ندوة بعنوان: "حرفة الأدب" كيف نعبُر بها إلى الأجيال الجديدة؟

مشاركة: الأديبة مي منسّى – معالي النقيب رشيد درباس 

الكاتب المسرحي مروان نجّار –  الشاعر هنري زغيب

 

 

 

انطلقت اليوم اولى ندوات "المهرجان اللبناني للكتاب" الذي تنظمه الحركة الثقافية في انطلياس، والذي يستمر حتى 19 آذار المقبل. وبدعوة من دار "سائر المشرق" و"صالون الكتاب" و"اصدار ونقاش" عقدت ندوة بعنوان "حرفة الادب ...كيف نعبر بها الى الاجيال الجديدة". شارك فيها الوزير السابق رشيد درباس، الروائية والصحافية مي منسى، الكاتب مروان نجار والشاعر هنري زغيب.

اجرى زغيب مقاربة تماثلية مع انشطة الفرنكوفونية في لبنان على مستوى النشر والافلام والمسرحيات والكتب والمعارض والقراءات الجماعية واللقاءات المدرسية والاحتفالية التي تسهّل ايصال اللغة ونتاجها الادبي. وهو برأيه ما لا يحصل في اللغة العربية الا لماما وبمبادرات فردية، مما لا يقرّب اللغة العربية من مستخدميها.

وتوقف عند "ضحالة الكتب التي تهم الاجيال الجديدة كي تقبل عليها، والى استخدام اللغات الاجنبية في المخاطبة الشفوية وفي التخاطب الالكتروني". مركزا على "نصوص عشوائية في الكتب المدرسية لا تراعي الذائقة الجمالية، فتنفر التلميذ من اللغة العربية". وختم داعيا الى "نهضة جماعية على مستوى المرافق التربوية في الدولة والمدارس لتقبل الاجيال من جديد على ما يصدر فيها من نتاج أدبي".

النقيب رشيد درباس

اعتبر درباس في كلمته أنه " من البديهي في مسعانا الى توطيد العلاقة بين الادب وأجيالنا الصاعدة أن نتفكر فينا نحن وفي أجيالنا السابقة: كيف نشأنا على الادب؟ وكيف تذوقناه؟ وكيف لنا أن ننقل من بعد، تجربتنا الخاصة الى ابنائنا فيسيروا على ضوئها من غير أن ننسى مقدار التطور الهائل الذي يشهده عصرهم؟".

وعزا "احتراف شغفه" بالادب "الى تأثر مباشر بجو مدرستي مار الياس –الميناء(...). ولم نكن نأخذ الادب ناشفا من مظانه فقط. بل كنا نُحملُ على حفظ قصائد كثيرة على بكرة ابيها، ثم نتبارى في القائها وتردادها، واستكشاف جمالاتها بالشغف نفسه". اضاف "لقد دربنا معلمونا على الشغف بفنون اخرى كالمسرح والسينما والرسم والموسيقى(...) ونشأنا في جو من النقاش الفكري الراقي حول مسائل ادبية واجتماعية وسيسية وثقافية". اضاف"اربعة جعلتنا مشغوفين بالادب: ألفة المدارس مع الطبيعة، رسولية المعلمين ، غنى المناهج التربوية والجو الثقافي الزاخر الذي ساهمت وسائل الاعلام في ترويجه". معتبرا أنه "يكفينا أن نستعيد هذه الاربعة كي يستعيد اولادنا الشغف بالادب". داعيا المؤسسات الثقافية الى "اجراء مباريات وتقديم جوائز في مواضيع ادبية وثقافية مختلفة".

الأديبة مي منسّى

"ماذا يعني أن أكون روائية"؟ سألت منسى واجابت"يعني أن لي حقوقا كثيرة، من بينها أن أقول الحقيقة ولو مصاغة بمادة الخيال. فالروائي يخترع ألف حياة وتبقى حياته النواة التي منها كل شيء". اضافت "من الصحافة جئت الى الرواية من دون هدف، سوى أن اتحسس أكثر ما أكتبه، فأعطي قائي أكثر مما أعطيه في مقال له بداية ونهاية. الرواية لا بداية لها ولا نهاية".

الكاتب المسرحي مروان نجّار

عن "حرفة الادب المسرحي بل حرقة ذاك الادب" تحدث نجار. مرّ على "الخشبة" و"مساحة الكاتب". عرّج على "البعد السلبي لعبارة حرفة الادب " في مصطلحات العرب، قبل أن يسأل "ماذا بقي عندنا اليوم من حرفة الادب وهل بقي لنا ادب؟". وقال"عصرنا الغارق في ثقافة الاستهلاك المتنامية، ومناهج التعليم وممارسات الاعلام ونوعية الأعلام، تليق به مجالات لعل اكثرها رخاء وسخاء ما لا يمكن أن ينسب الى الآداب".

اضاف"الطبقة الحاكمة او المسؤولة لا تعرف شيئا عما جناه جهلها و"سلم أولوياتها" من ظلامة أبعدت أجيالنا عن حب المعرفة أو طلبها او الاكتراث بأبسط مقوماتها. كذلك الجهل والتجاهل المتمكنان من المؤسسات المعنية بأجيالنا أكانت عائلة ام مدرسة ام سلطة تربوية، ام هيئة دينية أو اهلية. اما وزارة الثقافة فنعرف قيمتها الفلكلورية ولا نتهمها بأية ارتكابات على الصعيد العملي او الرؤيوي".

وختم معتبرا ان "المطلوب لعبور حرفة الادب من عصر الى عصر ومن جيل الى جيل ، احياء المواطن الفرد فينا كي تضمحل الطقوس وتنضج النفوس فنتحضّر من جديد. والطلوب جهود جماعية واعية يلتقي فيها كل مناضل على جوهر القضية فلا يعود هذا المناضل في نظر نفسه هو القضية".