اخلاقيات الانترنت وجرائمها

بريجيت كساب

السبت 19 آذار 2016

منذ زمن ليس ببعيد، كنا ننتظر ساعي البريد اياما وشهورا عديدة ليحمل لنا كل جديد من احبائنا واصدقاء لنا في الغربة، حيث وفي اغلب الاحيان كان الهاتف يختصر المسافات ليسمعنا اصواتهم في المدى الأوسع بكلفته العالية وتقنيّته  المتدنية. كنا نتلقى المعلومات العلمية والثقافية والاعلامية والدينية والتربوية وغيرها الكثير بواسطة حاملها من خلال وسائل عدّة كالتلفزيون والصحف الورقية والمحاضرات والكتب  وغيرها، التي توجب علينا التنقل كثيرا كي نستقي ما يعوزنا أو ما نريد من معلومات. الى ان ظهرت تكنولوجيا جديدة متطورة ولم نشهد لها اي مثيل في عصرنا ولا في العصور السابقة، والتي تحملنا الى العالم ونحن على كرسي فقط وفي مكان واحد، دونما حاجة الى جواز سفر أو فيزا أو اقامة. الانترنت الذي كان يعتبر من الكماليات الفاخرة أصبح اليوم ملازما لحياتنا حتى انه تخطى حدود المراسلات الضيقة الى عالم اكبر واوسع واشمل يحمل البلايين من المعلومات الهامة والشيّقة والضرورية في اعمالنا وحياتنا حيث تطوره مستمر وسريع ومن دون حدود. فهل يسعنا القول ان كل فرد منا اصبح رهينة هذه التكنولوجيا ان كان لناحية الخدمة المميزة والسريعة والمتطورة والدقيقة، او تلك ذات التقنية الضعيفة الهشّة وغير الآمنة؟ هنا نقف حيارى فكلّما ازدادت الخدمات المؤمّنة ازدادت ايضا الخروقات لنصبح عرضة لجميع انواع القرصنة والانتهاك.

ان سرعة تطور هذه الخدمة والشبكات العنكبوتية والالكترونية تخطّت حدود الحلم والممكن حيث تلازم مع حريّة التعبير بلا حدود وحتى دون ضوابط منطقية تحفظ حقوق المستخدمين وتحميهم من شرور شياطين من يدّعون المعرفة. وذلك لان هذا التطور قد سار بخطوات اسرع بكثير من قدرة الانسان على ايجاد الارضية المناسبة لهذا التطور.

-         أما  خدمة التواصل الاجتماعي عبر الانترنت وعابر القارات، فمن منا لا يستعملها على عدد دقائق اليوم في الاربع والعشرين ساعة حتى كادت تؤثّر في صحة اولادنا لناحية الضغط النفسي والتقوقع والبدانة في بعض الاحيان بسبب الادمان عليها. نعم لا يمكن اي منا الاستغناء عن هذه التكنولوجيا المتطوّرة التي بقدر ما تتيح لنا التقدّم والتطوّر والسرعة في الاعمال وتبادل المعلومات والمعرفة والخبرات  العالميّة التي تساهم في نمو الانسان بشكل سريع وقوي وواثق ، كما اهمية هذه التكنولوجا في العلم والاعلام والاعلان والاخبار اليومية العالمية والمحليّة والتبشير الديني   والمعرفة والبحث والاستقصاء والتعلّم عن بعد والتواصل مع الآخر بالكلمة والصورة والحركة والصوت وابداء الرأي الحر عبر خدمة التواصل الاجتماعي، حيث يكبر القلق  فان هذا التطور قد سبق بأشواط كبيرة طرق الوقاية.

 أمام هذا الواقع الحلم الجميل والمقلق في آن معا نسأل:

-         الى اي مدى بعد يمكن لهذه التكنولوجيا ان تتطوّر؟

-         هل يمكن ان تصبح ملازمتنا لها الى حد التبعية الاجبارية او ربما العبودية؟

-         هل لنا الخيار بعدم ولوج هذا العالم أم انه اصبحنا مجبرين على ذلك؟

-         هل يجوز قمع حرية التعبير أوهل يمكن ان تكون هذه الحرية بلا حدود حيث يكون بث اية شائعة تؤذي البعض منا لربما اطلقت على سبيل المزاح مثلا؟

-         كيف يمكننا ان نحمي انفسنا واولادنا من الانتهاكات والقرصنة لمعلوماتنا السرية واستدراج أطفالنا من قبل الاشرار؟ كيف يمكن ان نحمي اولادنا من المشاهد المعيبة والمعلومات الخاطئة؟ فكما ان الشبكات العنكبوتية تحوي العديد العديد من المعلومات الجيّدة فإنها ايضا تعبق بالمعلومات الخاطئة فتأتي لتزعزع الثقة بهذه المعلومات وتضعنا في حيرة.

-         كيف يجب ان نتعامل مع خدمة الانترنت بكل ما تقدمه لنا وباي نوع والى أي حدّ يمكن ان نشارك العالم بما نقدّمه لهم من معلومات عامة وشخصيّة؟

-         هل علينا ان نهاب هذه التكنولوجيا لان الشر الخفي يمكث وراء كل معلومة او صورة اومشاركة؟

كل هذه الاسئلة وغيرها سوف نتناولها في هذه الندوة مع الدكتور ماري تريز اشقر والدكتور شربل القارح محاولين اضاءة ظلمة هذا التطور الذي بدأ يخيفنا بقدر ما هو يطمئننا حيث تزداد حاجتنا اليه كل يوم كل ساعة وكل دقيقة. ونظرا لاهمية هذا الموضوع سوف لن يكون يتيما في الحركة الثقافية التي تسعى دائما لمواكبة الثقافية على جميع الصعد واثارة المواضيع الهامة كي تنير الجانب المظلم منها لخير كل فرد من مجتمعنا.

"Les defits de l’internet " او تحديات الانترنت هو عنوان مداخلة الدكتور ماري تريز اشقر باللغة الفرنسية.

الدكتور ماري تريز اشقر التي تتمتع بالجنسيتين اللبنانية والفرنسية، لم تتوقف يوما وحتى تاريخه عن التعمّق في مجال هذه التكنولوجيا المتطورة لتشبع فضولها العلمي. هي التي رافقت ولادة الانترت وال mobileوالمعلوماتية. حيث انها شغلت اهم المناصب على هذا الصعيد في الشركات الفرنسية الكبرى الى جانب عملها في الشركات وخصوصا المشروع المشترك لشركتي LG-NORTELفي كوريا الجنوبية لمدة ثلاث سنوات مما ساهم بالتاكيد على اتمام تدريبها التقني والاداري. ثم توجهت نحو الحقوق الرقمية والعلاقات الدولية فكان ان حازت على ماستير 2 لسنتي 2012 و2013 من جامعة السوربون في باريس. تابعت تحصيلها العلمي لتصبح طالبة دكتوراه في العلاقات الدولية في جامعة القديس يوسف لبنان. واليوم هي محاضرة للجيش اللبناني عن الذكاء الاقتصادي والامن السيبرانيINTELLIGENCE ECONOMIQUE ET LA CYBERSCURITE

دكتور اشقر تفضلي

 

"حدود التعبير على شبكة الانترنت بين  القانون والواقع والتجربة اللبنانية" هو عنوان مداخلة المحامي الدكتور

شربل القارح، الذي يرأس حاليا لجنة المعلوماتية IT COMMITTEE  في BBA، عضو في جمعية ISOCحيث يرأس لجنة الاتصالات فيها في لبنان عضو مؤسس لمركز الإنترنت اللبناني (لينك) مؤلف موسوعة قانون الانترنت وغيرها من الكتب ذات الصلة- منشورات دار صادر. له العديد من المقالات والدراسات والقضايا والتعليقات القانونية المتعلقة بقوانين تكنولوجيا المعلومات في المجلة القضائية، مجلة العدل كما مداخلات عديدة في الموضوع عينه في ميادين عدة.

حائز على دكتوراه في قوانين الانترنت من paris- sud  فرنسا والماجستير في المعلوماتية القانونية من جامعة الحكمة والبكالوريوس في القانون الخاص من جامعة الحكمة

باختصار الدكتور القارح متخصص في قانون تكنولوجيا المعلوماتية و الانترنت والتجارة الالكترونية وملكيتها الفكرية. كذلك في  التقنيات والأنظمة والبرمجيات وحلول الحوسبة السحابية CLOUD COMPUTING SOLUTIONوآثارها القانونية على الملكية والأمن. إضافة إلى كونه مستشارأ قانونيا لشركات التأمين وصناديق الاستثمار لأكثر من 14 عاما. تفضل

_______________________________

 

حدود التعبير على شبكة الانترنت بين القانون والواقع والتجربة اللبنانية

المحامي الدكتور شربل القارح

الدستور اللبناني الى جانب المدونين

 

لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية، تقوم على احترام الحريات العامة وفي طليعتها حرية
الرأي.
..

(الفقرة ج من مقدمة الدستور)

ان حرية إبداء الرأي قولاً وكتابة وحرية الطباعة وحرية الاجتماع وحرية تأليف الجمعيات كلها مكفولها ضمن دائرة القانون
 
(المادة 13 من الدستور)
قانون العقوبات يطبق على شبكة الإنترنت

من حقر رئيس الدولة عوقب بالحبس من ستة اشهر الى سنتين. وتفرض العقوبة نفسها على من حقر العلم او الشعار الوطني علانية... (المادة 384 عقوبات)



الذم هو نسبة امر الى شخص ولو في معرض الشك او الاستفهام ينال من شرفه او كرامته.
وكل لفظة ازدراء او سباب وكل تعبير او رسم يشفان عن التحقير يعد قدحاً اذا لم ينطو على نسبة امر ما
(المادة 385 عقوبات)

وسائل النشر المعاقب عليها

تعد وسائل نشر:
الكتابة والرسوم والصور ... والافلام والشارات والتصاوير على اختلافها اذا عرضت في محل عام او مكان للجمهور او معرض للانظار ... او وزعت على شخص او اكثر
(المادة 209عقوبات)

على شبكة الإنترنت                             
دائرة المستعمل الخاصة:  هي الدائرة المغلقة على مجموعة معينة من المستعملين


دائرة المستعمل العامة: هي الدائرة المفتوحة للعموم والتي تمكن اي كان من الوصول الى المعلومات

موقف الاجتهاد اللبناني مناصر للمدونين على الشبكة

ان الكتابات الواردة على شبكة الانترنت تشكل تعبيراً عن الرأي.
ان الجرائم المنسوبة للمتهم لا تقوم بمجرد مخالفة رأي السلطة او الحاكم بالتعبير عن رأي مغاير لسياسته، وانه بغض النظر عن صحة هذا الرأي او صوابه، فإنه لا يمكن اعتبار كل من يعارض النظام القائم مرتكباً لجرائم خطيرة وتبقى حرية الرأي هي الاساس وقد كفلها الدستور اللبناني والاعلان العالمي لحقوق الانسان وهي من الركائز التي يقوم عليها النظام الديمقراطي اللبناني
(جنايات بيروت – 20/12/2012

اصول المحاكمات جزائية تكفل حقوق المدونين بتوكيل محام اثناء التحقيق

للمستجوب في الجريمة المشهودة ان يستعين بمحام لحضور استجوابه.
(المادة 32 أ.م.ج.)

يتمتع المشتبه به او المشكو منه، فور احتجازه لضرورات التحقيق بحق الاتصال بمحام يختاره ومقابلة محام يعينه بتصريح يدون على المحضر دون الحاجة الى وكالة منظمة وفقاً للأصول
(المادة 47 أ.م.ج.)

للنائب العام ان يتولى التحقيق الأولي بنفسه. اذا فعل فيكون لوكيله المشتبه فيه ان يحضر مع موكله اثناء استجوابه
(المادة 49 أ.م.ج.)

يجب ابلاغ من تجاوز حدود حرية التعبير على شبكة الإنترنت:

- الفعل الجرمي والمواد المساق الادعاء بموجبها
- هوية الجهة المدعية
- الحقوق التي يوليه اياها القانون
- الجهة المولجة التحقيق بالقضية
- مكان الاستدعاء.

لا صلاحية لمحكمة المطبوعات على تجاوز المستعمل حرية التعبير على الانترنت

- المطبوعة هي كل وسيلة نشر مرتكزة على تدوين الكلمات ...، ويجب ان يذكر في كل مطبوعة اسم المؤلف واسم المطبوعة والناشر وعنوانه وتاريخ الطبع.
(المادة الثالثة – قانون المطبوعات).

- وحيث ان شبكة الانترنت هي وسيلة نشر متطورة وحديثة وتهدف، من ضمن ما تهدف اليه، الى نشر وعرض وتبادل المعلومات على مختلف انواعها واشكالها.  حيث ان اي موقع الكتروني يعتبر، في ضوء ذلك، مطبوعة. (اجتهاد المطبوعات المستقر).

- ان قانون المطبوعات اللبناني يطبق على المطبعة وعلى الصحافة وعلى المكتبة وعلى دور النشر والتوزيع. لكن صفحات التواصل الإجتماعي لا تدخل في اياً من هذه المؤسسات، اذ لها طابعها الخاص المتغاير مع تطور تكنولوجيا الويب وتفاعلها مع مستعمليها

المقترحات والتوصيات

في المقترحات

التعبير دون التعرض لمكانة الشخص
- التعبير عن الرأي الشخصي بموضوعية دون تنسيب او تشبيه
- التعبير دون ازدراء او سباب او تحقير
- التعبير دون تحقير رئيس الجمهورية او العلم او الشعار الوطني

في التوصيات:
- اجازة المحامي حضور جلسات الاستجواب لدى الضابطة العدلية اسوة بإجازته  حضورها امام المحامي العام. فالمنع يحتاج الى نص خاص.
- استدعاء من تجاوز حدود حرية التعبير عن الرأي بشكل صريح واضح وشفاف.
- تعديل تشريعي لجهة جعل التجاوز في حدود التعبير على شبكة الإنترنت جرم مدني متصل بالخطأ والضرر والصلة السببية وتخويل القضاء المدني اقرار سحب المواد الضارة وتحديد التعويضات في حال ثبوت المسؤولية.

 

______________________________

 

Les défis de l’Internet

 

Marie-Thérèse Achkar Malezet

 

Le monde Internet est constamment en ébullition, et on ne peut que se réjouir qu’il le soit. C’est après tout  l’univers porteur de notre civilisation qui est celle de l’Information. C’est un « Bien Commun » qu’il est important de préserver pour le progrès de l’humanité.

Cette présentation veut dresser un panorama non exhaustif des préoccupations du cyberespace, tant au niveau politique, technique que scientifique

Les défis auxquels il doit faire face sont multiples, d’autant plus en l’absence d’une gouvernance établie qui aurait pu réguler les différentes évolutions futures et statuer sur les différends qui le secouent.

Heureusement,  cette absence de Gouvernance est compensée par des Forums de Gouvernances locales ou régionales,  par l’IETF et l’ISOC , l’UIT ainsi que la société civile, les acteurs privés, vous et moi, qui se manifestent et se réunissent pour défendre les fondamentaux de l’Internet, à savoir la liberté d’expression, la diversité, la neutralité, l’interopérabilité et l’ouverture.

L’internet est l’espace démocratique par excellence, c’est une des premières manifestations de la démocratie participative, et ce, à tous les niveaux, technique, économique et sociétal.

Cet espace qu’on disait virtuel, ne l’est plus vraiment. On vit avec, on vit dans cet espace, on puise de la connaissance, on la partage et on y expose même sa vie privée.

C’est le reflet de la vie de l’humanité, exposée dans toute sa diversité ses problèmes et ses déviations. Les idées, les idéologies, les croyances et les informations se transmettent instantanément qu’il est même possible d’établir un baromètre presque immédiat de la santé de l’humanité.

Devant toute cette richesse à portée de tout un chacun, il se trouve malheureusement qu’il y ait des déviations tout comme dans la vie réelle, on peut les nommer comme les délinquants du Web, les cybercriminels. Parmi ces cybercrimes, on peut citer la pédopornographie, le piratage, le Phishing, le Ddos, les virus, les vers, etc, etc… ! On y fait face, encore une fois, par des moyens techniques, des lois, des accords internationaux et surtout par un éveil et une mise en garde qui devrait commencer sur les bancs des écoles.

La Cybersécurité est devenue un enjeu majeur pour la pérennité de l’Internet.

Un autre défi majeur, c’est celui de l’ « Internet of Things » (IoT), ou l’internet des objets qui fait une apparition fulgurante dans les pays développés, et suivi déjà par l’ « Internet of Me », un Internet taillé à la mesure de tout un chacun. Serons nous un jour dépendants d’une machine au point de ne plus savoir qui nous sommes ? Ou bien un moyen de déléguer des tâches importantes ou ingrates à une machine dédiée à votre bien être

Le phénomène « Big Data » développé grâce à Internet et notamment aux réseaux sociaux ouvre une perspective immense pour les projets les plus ambitieux dans tous les domaines. Que ce soit l’industrie lourde, les Finances, les Assurances le E-commerce l’Environnement, la Médecine, les Sciences Humaines, la Recherche, la culture… bref, tous les domaines imaginables. Des milliards de données sont exploitées tous les jours, une puissance de calcul inédite au service de ces données, des algorithmes de plus en plus sophistiqués pour extraire l’information qui apportera la solution ou du moins des pistes de solution insoupçonnées sur les questions que peut se poser l’être humain sur un problème médical, sur un phénomène naturel, ou sur les comportements humains.

Voilà, en gros, pourquoi on appelle notre civilisation, la civilisation de l’Information. J’ai l’intime conviction que cette civilisation est une étape vers celle tellement attendue, la civilisation de l’Humain, quand on découvrira et l’on prouvera grâce à ces données, que l’autre n’est qu’une partie de nous mêmes.

La culture est la clé, l’Internet est le plus grand diffuseur de culture, essayons de le préserver et de l’enrichir