في مناسبة الذكرى الثانية والستين لاستقلال الدولة اللبنانية، عقدت الحركة الثقافية - انطلياس ندوة تضمنت شهـادات حـول الاستقـلال، ألقاها: عاصم سلام، جورج ناصيف، ماريو عون، علي الأمين، نعمه محفوض، أسامة الرحباني، فائقة تركية، نايل ابو شقرا وأدار اللقاء: منير سلامه

في ما يلي مقتطفات من المداخلات التي ألقيت:

كلمة منير سلامه:

        بالرغم من كل المحاولات التي كانت تجري لإلغاء لبنان الوطن واستتباعه، ولمحو استقلاله حتى من وعي الذاكرة! "وكم نظّر اتباع عن نسبية الاستقلال"،
كنا هنا معاً مثقفين، نقابيين ، فنانين، ومواطنين عاديين نمانع ونرفض ونسعى ونقاوم.

قدرنا في لبنان ان نقاوم ابداً احتلالات ووصايات وسيناريوهات سلاحنا الحرية وإرادة مصممة على صيانة هذا الاستقلال الذي نستعيده اليوم، وعلى بناء وطن سيد، حر ومستقر يحلم ابناؤه بالعيش فيه.

كلمة عاصم سلام:

فصورة لبنان الجديد بعد اعادة لبنان لأهله هي صورة لبنان الحر السيد المستقل القادر على الامساك بمستقبله ومقدراته، القادر على اعادة المفهوم القومي الواسع للدور العربي الرائد له

-       لبنان الانفتاح والتسامح

-       لبنان الحريات وحقوق الانسان ودولة الحق

-       لبنان العلاقات التاريخية مع العمق العربي

-       لبنان المثال الواحد في تعايش الطوائف ولقاء الحضارات

-       لبنان العدالة الاجتماعية ومحاربة التخلف والجهل

-       لبنان الرافض للولاء الطائفي والمذهبي والمتعطش لدولة المواطنية العادلة

-       لبنان الحوار وتغذية منطق الاعتدال

-       لبنان رائد الديمقراطية في العالم العربي

-       لبنان بوابة الدخول العربي الى الحداثة واليقظة

  • حداثة تحرير الانسان من العبودية والتخلف
  • حداثة تحرير الفكر من سجون العقم والانحطاط
  • حداثة تطوير جذور الهوية الحضارية لملاقات تحديات التكنولوجيا والعولمة

ستون سنة مضت على استقلال لبنان نصفها الاول استقلال هش وملتبس تخللته احداث مقلقلة عبثت بمقدراته، والنصف الآخر حربا اهلية دامية كادت تغير مصيره، والنصف الأخير منها قبضة سلطوية سورية أمنية وسياسية على مقدراته كادت تؤدي لزواله.

لا ضمانات للمواطن في حقوقه وهويته وعيشه سوى قيام الدولة الحرة العادلة والقادرة، الدولة المدنية لا الطائفية في جميع مواقعها. هذه هي رسالة انتفاضة الاستقلال ولا ضمان لقيام هذه الدولة سوى بقيام المواطنية العلمانية اللبنانية الديمقراطية. الدولة الحاضنة لجميع ابنائها، السيدة الحرة المستقلة المنفتحة والمتسامحة والمتضامنة مع قضايا العرب الكبرى.

كلمة ماريو عون:

        ان استقلال لبنان عام 2005 لم يكن ممكناً لولا تضحيات الشباب المؤمن بالسيادة والحرية والاستقلال، ان نكهة عيد الاستقلال هذا العام تكتسب اهمية خاصة عبر جلاء القوات الغربية عن تراب الوطن وللمرة الاولى يصبح لبنان منذ العام1976 سيداً حراً مستقلاً يرفرف فوق سمائه فقط العلم اللبناني المضرّج بدماء الشهداء وببياض قممه الشامخة.

اما الآن وقد انجز الاستقلال بفعل التضحيات الكبيرة التي قدمها اللبنانيون على مذبح الوطن يبقى المشوار الاصعب في معركة التحرر من الذهنية البائدة التي حكمت لبنان منذ عام 1943 والتي سمحت للدول الغريبة ان تضع يدها على لبنان.

ان السبيل الوحيد للمحافظة على الاستقلال وصيانته يكون بالاقلاع عن عقلية التبعية العمياء للعشائر والطوائف والمذاهب والانتقال الى الولاء المطلق للوطن وبهذا نكون نستحق لبنان سيدا حرا مستقلا.

كلمة نعمه محفوض:

        الاحتفال بعيد الاستقلال هذا العام له طعم آخر على الأقل بالنسبة لجيلنا الذي رزح تحت الوصاية السورية سحابة 30 سنة ويجب الانتقال الى عهد جديد واستقلال جديد بطبقة سياسية جديدة تشارك فيها اطياف المجتمع اللبناني كافة وخاصة المدني والثقافي والنقابي واعادة الروح الى الممارسة الديمقراطية الحقة استقلالنا الحقيقي 2005 الذي بدأ لم ينجز بعد... وهذه الفترة الانتقالية التي نعيش يجب ان لا تطول لكي لا تفقد الناس الأمل بالاستقلال الجديد. نريده استقلالاً عن كل اللغة الخشبية "القوموية" "والعروبوية" نريده استقلالاً عن كل اللغة الانظمة الامنية القمعية والعقمية. نريده استقلالاً عن كل العهر السياسي والفساد الاقتصادي والاجتماعي السابق. نريده استقلالاً عن استباحة الادارة والدولة والمؤسسات. نريده لبنان الذي يتسع للجميع، لكل الأطياف والأفكار والمعتقدات ولتكن الديمقراطية هي الحكم. ان لا استقلالاً بمعزل عن قانون انتخابي يدخل الجميع الى الندوة البرلمانية ولا يقصي احداً. نريد لبنان الجامعة الوطنية... لا المزرعة الموزعة حصصاً على الطوائف والسياسين. نريد لبنان التعليم الرسمي الديمقراطي. نريد لبنان حرية التعليم. نريد لبنان بيروت الثقافة - بيروت مأوى المثقفين العرب. نريد لبنان المدني الديمقراطي الحاضن للعمل النقابي... نريد لبنان الحاضن لشبابه وطلابه. نريد لبنان 14 آذار.

كلمة فائقة تركية:

        لا استقلال ناجزاً للبنان، ولو خرج المحتلون، ما دامت نساؤه وصباياه يرسفن في هذه الأغلال. اعطوا المرأة حقوقها تساهموا في استقلال لبنان. ان المجلس النسائي اللبناني يرى ان هدفه يرمي الى العمل الوطني الخالص، لأن المرأة نصف المجتمع بحقوقه وواجباته، فلو توازت هذه وتلك لاستقام الميزان ورجحة كفة لبنان وعلا بناء الانسان والبنيان. لذلك عقال المرأة عمل استقلالي مميز اخيراً ماذا نطلب للإسهام في بناء الاستقلال؟

ان ننتقل من الانشاء الجميل الذي يدغدغ الخواطر، والجوانح، الى وضع مثبت باهداف تحرير المرأة وتحديد الوسائل لتحقيقها... أعملوا معنا في هذا التوجه نبني الاستقلال استقلال حقيقيا بعيدا من كذب الماضي وتداعياته.

كلمة جورج ناصيف:

        فالاستقلال خلافا لكل الكلمات، كلمة تنطق دفعة واحدة. وبأحرف طالعة من الحلق. الاستقلال ليس كلمة مهموسة ولا غزلية. الاستقلال كلمة مقدودة من صخر. وإياكم ان تدخلوا معبد الاستقلال ان كانت اقدامكم مغلولة بقيود العبيد لن ترتقوا درج الهيكل المقدس ان كنتم اجراء عند اصحاب المال او السكان او الطوائف او العصبيات او المنافع. فالاستقلال عاشق غيور، لا يرتضي ان يشرك به احد. من طلبه لغير وجهه الكريم، لغير اشتهاء عسله المصفّى، جاءه مزغولاً، مخلوطاً بالمفاسد، معجوناً بالحسك والتراب. فيفسد استقلالكم وينحلّ. اياكم ان تخشوا الضباع فهي جبانة في ضوء النهار والنهار لا يطلع عفوا، بارادة منه، الا اذا قررتم انتم ان زمن الصبح قد حان.

كلمة علي الأمين:

        الوحدة الوطنية متلازمة كاملاً مع السيادة والاستقلال والحرية فلا استقلال ولا سيادة ولا حرية في ظل التناحر الداخلي، عدا ان الوحدة الوطنية ليست مجرد شعار ونشيد نتغنى به في المواسم والاعياد الوطنية، انما تأتي عبر البحث الدائم عن صيغ سياسية واجتماعية تبنى على التوازن ساعية الى الاقتراب من العدالة، كانت انتفاضة الرابع عشر من آذار خطوة نوعية باتجاه الاستقلال، ومشهداً جذاباً تجلت فيه ارادة اللبنانيين في الذود عن الحياة الوطنية وتماسكم في مواجهة مساعي تقويض قيم الوطن السيد والحر.

انجازان يمكن ادراجهما في اطار منجزات ما يسمى الجهاد الأصغر، الأول تاريخي تمثل في تحرير معظم الأراضي اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي في 25 أيار من العام 2000

والثاني في القدرة على طي عهد الوصاية السورية على لبنان من اجل علاقة تقوم على الاخوة والندية والاحترام المتبادل. اما الجهاد الاكبر هو كيف نبني دول تستحق ان تستمر وتحيا دولة متحررة من سلطات الفساد والمصادرة دولة الحق والعدل.

كلمة اسامة الرحباني:

        وحين أعطينا استقلالنا اعطيناه باتفاق ضمني بين اقطاع وطوائف ورجال دين وان العائلات نفسها تقريبا ما زالت تحكم لبنان حتى اليوم من حسنات الديمقراطية انها حكم الاكثرية ومن مساوئها انها ايضا حكم الاكثرية. حق الاختلاف وقبول الاخر هما الدليل الساطع على ان انسانيتنا اكتملت واننا جلسنا في قلب الحضارة. انظمة لبنان شاخت وتوقفت عن العطاء والمؤسسة حين تبطل فاعليتها علينا ان نجترح غيرها لاجل استمرار الحياة والوطن. فالطائف بالنسبة لي قد اصبح من الماضي اصبح اتفاقا مغمسا بالدم والحروب والاغتيالات والسجن والفساد ولا يفي بمتطلبات الوقت الحاضر. قبل ان تسلّم الانسان حريته عليك ان تعلّمه كيف يستعملها. نحن استلمنا حريتنا وكترّنا فأسانا استعمالها وتعدت الحريات بعضها على بعض فعندنا 18 طائفة والطوائف نعمه تحفظ توازن لبنان فلا يقع في مطبات خطيرة، لكن الطائفية هي العله تجعلنا نتبارى في التجاذب والتكاذب ونبني على مفاهيم خاطئه فبالرغم من وجود احزاب علمانيه عندنا انشأ بعض الزعماء الوراثيين احزابا شعبيه علمانيه لا يدخلها الا ابناء طائفتهم. الوحدة الوطنية ايها الأصدقاء هي كلام خطابات انتخابيه، اما التعايش فهي عبارة عدائية تصور لنا ان شعبا يكره بعضه البعض ومضطر للتعايش مع الآخر بالقوة وطوائف تتكاذب مع طوائف وان هذا العقد ينفرط عند اول هبة ريح فالوحدة لا تكون الا بالانصهار كما تنصهر المعادن. على الانسان اللبناني والاجيال الطالعة التي هي املنا ان تنشأ على اعتناق الحق والخير والجمال. وان تتعلّم ان السياسة هي اخلاق ونبل واستقامة. عند هذا لا يعود يهمك شكل الحكم. فالمهم ان يستيقظ ضمير الحاكم. فبين القانون والضمير يتقدم الضمير.

كلمة نايل ابو شقرا:

        سوريا خرجت من لبنان، ورغم ذلك، هل يصح القول اننا نسير باتجاه الدولة الحديثة، نستشرف استقلالاًَ جديداً...؟ ان الحراك السياسي المبطن بالطائفية لا يشجع على التفاؤل رغم كل التطمينات المقدمة الينا، فما زال الخوف كل الخوف من مسلكية الطوائف، ونعني بالطوائف تلك التي يختصرها اصحاب الريع السياسي. ففي حياتنا السياسية الا تواجهنا مشكلات العقد الطائفية، لقد كان اتفاق الطائف مدخلاً لعروبة تنتج وطنناً سيداً حراً مستقلاً، فأردتنا عروبة الطوائف على حدود الوطن. نتطلع الى اليوم الذي نكرس فيه جبنا للعرب، والعروبة، والعالم، والعولمة من خلال محبتنا للبنان، وليس ارضاء لمشاعر الطوائف ومصالحها، فنحن قادرون على صوغ حضارة التواصل اذا قدر للجماعات الطائفية ان تشيد كياناً، لا أن تحصن مواقع الأحلاف.