المؤتمر الوطني 2015

خطر السيطرة على الاراضي

او سقوط لبنان الرسالة

 

الصحافي والكاتب بيار عطاالله

 

ارتبطت قضية امتلاك الاراضي والسيطرة دائماً بالحضور السياسي - الاجتماعي واعتبرت مقياساً على السلطة والقوة، في منطقة لم تخرج كثيراً في سلم قيمها الروحي والديني والفكري عن مجتمعات البداوة والزراعة والاجتماع البشري القديمة. وتالياً أصبحت مسالة السيطرة على الاراضي مدخلاً الى السيطرة المجتمعية والسياسية وأحد أشكال النزاع بهدف أحداث تغييرات استراتيجية على ارض الواقع، بدليل ما قام به المشروع الاسرائيلي في فلسطين من استيلاء على اراضي السكان الاصليين وطردهم في مراحل لاحقة وصولاً الى قيام دولة اسرائيل.

هذا النموذج الاسرائيلي، تم اقتباسه بالكامل في ما يشهده الشرق الاوسط من نزاعات مذهبية وطائفية، أيضاً بدليل ما يجري في العراق وسوريا من طرد للسكان واستيلاء على الاراضي، والاخبار الواردة من اقليم كردستان في شمال العراق تتحدث عن استيلاء ممنهج على اراضي المسيحيين هناك، وجزء من تخلي الاكراد عن جيرانهم المسيحيين في سهل نينوى في مواجهة هجوم "داعش" هو بهدف التخلص منهم، وحدث كذلك عما يجري في سوريا ومنها الى لبنان...

يقول وليد جنبلاط : "ان وجودنا في خطر، لأن أي مجموعة بشرية تفقد أرضها، فأنها تفقد وجودها. وعندما تبيع أي مجموعة ارضها فأنها تفقد وجودها تلقائياً. والبعض الذي يبيع الارض إنما يبيع كرامته ووجوده".

خلال الانتداب الفرنسي قامت السلطة المنتدبة بمسح للاراضي وكانت النتيجة تملك المسيحيين لـ 84 في المئة من اراضي الجمهورية، منها 68 في المئة للموارنة. وخلال الستينات قامت الدولة بمسح تبين بنتيجته ان المسيحيين يمتلكون 74 في المئة من اراضي الجمهورية. اليوم يمتلك المسيحيون 39 في المئة من اراضي الجمهورية منها 13 في المئة املاك وعقارات للكنيسة. من دون احتساب 4 في المئة ردميات في البحر وخصوصاً في بيروت وصيدا...

ماذا تعني هذه الارقام ؟

انها تعني سقوط لبنان الرسالة الذي تحدث عنه البابا يوحنا بولس الثاني.

انها تعني سقوط العيش المشترك على الارض وفي الواقع... اذ تسير عمليات أنحسار ملكية الارض لدى المسيحيين مع أنحسار حضورهم الديموغرافي والسياسي والاقتصادي....

قرية حوارة في الضنية وتبلغ مساحتها 25 مليون متر مربع اختفت من الوجود، الدبية تختفي تدريجاً عن الوجود، قرى شرق البقاع المسيحية تختفي عن الوجود، القطرانة والجرمق في جزين اختفت عن الوجود... والحضور المسيحي في الاشرفية الى أنحسار، والخشية ان يختفي الحضور المسيحي من الوجود في لبنان ويصبح مجرد ذكرى.

ما هي نسبة تملك وحضور المسيحيين في بيروت التي تبلغ مساحتها 18 مليون متراً مربعاً، بعد قيام مشروع سوليدير وبعد الهجمة الواسعة على شراء عقارات المسيحيين واملاكهم في مختلف انحاء بيروت...

الخطر الاكبر هو سقوط لبنان الرسالة