ملخص شهادة ساره ضاهر:

-    الفن الروائي عند رئيف خوري: رواية أو قصّة أو مسرحيّة ...أراد أن يعرّي المجتمع ليكشف عن مكامن الخلل، بهدف إيجاد الحلول. فسلّط الضوء على مكامن الشر، ورأى أنّه من صنع البشر، وعلّة متوارثة من جيل إلى جيل، ومن عصر إلى عصر، كأنه أصل أوّل من أصول الوجود. إذ لاحظ أنّ نظير كلّ ساع إلى الخير آخرون يثيرون الشر ويدعون إليه، حتى اعتاد الناس أن يشتروا السلامة والأمن بالخضوع والمهانة، وانسرب القمع في الهواء الذي يتنفسه البشر، فأصبح بعض حضورهم الإنساني.

الراوي – الشخصيّات – المنظور الروائي:

إذا كانت الجرأة الإبداعية هي التي دفعت رئيف خوري إلى اقتحام المناطق الملغومة من فضاءات الخطاب المنهيّ عن النطق به، وذلك في سعي كتابته إلى تسليط الضوء على ثغرات واقعها ووضع كلّ شيء فيه موضع المساءلة، سياسياً واجتماعياً وفكرياً ودينياً، فإنّ هذه الجسارة برزت أيضاً في موضوعيّة الروائي الذي أنصت إلى كل صوت مخالف، ومنحه حق الحضور والوجود، من خلال شخصيّة من الشخصيات، ولذلك استطاعت كتابة رئيف خوري تعرية ما يجري من مظالم وفظائع في ظلّ عصر معيّن، ووضع الزعماء أمام محاكمتهم... فقابَل بين ما يمكن تسميته " يميناً " و " يساراً ".

 

-    يصوغ الراوي، روايته، من التاريخ، لأنه يريد إعادة إحيائه، ويقهر الزمن، ويفرض وعي الحاضر على الماضي بالقدر الذي يفتح بخبرة الماضي آفاق المستقبل. وهو يعرف أنّ الرواية تثبّت الزمن وتستدعيه. وتصل أبعاده الثلاثة في دورة الحكي التي تصل الحاضر بالماضي وصلها الماضي بالمستقبل.

-    وهكذا بدأت محاولات راوي " الحب أقوى " و " هل يخفى القمر "... في الكشف عن حقيقة الواقع، من وعيه بالظلم، وسعيه إلى الوصول بصوت المظلومين إلى آذان ظالميهم. وما بين بداية الرواية ونهايتها، التي تبشّر بهذا الحلم، وتحقّقه لتتنصر الذاكرة على النسيان، تنطلق عشرات الأسئلة التي تكشف عن المسكوت عنه من الأسباب التي تجعل الظلم يسود في واقع الإنسان، ويتمكّن التقليد من أدمغة العباد، ويسيطر التعصّب على عقول الذين لا يرون سوى وجه واحد من الحياة.

في الختام، تحية إلى رئيف خوري في مئويّته، وتحيّة إلى الأدباء الذين عاصروه، أو سبقوه فأفاد منهم، وتحية لأجيال من الكتاب جاءت بعده، وانطلقت من حيث وصلَ أديبنا وزملاؤه لتضيف إلى ما كتبوا.