ندوة المطران غريغوار حدّاد

كلمة الدكتورة هدى رزق حنا

        

هناك وجوهٌ تسطع في الذاكرة حتى لو اختفت معالمها. وفي استعادتي صورته تراود زوايا ذاكرتي ثلاثة مشاهد. المشهد الأول رحلاتنا بصحبته الى القرى البعيدة النائية في منطقة بعلبك؛ طرقات ترابية ومداخل وعرة ووسائل عيش بدائية، لكن شباب تلك القرى مضيافون يعون جيداً مشاكل بيئتهم ويصغون بشغف الى كلمات المطران وهو يحثّهم بحرارة على انشاء التعاونيات الزراعية وحفر الآبار الارتوازية، وتأسيس النوادي الثقافية والرياضية في كل قرية. المشهد الثاني يعيد الى الذهن تلك الاجتماعات الدورية التي يديرها المطران في مركز الحركة الاجتماعية في بدارو: باحة دار واسعة، خالية من الأثاث، تختلط فيها الأجيال والمذاهب والانتماءات السياسية وتطرح فيها على بساط البحث مواضيع مصيرية مجتمعية وسياسية كالعلمنة والزواج المدني والتخطيط الاقتصادي ومفهوم الالتزام والنضال السلمي ودور المجتمع المدني في بلورة القرار السياسي وتوجيه مسيرة التاريخ. أما المشهد الأخير، فهو مؤلم ومعزٍّ في آن. مشهد جنائزي. نعشه في وسط كنيسة مار الياس، في وسط بيروت، والجميع يضع بخشوع على صدره وردة الوداع. الجميع، البسطاء، والوجهاء، المسيحيون والمسلمون، الشباب والكهول، اليميني واليساري، الكلّ يذرف دمعةً خجولةً على كبير الرجال والمحبة تأتيه من كلّ صوب.

الكلّ يعترف بجميله نحو هذا الوطن لأنه شمل الكلّ بمحبته وبأفكاره النيّرة والمستقبلية. كانت السياسة بالنسبة اليه مسؤولية وشفافية والتزاماً، التزام المسؤول بكرامة المواطن، بصحته، بتعليمه بحرية تعبيره ومعتقده، أما الدين فقد مارسه بالقول والفعل التزامَ الانسان بأخيه الانسان مهما ضعفَ، مهما اختلفَ، مهما تضاربت المصالح والأفكار، ولقد أراد الكنيسة فاعلةً في صُلب المجتمع، تدافع عن المهمّشين وترفض الظلم والظلامية، وتفضح المفسدين والفاسدين وتطرد الطغاة الجائرين من المعبد فتسعى لخدمة الانسان كل الانسان.

لن اطيل أكثر فهناك من يعرف الكثير عن هذا الرجل الاستثنائي وبخاصة انهم حاوروه مراراً واحبّوه واستناروا من أفكاره. صحافيان لامعان واستاذ جامعي متمكن من مادة اختصاصه، مجتمعون اليوم تلبية لدعوة الحركة الثقافية – انطلياس لإحياء ذكرى مطران بيروت للروم الكاثوليك سابقاً المطران غريغوار حدّاد، من خلال ثلاثة محاور:

المحور الأول يدور حول نضاله في الكنيسة من اجل كنيسة الانسان، والمحور الثاني يدور حول العلمنة والمواطنة والتجربة السياسية أما المحور الثالث فيعرُض مفهومه للتنمية والنضال السياسي السلمي.

قبل ان نختتم اود قراءة مقتطفين صغيرين من مجلة آفاق العدد 61 الصادر سنة 2016 بعد رحيل "أبونا" غريغوار وبالمناسبة نحيي جهود وإخلاص ومثابرة رئيس تحريرها الدكتور جيروم شاهين ومديرها العام الأب الدكتور ميشال سبع.

المقتطف الأول من مقال الدكتور مشير عون أستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية وهو يجزم بأن الانسان هو القيمة الأعلى "فما من دين او أيديولوجيا او انظومة او مؤسسة او حزب او مصلحة تعلو فوق الانسان. وحين يستوي الله والانسان في مقام الصدارة تسقط كلّ المظالم التي ترتكبها الأديان" (من الـ inquisitionالى الدولة الإسلامية) اما المقتطف الثاني فهو للصحافي في جريدة الاخبار الأستاذ بيار ابي صعب وهو يعد المطران بالتمثّل بإيمانه وبتفاؤله الثوري: "نعدك يا ابونا الا نفقد الثقة بالإنسان، ألاّ نسكت بوجه الذين حاولوا تكفيرك يوماً وهم من كلّ المذاهب والأيديولوجيات، نعدك ألا نفقد بوصلة النهضة والتنوير والعدالة وان نعمل على توسيع فضاء الحرية بسواعدنا وقلوبنا وعقولنا".

على ان نفي جميعنا بهذا الوعد، نختتم جلستنا اليوم وشكراً لحضوركم.

______________________________________

 

شهادة الدكتور كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية والمنسق العام لتجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان في المطران الراحل غريغوار حداد في الحركة الثقافية في انطلياس في 2016/3/18

 

في الحقيقة، لا يمكن أن استحضر في ذاكرتي صورة للمطران غريغور حداد خارج إطار خدمة الإنسان والقيم الإنسانية السامية، الرجل الرسالة، الذي نذر حياته لخدمة الفقراء والمهمشين، من بعد أن ملئ قلبه بمحبة الله والاخلاص لتعاليم المسيح، فحاربه المتعصبون الجاهلون، في الوقت الذي كان فيه سنداً للمؤمنين والعاملين من أجل خير المجتمع من دون تمييز بين دين وعرق وانتماء.

عرفته مؤمناً بأن الله على مسافة واحدة من جميع الاديان وأن "معركة الإنسان واحدة ومتنوعة، وهدف الانسان في معركته أن يصبح إنساناً،أن يصبح كلُّ إنسانٍ إنساناً. وهي تعني معركة رفض كل أشكال الحواجز التي تمنع، ولو فرداً واحداً من البشرية، أن يصبح إنسانا" كانت وصيته الأخيرة للشباب، في تشرين الأول نوفمبر الماضي، حيث خاطبهم معتبراً أنهم الغد، وأنهم وحدهم القادرين على إزالة كل أنواع الفساد والنفايات من لبنان".

وهو المصلح الاجتماعي الذي كان لي شرف العمل معاً منذ اربعة عقود تقريباً، وذلك من خلال الهيئات التطوعية التي أنشأها كـ"هيئة تنسيق المستوصفات" و"التنسيقات الاجتماعية الانمائية" ومن ثم في تجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان" حيث تولى تباعا مسؤولية المنسق العام فيه. وقد حاول المطران حداد، في تجربته الاجتماعية، تطبيق ما تنادي به الكتب السماوية التي تعمل على تنظيم شؤون البشر في تأسيس العمل التطوعي عبر التكافل الاجتماعي على الأرض. وذلك منذ عام 1957 حين أسس "الحركة الاجتماعية"، كحركة مدنية تطوعية ملتزمة لالإنسان والمجتمع والتنمية، وبالرغم من كونه رجل دين متعمق ولاهوتي عتيق، إلا أنه لقب بالمطران الأحمر لأنه حاول الفصل بين الالتزام بالعقيدة الدينية التي هي حق لكل فرد، وبين التعصب الضيق والطائفية، فكان حضناً يتسع لكل ابناء الوطن من كل الطوائف والاديان.

ففي بداية التسعينات ووتويجاً لسنوات طويلة من العمل الدؤوب ثم إنشاء "تجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان" والذي يضم 14 جمعية لبنانية، وملتقى الهيئات الإنسانية والذي يضم 12 هيئة (LNF). يضاف إلى هذين التجمعين قطاعات أسايسة غير حكومية من قطاعات المجتمع المدني منها "المجلس الوطني للخدة الاجتماعية" والمجلس النسائي اللبناني" وهيئات تنسيق الإعاقة البيئية، الطفولة، الشباب، حقوق الإنسان والهيئات الثقافية، ونذكر هنا في إطار دفاعه عن المرأة وعن المظلومين قوله: "كانت صرخة ماركس وانجلز "يا عمال العالم اتحدوا" بدء تحول كبير إيجابي في تاريخ البشرية. فلو اعتمدت نساء العالم شعاراً "يا جميع نساء العالم اتحدن" ولو تنظم اتحادهنّ شيئاً فشيئاً على أهداف لها قيمتها، لتضاعف هذا التحول الإيجابي في العالم... ولو كانت الصرخة "يا جميع النساء والعمال والشعوب المظلومة عنصرياً اتحدوا"، لتكونت في العالم طاقة كبرى، لأجل تغيير البشرية وجعلها أكثر إنسانية.

لقد حاول المطران حداد، في أطر العمل المشترك أن يجعل من العمل الاجتماعي، التطبيق العملي لمضمون العقائد، سياسية كانت أم دينية، لأنها جميعها تدعو إلى إنصاف الناس والعدالة في المجتمع، أي احترام إنسانية الإنسان بمعزل عن انتمائه السياسي أو الديني أو الجغرافي، والعمل على مد جسور الحوار والعمل المشترك بين الناس، واستثارة الجانب المضيء داخل كل واحد منهم وإضعاف العدوانية والهجومية من داخلهم، أي رفع شعار التركيز على الإيجابي والعمل على تطويره فيما بينهم والإنشغال بما يجنع وليس بما يفرق، أي: غيجابية التعامل والتفاؤل المستمر.

هذا ما تعودنا عليه مع المطران غريغوار، الذي اكتشف من خلال عمله الميداني الطويل وفي أحلك الظروف الأمنية والسياسية وجود أصولية فكرية عاهتها الأساسية ادعاء كل طرف امتلاكه الحقيقة دون سواه الاخر وتعامله مع الآخر من موقع رفضه وتخوينه، انطلاقاً من الاعتقاد أن الصراع دوماً بين ملائكة وشياطين، وأن الآخر هو دوما شيطان (وهذا جزء من فقر تربيتنا الديمقراطية) لذا اختار منذ دخوله العمل في الشن العام أن يسعى إلى تجميع الطاقت وإلى تقريب وجهات النظر في خدمة قضية الوطن والإنسان.

لقد كان خيار المطران أن يكون إلى جانب الإنسان كل إنسان، والمنظمات الأهلية بالنسبة له هي منظمات لها رؤية انمائية محددة، ويتمحور عملها في حقول: المشروعات الانمائية، والطوارئ وإعادة التأهيل، وكذلك ثقافة التنمية والدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، على أن تكون المنظمات الإنسانية أنساق منظمة في تقديمها للخدمات الاجتماعية، أي تقدمها كمؤسسة مصممة أساساً للدفاع عن مصالح الجماعات وحمايتها من أجل حياة أفضل.

لم يتنازل "مطران الفقراء" يوماً عن قناعاته حتى أنه يوم كان مطرانا لابرشية بيروت تململ البعض من بساطته وفقره وافتقاره الى مظاهر البرجوازية، واعتبروه لا "يمثّل" خير تمثيل مركز مطران يترأس اكبر ابرشية للروم الكاثوليك في البلاد العربية واهمها، عددياً واقتصادياً، خصوصاً وأنه كان واحداً من المطارنة الذين وقّعوا وثيقة يتعهدون فيها ممارسة الفقر في حياتهم الشخصية، وقد صدرت تلك الوثيقة في الدورة الاخيرة للمجمع الفاتيكاني الثاني عام .1965

إضافة إلى مسيرته الحافلة ونضالاته الطويلة، قد قيل عنه أنه "رجل بلا قناع"، فهو لا يتردد في الافصاح عن معاناته الداخلية، لانه لا يعيش لذاته. رجل يعرف ماذا يريد، وفي تعبير آخر، يعرف ما يريد منه الله، فكيف للمرء أن يرثي رجلاً كهذا، يرفض اللقب الأسقفي "سيدنا"، ويردد دائماً: "كلنا متساوون أمام الله"، أي كلام ممكن أن يقال فيه!

إنه بالفعل رسالة، والرسالة لا تموت والأفكار العظيمة تخلد، لذلك كان المطران غريغور حداد دوماً أكثر من مجرد إنسان، بل كان الرسالة التي حملناها جميعاً وستخلد إلى يوم ينصرها جيل المستقبل الذي لطالما آمن به المطران الأحمر.

________________________________

سؤال الغياب عن غريغوار حداد

لماذا أنت وحدك؟

نصري الصايغ

سيدي من أنتَ؟

لستَ غيرك أبداً.

بحثت عمن يشبهك؟ بينك وبين البعض، شبه لا يكتمل.

من تبقى، ليس. ذاكرتي تطرد الأسماء الرثة.

لك من الصفات كثير. كثير من العقل، أكثر منه الجرأة والإفصاح بالدليل والموقف... كثير من الإيمان المختلف عن الصراط، أكثر منه، الفعل الذي يجسد الكلام... كثير من الحصار حولك، أكثر منه انشغالك بحصار الفقر والتخلف والتعصب والجهل والعمى الذهني... كثير من الترفع عن، أكثر منه التواضع... كثير من الله، أكثر منه الحب، إذ، في البدء كان الإنسان وفي ما بعد كذلك... كثير فيك على حافة الكفر الجميل، اكثر منه صدقك مع الحرية بصيغة العلمانية الشاملة والإيمان بالإنسان كل الإنسان.

 

من ذاكرتي، أنتقي شبيهين ونقيضين معاً. الأول، رفاعة الطهطاوي، من عندنا. الثاني، الكسي دوتوكفيل، من عندهم .الطهطاوي، "أمير المثقفين"، "أول من أخذ بنفسه في تاريخ الثقافة الإسلامية الحديثة حق التحدث، ليس فقط في ما وافق الشرع، بل وفي ما يخالف الشرع". الطهطاوي، أجاز وجود ولاءين "واحد تجاه من يدينون بالدين الواحد، والآخر تجاه المواطنين" (ألبرت حوراني). الطهطاوي، في "تلخيصه" (الأبريز في تلخيص باربز) يضمن نصه الاعجاب بفضائل الحكم الجمهوري القائم على الفصل بين السلطات، ويقرب مبادئ الثورة الفرنسية من ذائقة المصريين الثقافية، ويتحمس للأخذ بأسباب الحضارة الغربية، ما دفعه للتباعد، ثقافياً وسياسياً، بين العرب والأتراك ليقرب بين الفرنسيين والعرب (عفيف فراج).

الطهطاوي رائد في تأييد الديموقراطية وإظهار محاسن النظام الجمهوري وفضائل الفصل بين السلطات، لكنه لا ينصح سيده محمد علي بالأخذ بها. يؤمن بشيء ويمارس الحضاري، تماشياً مع بيئته الإسلامية وسلطته .وتأييده للديموقراطية يتخلى عنه، ليشيد بمذهب "المستبد العادل" محمد علي باشا. هكذا فاز المستشار على المفكر.

 

"هذا رجل لا يشبهك يا غريغوار. فيا سيدي، ما آمنت به قمت به. ما آمن به وأحبه تراجع عنه ومارس ضده. ألم نقل: بينك وبين البعض شبه لا يكتمل. أنت ضد النقصان والانتقاص. هو ساوم. لم يقطع مع السائد ومع المصلحة. أنت فعلت. قطعت وحسمت وقاومت. فكنت وحيداً. فأنت لست غيرك أبداً".

 

والكسي دوتوكفيل، من عندهم، مرجع في الديموقراطية والحرية والثورة. القضية الحاضرة في ما كتب ،البحث عن الحرية وفيها. النموذج الأميركي شكل موضوعه. "هدف الحكومة الدستورية التي تؤسسها الحكومة الثورية هو لفرض إقامة الحرية العامة (...) وحماية الأفراد من استخدام السلطة العامة. الحرية يجب الدفاع عنها ضد الجمهور وسلطته. إن الحرية والسلطة قد افترقتا كل في طريق، فبدأ إجراء ذلك التساوي المشؤوم بين السلطة والعنف، بين الشأن السياسي والحكومة، وبين حكومة وشر ضروري" (حنة أرندت ـ في الثورة) و "ان الثورة قد علمت الشعب درساً أول في فكرة الحرية العامة والولع بها".

 

شبه طلاق بين توكفيل وبين ما كتبه. الإنسان عنده ليس كله. بعض الإنسان يهمه والآخرون فليذهبوا إلى العبودية. عندما عاد توكفيل من أميركا، وقف إلى جانب الحكومة الاستعمارية. بشر بالغزو ودافع عنه. الديموقراطية والحرية ليست لكل الناس. جيوش الغرب التي غزت المناطق الرخوة في العالم، أذاقت شعوبها الإبادة والرق وفضائل العبودية... الحرية حق اختص به دول الغرب. المجد للإنسان الأبيض.

 

"أنت يا سيدي لست كذلك. منذ اثنين وثلاثين عاماً على هذا المنبر في الحركة الثقافية – انطلياس تتحدث عن التزامك بالعلمانية الشاملة، "كقيمة إنسانية من القيم الكبرى واللازمة للإنسان والمجتمع..." فالقيم الكبرى خطيرة، بالوقت ذاته خطرة... هدامة للأفراد والجماعات والمجتمع بأسره، والمطلوب من الواعين للقيم الإنسانية أن يزيلوا الأخطار السلبية، ويناضلوا لتحقيق الوجوه الإيجابية لكل قيمة... بما فيها العلمانية : العلمانية قيمة إنسانية عليا.

 

عنده ارتقت العلمانية من قضية فكرية اجتماعية سياسية إلى مرتبة الأخلاق والقيم، فهي في مستوى القيم الكبرى... لهذه القيمة الكبرى، وشقيقاتها، ترهبن هذا الرجل، بكامل كهنوته وبكل ما ملكت يداه المبسوطتان من إيمان وقوة ودليل.

 

عن أي علمانية يتحدث هذا المتواضع الجليل؟

عن العلمانية بمضمونها الإنساني. من دون إنسانيتها تفقد قيمها التي تحتضنها والتي تتصل بجوهر وجودنا وما تفرضه من سواء السلوك إزاء الآخر وإزاء الذات. فالعلمانية، "هي أحد العلوم الذي يتطرق إلى علاقة العالم بالدين. لكنها ليست علما فقط، بل هي نظرة فلسفية تتجاوز العلم، وهي إيمان بالإنسان وبقيم سامية لديه، يتخطى العلم والفلسفة، وهي التزام، لا إيمان مبدئي وحسب، التزام شخصي ومجتمعي" (العلمانية الشاملة).

 

أخرج غريغوار حداد العلمانية من لاهوتها، أنزلها من مرتبة الفوق، وضعها في مكانها التاريخي، فهي مبنية على العلم التجريبي فقط. العلمانية من الزمنيات ولا تناط بالروحانيات، وهي ليست مع أو ضد الدين، هي في الحياد التام عن الدين، وانحياز تام للحياة والمجتمعات والإنسان كل الإنسان، أيا كان وعلى أي هيئة أو دين أو كيان. ومثل هذا النقاء النموذجي، مخالف لتراث وتقليد الطوائف اللبنانية والبعثات التعليمية التي روجت كل واحدة منها، لعلم طائفي، أسس التعليم في لبنان على قاعدة الولاء الديني والمذهبي، منذ "مجمع اللويزة".

 

في محاولته لتنقية العلمانية الطوباوية مما لحق بها، يؤكد سيادته على أن العلمانية ليست العقلانية، بسبب انتمائها إلى عالم التجربة. وليست الديموقراطية ولو اشتملت على شيء منها. كالمساواة مثلاً، والعلمانية ليست الديموقراطية في مجتمع ديني، لأنها صفة من صفات المجتمع المدني، لا المجتمع الديني، ولا دخل لها بالرهبانيات وبالكهنوت، فلا هي حالة حرب مع الكهنوت، ولا مع أديان لا كهنوت فيها. والعلمانية "ليست لتحرير المجتمع من الدين والله" وليست الإلحاد كذلك، لأن العلمانية اختصاص مدني اجتماعي، وليس من خصائصها "أن تقول شيئاً في الله"، بل هي عاجزة وقاصرة، وهي "تترك الله ورسله وكتبه للإيمان". وعليه "ليست العلمانية حرباً على رجال الدين"، وليست رفضاً للقيم الدينية، ولكنها ملزمة بمواجهة المتفرغين الدينيين عندما "يتجاوزون حقول تفرغهم واختصاصهم الديني ليهتموا بالشأن المجتمعي ولا سيما السياسي والحزبي منه". وهذا ما يتناسب مع شعار لم يأت على ذكره "منع رجال الدين من التدخل في شؤون الدولة ومؤسساتها".

 

 ومن واجب العلمانية ان تدافع عن قيمها الإنسانية. وترفض احتكار الأديان وحدها دون سواها، للقيم الإنسانية، والتأكيد على "انه من المستحيل على الإنسان ان يصل إلى هذه القيم إلا عن طريقها"... والعلمانية ترفض ان تأخذ قوانينها من الكتب الدينية الأساسية" ليس بسبب انتسابها إلى الوحي، بل "لأنها تعتبرها بنصها غير صالحة للمجتمع الحالي. وإذا رأتها صالحة أخذتها، حتى بنصها الأصلي، وإذا رأت في تعديل بعضها، مصلحة للجماعة، عدلتها". شرعية القوانين لا تتأتى من انبثاقها من سلطة الله وعلمه"، يلزم إضفاء شرعية السلطة المدنية المعترف بها.

 

وعليه، فالعلمانية "ليست مسيحية ولا إسلامية .هي صفة للمجتمع لا للدين"، وليس صحيحاً ما يقوله بعض المسلمين بأن العلمانية نتاج مسيحي، لأنهم لم يطلعوا على نشأتها الغربية ضد المسيحية والكنيسة فقد حاربت المسيحية وحوربت منها".

 

ويصر سيادته على العلمانية لفظا ومعنى. وهو ضد التقية بحيث تستبدل لفظة العلمانية بغيرها، كالحداثة والمواطنة والمدنية، فهي ليست الحداثة وإن كانت حديثة، ولا هي رديف المواطنة وان كانت تشبهها ،ولا هي المدنية التي لا تفي مطلقا بغرض التحديد لمفهوم العلمانية. ومن نافل القول، أن العلمانية، ليست اللاطائفية.

 

يحذر غريغوار من الاستعمالات الخاطئة للعلمانية، كالعلمنة الوظيفية النفعية (المحاصصة بطريقة ما) أو العلمنة القانونية لالغاء قوانين الأحوال الشخصية فقط والوصول إلى قانون زواج مدني. ويرفض الاستعمال السياسي الرث للعلمانية ـ والاستعمال الإلحادي والحزبي الضيق الخ العلمانية المغلوطة هي التي يستعملها البعض لخدمة مصالحه وليس الصالح العام.

 

عن أي علمانية يتحدث هذا المختلف جداً. "العلمانية هي نظرة شاملة للعالم (الإنسانية جمعاء) تؤكد استقلاليته (العالم) بكل مقوماته وأبعاده وقيمه تجاه الدين ومقوماته وابعاد وقيمه. كاستقلالية الدولة والمجتمع ومؤسساتهما وقوانينهما وقضاياهما، وسلطاتهما عن المؤسسات والقوانين والسلطات الدينية". وهذا يؤكد ان العلمانية مكتفية بذاتها من حيث ان قيمها منها ولا حاجة إلى قيم من خارجها، وعليه، فهي الحياد التام بين العالم والدين.

 

قال المطران ما قاله والتزم، ظل وفيا لقناعته ولم يتنازل. إن فعل، خسر من إنسانيته، فالعلمانية قيمة لكل الإنسان. غيره فعلها. العلمانيون في لبنان، فاشلون.الطائفيون، على العكس، متفوقون. لم ينجز العلمانيون أمراً. بددّ بعد بدد. لا يجمعون على خطوة. منحازون إلى فردية ونرجسية. كثير من الادعاء. زبد على رمل. يحملون قضية محقة، وفي كل واد سياسي وطائفي يهيمون، الحزبيون العلمانيون، تورطوا في احلاف الطوائف، خدموها حتى الثمالة. نالوا حصة طائفية بمنسوب متدن. يرفعون العلمانية راية في المناسبات، وينخرطون في الطائفية ويخرجون منها بتبريرات مصيبة، كل الأمجاد اللبنانية التعيسة والرثة تجيّر للطائفيين.

 

حدث أن تقدم علمانيون بمشروع يقضي بشطب الإشارة إلى الطائفة من سجل النفوس، يصبح فيه الشاطب مواطنا علمانيا عن جد. سخر العلمانيون الاصوليون والحزبيون منه. فضلوا البقاء في الإقامة الطائفية المريحة، على التحرر من المرعى الطائفي... حدث أن تقدم علمانيون بمشروع للزواج المدني في لبنان، لا أمل، العلماني في لبنان، مدّع،   مصاب بغرور التوحد.

 

على نقيض منه، الطائفي. هو مؤمن بطائفته، يواليها ويدافع عنها ويلتزم بأوامر قادتها ومستعد لتقديم الغالي والنفيس وحتى الشهادة.

دفاعاً عن طائفته وحصتها في السلطة، ويتهم من يخالفها بالإساءة إلى التوافقية.

على من تلوت مزاميرك يا سيد؟ علمانيتك الصافية لا تمت بصلة إلى هذه البيئة اللبنانية الناصعة في انتماءاتها المختلفة. أنتَ، أديت قسطك حتى النهاية. ولكن القمح قليل وخبزك منعدم.

 

لعله لبنان ضدك. اقصد الكيان. أليست نشأة الكيان لأسباب طائفية. المسيحيون في لبنان فازوا في الحرب الكونية لتحالفهم مع الفرنسيين. حصتهم كانت هذا الكيان. الكيانات الأخرى لها أسبابها. أما لبنان، فالطائفية علة وجوده. من دونها، لا يكون. وعليه، ما كان موقتا دام. ما كان مختصا بطائفة توزع. المارونية السياسية ورثتها السنية السياسية ثم الشيعية السياسية. الطوائف تتحكم ببلد لم يعد قادراً على تشكيل حكم. الرواد الاستقلاليون، ربما كان ميثاقهم، منصة للتقدم باتجاه دولة مدنية، حدث أن كانت منصة للقفز في الجحيم. شبه انتحار.

 

فالطائفية لا تبني دولة، بل تحتلها  ، لا تبني وطنا، بل أوطاناً صغيرة لطوائفها. أوطان ذات سيادة واستقلال، عابرة للحدود والدستور والقوانين.

 

العلمانيون فشلوا. لا أؤمن بالاستثناء اللبناني، والاستعصاء الكياني. لعل المشكلة في مكان آخر. يفترض البحث عنه.

 من جهتي ادخل كرسي الاعتراف، واطلب من الاب غريغوار، ان يغفر لي تقصيري ويأسي. وان يباركني لبقائي على الأقل، مؤمنا بالعلمانية كقيمة إنسانية.وفاشلا في خدمتها.

_________________________________

 

 

Conférence sur Mgr Grégoire Haddad - Mouvement culturel

d'Antelias - Michel Touma - 18 mars 2016

 

-  Pour comprendre la pensée de Mgr Grégoire Haddad, il faut d'abord évoquer rapidement dans quel milieu il a grandi en tant qu'enfant. Il était originaire d'un petit village du caza de Aley, Aïn el-Remmané , situé à 30 kilomètres de Beyrouth et à 700 mètres d'altitude. Ce village combine ainsi les avantages du milieu citadin et du milieu rural : il combine ce qui caractérise la ville, c'est-à-dire le brassage de la population, la modernité, l'ouverture sur le monde extérieur ; et il combine aussi  l'avantage du village, c'est-à-dire l'attachement à la terre, à la cellule familiale, la convivialité.

La région de Aley est en outre caractérisée par une mosaïque politique et communautaire. C'est dans le cadre de cette mosaïque que Grégoire Haddad a grandi. Il a été élevé en outre dans une famille de condition sociale modeste et qui représentait elle-même une mosaïque communautaire chrétienne : son père était protestant de l'Eglise presbytérienne ; sa mère était grecque catholique ; son grand-père paternel était grec-orthodoxe. Ce grand-père avait eu six enfants : trois ont été baptisés chez les grecs-orthodoxes et trois autres (dont le père de Grégoire Haddad, Amine) chez les protestants. Grégoire Haddad a lui-même été baptisé chez les protestants.

Cette jeunesse passée dans un tel milieu social et de diversité communautaire a sans nul doute influé sur l'éducation et donc la pensée future de celui qui deviendra prêtre grec-catholique puis métropolite de Beyrouth et Jbeil.  

 

- Lorsque Grégoire Haddad était séminariste chez les Pères jésuites, dans les années 40, la pensée de Saint Thomas d'Aquin était considérée comme la théologie de référence pour la formation des séminaristes. A l'époque, certains grands penseurs, dont notamment Teilhard de Chardin, étaient accusés d'hérésie. L'un des ouvrages de Teilhard de Chardin - qui sera réhabilité lors du Concile Vatican II - Le milieu divin, circulait clandestinement parmi les séminaristes. Grégoire Haddad a été poussé par sa curiosité intellectuelle à lire cet ouvrage.

Grégoire Haddad aura une grande admiration pour Teilhard de Chardin. Il a souligné que les idées avant-gardistes qu'il défendra dans les années 70 puisaient leur source non pas dans ses origines protestantes, mais plutôt dans la pensée de Teilhard de Chardin. Celui-ci avait établi une synthèse harmonieuse, dans ses travaux de recherches et dans sa vision globale du monde et de l'évolution de l'univers, entre sa formation de théologien et ses connaissances scientifiques. Il était géologue et paléontologue. En tant que jésuite, il a tenté d'élaborer une synthèse entre le christianisme et la connaissance scientifique. Il percevait le Christ comme l'axe et la fin de tout l'avènement du monde, comme le point "oméga" vers lequel convergent toutes les forces montantes.

Cette pensée de Teilhard de Chardin n'est pas étrangère aux idées que défendra Grégoire Haddad qui soutiendra qu'il ne doit exister que deux critères absolus dans la pratiqué de la religion chrétienne : le Christ et l'homme.

 

- En commentant ses années passées au grand séminaire, il dénoncera le fait que des axiomes, des certitudes étaient sans cesse répétés. Sa contestation de ces certitudes, présentées comme des axiomes, l'amènera à soumettre ces "postulats" à un débat dans le cadre de la revue Afaq. D'où son premier article qui avait pour titre : "La recherche religieuse radicale procède-t-elle de l'incroyance et du doute ou bien est-elle dans la ligne de l'Evangile" ?

 

- Lorsqu'il a été ordonné prêtre, il a souligné dans son premier sermon qu'il ne voulait pas être traité par les laïcs comme s'il avait accédé à un degré différent, à un degré supérieur. Il voulait demeurer "laïc".

 

- En tant qu'homme de religion, il soulignait qu'il était "à la recherche permanente d'une foi plus authentique et plus engagée, plus vécue et moins dogmatique".  Il avait donc un esprit critique vis-à-vis des pratiques de la chrétienté. Il voulait entretenir une réflexion radicale sur tout ce qui touche à l'homme, au christianisme, et à la situation de l'église. Sans renoncer, évidemment, à son engagement chrétien et à sa foi chrétienne, il disait qu'il se sentait dans la peau des disciples à qui le Christ disait "Hommes de peu de foi". Grégoire Haddad me disait lorsque je préparais le livre sur sa biographie: "Je ne suis pas sûr d'avoir la foi qui transporte les montagnes". Sur base de cette démarche, il ne prétendait jamais détenir la vérité, mais il était à la recherche de la vérité.  D'où ses articles dans Afaq. Il voulait dans ce cadre lancer des pistes de réflexion.

 

- Ses fonctions d'homme de religion, il les assumait dans l'esprit du pasteur, dans le sens du service que le pasteur a le devoir d'assurer à ses paroissiens. L'une des clés de cette approche pastorale réside dans "l'accueil", dans la politique de la porte ouverte. Toute personne pouvait avoir accès à lui sans que les visites soient filtrées. Il était à l'écoute de tout le monde et recevait tout le monde.

 

- Après son élection en 1968 comme métropolite de Beyrouth et Jbeil, il célèbre le 13 octobre 1968 sa première grande messe au cours de laquelle il prononce une homélie-programme axée sur l'idée suivante : l'évêque n'est pas le seul responsable du diocèse, mais il en est le coresponsable avec les prêtres et les laïcs. Il place son homélie sous le thème : "Le christianisme est amour et unité". Tout ce qui est lié au Christ (communautés, personnes, Eglises, institutions, pape, évêque, prêtre …) doit être incarnation de l'unité et de l'amour. Tout ce qui n'incarne pas l'amour ne se réfère pas au Christ. Dans ce cadre, le rôle de l'évêque, son autorité, doivent être perçus comme un service assuré aux autres.

 

Une autre incarnation de cet amour est "l'action sociale" qui se traduit soit par "le développement socio-économique", soit par "le changement des régimes et des structures économiques et sociales". Evoquant le rôle de l'Eglise sur ce plan, il souligne que "si les révolutions économiques, sociales et structurelles se sont produites dans la plupart des pays contre l'Eglise et les dignitaires religieux, ou du moins sans eux, c'est parce que la plupart des hommes de religion avaient limité leur souci au seul culte et à son organisation en négligeant l'amour du prochain. Donc servir le faible et le nécessiteux revient à servir le Christ lui-même.

 

L'homélie souligne en outre que le troisième aspect de l'amour, sur lequel a insisté le Concile Vatican II, est l'action collégiale. L'évêque ou le curé de paroisse doit agir avec les prêtres ou les laïcs au niveau de la réflexion, de la décision et de l'exécution (il mettre cela en pratique en formant les conseils paroissiaux).

 

L'homélie souligne aussi que le champ d'investissement de l'amour ne se limite pas au diocèse, mais il englobe aussi le dialogue avec les religions et communautés et il se manifeste également dans l'action sociale commune entre volontaires de toutes les confessions (d'où le fait que l'action de l'évêque  doit se traduite aussi par "l'unité"; et d'où l'organisation de l'action du Mouvement social en mobilisant les jeunes pour un travail de volontariat dans les régions défavorisées ou avec ceux qui ont besoin de soutien).

 

Ces principes et ces idées idéalistes, GH les mettra réellement en pratique dans ses rapports avec les prêtres et les laïcs, en tant que métropolite : d'où les conseils paroissiaux, la caisse commune au niveau de son diocèse pour les services paroissiaux, son insistance à exécuter des actions sociales en mobilisant des jeunes de toutes les communautés en vue d'un développement socio-économique … L'intérêt de cette action sociale axée sur le développement était que l'engagement des jeunes volontaires ne s'achevait pas avec la fin de l'activité, mais il s'inscrivait dans le temps et il était marqué par le maintien de liens conviviaux et de relations humaines entre les jeunes. Ces relations ont laissé des traces jusqu'aujourd'hui. Autres exemples qui illustrent le fait qu'il mettait en application les idées qu'il défendait : son mode ce vie modeste; sa façon de s'habiller et de se déplacer (en taxi-service et en auto-stop); le fait qu'il refusait qu'on lui baise la main (il ne portait pas l'anneau de l'évêque…). Autre indice : on l'appelait "père Grégoire". Il a formé en outre le Centre de sociologie religieuse qui établissait des fiches familiales et qui a effectué des études sociologiques afin de déterminer les réalités et les besoins des paroissiens.  

 

- Les idées avant-gardistes exposées dans l'homélie d'octobre 1968 sont le reflet des travaux du Concile Vatican II auxquels il a participé, en sa qualité d'évêque auxiliaire, en septembre et octobre 1965. Ces travaux du Concile Vatican II auront une influence certaine sur les idées défendues par la suite par Grégoire Haddad. Car le Concile Vatican II était placé sous le signe de l'ouverture de l'Eglise au monde, du dialogue avec la société contemporaine et de la rénovation de l'Eglise à la lumière des réalités du moment. Le but recherché par Jean XXIII en initiant ce Concile était d'initier un retour aux sources du christianisme, et une participation active et dynamique des laïcs à la vie de l'Eglise. Ce que Grégoire Haddad a précisément fait dans la pratique et a voulu faire en lançant le débat dans Afaq.

 

- Dans la revue Afaq, Grégoire Haddad se propose d'initier des pistes de réflexion, de lancer un débat en profondeur afin de déterminer les causes qui entravent la pratique de l'essence de la religion chrétienne. Il se propose dans ce cadre de tout mettre sur la table, de briser tous les tabous, au risque de "fâcher" l'autorité ecclésiastique. Il ne fait que poser des questions, initier le débat, sans chercher à induire des réponses.

 

- Dans le but d'orienter le débat dans la bonne direction, le question est de savoir "quels sont les critères dans le christianisme qui nous font juger correctement ce qu'il convient de dire ou de faire".Grégoire Haddad définit sur ce plan deux critères absolus et complémentaires, le Christ et l'Homme. Toute démarche ou attitude dans la pratique du christianisme authentique doit obéir à ces deux critères, sachant que l'Homme "est le but du Christ", le Christ étant venu sur terre pour servir l'homme.

Le Christ, en tant que valeur et référence absolues, devrait "appartenir" à l'humanité entière, être accessible à tous ceux, sans distinction, qui se retrouvent ou désirent se retrouver en Lui. Cela implique qu'il faut libérer le Christ de tout obstacle, quel qu'il soit, qui empêcherait le Christ d'être "à la portée de tout homme".    

Le second critère absolu est l'homme. "Tout homme", indépendamment de sa race, sa religion ou sa nationalité. Et "tout l'homme", c'est-à-dire dans toutes les dimensions économiques, sociales ou culturelles de l'homme. Dans cette logique, tout chrétien a le devoir de contribuer au changement de toutes les structures de la société, de toutes les institutions, de toutes les pratiques et lois qui représentent une entrave au développement et à la liberté de tous les hommes.

 

- Les idées avancées par Grégoire Haddad étaient avant-gardistes, voire très audacieuses, pour le contexte des années 70, surtout dans la conjoncture qui a précédé le déclenchement de la guerre libanaise. Mais à la fin de sa vie, il a eu la satisfaction d'être témoin qu'un pape, le pape François, prône des idées, des réformes, et même un mode de vie, qui ne sont pas très loin des pistes de réflexion qu'il a lancées dans les années 70.    

______________________________________

 المطران غريغوار حدّاد

مواليد سوق الغرب 1924

  - دراسته الاولى في مدرسة سوق الغرب العالية

وهي مدرسة علمانية متعددة طائفيا

-          ثم مدرسة النهضة بادارة الرهبنة الحلبية في بمكين التابعة لدير الشير .

-      بسن الثالثة عشرة دخل المدرسة الاكليريكية الابتدائية التابعة للآباء اليسوعيين في بيروت الاشرفية

 

 

 حصل على شهادة البكالوريا عام 1943

•         دخل بعدها المدرسة الاكليركية العليا (اليسوعية)

•         عام 1948بدأ حياته الكهنوتية و تسلم مسؤولية نادي ابولون الشبابي الذي اسسه الاب ادلبي

•         كان النادي يضم اعضاء من مختلف الطوائف

•         الشباب انفسهم يديرون النادي

•         عام 1949 رسم كاهنا واصبح اسمه:

غريغوار حداد

•         المسيحية البروتستانتية والكاثولليكية

•         افكار الراهب الجيولوجي تيار دي شاردان

•         تيولوجيا التحرير

•         قراآته الاسلامية وخاصة عن المتصوفة

•         الوسط الاجتماعي المتنوع الذي نشأ  فيه نخلة حداد

•         كتب عام 1974:

   ان تحرير الانسان هو الهدف الاسمى في الوجود ،ولا بأس ان تُكسر بعض الحرمات وتتم اعادة النظر بالسلطة لتحقيق هذا الهدف.

•         ان الاختلاف بالافكار والتعابير والمواقف هو من ضروريات المجتمع الانساني، الديني والمدني، وهو لا بد منه لتطور المجتمع نحو الافضل. (ديالكتيك هيغل)

•         المطالبة بالتغيير تعني تغير كل البنى والمؤسسات والقوانين التي لاتؤمن التنمية والحرية للجميع.

•         الانسان ايا كان هو  قيمة  مطلقة ويجب العمل لتحقيق انسانيتة بالتنمية.

•         العمل الاجتماعي هو من اهم وظائف رسالته الكهنوتية

•         العمل التنموي يتناول:  كل انسان وكل الانسان بمختلف ابعادة الاجتماعية والفكرية والروحية.

•         عام 1954وافق المطران علىان يكونمرشدا لجمعيةالشاباتالمسيحيات المستقلات،

•         عام1960 اسس الحركة الاجتماعية كمؤسسة تنموية اقتصادية اجتماعية

•         لا تقوم على الاحسان

•         تحترم كرامة  الانسان

•         تقوم على العمل التطوعي

•         ومبدا المشاركة في اتخاذ القرار

•         المشاريع التنموية توضع بناء على دراسة الواقع الاجتماعي ووفق الاحتياجات

•         الحركة الاجتاعية منحازة الى المناطق الطرفية المهملة تاريخيا من قبل الدولة

•         الحركة الاجتماعية منحازة الى الاحياء الفقيرة في المدن

•         الحركة الاجتاعية منحازةالى الفئات الضعيفة والمهمشة كالاطفال والنساء وكبار السن وذوي الحاجات الخاصة.

•         الخدمات الصحية

•         الدعم المدرسي

•         التدريب المهني

•         تنمية الحرف

•         شؤون المعوقين

•         شؤون المرأة

•         الاهتمام بالمساجين

•         المدافعة والحقوق

•         تأمين الدواء للمستوصفات الاهلية

•         وفيالعام 1960 ايضا  تم تأسيس واحةالرجاء التي استلهم نشاطها من الاب بيار ، واشرك في تأسيسها شخصيات وطنية تنتمي الىمختلف الطوائف منعا لاي تصنيف طائفي لها.

•         الاندفاعةالقوية العمل الاجتماعي كان بعد لقائه الرئيس فؤاد شهاب الذي اوصىفريقهبالتعاون مع المطران وجعل من الحركة الاجتماعيةالتي حازت على علم وخبر عام 1961

•         مؤسسة ذات منفقعة عامة  عام 1963.

•         مع الاب لوبريه وبعثة "إرفد" IRFED، نفذت الحركة الاجتماعية او ل دراسة ميدانية شاملة  لوضع خطة إنمائية وطنية، إستناداً الى معرفة حقيقية بالمشكلات والحاجات والموارد لسائر مكونات ونواحي الوطن.

•         وصل عدد المتطوعين في الحركة الاجتماعية الى500 متطوع

•         انشأبيت الحرفي اللبنانيضمن رؤية مزدوجة:

-         المحافطة على اتطوير الحرف التقليدية

-         تشجيع الفون الجميلة المتنصلة بتلك الحرف

•         جمعيةالتضامنالمهني المبنيةعلى فكرة القروض  الصغيرةبهدف افساح لمجال لكل مهني ان ييقيم  مؤسسته الخاصة.ساهم في تأسيسهاعام 1984

•         الكمبيوتر البشريوهوعبارة عن فريق بحثي تطوعي منتشر في مختلف المناطقجاهز لتنفيذ اية دراسة ميدانية وفي اي قطاع كان

•         وكان هدفها كما اسمها تنسيق انشطة المؤسسات الاهلية حسب قطاع النشاط وحسب المنطقة الجغرافية

•         بهدف التكامل والتعاون لانجاز ما لا تستطيع جمعية منفردة ان تنفذه.

•         تجمع المؤسسات الاهلية التطوعية في لبنان

•         ويضم 13 من اكبر الجمعيات الناشطة في لبنان وجميعها:

-         متعددة الانشطة

ولها فروع في مختلف المناطق

•         يعمل في سياسة القضايا وليس سياسة الاشخاص.

•         كالسياسات المتعلقة  ب:

•         الصحية

•         الاسكان

•         التربية

•         البيئة......وغيره

•         الاصلاح السياسي وخاصة ما يتعلق بالتمثيل الشعبي،وقد اعد مشروع قانون انتخابي  يزاوج بين النظامين النسبي والاكثري

•         يرفع التيار شعار العلمانية الشاملة

•         ساهم فيالعمل على شطب الطائفة عن بطاقة الهوية

•         نظم لقاء العلمانيين في لبنان عام

•         شار التيار بفعالية في الحرك الشعبي

-         ضد النظام الطائفي

-         لحل المشكلات البيئية

-         انتصارا للحريات العامة

-         احتجاجا على السياسات الاقتصادية المجحفة بحق الفئات الشعبية

-         قانون ايجارات ينصف المالك والمستأجر