السموم المندسة في الغذاء

كيفية كشفها وتفاديها

4 كانون الاول 2008

 دعت الحركة الثقافية - انطلياس مساء الخميس 2008/12/4 الى محاضرة للدكتور حسان مخلوف بعنوان " السموم المندسة في الغذاء"، وبادارة الانسة بريجيت كساب، حضرها حشد من المهنمين بالشأن الغذائي وطلاب كلية العلوم - الفنار، في الجامعة اللبنانية. ومما جاء فيها:
 

السموم المندسة في الغذاء :كيفية كشفها وتفاديها

كلمة الانسة بريجيت كساب    

كلمة الدكتور حسان مخلوف


كلمة بريجيت كساب

 

"صحتين"  كلمة نرددها فنتمنى الصحة الجيدة بعد كل وجبة طعام لما نعرف من اهمية للغذاء في حياتنا منذ ولادتنا ولغاية آخر يوم من حياتنا.

نحن اللبنانيون نتباهى بقدرتنا الفكريّة اينما كنّا وفي ايّ مجال عملنا، كما نجاهر باجدادنا المعمّرين الذين يعشقون الارض ويتنشّقون ترابها وهذا يعود الى نمط غذائنا، اذ انّنا من المفترض ان نأكل مما نزرع ونحصد، وانّنا اذ نؤمن بأنّ العقل السليم في الجسم السليم وطبعا الجسم السليم في الغذاء السليم والغذاء السليم في مكوّناته السليمة والمكوّنات السليمة هي في طريقة الاعتناء بها وانباتها اذا كانت من فئة المزروعات، وتربيتها اذا كانت من فئة الحيوانات.

على الانسان ان يتغذّى ليحيا وليس ان ياكل ليعيش، فمن بين كل عشرة دراسات علميّة تطرح كافة المواضيع نرى ان هناك  اكثر من ثلاثة تعالج الغذاء كموضوع واحد فيتناوله من كافة جوانبه ومدى تأثيراته الايجابيّة والسلبيّة على الانسان من الطفولة الى الشيخوخة، فيخبرون عن عمل الفيتامينات الموجودة في الاطعمة المكوّنة من الخضار والفاكهة في العقل والجسم والعافية كما ينسبون اغلب الامراض الى تلوّث هذه المنتجات بمختلف انواع السموم الممنوعة عالميا وخارج جدول المراقبة. يطلعنا الاعلام من وقت الى آخر بخوف مما يشوب مزروعاتنا ومواشينا من عيوب وسموم و تاثيرها السلبي على صحتنا العقلية والجسدية والعصبية، ويعزّز الاصابة بالامراض المستعصية و المميتة احيانا خاصة في البلدان النامية والفقيرة، وهذا حق من حقوق الانسان ان يتغذى بالشكل السليم ويعرف ماذا ياكل ، فالله ساوى بين جميع البشر، وخيرات الدنيا ارسلت للجميع بالتساوي بالجودة. ونحن نسال، اترى الذين هم على علاقة بهذا الملف بشكل مباشر وغير مباشر ان ما يفعلونه اهو عن ادراك ام جهل؟ ولايّة اسباب ؟  مع العلم انهم ايضا ياكلون من هذا الحصاد.

نفتّش، نقرأ، نسأل

اين هو لبنان اليوم من هذا التلوّث؟

هل حافظنا على تقاليد الاجداد التي طالما تغنّينا بها مع العلم ان لبنان هو بلد زراعي بامتياز، وقد انعم الله عليه بكل مستلزمات الزراعة الجيّدة للانتاج الجيّد من مياه وتربة ومناخ؟

هل ان مزروعاتنا ومنتجاتنا الحيوانية ملوّثة ايضا؟ وكيف؟ وما هي هذه السموم وكيف تؤثر على صحّتنا وماذا تحمل من اضرار؟

ما هي المخاطر من الزراعة الكيمائية ومن استهلاكها على صحّة الانسان وما هو البديل؟

هل نستطيع ان نكتشف هذه السموم وبالتالي تفاديها او التخفيف منها؟

ونحن المؤتمنين على صحّة احبّاءنا واطفالنا كيف نحميهم؟

كل هذه الاسئلة وغيرها سوف يحاول الاجابة عليها الدكتور والمهندس الزراعي حسان مخلوف الذي طالما همّه هذا الملف فعمل عليه، هو الاستاذ الجامعي الذي يدرّس المواد المتعلّقة بعلم النبات عامة والطبيّة خاصة وكيفية استخراج الزيوت الاساسية منها في تركيب الادوية، كما يدرّس طبيعة الارض والتربة.

عضو مؤسس ومدير ومستشارفني لجمعيات عديدة نذكر منها جمعية Forest Wood development ،Alpha green  و MDC

ايضا مدير مشروع الزراعات البديلة برعاية وزارة الداخلية

كما انه عمل في مجال اختصاصه في البقاع على مشاريع تنموية زراعية كتربية الطيور الداجنة والعمل على ادراج زراعات جديدة هذا الى جانب مشاركته في برامج تلفزيونية واذاعية والقائه العديد من المحاضرات ناهيك عن المنشورات العلمية التي صدرت في الكثير من الصحف والمجلات المحلية والعالمية.

دكتور حسان مخلوف نرحب بك في رحاب الحركة الثقافية انطلياس والكلمة لك فتفضل.

 

 

السموم المندسة في الغذاء :كيفية كشفها وتفاديها

 

 

مداخلة الدكتور حسان مخلوف

نسال: من أين تأتي السموم في الغذاء؟

الجواب: هناك مصدران وهما :

- 1  النظام الزراعي المتبع هو المسؤول المباشر عن السموم في الغذاء

- 2  المواد المضافة إلى الغذاء خلال عملية التحضير

لاتباع نظام غذائي خال من السموم يجب علينا  استهلاك منتوجات الزراعة البيولوجية والتي تتميز بزراعة خالية من المواد الكيميائية المصنعة بنسبة تزيد عن 90 %، كما ان الأرض يجب أن تكون غير ملوثة وبعيدة عن أي مصدر تلوث ، كذلك ان مياه الري يجب أن تكون نظيفة ولا تحتوي ملوثات كيميائية أو بيولوجية .

ان الزراعة البيولوجية في العالم لا تشكل أكثر من 2.5 % من مجمل الإنتاج الزراعي واهم الدول التي تهتم  بهذه الزراعة هي: النمسا: 10 % من مجمل الإنتاج الزراعي،  سويسرا: 8.1 % ، الدنمارك: 6 %، السويد: 5 %

اما مكانة الزراعة العضوية في لبنان فهي حديثة العهد وهي لا تشكل أكثر من 0.3 % من مجمل الإنتاج الزراعي والحيواني، وموزعة على عدة مناطق وتتضمن زراعة الخضار والحبوب، زراعة الفاكهة، تربية الحيوان والمشتقات الحيوانية .

ان النظم الزراعية المتبعة في لبنان تكمن في الأستعمال المفرط للأسمدة، النترات، البوتاس والفوسفات، الاستعمال المكثف للأدوية الزراعية ، السموم الحشرية ، المبيدات الفطرية، مبيدات الإعشاب، ادوية تعقيم الأرض، ادوية الحفظ في البرادات Thiabendazole et Imazalil ، أستعمال هرمونات العقد والتلوين  تحيث شكل عاملا إضافيا في إصابة المستهلك بالأمراض المستعصية والأوبئة الفتاكة والتي يعمد الى ترويجها شركات الأدوية ويضطر المزارع الى استعمالها تحت ضغط المضاربات والدعاية المضللة والضائقة الإقتصادية التي تهدد لقمة عيشه،في ظل غياب مجحف لسياسة الحماية والتوجيه من الجهات الرقابية والدوائر المختصة

اما المخاطر المتأتية من الزراعة الكيميائية فهي :

1-  على المستوى البيئي:

تلوث التربة، تلوث المياه، تلوث الهواء، تلوث غذاء الحوانات وتأثيره على السلسلة الغذائية وصولاً إلى الإنسان

2-  على صحة الأنسان

تأثير النيترات: موت الأطفال بسبب نقص الاوكسيجين في الدم Cyanose du nourrisson ، السرطانات بسبب تشكل ال Nitrosamines ، ارتفاع الضغط والحساسية.

ان استعمال الادوية الزراعية تسبب المشاكل العصبية Parkinson ، المشاكل الهرمونية عند المرأة، نقص المناعة، الأمراض الجلدية Eczéma ، الحساسية المفرطة والتهابات الجهاز الهضمي ، سرطان الجهاز الهضمي، سرطان المبولة، سرطان الدم، سرطان الرأس، التأثير على صحة الأطفال، التكامل السلبي بين النظام الغذائي الحالي والسموم الموجودة في الخضار والفاكهة

كيفية التخفيف من السموم في الخضار والفاكهة

1-  على مستوى القانون:

-          منع استيراد الأدوية الممنوع إستعمالها في العالم

-         مراقبة أستيراد الأدوية من قبل منظمة غير حكومية

-         إجبار شركات الأدوية على كتابة كافة المعلومات عن المادة الفعّالة على عبوات الأدوية

 

2-  على مستوى الإنتاج:

-         إحترام إرشادات الأستعمال وإحترام  فترة التحريم

-         إختيار الأدوية التي لا تضر بصحة الإنسان

-         حماية الأعداء الطبيعيين للحشرات

-         التوجه نحو الزراعات البيولوجية

 

3-  على مستوى الأستهلاك:

-         كيفية شراء الخضار والفاكهة

-         أهمية المواسم

-         الشكل

-         الرائحة

-         الطعم

 

4-  كيفية التحول إلى الزراعة البيولوجية:

-         العودة إلى نظم الطبيعة

-         تطبيق نظم الزراعة العضوية على الأشجار المثمرة

-         تنظيف التربة من السموم والأسمدة الكيماوية

-         الحماية من الحشرات

-         الحماية من الأمراض

-         المكافحة البيو دينامية

-         المواد المسموحة

 

5-  تطبيق نظم الزراعة العضوية على الخضار

-         إختبار الموقع الجغرافي

-         إختيار التربة والمياه

-         طرائق الحماية من الآفات

-          الحديقة المنزلية وأهميتها

-         المطبخ البيولوجي

 

6-  كيفية شراء وطريقة حفظ وطبخ واستهلاك الخضار والفاكهة العضوية، القرنيات والحبوب العضوية، اللحوم، البيض والحليب ، ادراك أهميتها الغذائية والشفائية، التاكد من اللون، الطعم، الرائحة، المناطق التي يمكن ان ينتج فيها اللحم العضوي

 

7- ان أهمية إستهلاك هذا الإنتاج البيولوجي بدون سموم وهرمونات لدى البالغين ولدى الاطفال واعتماد هذا الاسلوب الغذائي يؤثر ايجابا على النشاط الجسدي، النشاط الفكري، الحياة الجنسية، جمال البشرة ونضارتها  وتخفيف الامراض الجينية.