شهادات في سعيد عقل

كلمة الدكتورة نايلة أبي نادر

أشارت الدكتورة نايلة أبي نادر، مديرة حفلة التكريم، في بداية كلمتها إلى أنّ الشعر هو "فرح اللقاء بالكلمات" والغوص في المعنى والتوق المتوهّج نحو الحريّة. ثمّ أضافت أنّ السعي إلى زرع الفرح ومقاومة الجهل وتحدّي المرض هو بمثابة الإصابة بفيروس "سعيد عقل"، مشدّدةً على أنّ ذلك أمرٌ لا يحظى به الكثيرون ويطلق عليه إسم "الشعريّة". ووصفت الراحل سعيد عقل بالعملاق "الذي في حضوره كما في الغياب يولّد ذوبعة تهدر في آذان التاريخ". وأضافت أنّه لا يمكن النظر إليه كظاهرة مألوفة وترك رحيله يمضي "كنسمة عبرت"، لذلك قرّرت الحركة الثقافية أن تكلّله وترفع له التحيّة. وفي الختام، أشارت إلى أنّ طبيعة الشعر الّذي أنتجه سعيد عقل جذب الأخوين الرحباني وفيروز "ليسبغا على الكلمات المفعمة بالشعرية ألحانًا تطرب لها الروح".

كلمة الدكتورة هند أديب

شكرت الدكتورة هند أديب في بداية كلمتها الحركة الثقافية أنطلياس لدعوتها إلى هذه الندوة، مشيرةً إلى أنّ سعيد عقل يحتلّ مكانة خاصّة في ضميرها ومسيرتها. وأضافت أنّها أمضت عقودًا تبحث في أعماله عن "خصوصيّة الجماليّة الّتي تفرّد بها"، وكتبت صفحات كثيرة عنه. وأشارت إلى أنّها ستنقل اليوم للمشاركين تجربتها الشخصيّة مع سعيد عقل الّذي شكّل محور جدال بين مؤيّدينه ومعارضينه. ثمّ شدّدت على أنّ سعيد عقل لم يكن شاعرًا عاديًا ومعزولًا عن الحياة العامّة، فقد تميّز شعره بـ"شحنة إيدولوجية تمحورت حول نظرته للبنان". وأضافت أنّ سعيد عقل أراد لبنانًا متميّزًا وفريدًا في محيطه العربي. وذكرت الدكتورة أديب أنّ في خلال بحثها المستمرّ، اكتشفت أنّ سعيد عقل كان لديه طاقة فنيّة خلّاقة، كالصور والإستعارات... ولديه نظرة خاصة بلبنان ورسالته ودوره. وشدّدت على أنّها ميّزت بين نتاجه الأدبي ومواقفه السياسية والإيديولوجيّة، وذلك ما ساعدها على اكتشاف أصول الفكرة اللبنانية عنده. وعلى الصعيد الأدبي، أشارت الدكتورة أديب إلى أنّ سعيد عقل ينتمي إلى كل التيّارات الأدبيّة من دون أن يكون تابعًا لتيّار معيّن، وهو من "أوائل رواد الحداثة العربيّة الحقيقيين على مستويي الشكل والمضمون". وفي الختام، أشارت إلى أنّها أحبّت الشاعر واحترمت فكره حتى لو لم تكن من المؤيّدين المطلقين له، وتعرّفت من خلاله إلى من يمكن اعتباره "الآخر" وتقبّلته في غيريّته. وشدّدت على أهميّة أن يقرأ محبّذو لبنان ما كتبه سعيد عقل كي "يؤسّسوا للبنان كيانًا مستقلًا ومميّزًا وفذًّا في ضميرهم".

كلمة الشاعر عقل العويط

استهلّ الشاعر عقل العويط مداخلته قائلًا إنّه يجب تحرير سعيد عقل من سعيد عقل نفسه ومن مريديه كي نرى الحقائق الأدبيّة وغير الأدبيّة، وذلك عبر فصل المواضيع التي ينادي بها عن الشعر. ثم شدّد على أن يُترك سعيد عقل للباحثين وللعمل الجماعي وتتجه الأنظار إلى دراسة الأدب الّذي تركه الشاعر الكبير. وأضاف أنّ البعض منغلق في "شرنقة" ويغفل عن حقيقة أنّ لبنان الثقافي أصبح شبه جثّة. واعتبر الشاعر عقل العويط أنّه من الضروري وضع حدّ لندوات التأليه الأدبي واستبدالها بدراسات أكاديميّة نقديّة تلقي الضوء على قصيدة من قصائد الشاعر تفكيكًا وتحليلًا. وأشار إلى أنّ الجامعات تنهار وأقسام الأدب تخلو من الأساتذة والباحثين والطلاب. وفي الختام، دعا إلى إنشاء مراكز للأبحاث الجامعيّة والأكاديميّة من أجل دراسة الأدب، وبالتالي الحفاظ على إرث لبنان الثقافي.

كلمة الشاعر عصام العبدالله

تخيّل الشاعر عصام العبدالله  نفسه في مداخلته أنّه صعد إلى سعيد عقل وانفتحت أمامه جغرافيا الشعر، ودلّه سعيد عقل على الرّكائز الأساسيّة الّتي يقوم عليها هذا المجال. وأضاف أنّه تفرّج على اللّغة "كيف تصير ولودة" وكيف "تبني قصرًا وكاتدرائيّة وقلعة". وأشار إلى أنّ سعيد عقل كتب في أكثر من نوع من الأدب. ثمّ تساءل كيف يمكن حفر قبرٍ لجسدٍ طوله مئة عام. وفي الختام، شدّد الشاعر عصام العبدالله على أنّه يبقى مقصّرًا في الكلام على سعيد عقل.

كلمة الشاعر سهيل مطر

أشار الشاعر سهيل مطر إلى أنّ الشعر هو كالوردة، لا يجب تفتيت أوراقها لاكتشاف موطن العطر فيها، وإذا "فعلنا كنا كمن يمشي في جنازة العطر وراء جثّة الجمال". ثمّ وصف سعيد عقل بالإستثنائي والمتمرّد والعاشق والساحر، مشيرًا إلى أنّه رفض الألقاب والأوسمة والمناصب. وشدّد على أنّ سعيد عقل ظلّ يحلم ولم يخش الموت أبدًا. وفي الختام، طلب منه أن يصلّي للبنان في ليلة عيد الأمّ.

قرأ كل من الشاعر جورج مغامس والشاعر عبد الغني طليس قصيدةً موجّهة إلى سعيد عقل. أمّا الشاعرة فيكتوريا فقرأت أشعار من سعيد عقل.