افتتاح المهرجان اللبناني للكتاب الدورة الحادية والأربعون
نستهل هذا اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني
كنت أتمنى أن أبدأ بالترحيب كما هي العادة في كل عام براعي هذا المهرجان فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية ، إلا أنّ لبنان الذي يعيش اليوم وضعا" استثنائيا" وشاذا" نتيجة الفشل والعجز والتلكؤ بعدم انتخاب رئيس له ، لذلك فإن المهرجان اللبناني للكتاب في دورته الحالية سوف يقام هذا العام وللمرّة الرابعة من دون رعاية رسمية.
بدايةً، نودّ أن نعرب عن بالغ احترامنا وعمق عاطفتنا البَنوية لصاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الذي شاء أن يتمثَّل اليوم بيننا بسيادة النائب البطريركي المطران أنطوان عوكر الذي يحلّ عـزيزاً مكرَّماً بين أحبّاء وأصدقاء، كما نجدّد التعبير عن خالص امتناننا وتقديرنا للرهبانيّة الأنطونيّة، حاضنةِ حركتنا منذ نشأتها قبل 46 عاماً، ممثَّلةً بشخص الأب بطرس عاذار منتدباً من قدس الأب العام الدكتور جوزف بو رعد، الذي يشرّفنا اليوم في داره حيث لجميع الآباء الأنطونيّين الذين تعاقبوا على رئاسة هذا الدير وهذه الحركة أو خدموا رعيّته بصماتٌ خيّرة راسخة؛ وعلى الأخصّ رئيسنا الحالي وراعينا المُحبّ الأباتي الدكتور أنطوان راجح.
- اصحاب السيادة المطارنة سمعان عطالله – بولس روحانا – جورج شيحان.
- ممثلي قائد الجيش ومدير عام قوى الأمن الداخلي ومدير عام أمن الدولة ومدير عام الأمن العام.
- ممثلي النادي الثقافي العربي.
- رؤساء وممثلي والسلطات القضائية والهيئات المدنية والبلدية والاختيارية والثقافية والأكاديمية والفنية والاقتصادية والأجتماعية والنقابية والجامعات المشاركةوممثلي وسائل الاعلام .
ايها الأصدقاء، أيها الحضور الكريم،
يطيب لي أن أحييّكم شاكراً حضوركم هذا الاحتفال، وراجياً أن تتكرّموا باعتبار هذا الترحيب الاستهلالي والتفصيلي في بداية لقائنا ، صادراً باسمي وباسم سائر زملائي أعضاء الحركة الذين سيتناوبون على الكلام في هذا الافتتاح ، كما نعتذر سلفاً عن أيّ خطأ أو تقصير غير مقصود. فكلّكم ، سواء بصفتكم الشخصية أم بصفتكم التمثيلية، أعزّاء وأصدقاء، شرّفتم الحركة وهذا الصرح ... لكم منّا أسمى آيات المودّة والإحترام التقدير، وبكم جميعاً أجمل الترحيب.
في زمن ، نَحَت فيه إنشغالات اللبنانيين وهمومهم الى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة ، وحيث تشهد فيه منطقتنا حروب مدمّرَة وتبدلات وتغيرات جغرافية وديمغرافية وصراعات عقائدية ودينية حادة ،
ها هي الحركة الثقافية – أنطلياس تفتح أبوابها ضمن فعاليات المهرجان اللبناني للكتاب في سنته الحادية والأربعين ، مكانا للتكريم ، والندوات واللقاءات وتبادل الآراء في مختلف المواضيع ، مساحة للكتاب ومحبيه وقرائه،
فأهلا بكم مجددا في هذة الأمسية لننطلق سويا في هذه التظاهرة الثقافية الوطنية ونفتتح المهرجان اللبناني للكتاب .
كلمة أمين المعرض الاستاذ منير سلامه
-------------------------------------------------------------------------------------------
كلمة رئيس دير مار الياس – أنطلياس ورئيس الحركة الثقافية قدس الأباتي الدكتور أنطوان راجح
--------------------------------------------------------------------------------------------
أيها الأصدقاء، أيها الحضور الكريم
المهرجان اللبناني للكتاب، هو ربيع الحركة الثقافية – أنطلياس، الدائم والمتجدد،
هو ورشة ثقافية حقيقية نعيشها من الآن حتى مساء العاشر من آذار،
كلمة الحركة الثقافية – انطلياس يلقيها أمينها العام الاستاذ جورج أبي صالح.
كلمة أمين معرض الكتاب الأستاذ منير سلامه في إففتاح المهرجان اللبناني للكتاب في 29 شباط سنة 2024.
أكرّر الترحيب بكم أصحاب السيادة والمعالي والسعادة وممثلي المراجع الدينية والسياسية والعسكرية والأمنية والقضائية والبلدية, وبوسائل الإعلام وهيئات المجتمع المدني وبجميع الأصدقاء.
الحضور الكريم ,
معاً نفتتح المهرجان اللبناني للكتاب في دورته الواحدة والأربعين , لأنه ومرة ً جديدة يغيب راعي الإحتفال الرسمي ( فخامة رئيس الجمهورية ) لأن التطورات في الأقليم ومن يفضّل إنتظار تطور الظروف لصالحه والضوء الأخضر الأقليمي , عوامل تمنع إعادة تكوين السلطة في لبنان.
أيها السيدات والسادة,
حالة الإنهيار التي نعيش هي إمتداد لحالة التفكك التي تعيشها بعض الدول العربية لا سيما في شرقي المتوسط وتشظّيها إلى دويلات ومجموعات طائفية ومذهبية وعرقية . فيما الأجرام الأسرائيلي يمعن في تدمير غزة وقتل وتشريد
وتجويع عشرات ومئات الألوف من الشعب الفلسطيني المناضل من أجل دولة يعيش فيها بكرامته , مستغلاً الفراغ والعجز العربيين من المحيط إلى الخليج,
وتواطؤأعداء العرب الأقليميين, وصمت دول العالم عن المجازر التي يرتكبها هذا العدو, وهي الأفظع في هذا القرن.
أيها الأصدقاء ,
هذه السنة , وبالرغم من كل الأزمات التي تعرفون والتي تعصف بوطننا والأخطار التي تتهدّده, قرّرنا في الحركة الثقافية – أنطلياس مرةً جديدة رفع التحدي وإقامة المهرجان, بتشجيع من المتقفين وأصدقاء الكتاب والمؤمنين بلبنان وطن الحرية والثقافة والتفاعل الحضاري والحداثة على مدى تاريخه.
-- 2 --
فاق الإقبال التوقعات فشارك معظم المؤسسات ألجامعية الكبرى بما فيها الجامعة اللبنانية بالرغم من ظروفها,أما عدد دور ألنشرألمتعاقدة فناهز الخمسين وهي كلها لبنانية.
هذا عدا عن الجناحين الخاصين بالجيش اللبناني وبقوى الأمن الداخلي.
بالإضافة إلى تخصيص الحركة منصّة " المنفردون " للمؤلفين الإفراديين , كما أتحنا المجال للراغبين منهم بتوقيع مؤلفاتهم في قاعة مخصصة لذلك.
أما الأنشطة المرافقة للمهرجان فهي :
أ – تكريم أعلام الثقافة من البارزين في مجال الطب والمحاماة والأدب والمسرح والموسيقى وغيرها من المجالات العلمية والأدبية والفنية.
وخلال فترة المهرجان يصدف يومان الأول هو الثامن من آذار ,يوم المرأة العالمي, وتكرّم فيه الحركة ناشطة من المجتمع المدني.والثاني في التاسع منه, يوم المعلّم وفيه يتّم تكريم إثنين من المعلّمين تقديراً لما يبذله المعلمون لأبقاء لبنان رائد التعليم في المنطقة العربية (نتمنّى لهم نيل بعض حقوقهم ألمشروعة).
ب – إقامة عدة ندوات منها ما هومن تنظيم الحركة الثقافية حول القضايا الوطنية الأكثر تأثيراً على لبنان ومصيره ومستقبل أبنائه.وفي هذه الدورة ندوتان :
الأولى حول الحرب في غزة وتأثيرها على لبنان والثانية حول مشكلتي النزوح واللجوء وخطورتهما على مستقبل لبنان الديموغرافي والسياسي والثقافي.
بالأضافة الى ندوات حول إصدارات متعددة لدور النشر والجامعات.
وتستضيف ألحركة على منبرها خلال المهرجان 78 شخصية فكرية من محاضرين ومتدّخلين .كما تُنقًل الندوات ببث مباشر على صفحةالفايسبوك فيما
-- 3 -
تُنشَر مواد الندوات كاملةً على موقعنا على شبكة الإنترنت , ولاحقاً على قناة الحركة على اليوتيوب.
==لمن لم يصلهم البرنامج كاملاً, تجدونه علىموقعنا الألكتروني وعلى مدخل ألمعرض مع مطوي تواقيع الكتب الصادرة حديثا والتي قاربت المئة وعشرين توقيعا ً.
أيها الصديقات والأصدقاء "
ألفت نظركم الى أن الحركة الثقافية تنظّم خارج توقيت المهرجان وفي كلّ اسبوع تقريبا ندوات تتناول مختلف المشاكل الأقتصادية والسياسية والتربوية والبيئية التي يعاني منها وطننا العزيز.
أخيراً أكرّر شكر الحركة الثقافية لغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عبر ممثلّه سيادة المطران أنطوان عوكر الجزيل الأحترام ولأصحاب السيادة والمعالي وممثلي القيادات العسكرية والأمنية ولرئيس بلدية أنطلياس ومجلسها البلدي وللإعلاميين والنقابيين والمفكرين والأدباء والأساتذة ولمختلف الناشطين في المجتمع المدني.وأخص بالشكر الرهبنة الأنطونية حاضنة حركتنا.
والشكر كل الشكر للجامعات المشاركة مع تمنياتنا لها بتخطّي كل الأزمات المادية وغيرها حفاظاً على دورها الرائد في لبنان وفي العالم العربي
وأشكر أيضاً للدور المشاركة ألتي تسهم في إبقاء لبنان مطبعة الشرق العربي, وكل المشاركين في هذا المهرجان.
ولا أنسى توجيه الشكر والتقدير للزملاء الأعضاء والعاملين في الحركة والذين بمساهمتهم وعملهم جعلوا هذا المهرجان واقعاً قائماً.
وتحية خاصة للأباتي أنطوان راجح رئيس دير مار الياس – أنطلياس ورئيس الحركة الثقافية- أنطلياس لما يبذله من جهود مشكورة في مساعدة الحركة على تخطي الكثير من الصعوبات على الأصعدة كافة.
--4 -
كما أشير إلى أن الحركة توزّع كتاب المهرجان وكرّاس أعلام الثقافة , مع الأمل بأن تتمكّن قريباً من إصدار الجزء السابع من موسوعة أعلام الثقافة (800 صفحة ) والكتاب السنوي الذي يضّم نشاطات الدورة الماضية كاملةً.
أيها الصديقات والاصدقاء
حضوركم يفرحنا وبدعمكم نستمّر ...
وشكراً
________________________________________________________________________
كلمة رئيس الحركة الثّقافيّة الأباتي أنطوان راجح في افتتاح مهرجان الكتاب (29-2-2024)
دَنِفَ موعدُ مهرجانِ الكتابِ. لم تتخلّفْ حركتُنا الثّقافيّةُ عن إحيائِهِ إلّا مرغمةً في سنتي انتشارِ الوباءِ وانزواءِ كلِّ ابنِ بشرٍ. فهي لا تزالُ تعتبرُ حتّى ورقَ الكتابِ خيرَ جليسٍ للأنامِ، وهو لا يُولّى ولا يُكسرُ مهما تقدّم الجهازُ الالكترونيُّ عليه. أمّا أن يكونَ أرجى منه مرتبةً، فمسألةٌ فيها نظرٌ، على الرّغمِ من رواجِهِ عندَ العموم، ولحاقِ الحركةِ بتقدّمِه، هذا من حيث الشّكل.
أمّا في الأساس، فأمانةً لدورِ الرّئيسِ في نظامِ حركتِنا، الّذي يكادُ يكونُ قاصرًا على الرّعايةِ والتّنسيقِ والإرشادِ، وهذا ليسَ بقليلٍ، وإن شارك أيضًا في العضويّةِ الإداريّة، أُلفت إلى أنّ المهرجانَ فرصةٌ للتّواصلِ الحميدِ، بالرّؤيةِ والإصغاء، بالسّماعِ والنّظر، باللّقاء للتكلّم، لا بصيغِ الفكرِ وحسبُ، بل ومن القلبِ، لصوغِ الوحدةِ في صميمِ الفكرِ المتنوّع والثريّ. إنّ القلبَ هو الذي يدفعُنا لكي نأتيَونرى ونصغيَ، والقلبَ هو الَذي يحرِّكنا لكي ندعوَ إلى التّواصلِ بشكلٍ منفتحٍ ومضياف. بذلك، ندخلُ معًا في ديناميكيّةِ الحوار والمشاركة. فإذا أصغينا بعضُنا إلى بعضٍ بقلبٍ نقيّ، فسنتمكّنُ أيضًا من أن نتكلّم بحسبِ الحقّ في المحبّة، يقول رسولُ الأمم إلى أهل أفسس (٤، ١٥).
نحن نربَأُ عن إعلانِ الحقيقة من دون محبّة، أو بدون قلب. لأنّ "برنامجَنا، هو" قلبٌ يرى"، والتّعبيرُ هذا للبابا بندكتس. قلبٌ يكشفُ بنبضاتِه، حقيقةَ وجودِنا معَ الآخر، فنكونُ في تناغمٍ على الطّولِ الموْجي عينِه، لدرجةٍ توصلُنا إلى أن نشعرَ بامتدادِ نبضِ قلبِ الآخرِ إلى فكره. عندئذٍ تحدثُ معجزةُ اللّقاء، فننظرُ بعضُنا إلى بعضٍ باحترامٍ وإكبارٍ، ونتخطّى الضّوضاءَ غيرَ الواضحةِ الّتي، حتّى في مجالِ نقلِ المعلوماتِ، لا تساعدُنا على تمييزِ تعقيدِ العالم الّذي نعيش فيه. هذه الّدعوة، تُسائلُ بشكلٍ جذريٍّ زمنَنا الّذي هو عرضةً للّامبالاةِ أوِ الاستياءِ أو التّخوين، وأحيانًا على أساسِ التّضليلِ الإعلاميِّ الفرديِّ، أو التّلاعب المنظّمِ والتّزييف المؤذي، وقد باتت هذه كلُّها بمتناولِ أيٍّ كان على هاتفِه المحمول، فيعمدُ إلىى اختلاقِ خوارزميّاتٍ وتقنيّاتٍ، وإلى التّلاعب بها، ويروّجُها لتفعلَ فعلها، ولو إلى حين.
ففيما تشير أصواتٌ إلى بعضِ تخلخلٍ وشكٍّ بين فئات مناطقِ وطنِنا، بلْ وتنافُرٍ وتصارعٍبين فئاتِ كلِّ منطقةٍ وكلِّ بلدة، وفيما كلُّ فئةٍ تُحبّ لبنانَ الّذي تَتوهَّمُ أنّه لها وحدها، وأقليّةٌ تُحبُّ لبنانَ الّذي هو للجميع، يطيب لي أن أشيدَ بمسارِ حركتنا الثّقافيّة - أنطلياس، الّتي لطالما نجحت في ربط ربوعِنا كافة، وسمحت بأن يعانقَ الواحدُ الآخر، على منبرِها، ويرويَ العقل، ويسقيَ الرّوح. فالتّواصل، في نهايةِ المطاف، هو هذا: المشاركةُ، ونسجُ خيوطِ الشّرِكة، وبناءُ الجسور، لا رفعُ الجدران. فالتحيّة لجميع الأعضاء، ولكلِّ روّادِ الحركة.
نحن مدعوّون إلى قطعِ المسافاتِ في كلّ الدّروب، بما فيها الدّروبُ الرّقميّة، في إصغاءٍ دائمٍ، فلا تخرجُ أَيَّةُ كَلِمَةٍ خَبيثَة من أفواهنا، أو على يدنا، أو ركمجةٌ فوق محيطاتِ الــ "نت"، "بل كُلُّ كَلِمةٍ طيِّبةٍ تُفيدُ البُنْيانَ عِندَ الحاجة وتَهَبُ نِعمَةً لِلسَّامِعين" (أفسس ٤، ٢٩).نحن بحاجة ماسّة، في مجتمعنا، إلى تواصل يُضرِمُ القلوب، ويكون بلسمًا على الجروح، ويُنير مسيرةَ الإخوة والأخوات؛ تواصلٍ يعرف كيف يشعلُ نارَ الإيمانِ بالوطنِ بدلاً من أن يحافظ على رمادِ هويّة ذاتيّةِ المرجعيّة. تواصلٍ يكون أساسَه التّواضعُ في الإصغاءِ، والجرأةُ في الكلام، ولا يفصِلُ أبدًا الحقيقةَ عن المحبّة.بذلك ننجحُ في أن نكونَ حرّاسًا، بعضُنا لبعضٍ.
إنّ الحركاتِ الثّقافيّةَ، في الواقع، هي الموقعُ الّذي ينمو فيه الفكرُ، وينضجُ منفتحًا، وبشكلٍ سمفونيّ. إنّه الموقعُ الّذي تُدعى فيه المعرفةُ لكي تتحرّرَ من الحدود الضيّقة للاقتناء والتّملُّك والأنا، لكي تصبح ثقافةً، أي تعزيزٌ للإنسانِ وعلاقاتِه التّأسيسيّة، مع المجتمعِ، ومع التّاريخ ومع الخليقة. وفي هذا الصّدد، أكّد المجمع الفاتيكانيّ الثّاني أنّ: "على الثّقافة أن تهدُفَ لكمالِ الشّخصِ البشريّ، ولخير الجماعة والمجتمع البشريّ بأسره". فالثّقافة تمثّل حقًا، حمايةً للإنسانيّة. وهي تصوغُ أشخاصًا ليسوا تحت رحمة نزعاتِ اللّحظة، وإنّما متجذّرين في واقع الأشياء من منفذِ عمقها. إنّها،في علاقتها الجوهريّة بالحقيقة والخير، لا يمكن أن تنبجسَ من مجرّدِ ينبوعِ خبرةِ الحاجاتِ ودوافعِ المصلحة والمقتضيات الذّاتيّة. "إنّ الثّقافة في مداها الأوّل والأساسيّ، (على حدّ قول البابا يوحنّا بولس الثّاني أمام الأونيسكو)،هي المناقبيّةُ السّليمة، أي الثّقافة الأخلاقيّة".
أمّا الهدفُ فهو السّعيُ إلى قيام وحدةٍ أوثقَ بين الأفراد والمجتمعات، وتلاقي أهلِ الخير لبناء عالمٍ ووطنٍ أكثر جدارةً بالإنسان. فقد جاء في وثيقة "الأخوّة الإنسانيّة" أنَّ الحوارَ، والتّفاهُمَ، ونشرَ ثقافةِ قَبُولِ الآخَرِ والتّعايُشِ والتّخالطِ بين النّاس، من شأنِه أن يُسهِمَ في احتواءِ كثيرٍ من المشكلاتِ الاجتماعيَّة والسّياسيَّة والاقتصاديَّة والبيئيَّة الّتي تُحاصِرُ جزءًا كبيرًا من البَشَر".
أخيرًا، قال كاتبٌ من أمريكا اللّاتينيّة: إنّ للبشر عينين، واحدةً من لحم، والأخرى من زجاج. بالأولى يرون ما ينظرون إليه، وبالثّانية ما يحلمون به. واليوم، في عالمٍ قسمتْه الحروبُ والاستقطابُ والمشاريعُ الخاصّة، وفي بلدٍ يستبيح جنىمواطنيه، ويعجز عنملء الشواغر، مستثيغًا شلل المؤسّسات، وندرة الخدمات، وشعبه حائرٌ، لا يجد كبير فرق، بين هول الحرب وحصيلة مناوشات الإسناد أو الإشغال، نواجهُ خطرَ فقدانِ القدرة على أن نحلم. ولكنّنا لن نتراجع، ولن نستسلم، ولن نتوقّف عن الحلم بعالم أفضلَ، وبوطنٍ أشرف.
فأتمنّى لحركتِنا، أن تبقى مركزًا للشموليّة والحريّة، وورشةً خصبة للإنسانيّة، ومختبرًا للرّجاء، فتسهم في التّدليل على سبيل الخروج من المستعصيات، وكسرِ القوالب للانفتاح على مسارات جديدة، تعزّز النّقاشَ والإصغاءَ بقلوب مفتوحة، تُشارك فيها كلُّ جماعة، في خصوصّيتها الملموسة، وكلُّ شخص، بشكلٍ إيجابيّ، كما لطالما نَهَجَ أهلُ دير العاميّة الّذي يحتضنها من دون هيمنة، ويعتزّ بدوام مسيرتها، وبمجّانيّة عطاءات أعضائها، في السّنة السّادسة والأربعين على إبداعيّة تأسيسها، وزخمِ انطلاقتها وثباتها.
______________________________________________________
كلمة لأمين العام
الأستاذ جورج أبي صالح
في افتتاح
المهرجان اللبناني للكتاب
الدورة الحادية والأربعون
أنطلياس في 29 شباط 2024
أصحاب المعالي والسعادة والسيادة،
أيّها الحفل الكريم،
اليوم، تفتتح الحركة الثقافيّة - انطلياس الدورة الحادية والأربعينللمِهرجان اللبناني للكتاب، فتتحوّل انطلياس عاصمةً للثقافة في لبنان ويغدو ديرُ مار الياس محجّةً ثقافيّة لجميع اللبنانيّين.
إن المهرجان اللبناني للكتاب، إضافةً إلى بقيّة الأنشطة التي تقيمها الحركة الثقافيّة - انطلياس، إنما هو ترجمة عملية لالتزام حركتنا إعلاء شأن الثقافة في وطننا وتنشيط الحياة الثقافيّة في هذه المنطقة العزيزة من لبنان وفي هذا الصرح الروحي والوطني الكبير. أما التزامنا بالشأن العام، فهو لا يقلّ أهمّيةً أو ضرورةً، مع تكرار التأكيد أن حركتنا لا تتعاطى السياسة الحزبيّة أو الفئوية، ولا تتّخذ مواقف من قبيل الموالاة أو المعارضة لسلطةٍ قائمة، بل ترى واجباً ولزاماً عليها أن تُعلن جهاراً مواقف صريحة وجريئة إزاء أيّ انتهاك للقيم المعترف بها عالمياً، وبخاصة لمضامين شرعة حقوق الإنسان والمواثيق الدوليّة، وهي مضامين تبنّاها صراحةً دستور الدولة اللبنانيّة وتوافق عليها السواد الأعظم من اللبنانيّين.
في هذا السياق، تحرص حركتنا على أن توجّه للرأي العام عبر هذه التظاهرة السنوية بضع رسائل، أهمّها:
أولاً أن الكتاب، على الرغم من تطوّر تكنولوجيات التواصل الحديثة وانتشارها، يبقى من أجدى الوسائل التعليمية والتثقيفيّة وأعمقها تأثيراً. ومن هذا المنطلق، يهمّنا التشديد على ضرورة تشجيع المطالعة لدى الناشئة وعلى أهميّة انتشار المكتبات المدرسية والأهلية وتعزيزها في المدن والقرى اللبنانيّة، بالتعاون بين وزارتَيْ التربية والثقافة والسلطات والجمعيّات المحلّية المختصّة. ومعرضنا يقدّم اليوم، من خلال توقيع 110مؤلّفينفي أسبوع واحد على كتبهم الصادرة حديثاً، الدليلَ الساطع على أن الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني ليسا بالضرورة متعارضَيْن متضادَيْن بل هما متلازمان متكاملان.
ولكن، لا بدّ من الإقرار بأن العوائق التي تواجه صناعةَ الكتاب وترويجَه في لبنان توشك أن تُـفقد بيروت صفةَ عاصمةِ الطباعة والنشر في العالم العربي، ومعلومٌ أن هذا القطاع كان على الدوام من أبرز المزايا التفاضلية لوطننا في محيطه. ومن البديهي أن ثمّة جهداً جدّياً مطلوباً من المعنيّين لتذليل هذه العوائق.
ثانياً، في الشأن التربوي: ثمّة ظاهرة سلبيّة آخذة بالتفاقم، وهي تتهدّد أهمَّ ثروات لبنان، أي رأسمالَه الإنساني، الذي يظلّ هو الأثمن والأبقى. فعلى الرغم من الآمال المعلّقة على الموارد الطبيعية الموعودة، تبقى هذه المواردُ قابلةً للنفاد، خلافاً لثروتنا البشرية التي يتعيّن علينا الإستثمارُ الدائم والحكيم في تعظيمها، لأنَّ عليها يتوقّف كسبُ رهان المستقبل. ولكن، بدلاً من أن يتمّ التركيز الرسميُّ تربوياً على تحديث مناهج التعليم العام والمهني، وتطوير الكتاب المدرسي وطرائق التعليم والتقييم والمسارح والمختبرات وإعداد المعلّمين وتدريبِهم وتوفير شروط البناء المدرسي السليم، وعلى الربط التفاعلي بين مُخرَجات نظام التعليم ومُدخَلات أو متطلّبات سوق العمل المحلّية والإقليميّة، نلاحظ أن الجهود تنحصر منذ سنوات طويلة في تعيينات الإداريّين والمعلّمين ومناقلاتهم ورواتبهم بحيث بات التعليمُ الرسمي للأسف الشديد قناةً من قنوات التوظيف السياسي الزبائني في القطاع العام. وكثيراً ما يتمّ ذلك على حساب الكفاءة والجدارة. وإذا تواصل المسارُ التراجعيُّ لمستوى التعليم في القطاع العام، بالوتيرة ذاتها، يُخشى أن تُصبح المدرسة الرسميّة متخصّصةً في تعليم الجهل، وأن تغدوَ منبوذةً من قبل العاملين فيها وعموم المواطنين. فالتعليم الرسمي يكاد يَفقد كامل الرصيد الإيجابي النسبي الذي راكمه على مدى عقود سابقة. وخيرُ دليل على هذا الواقع المرير، تزايدُ أعداد المدارس الخاصة التي تتبنّى مناهج شهاداتٍ أجنبية، متخلّيةً كلّياً عن الإهتمام بل عن الاعتراف بالشهادة الثانوية الرسمية (أي البكالوريا اللبنانية) وعن تدريس مناهجها.
وفي رأينا، إن جوهر حلّ القضية التربويّة في لبنان يكمن في تحسين جودة التعليم الرسمي لزيادة قدرته التنافسيّة وتوفير تكافؤ الفرص التعليميّة وتعزيز ديموقراطيّة التعليم. ولتحقيق ذلك، لا بدّ من خطة تربويّة هادفة على المديَيْن القصير والمتوسط، وهو أمر نأمل أن يُدرَج عاجلاً على جدول أعمال المعنيّين.
أما في ما يخصّ الجامعة اللبنانية، فلعلّ الأوان قد آن لتفريعها الى جامعات مستقلّة في خمس محافظات ومنح كلّ منها قدراً عالياً من الاستقلالية بدلاً من التمادي في الترخيص الإعتباطي بل الإجرامي المُعيب لجامعاتٍ هي بمعظمها أشبهُ بمؤسّساتٍ تجارية، بعضها متخصّص بمنح شهادات مزوَّرة أو في أحسن الأحوال خفيضةِ الإعتبار والمستوى وعديمةِ النفع لتأهيل حامليها للعمل في القطاع الخاص، داخلياً وخارجياً. وفي تقديرنا أن استقلالية الجامعات اللبنانية الخمس المقترحة، من النواحي الإدارية والمالية والأكاديمية، من شأنها أن تخلق تنافسيّةً إيجابيّة بين مكوَّنات هذا الصرح التربوي، وأن تمكّن بالتالي من تحرير هذه المؤسّسة الأكاديمية الوطنية من سيطرة بل من " سلبطة " قوى الجهالة والرجعيّة السياسية.
ثالثًا، في الشأن الوطني العام: من المؤسف بل من المُحبط أن يكون الإنتماء المذهبي/الطائفي لا يزال يتقدّم بأشواط على الإنتماء الوطني، بعد نحو ثلاثةِ عقودٍ من انتهاء الحرب اللبنانيّة وثمانية عقود من نيل الجمهورية اللبنانية استقلالِها. ولا شكّ في أن انفجار النزاعات الإقليميّة، بسِماتها الطائفيّة والإتنيّة المعروفة، ساهم في إشاعة هذا المُناخ وتعزيزه، لكنّنا ندرك في الوقت ذاته أن تُربتنا الداخليةَ مهيَّأة. وهذا ما يُلقي على القوى التنويرية وهيئات المجتمع المدني والمؤسّسات التربويّة والجامعيّة أعباءَ ومسؤولياتٍ جسيمة، على مستوى التوعية والتنشئة الوطنيّة في اتجاه بلورة وترسيخ مفهوم المواطنة الحقّة.
وفي الحقل الوطني إيّاه، نشاطر اللبنانيّين تخوّفهم من تنامي ظاهرة ربط مصير الداخل بمصالح الخارج. صحيحٌ أننا لسنا في جزيرة، وأن ثمّة قضايا استراتيجيّة يجدر بنا مواصلة الإلتزام بها من ضمن اقتناعاتنا المبدئية وانتمائنا الى المنظومة العربيّة، وفي مقدّمها القضية الفلسطينية، لكنّ استقرارنا وازدهارنا ومستقبلنا رهنُ وعينا وحكمتنا وقدرتنا على تحييد أنفسنا وبلدنا عن نزاعاتٍ عسكرية إقليميّة ذات أهداف لا تعنينا، وعلى صون تماسكنا دفاعاً عن كيان لبنان وعن مصلحة الوطن العليا، لا عن سواها.
فحركتنا تشاطر اللبنانيّين تطلّعهم إلى أدبيّاتٍ وسلوكيّاتٍ سياسيّة تُسهم في تعزيز الوحدة الوطنيّة والسلم الأهلي، وتأمل إقلاع البعض عن فرض خياراته بإعادتنا الى حكم الحزب الواحد الذي ولّى زمانُه، والعودةَ الى استئناف الحوار الموضوعي والمسؤول برئاسة فخامة الرئيس العتيد للجمهورية حول أمّهات القضايا الوطنيّة، وفي طليعتها الإستراتيجية الدفاعية، ومعالجة معضلة النازحين السوريّين،ومشاكل اللاجئين الفلسطينيّين وبناء دولة القانون والمؤسّسات. وثمّة إجماع لدى الناس على أنَّ لا مصلحة للبنان في أن يظلَّ ساحةً لصراع الآخرين على أرضه، وعلى أن الدولة السيّدة والقادرة هي ملاذُهم الأوحد والأجدى. ومن مسلّمات السيادة، وفق القانون الدولي، أن تحتكر الدولةُ بخاصة سلطتين شرعيّتين ومشروعتيْن، هما: سلطةُ إصدارِ العملة الوطنيّة والتدخّلِ في سوق النقد صونا ًللإستقرار النقدي، وسلطةُ حيازةِ السلاح واستخدامِه ذوداً عن حدودِ الوطن وحفاظاً على استقراره الأمني... تلك هي القاعدة، وكلُّ ما عداها شواذ.
وفي هذه الصدد، ندعو القوى السياسية كافةً الى عقد ميثاق شرف يقضي باحترام الإستحقاقات الدستورية في مواعيدها، أيّاً تكن الظروف، من انتخاب رئيس الجمهورية الى الانتخابات النيابية والبلدية والاختيارية. أما الإدمان على تأجيل هذه الاستحقاقات، وعلى الأخصّ استحقاقِ رئاسة الجمهورية، لإعتباراتٍ واهيةٍ باهظةِ الكلفة، فهو وصمةُ خُزيٍ وعار على جبين المتسبّبين به والمستفيدين منه؛ خصوصاً وأن الحصول على أبسط الخدمات الأساسيّة والحيوية، كالماء والكهرباء والاتصالات والنقل العام والتعليم والاستشفاء، لا يزال في طليعة اهتمامات المواطن وهمومه، بحيث أن معظم العهود والحكومات المولَّفة من الكتل البرلمانية ذاتها، والتي تعاقبت على السلطة طوال عقود، قد عجزت حتى الآن عن توفير هذه الخدمات الأساسيّة بشروطٍ معقولة ومقبولة من الكلفة والجودة والفعاليّة!.
بيد أن الطامة الكبرى نشأت مؤخّراً عن انهيار النظامين القضائي والمالي، جرّاء التداخل والتآلف بين المصالح المادية الشخصيّة والفئوية والمصالح السياسية الضيّقة على حساب العدالة ومصلحة الوطن العليا. فالقضاء يوشك أن يصبح قدراً، بل بيدقاً بيد السياسيّين، وأداؤه مهزلةً معيبة، وتبعيّتُه ورماً خبيثاً يقتضي استئصاله منعاً لانتشاره في الجسم القضائي برمّته. لذا، بات إقرار قانون خاص لاستقلاليّة القضاء ضرورةً وطنية ملحّة، والدليلُ الصارخ على ذلك، ملابساتُ مأساةِ تفجير مرفأ بيروت بأبعادها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والمالية.
أما المطامع الشخصيّة للقيّمين على المنظومة المالية والمصرفية، والذين أعماهم الجشع السياسي والمالي عن حسن تقدير المخاطر القاتلة وعواقبها الوخيمة، فقد جرّت البلادَ والعبادَ الى قعر الهاوية. وإذا بأركان هذه المنظومة الثنائية، بعد أربع سنوات من التمادي في إذلال الناس ونهب الأموال العامة والخاصة، وتهريب العملات الأجنبية، ومن الإحجام المتعمَّد عن مكافحة الفساد وتنفيذ الإصلاحات البنيوية المستدامة وعن تطبيق الحلول الناجعة والمنصفة للنكبة الراهنة، إذا بهؤلاء ينساقون مجدّداً وراء تخيّلاتٍ واهمة بأن استعادة ثقة الناس بالنظام المصرفي اللبناني بلا ضمان حقوق المودعين في فترة زمنية معقولة ومقبولة مسألةٌ مفروغ منها، سوف تأتي مع الوقت كتحصيل حاصلٍ، لا محالة. كلا أيّها السادة، لن تعود هذه الثقةُ بمؤسّساتكم إلاّ بتنحّيكم عن صدارة الإدارة وخضوعكم للمساءلة والمحاسبة وتصحيح الأداء. فالشعبُ الذي حلّت عليه العواقب، لا بدّ أن يعاقـِب!
أيّها الأصدقاء،
للأسف الشديد، لا يبدو أن معالجة كلّ هذه الملفّات الشائكة ممكنةٌ في المدى المنظور، ما دامت مصلحةُ الدول والشعوب الأخرى تأخذ حيّزاً أكبر بكثير من مصلحة وطننا وشعبنا، سواءٌ في الخطاب السياسي أم في الإهتمام الفعلي لمعظم القوى والقيادات المحلّية.
بل بالعكس،يُخشى أن يتمادى بعض قادة الميليشيات السياسية-المذهبية، رغماً عن إرادة أغلبيّة اللبنانيّين، في مغامرةِ بل مقامرةِ زجّ لبنان في حرب إبادةٍ وتدميرٍ شرسة وشنيعة ضد البشر والحجر، يشنّها العدو الإسرائيلي راهناً على الشعب الفلسطيني، بلا رادعٍ ولا وازع، مهدّداً بتوسيع نطاقها الى لبنان، فيما تقوم القوى العظمى الدولية والإقليمية بالتفاوض "على صفيح ٍساخن" من وراء الكواليس حول تقاسم خيرات المنطقة ونفوذ هذه القوى ومصالحها فيها، بحيث يُحرم من "حقّ تقرير المصير" السياسي والاقتصادي كلٌّ من الشعبيْن اللبناني والفلسطيني المعنيَّيْن مباشرةً، كما حدث مؤخّراَ في ترسيم حدود لبنان البحرية.
من هنا، وبواقعيّةٍ بعيدة عن ثنائية التفاؤل والتشاؤم، نقـرّ بأن النُخب اللبنانيّة الواعية باتت على يقين من أن القوى السياسيّة - المالية الأساسيّة القابضة على زمام السلطة منذ عقود، في تحالفٍ تواطؤي قائم على تقاسم المناصب والمغانم وتنتفي فيه الحدود بين موالاةٍ ومعارضة، هي قوىً قاصرةٌ إلى حدّ بعيد عن تلبية طموحات اللبنانيّين المشروعة إلى بناء وطنٍ منيع، سيّدٍ، مستقلّ، منفتح ومتفاعل إيجابيًّا مع محيطه العربي والعالم المعاصر، وإلى إقامة دولة قادرة تحتكر استخدام السلاح وتتحكّم بقرارها الأمني والدفاعي، وتتأمّن فيها مقوّماتُ النمو الإقتصادي المتوازن والمستدام، ومرتكزاتُ العدالة الإجتماعية المنشودة، بحيث تتوافر لأبنائنا وبناتنا فرصُ العيش الكريم واللائق، فلا يشعر شبابُنا بالغربة في وطنهم، فيَنشدون الإغتراب عنه.
عسى أن تُسهم التطورات القادمة في تبديد هذا الإنطباع وفي تغليب قوىً سياسية قادرة على عكس المنحى الإنحداري الإنتحاري السائد في حياتنا الوطنيّة العامة. وفي الإنتظار، لا يسعنا، مع سائر القوى الحيّة في مجتمعنا، غير أن نواصل قرعَ الجرس، أملاً في أن يتصاعد ذات يوم الدخانُ الأبيض...وشكرًا لكم.
الأمين العام
جورج أبي صالح
_________________________________________________________