني للكتاب – السنة 35. فالثقافة والمعرفة، في مفهومنا، هما عماد التنمية، وهما سلعة ذات منفعة عامة تدعم الاقتصادات والبيئة السياسية والمجتمعات، وتنتشر في جميع جوانب النشاط الإنساني.

          فالتنمية الإنسانية، كما يؤكد الخبراء، هي تنمية الناس، ومن اجل الناس، ومن قبل الناس. وإذا كان يتعيّن ان يكون الناس هم محور التنمية، فلا بد ان يكون لمشاركة الناس الدور الرئيسي في تطورها. وتأخذ المشاركة اشكالاً كثيرة: سياسية واقتصادية واجتماعية وخاصة ثقافية. والمهرجان اللبناني للكتاب بمحاوره المتعددة أصبح حاجة إنمائية ينتظرها الشعب اللبناني كل عام في أوائل شهر آذار.

          لماذا أطلقت حركتنا على مهرجان هذا العام دورة المطران غريغوار حداد؟

أولاً: خلفيات التسمية (دورة المطران غريغوار حداد):

          لأن المطران غريغوار حدّاد شبّه من يرفض العلمانية بذلك الذي يرفض الله، وبأنه لو عرف الناس العلمانية على حقيقتها، لآمن بها جميعهم على انها تجمع الكثير من القيم التي يحبونها وينتظرون منها الخير والسعادة.

          ولأن المطران حدّاد اعتبر ان العلمانية ليست مسلمة ولا مسيحية، ولا من أصل مسيحي او إسلامي، لأنها صفة للمجتمع لا للدين، وان العلمانية الصحيحة لا تناقض المسيحية ولا الإسلام الحقيقي، وان الإسلام والمسيحية والعلمانية لديها قيم مشتركة يمكن، بل يجب، الكشف عنها وتجميعها، للوصول معاً الى اتفاق قيمي واسع الأطراف، عميق الابعاد، في خدمة الانسان، وكل مجتمع انساني.

          ولأن المطران أكد ان العلمانية هي نظرة شاملة تؤكد استقلالية العالم بكل مقوماته وابعاده وقيمه تجاه الدين ومقوماته وابعاده وقيمه، أي استقلالية الدولة، والمجتمع، ومؤسساتهما وقوانينهما، وقضاياهما، وسلطاتهما، عن المؤسسات والقوانين والسلطات الدينية.

          ولأن المطران اعتبر ان العلمانية واقع تاريخي مجتمعي متحرك، متفاعل داخلياً، يتطلب تحركاً وتفاعلاً فكرياً مواكباً له. وان هناك علمانيين مؤمنين، يعيشون بالوقت ذاته الدين وقيمه والعالم الزمني وقيمه، ويميزون بين الاثنين، ولا يخافون من تفاعل الاثنين... بدون مزج بينهما او سيطرة أحدهما على الآخر.

          ولأن المطران غريغوار حدّاد وجد ان العلمانية الشاملة نتائجها الإيجابية كثيرة:

فعلى الصعيد الوطني حيث يحل الانتماء الوطني بدلاً من الانتماء الطائفي، ومعها تتوثق عرى الوحدة الوطنية وتصبح مضموناً فعلياً، وتتوسع السيادة الوطنية، وتنتفي عن الوطن أي صفة دينية او طائفية معينة.

ومع العلمانية الشاملة يصبح الجيش اكثر تماسكاً وتلاحماً، واكثر قدرة على ممارسة الدفاع والاسهام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. واذا اصبح لبنان علمانياً حقاً، وأصبحت لبنانية لبنان علمانية وعروبته علمانية سهل لقاء اللبنانيين على اللبنانية والعروبة معاً، واكد دوره الطليعي في نهضة الثقافة العربية.

وهي تساعد على إقامة العدالة الاجتماعية الفعلية للجميع وتعطي او ترجع الحقوق الى جميع المواطنين، وتساعد على ممارسة الحرية الفعلية لا الفوضى، وتسهم في تأصيل الديمقراطية الصحيحة. وتساعد على اكتشاف البنيات والقوانين والأنظمة الاقتصادية والاجتماعية الواجب تعديلها لخدمة الأكثرية الساحقة وعلى تغييرها بدون الخوف من اثارة انعكاسات طائفية. وعلى الصعيد التربوي عموماً، خاصة من خلال تدريس مادة التاريخ والمواد التربوية المختلفة، يتحقق إيجاد تفاعل بين الأجيال الصاعدة وتتبلور المواطنية.

والعلمانية تساعد على التمييز بين الايمان والحياة والايمانية من جهة وعناصر الدين المجتمعية من جهة أخرى، وهي تساعد على التمييز بين الانتساب المجتمعي السوسيولوجي السطحي للطائفة، والانتماء الديني العفوي بسبب الولادة والحياة الايمانية الحقيقية، وتحرر الدين من تورطات تشويهية وتحالفات مشبوهة في الأنظمة السياسية المختلفة. وهي تحرر الدين والايمان من كل ما يشوههما او يشوبهما من انحرافات. 

والعلمانية الشاملة تنسجم مع روحية الميثاق اللبناني الوطني المكتوب في منزل يوسف السودا عام 1938. وهي تعيد للإنسان قيمته وتؤكد ان الانسان، كل انسان هو القيمة المطلقة بالنسبة للدولة ومؤسساتها وللدين ومؤسساته. ومعها يأخذ الحوار بين أبناء الديانات المتنوعة بعده الحضاري والثقافي والاجتماعي والسياسي والعقائدي الصحيح.

وفي مواجهة الصراعات الدموية المحتدمة في المشرق العربي، على أسس طائفية ومذهبية، هذه الصراعات التي:

-         أدت الى مئات الوف الضحايا، وعشرات ألوف المخطوفين المغيبين، وملايين المهجّرين من ارضهم واوطانهم، ومئات مليارات الدولارات من الخسائر، وتدمير معالم حضارية مرّ على قيامها مئات بل الوف السنين.

-         وادت الى انهيار الدول وتسييب حدودها للتدخلات من كل الجهات.

هذه الكارثة الدموية المستمرة في نزيفها والتي أدت الى دخول شعوبنا في ظلمات التعصب والجهل والعنف المجنون.

هذه الصراعات وذاك الانهيار وتلك الكارثة كيف يمكن ان نواجهها الا بسلاح العلمانية الشاملة التي دعا اليها وكان من كبار قادتها المطران غريغوار حدّاد الذي افتقده المجتمع اللبناني هذا العام.

وان تسمية الدورة الخامسة والثلاثين للمهرجان اللبناني للكتاب باسم دورة المطران غريغوار حدّاد هو شعار مواجهتنا للفتن الدموية المندلعة في مشرقنا، وهو الدليل في ردنا على مظاهر انهيار دولتنا اللبنانية. وان الحل الاستراتيجي لوضعنا اللبناني والعربي هو تعميم الوعي حول مفهوم العلمانية الشاملة في كل الأوساط وانها الجامع المشترك لكل اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، وهي سبيل العرب لدخول الحداثة.

في المهرجان اللبناني للكتاب – السنة 35 نقف مؤكدين رسوخ ايماننا بالثقافة العلمانية في مواجهة ثقافة العنف والتعصب ورفض الآخر.

في تسلّحنا بالفكر والكتاب نعمل لتعزيز التنمية الإنسانية من خلال احترامنا لقيم التسامح واحترام الثقافات المختلفة. وتمسكنا باستقلال الدولة اللبنانية وسيادتها ووحدتها، وهو تمسك يحصّن حقوق الانسان والحريات في عالم عربي يتمخض بتحولات عميقة لا يمكن تحديد مدى خطورتها. في عملنا الثقافي نسعى لمواجهة اخطار التفتيت والعنف الطائفي ومرحلة صياغة الخرائط الجديدة في المنطقة على أنقاض الحدود التي دافع عنها الأجداد منذ مئة عام تقريباً.

في حواراتنا ومناقشاتنا وندواتنا المتعددة الأصوات دعوة لقيام الحكم الصالح الذي يعزز ويصون رفاه الانسان، ويقوم على توسيع قدرات البشر وخياراتهم وفرصهم وحرياتهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. في الحكم الصالح ثمة ممارسة للمشاركة والشفافية والمساءَلة، وتعزيز لسيادة القانون وتوزيع عادل لموارد التنمية.

 

ثانياً: ابرز محاور دورة المطران غريغوار حدّاد:

في هذه الدورة هناك عدة محاور يمكن التوقف عند ابرزها:

1-    تكريم اعلام الثقافة في لبنان والعام العربي:

تستمر حركتنا في تقليد تكريم اعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي. وهي، في هذا العام، تكرم علمين من العراق، و 9 من لبنان، هذا هو الرعيل 31:

تكرّم حركتنا الاباتي أنطوان ضو الراهب الانطوني الذي أمضى حياته في جمع الوثائق المارونية وغير المارونية من الداخل والخارج وكتب المؤلفات التي أصبحت مرجعاً في اختصاصها. وهذا العلاّمة عمل باستمرار للحوار المسيحي الإسلامي من موقع فهم دور لبنان التاريخي والمستقبلي في هذا الحوار.

وتكرّم الدكتور خالد زيادة ابن طرابلس الفيحاء، الاكاديمي الذي كتب المؤلفات المختلفة وعمل لتوسيع دائرة الارتكاز على وثائق المحاكم الشرعية لتجديد البحث التاريخي لمجتمعنا. والإداري الذي اتصف بدقته ومناقبيته، والديبلوماسي الذي دافع عن القضية اللبنانية في الجامعة العربية في مرحلة دقيقة من تاريخ الوطن.

وتكرّم الأب سهيل قاشا العالِم السرياني الملفان الذي كتب مئات المؤلفات والأبحاث عن تاريخ العراق وبخاصة عن تاريخ النصارى في هذا البلد العزيز وفي المشرق عموماً، ولا يزال في عزّ عطائه الغزير ينتظر من يشجع العلماء لينشر مخطوطاته ومؤلفاته.

ومع القاضي سليم العازار تكرّم الحركة رمزاً من رموز الشجاعة في عدالة القضاء، وممارسة استقلالية هذه السلطة بعيداً عن كل ألوان السياسة وتدخلاتها. انها تكرّم رجل المواقف المميزة في المجلس الدستوري في مواجهة ضغوط قوى الامر الواقع وتدخلاتها.

ومع عالم الاجتماع والسياسة، من بلاد الرافدين، فالح عبد الجبار تكرّم الحركة العلم الغزير والثقافة المنفتحة والاستقلالية والعقلانية في طرح قضايا العراق والعالم العربي، مع الالتزام بقيم الحداثة والديمقراطية وحقوق الانسان، وبمواجهة كل اشكال التعصب والانغلاق. ومن خلاله تكريمه مع الاب قاشا ترسل حركتنا تحية محبّة وتقدير لشعب العراق الشقيق وتتمنّى له الرفاه والسلام والحريّة والتقدّم.  

وتكرّم الحركة الاعلام المرئي والمكتوب والمسموع من خلال ابن عائلة أعطت الكثير للثقافة وللمعرفة وللوطن، ابن جبرائيل منسّى الأستاذ كميل منسّى الذي له الحضور المميّز في الهيئات والجمعيات المختلفة وفي وسائل الاعلام المرموقة.

وفي المهرجان اللبناني – الدورة 35 نحيّي الجهد الكبير الذي قامت به عالمة الآثار الدكتورة ليلى بدر التي، إضافة الى إعادة تنظيم متحف الجامعة الأميركية، قامت بتمثيل لبنان في عشرات المؤتمرات الاركيولوجية المختلفة، وساهمت في الحفاظ على آثار قلب بيروت وبخاصة كنيسة مار جاورجيوس للروم الاورثوذكس. وكانت ولا تزال المرجع في مجال اختصاصها.

الدكتور مصطفى حجازيالأستاذ المميّز في الجامعة اللبنانية والمتخصّص في علم النفس، تكرّمه حركتنا ليس فقط لإخلاصه وتفوّقه في مجال التعليم الجامعي وانما ايضاً لخبرته المهنية في العلاج النفسي ولتدريبه اجيالاً من العاملين في الخدمة الاجتماعية ولدوره البارز في المنظمات الدولية ذات الصلة حيث مثّل لبنان على درجة عالية من الكفاءَة.  كما تكرّم حركتنا ابن صيدا لغزارة مؤلفاته وقيمتها الكبرى في مجال اختصاصه.

مع الدكتور معين حداد تكرم حركتنا عالماً استثنائياً في مجال علم الجغرافية. تخرّج ابن عكار الطيبة، من الجامعة اللبنانية، وحمل الدكتوراه من السوربون وعاد يعلم في الجامعة الوطنية. وتفوّقه لا يقتصر على مهنته الاكاديمية فحسب، وانما ايضاً على اشرافه على سلاسل الكتب المدرسية في الجغرافية وغيرها، وفي قيامه بتأسيس المدرسة اللبنانية الجديدة في علم الجغرافية، وقيامه بتأليف عشرات الكتب والمقالات ذات المستوى العالمي في هذا الاختصاص.

          من عماطور القرية العريقة في الشوف أخذ نايل أبو شقرا محبّة الأرض والثقافة. وانكبّ على وثائق الجبل يحلّلها بعقل المؤرّخ الرصين ويقرأ تاريخ الجبل في مختلف حقباته بروحية العالِم البعيد عن كل غرضية. فاذا أبحاثه ومؤلفاته تصبح مرجعاً لكلّ ساعٍ الى معرفة الحقيقة المجرّدة. وعلى مثل هؤلاء الكبار يترسّخ الوعي الوطني الذي يبني الذاكرة الوطنية الحقيقة. وتكريم الحركة الثقافيّة له هو تكريم لكبير يسعى لقيام مجتمع المعرفة في مواجهة عواصف العصبيات ورياح الطائفية.

          وفي تكريم هدى بركات تكريم لجيل الروائيين اللبنانيين الذين ترجم ادبهم الى اللغات العالمية. انه تكريم لجيل الوعي الذي انطلق من الجامعة اللبنانية وعمل في مجال التربية والثقافة الملتزمة بالوطن والانسان. ان تكريم ابنة الوادي المقدس – قاديشا في انطلياس هو تكريم لاديبة فرضت حضورها ليس فقط في لبنان والعالم العربي وانما على مستوى الادب العالمي.

(راجع في الملحق برنامج التكريم)

          في دورة المطران غريغوار حدّاد تتشرّف الحركة الثقافية – انطلياس بالاستمرار في تقليد تكريم اعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي، (الدورة 35) وهي على يقين من انتصار مجتمع المعرفة، مجتمع القيم العلمانية التي ناضل المطران حدّاد طوال حياته المديدة في خدمتها. هذه القيم ستنتصر، مهما اشتدّت حلكة الليل.

2-    دور النشر المشاركة:

يشارك في المهرجان، بشكل مباشر او بالواسطة، ما يزيد عن 120 دار نشر ومكتبة. باللغات العربية والفرنسية والانجليزية. ومن المفترض ان يتم حسم 30% على ثمن الكتب.

وبالرغم من منافسة وسائل الاتصال الحديثة، يبقى الكتاب أداة المعرفة الأولى ولا غنى عنه.

3-    المنشورات:

تقدم حركتنا للزائرين مجموعة من الكتب مجاناً تشكل زاداً هاماً لتعزيز معرفتهم. وهي في نفسه الآن تملك موقعاً الكترونياً يعرض كامل الندوات والمحاضرات والنشاطات التي تحصل في الحركة. ومن ابرز المنشورات التي صدرت هذا العام:

‌أ-       اعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي (31)، 112 صفحة. ويتضمن نبذة عن حياة ومؤلفات من نكرمهم هذا العام.

‌ب-   الكتاب السنوي (272 صفحة) وهو يتضمن كامل نصوص الندوات التي حصلت في الحركة خلال العام الثقافي المنصرم، وفيه أبحاث وملفات متخصصة ولائحة بمنشورات الحركة.

‌ج-     كتاب المهرجان وهو يتضمن كل النصوص المتعلقة بندوات العام 2015 في المهرجان اللبناني للكتاب (الدورة 34). وعدد صفحاته: 667.

‌د-      مجلد اعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي (1998 – 2002) ويتضمن السيرة الذاتية لمن كرمتهم الحركة خلال الخمس سنوات، وثبت بمؤلفاتهم وابحاثهم ووقائع حفل التكريم الذي حصل في المهرجان. عدد الصفحات (700 صفحة)

4-    اللقاءات الصباحية مع التلامذة:

يتضمن المهرجان لقاءات صباحية (الساعة العاشرة) على امتداد عشرة أيام، والمواضيع المطروحة (قضايا البيئة والتلوث والحراك المثمر، والمخدرات والتدخين، والحفاظ على التراث، والاهتمام بالرياضة والفن، ومعالجة القضايا العاطفية في سن المراهقة).

وهذه اللقاءات تتم مع باحثين متخصصين.

5-    يوم المرأة العالمي ويوم المعلّم:

في الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، سيتم تكريم الدكتورة لميا رستم شحادة، يقدمها الأستاذ سام منسّى وتدير اللقاء د. تراز الدويهي حاتم.

وفي التاسع من آذار سيتم تكريم المعلّمة سناء البواب يقدمها الأستاذ حافظ الشمعة، ويقدم الأستاذ طلال نادر المعلّم المكرّم مفيد سكاف. ويدير اللقاء الأستاذ منير سلامة.

ان اهتمام حركتنا بقضية المرأة ينبع من خطورة ما ورد في تقارير التنمية العربية حيث هناك تركيز على النواقص الثلاثة في المعرفة والحرية وتمكين النساء.

واهتمام حركتنا بيوم المعلم ينبع مما ورد أيضاً في تقارير التنمية العربية حيث ان اخطر مشكلات التعليم في البلدان العربية تتمثل في تردي نوعية التعليم. وان هناك عناصر أخرى تؤثر بشكل حيوي في تحديد نوعية التعليم، ومن أهمها سياسات التعليم ووضع المعلمين والمناهج وأساليب التعليم.

6-    الندوات:

تعقد ندوات كل يوم الساعة 4.30، والساعة 6.30 وفي بعض الأيام القليلة الساعة 3 ب.ظ. سيتم مناقشة كتب جديدة، وسيتم التوقف عند قضايا أساسية ابرزها ثلاث:

‌أ-       قضية النفايات والحلول الممكنة لها، لجهة اعتماد اللامركزية وإعطاء البلديات جميع مخصصاتها، واستحداث شبكة من معامل تؤمن الأسمدة والطاقة الكهربائية من هذه النفايات. وإدانة السياسة الرسمية المتبعة في هذا المجال حتى الآن.

‌ب-   قضية النازحين السوريين الى لبنان والاخطار الديمغرافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية والأخلاقية الناتجة عن هذا النزوح. وحتمية العمل على عودتهم الى بلادهم مع ضرورة مواجهة مخططات تفتيت المنطقة.

‌ج-    مئة عام على اتفاقية سايكس – بيكو ونظرة مقارنة بين توزيع مناطق النفوذ في الماضي وتوجهات القوى الكبرى في المرحلة الحالية. والتأكيد على أهمية الحفاظ على الدولة اللبنانية ضمن سيادتها وكامل حدودها.

ان المشاركين في ندوات المهرجان قبل الظهر وبعده يزيد عددهم عن 128 شخصاً اغلبهم من ذوي الاختصاص. (لائحة الندوات مرفقة ربطاً)

7-    الحفلة الموسيقية الشرقية:

في اليوم الأخير من المهرجان (20 آذار) الساعة السابعة مساءً تحيي أوركسترا طلاب القسم الشرقي في الكونسرفتوار بقيادة فادي يعقوب، واعداد الموسيقي شربل روحانا، أمسية يشارك فيها أكثر من 60 عازفاً. حضورها مجاني. وهي بمثابة اختتام للمهرجان.

8-    كبار غادرونا هذا العام (2015-2016) بعد وافر العطاء:

اذا كان البشر هم صانعو المعرفة، فانهم ايضاً صنيعتها. واكتساب المعرفة هو سبيل التنمية الإنسانية، في جميع مجالاتها. ولا شك ان هناك افراداً او مؤسسات لعبوا ويلعبون الدور الأساسي في ترقي كل مجتمع. وكل مجتمع لا يثمن المعرفة عالياً، وكل من ينتجها، ينعكس ذلك على تدني الإنتاجية وقصور التنمية الإنسانية. ان كل من ينشر المعرفة وينتجها ويوظفها بكفاءَة في جميع مجالات النشاط المجتمعي (الاقتصاد، الثقافة، المجتمع، السياسة الخ....)، وهو عامل طليعي لقيام مجتمع المعرفة.

وعلى مدخل المعرض ترفع حركتنا تحية اجلال واكبار وتقدير لكبار رحلوا هذا العام، وبينهم شخصيتان مصريتان استثنائيتان كان لهما الدور الفعال على المستويين العربي والدولي:

فارس الزغبي – سليمان تقي الدين – ريمون جبارة – لبيب عبد الساتر – برج فازليان – سيمون الديري– مرسيل سيوفي – الأديب احمد منصور الكاخي – رشيد القاضي – احمد أبو ملحم- منصور عازار – فريد سلمان – جدعون محاسب- الأب جورج كرباج- غازي قهوجي - منى (خليل تقي الدين) أميوني – المطران غريغوار حدّاد – موسى نعمه – سهيل بشروئي – مجيد حاتم – محمود طي أبو ضرغم - فؤاد بطرس- محمد حسنين هيكل – بطرس غالي.

9-    توقيع المؤلفين على آخر اصداراتهم:

على امتداد أيام المهرجان يقوم مؤلفون من شتى الاختصاصات بتوقيع مؤلفاتهم الجديدة على منصة الحركة، او امام منصات الدور المشاركة. ويزيد عدد الموقعين هذا العام عن الخمسين (اللائحة مرفقة ربطاً).

          أيها الاعلاميون،

          في المهرجان اللبناني للكتاب (السنة 35) نحاول ان نعزز دور لبنان في نهضة الثقافة العربية، ونسعى لقيام مجتمع المعرفة في مواجهة الجهل والتعصب ورفض الآخر. في مهرجاننا نؤكد ان الكتاب لا يزال أداة الثقافة بامتياز رغم كل المنافسات من وسائل الاتصال الالكترونية. واذا كانت أسباب تقلص القراء تبدأ بضعف القوة الشرائية، واذا كانت بعض أنواع معينة من الكتب هي الرائجة اكثر من غيرها، فان حركتنا تتطلع الى يوم يتم فيه إعادة النظر في العملية التعليمية حيث الغياب شبه التام لحصة القراءَة او المطالعة بدعوى عدم توافر الوقت الكافي لتدريس المناهج الأساسية.

وايضاً غياب التراث الادبي الحديث من مناهج التعليم المدرسي، والخلل الحاصل في تعليم مادة التاريخ والخلاف غير المبرر حول إقرار مناهج جديدة لهذه المادة في مختلف المراحل التعليمية.

          في هذه الأيام المصيرية التي يمر بها وطننا تستمر حركتنا في الدفاع عن سيادة الدولة اللبنانية واستقلالها ووحدتها وحقوق الانسان في هذه الدولة بمواجهة مشاريع العنف وهندسة الشعوب والخرائط الجديدة. وتتشبث حركتنا من خلال المهرجان اللبناني للكتاب، ومن خلال مجمل نشاطاتها بقيام مجتمع المعرفة. ذاك المجتمع الذي يقوم اساساً على نشر المعرفة وانتاجها، وتوظيفها بكفاءَة في جميع مجالات النشاط المجتمعي: الاقتصاد والمجتمع المدني والسياسة، والحياة الخاصة، وصولا الى ترقية الحالة الإنسانية باطراد، أي إقامة التنمية الإنسانية.

          ان حركتنا الثقافية تسعى لانتصار ثقافة المعرفة وتحويل المجتمع من منظومة تضم بعض افراد عارفين الى منظومة تتمحور بكاملها حول خلق المعرفة ونشرها في ربوعنا كافة وتوظيفها بكفاءَة في ترقية الحالة الإنسانية.

          مع المهرجان اللبناني للكتاب (دورة المطران غريغورا حدّاد) تتمنى حركتنا ان يندحر الى غير رجعة تيار القوى الظلامية التعصبية، وان تنتصر الثقافة العلمانية، ومعها تنتصر قيم الحرية والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان.

 

أمين الاعلام في الحركة الثقافية – انطلياس

الدكتور عصام خليفة

2016/3/2


 

 

الملاحق

·        ملحق رقم 1 (تكريم اعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي)

·        ملحق رقم 2 (اللقاءات الصباحية)

·        ملحق رقم 3 (لائحة الندوات الساعة 4.30  و 6.30)

·        ملحق رقم 4 (التواقيع)