كلمة د. نجاة الصليبي الطويل

ندوة حول كتاب البروفسور جورج لبكي

Anthologie de la littérature libanaise d’expression française

 

          مساء الخير، سيداتي سادتي،

 

تجتاح لبنان اللغات مع ما تحمله من حضارات وثقافات فتروي تراب جذوره بالغنى والانفتاح، تلقّحه بالكثير من القناعات والممارسات تعجنُها مع أصوله فتنبثق منها ثقافة لبنانية فريدة وأدب لبنانيّ مميّز؛ وان بدا هذا التخصيب للبعض، عاملاً هجيناً يفضي احياناً الى التشكيك بأصالة الثقافة اللبنانية والى طرح مسألة الهوية اللبنانية وانتماءاتها.

 يرتبط اكتساب اللغات بالتطور التاريخي وبالصراعات السياسية والاجتماعية وتأخذ عملية الكتابة أبعاداً متناقضة، تتراوح بين الشعور بالذنب لخيانة اللغة الأم او اللغة السائدة من جهة، وسهولة التعبير واتقانه بلغة اجنبية، ومن خلالها الوصول الى شريحة اكبر من القراء، من جهة أخرى.

انها قناعة اللبناني بحرية الاختيار ضمن هذا التعدد اللغوي والثقافي الملازمين للثقافة اللبنانية والذي يشكل القاسم المشترك الأساسي العابر للتاريخ والكيانات المختلفة طبعا. (انها عنصر من مجموعة عناصر تؤلّف la Libanitéكما يحلو للدكتور صفير تسميتها).

من هذا المنطلق، نهنّئ جامعة سيدة اللويزة على انشاء مركز الفكر اللبناني بهدف المحافظة على التراث الوطني، وجمع الكثير من الارث الثقافي لمبدعين لبنانيين.

 

يحصي كتاب الدكتور جورج لبكي جميع المؤلفين اللبنانيين باللغة الفرنسية، مع مختارات من نتاجهم إنها انطولوجيا. واراد الكاتب أن يظهر أهمية هوية هذه المؤلفات من خلال العنوان، إنه الأدب اللبنانيla litteraturelibanaise    إنما بالتعبير الفرنسي D’expression francaise. فيبلور اهمية دمج اللغة ومناخها مع الثقافة المعرفيّة لمكتسبها وامتلاكها للتصرف ببراعة في استعمالها. إنهم لبنانيون يكتبون مشاعرهم ومشاكلهم باللغة الفرنسية، فلا يجعلهم التعبير بتلك اللغة نكرة ينضوون الى مجموعة الفرنكوفونيين الذين ينتمون لثقافات متنوعة يكتبها كلٌّ منهم من خلال ثقافته وحضارته كما يتخطى فكرة جمود اللغة وثبات تراكيبها بإغنائها بدوره وإحيائها في مناخات جديدة.

كتاب مشوّق جامع لكل مَن كتب باللغة الفرنسية منذ اواسط القرن التاسع عشر، ومقسّم الى خمس حقبات، رابطاً الكتابة الروائية والشعرية واحياناً الفلسفية والاعلامية والفنية بالظروف التاريخية الاجتماعية والسياسية socio-politiques. كما يستعرض المواضيع المشتركة والخاصة بكل حقبة، كما يعود ويحدد بالتفصيل الخصائص الكتابية لكل كاتب.

إنه عمل شاق ومدماك صلب، يصلح البناء عليه، والانطلاق منه نحو دراسات مفصلة.

 

هنا أود أن أفتح مزدوجين، وليسمح لي البروفسور لبكي بايراد ملاحظتين تختص بالشكل:

أولها، طمح البروفسور لبكي الى عدم إغفال اي كاتب مهما كان نتاجه وهو يستعرض ولا يصنف فاختار التسلسل الزمني للولادة مقياساً للتراتبية ولتتالي الأسماء وأهمل تصنيف المراحل التي فصّلها في المقدمة. افهم صعوبة جمع كل هذه الأسماء، إنما كنت اتمنى الأخذ بعين الاعتبار تواريخ النشر وأهمية النتاج على الأقل من حيث عدد المؤلفات، فيصنّف الكتّاب المكرسون في مجموعة على حدة وفي أخرى مَن نشر مؤلَّفات معدودة وغير معروفة، دون اغفال الأهمية الأدبية لكل منها. على أن يتضمّن القسم الأخير أسماء الذين ما زالوا في مراحل الانتاج.

 ثانيها، نظرا لأهمية هذه الانطولوجيا كمرجع، ربما كان من الأجدى وضع قائمة اسماء الكتّاب وفق التسلسل الأبجدي لتسهيل عملية البحث وليس كما هي واردة في الفهرس.

 

أثني على جهود البروفسور لبكي الكبيرة، وأهنّئ جامعة سيدة اللويزة بهذا المولود، ونهنّئ انفسنا بمثقّفينا الذين يرفضون اندثار الكتابة اللبنانية ويحرصون على تراثنا وعلى استمرار تميّزه وغناه.

شكراً جزيلاً دكتور لبكي لأنك أتحتَ لي فرصة قراءة خمسماية وست صفحات بشغف، والتعرف على مئة وثلاثة واربعين كاتباً، والشعور بالفخر لكثرتهم وشهرة بعضهم الواسعة.

مرجع قيّم، من الضروري اقتناؤه من قِبَل كل قارئ ووضعه بين يدي افراد كل عائلة لبنانية. أتمنى ان يتعرّف عليه الكثيرون، وأن يحظى بالاهتمام الذي يستحقه. على أمل أن يكون هذا الكتاب الأول من سلسلة مؤلفات مشابهة.

          توجّه الحركة الثقافية انطلياس تحياتها الى جامعة سيدة اللويزة والى مركز الفكر اللبناني بصورة خاصة، والشكر للبروفسور لبكي الذي أتاح لنا هذا اللقاء.

 

__________________________________________

 

كلمة القاضي الرئيس الدكتور غالب غانم

 

الدكتور جورج لبكي في كتابه حول أدب اللبنانيين باللغة الفرنسيّة

من صناعةِ معلّمين في ميدان الثقافة ومن روح لبنان

 

  1-إنّهم اللبنانيّون، بحكم الموقع والتطلّعات، والتاريخ والاختبارات... وأكثرُ أكثر، بحكم خياراتهم التي تأبى ثقافة الأبواب المغلقة، وتصبوإلى الشموليّ والمطلقِ والإنسانيّ عبر تلك المنابر الفيحاء التي ابتدعوها لانفسهم في الأعالي والأرياف والضفاف، وفي البصائر والرحابات... إنّهم هم الذين، منذ القِدم، تكلّموا بغير لسان، وطحنوا وخلطوا قمحاً حضاريّاً بقمح حضاري.. إلى أن فتحوا الباب، في مطالع النهضة، للكتابة الأدبية بالفرنسيّة والانكليزيّة، وبما لذّ وطاب من اللّغات ذات الجاذبية والقوة وسعة الانتشار .

  2-كان الأدب اللبناني باللغة الفرنسيّة، منذ طوالعه الأولى في فجر القرن العشرين، صعوداً إلى نهاية الستينات، لافتاً بجودته وغزارته، ولافتاً بشرقيّته... في حين كان الاهتمام النقدي الوطني والعربي مُنصرفاً عنه حيناً، وحذِراً حيناً آخر، لأسباب شتّى، فنّية أو سياسية، لا محلّ للتوقف أمامها في هذه المداخلة العَجلى.

 

__________

الأربعاء 30/5/2018، الحركة الثقافية انطلياس، حول كتاب:Anthologie de la poésie libanaise d’expression française  للدكتور جورج لبكي.

  3-بعد عشرات الدواوين والأعمال الروائية والمسرحية، خلَلَ خمسين سنةً على وجه التقريب، لم يواكب النقد عندنا هذا الحدث إلّا بانطباعات عابرة أو بمقالات قليلة ندرت على الأخصّ باللغة العربية، من بينها واحدة لوالدي الشاعر عبدالله غانم، بعنوان"أدبنا وراء الحدود- شكري غانم". وقد فرضت النّسابة أوالمواطنة على الوالد أن يقول:

   "شكري غانم أديب لبناني أتجرّد الآن للتحدّث عنه-لا كسياسي جاهدَ في سبيل لبنان، ولم يمت قبل أن قرّت عينه باستقلال لبنان- بل كأديب ملأ الثغرة الشرقيّة في الأدب الفرنسي، وكانت فارغة مهما ترجم المترجمون وبحث المستشرقون-كما ملأ جبران الثغرة الشرقية في الأدب الانكليزي... وكلاهما فاتحٌ شقّ الطريق لقبضة من العباقرة."

  وتابع الوالد يقول:

    "نستصغر نفوسنا في هذا البلد الصغير، ونحسب أدبنا صغيراً-على أنّ صباح تاريخنا يُشعشع بأسماء السابقين المتبوعين. نحن إذاً معلّمون، واليوم نستكبر على نفوسنا أن نكون تلاميذ نابهين" (عبدالله غانم المجموعة الكاملة، النثر، المجلّد الأوّل، ص66).

    إنّ افتتاح هذه المداخلة بنثر الورد على شكري غانم، صاحب مسرحية Antar، يتناغم أيّما تناغم مع ما جاء حوله في مصنّف الدكتور جورج لبكي الذي نحفو به الآن، إذ إنّه اعتبره أبَ الأدب اللبناني باللغة الفرنسية، وأشرف، بتكليف من منشورات دار النهار، على جمع كتاباته الأدبية والسياسية التي ظهرت عام 1994 مصدّراً إيّاها بالمفيد والعميق والمؤثّر (Touchant)الذي تناول فيه حياة هذا السياسي والشاعر ومؤلّفاته، وعلى الأخصّ، مفتتحاً ما سمّاه Réflexion sur l’oeuvre littéraire de chekri Ghanemبالقول:

 

   “Chekri Ghanem mérite à bon escient le titre de père de la littérature libanaise d’expression francaise. En effet peu d’écrivains libanais francophones acquirent durant leur vie une renommée aussi grande que la sienne. »

    (Chekri Ghanem, écrits politiques, P.xxxv  )

   فلا انحياز إذاً بسبب الانتماء الغانمي، بل تجرّدٌ لا متناهٍ كما قال الوالد، وكما أنا عليه في النظرة إلى أيّ مطلبٍ أو غرض.

    4-نؤكّد مرة أخرى على أنّ الأضواء النقدية الملقاة على الأدب اللبناني بالفرنسية كانت غائبة أو خافتة في لبنان، وكانت ساحة الاهتمام خالية إلّا من أعمال محدودة تناولته، لا للإحاطة بإبعاده وآفاقه، بل للدلالة على أنّه ظاهرة من تلكَ الظواهر الشاهدة على الثنائية اللغوية، وأحياناً الإبداعيّة، لدى اللبناني. تلك كانت حال السبّاقِين رشيد لحّود في كتيّبٍ (1945) ضبط فيه بعض المؤلّفين مع نبذات عن سيرهم ومقتطفات من أعمالهم، وابراهيم عبود في فهرسته Bibliograqhieلبعض المؤلّفات (1948)، وكذلك موريس صقر في فهرسة أوسع( 1948).

   5-ببالي، في غمرات هذا التذكّر، أن أستعيد بيتاً من الشعر يبرّر شغفي بكتاب الدكتور جورج لبكي، ويعيدني إلى مكابدةٍ عانيتُها فيما مضى، كَرمى لعيني رافدٍ من روافد أدبنا المكتوب باللسان الفرنسي. بيتٌ من الشعر يقول:

    لا يعرفَ الشوقَ إلّا من يكابدهُ

                            ولا الصبابةَ إلّا من يعانيها

    ذلك أنّني، في أواخر الستينات من القرن المنصرم، وفي سبيل نيل دبلوم الدراسات العليا في الادب العربي، بل في سبيل التعبير عن إعجابي بهذا التراث، وملء فراغٍ مديد في معالجته كما سبق البيان، أعددتُ أطروحة حول شعر اللبنانيين باللغة الفرنسية، اكتملتْ ونوقشت في الجامعة اللبنانية بعد سنواتٍ ثلاث من الكدّ والجمع والبحث، واستنباتِ نقاط التلاقي ونقاط التمايز في الآثار المدروسة، ورصد حضور المرأة الكثيف في هذا اللون التأليفي، ونقل قبضةٍ من النصوص إلى العربية مع المحافظة على نضارتها ورونقها وُقلْ شعريّتها، والتنقيب في المكتبات الجامعية والخاصة وصولاً إلى دار الكتب الوطنية حيث تواجدت بعض المصادر (كالدواوين) وغاب بعضها إلّا عن البطاقة التي تحمل اسمه... كلّ ذلك فضلاً عن المقابلات الشخصية الحاصلة مع معظم الشعراء الأحياء وفي عدادهم فرسانٌ قدامى مثل هكتور خلاط وزنابق قلمه، أو أحدثُ عهداً مثل جورج شحاده وإدهاشات مسرحه.

   6-في إثر ذلك، راحَ الاهتمام يتضاعف، فنُظّمت حول الموضوع بعض الأعمال الجامعية في لبنان وكندا وفرنسا. ومن المفارقات والطرائف، بل من المصائب المضحكة، أنّ واحدة من الأطاريح نقلتْ إلى الفرنسية نقلاً حرفياً فصولاً كاملة من أطروحتي بلغة مترجم قانوني محلّف، مع الهوامش والدقائق... وأدوات الوصل والفصل... وقد نشر النهار العربي والدولي الصادر في تلك الغضون، تحقيقاً بهمّة الشاعر هنري زغيب، سلّط الضوء على المسألة... أمّا الاستاذ الكبير الراحل جبور عبد النور، المشرف على عملي، فقد طرح عليّ -إذا شئت- إمكان مراسلة الجامعة الفرنسية التي شهدت مناقشة الأطروحة، تمهيداً لسحب اللقب من صاحبه. وكان طبيعيّاً أن أرفض. فالتسامح والسماح هما من ثقافتي ومن طباعي.

  أجل! سامح الله حامل اللقب ذاك، الذي لم أتحقّق في أيّ حال من أنّ ما لم يأخذه من كتابي، لم يأخذه من كتبٍ أخرى لاءمت مِزاجه وهواه.

   7- لمزيد من الإضاءة على محطّات الاهتمام التاريخيّة بهذا اللون الفنّي، نضيف أنّ متتبّعَ مساره لن يمرّ مرّاً عابراً على مؤلّفات لاحقة تناولته، منها على الأخصّ الأعمال البالغة الجدّية:

   الأوّل بعنوان Panorama de la poésie libanaise d’expression francaise (1987 ثم 1996) لنجوى عون عنحوري.

   والثاني بعنوان Dictionnaire de la litérature libanaise d’expression francaiseلرامي زين (1998).

    والثالث بعنوان Littérature libanaise d’expression françaiseلساهر خلف(كندا 1974).

    هذا فضلاً عن مرجع نادر في ميدانه هو: Le bilinguisme Arabe Français au libanللأب سليم عبو (1962).

 

   ولن يمرّ مرّاً عابراً كذلك على اهتمامِ كبيرٍ من كبار لبنان، الرّاحل الاستاذ غسان تويني، لهذه الظاهرة الحضارية، ما حدا بمنشورات دار النهار إلى إصدار المجموعات الكاملة لكوكبة من مبدعيها، تصدّرتها مقدّمات تحليلية وتعريفية لشعراء أو كتاب بارزين (منهم، تمثّلاً، صلاح ستيتيه، وجورج لبكي، وسواهما...)

   8-لكَ يا صديقي جورج لبكي كلّ ما كتبتُهُ سابقاً في هذه المداخلة، حتى ولو كان بعضٌ منه، قليلاً كان أو كثيراً، يعنيني شخصيّاً.

  أجل! إنّه لك جميعَه. فعلى من أعرض هذه الحقائق إن لم أعرضها عليك، وأنتَ من سَدنَة هيكل الثقافة الفرنكوفونيّة، ومن الغيارى على كلّ ما هو من ثمرات الأقلام اليانعة، ومن حريّة الكلمة والروح، ومن أطياب لبنان في الأدب وسائر الفنون!.

   9-فوق ذلك، في اليقين أنّك عانيتَ مثل ما عانيتُ أنا شخصياً وأكثر،في رحلتك الطويلة التي حطّيت عبرها الرّحال في ديار مئةٍ وثلاثة وأربعين أديباً وشاعراً، وتالياً في كتب تعدُّ بالمئين. مثلُ هذه الأعمال، بما فيها من تجوال في أوسعِ المدارات الزمنيّة والموضوعيّة... من نشدانِ شمولٍ وكمال أو ما يجاورهما... من إحاطةٍ بجوانب المسألة أسباباً وظواهرَ ونتائج... من تمرّسٍ بالصبر لا تفوتهُ نشوةُ الكشف أو لذّة النّص (Le plaisir du texte) حتى ولو كان لسواك... من رداءٍ علمي موضوعي من العيار الدقيق ألقى بمهابته على كلّ بحث وكلّ اختيار... مثلُ هذه الأعمال لا تكون إلّا من نسجِ أنوالٍ ذات عراقة، أو من صناعة معلّمين في الميدان الثقافي والأدبي، وأنتَ منهم!.

   10- على أنّ نُشدانَ الشمول هو مُنفسَحٌ ومنزَلقٌ في آن. هو منفَسَحٌ لأنّه يضمّ ويزيحُ الأسترة ويعدِل ويوزّع الخبز والخمر ولا يهملُ الأقلّ حُظوةً والمغمورين –كما فعلتَ تماماً- ويسجّل أسماءَ تلك الكوكبات وعطاءاتها على اللوح الكبير. وهو منَزلَق لأنّه مهما طوّف القلم وحسُنتِ النيّات يظلّ صاحب الأثر معرّضاً لغفلةِ طرفٍ من هنا، وحَدَثٍ أو حاجزٍ أو صعوبة من هناك، في خِضمّ هذا الشلّال من المؤلّفات التي تزداد يوماً بعد يوم شاهدةً على ثبات الفرنكوفونيّة الأدبية ونموّها في لبنانَ الداخل أو لدى لبنانيي الانتشار.

    إنّ حشريتي العلميّة دفعتني إلى مراجعة ما حوته مكتبتي من آثار لبنانية أدبية باللغة الفرنسية، فاستبان لي أنّ ثمّة خمسة وعشرين كاتباً (روائيون، وأصحاب دواوين شعرية على الأخصّ) لم ترد أسماؤهم في كتابك النفيس، على ما فيه من شمول. هذا مع أنّني، في السنوات العشر الأخيرة على الأقلّ، لم أعد أبحث في المكتبات عن جديد الأدب اللبناني باللغة الفرنسية، لإكمال المجموعة التي أمتلكها في هذا الحقل. ويقيناً منّي أنّني لم أتمكّن من رصد شامل للشعراء والكتاب الفرنكوفونيين في محاضرة لي عنوانها "الأدب اللبناني باللغة الفرنسية (1992 ثم 2003 في كتابي أبعد من المنبر)، قلت آنذاك:

    "ونبقى، في كلّ حال، أعجز عن الإحاطة بكلّ الأسماء، ومحفوظةً، تبقى، حقوق الجميع".

   11-إنّ الغرض الأساسي من كتابك كان جمع مختارات Anthologieمن الأدب اللبناني باللغة الفرنسية المتجلّي على امتداد القرن العشرين والمستمرّ في الازدهار. ولكنّ ما حقّقتَه تجاوز هذا الغرض بغزارة المعلومات التي وفّرتَها عن الكتاب المعنيين... بجدوى المقدّمة... بنضارة لغتك التي تلفُّ المسائل المطروحة برداء جميل فيه من ألوان لبنان وأنواله مقدارَ ما فيه من نضارة الفرنسية وعراقتها ودقّتها.

   12-وَلْنَقرأْ كتابك هذا، في كلّ سانحةٍ، إنّه مشوّق ومستأهل ومتخطٍّ ما سبقَهُ. ولا ننسيّنَ أن نقرأ معه، وبتزكية منه، شكري غانم، وجورج شحاده، وناديا تويني، وصلاح ستيتيه، وأمين معلوف، وألكسندر نجّار... وكلّ المشهورين والمغمورين الذين وسّعت لهم مسارح قلمك.

   كلّهم، كلّهم، مع أخدانهم من الذين اتّخذوا العربية الحسناء وسيلة للتعبير ولتدفّقِ الينابيع، كلُّهم ينتمون، كما تنتمي، إلى روح لبنان، وإلى جنائن ثقافته.

              

                                                   غالب غانم

 

 

________________________________

 

كلمة  الأستاذ ألكسندر نجّار

 

 

Dans son intervention, Alexandre Najjar a rendu homma­ge à l’érudition du professeur Georges Labaki et a salué la qualité de cette anthologie qui accorde une place de choix aux écrivains connus ou méconnus, chevronnés ou jeunes, et qui propose une sélection de textes en vers ou en prose très représentative de l’œuvre de chaque auteur proposé. A ses yeux, ce recueil mérite de figurer dans toutes les bibliothèques parce qu’il offre un panorama très complet de la littérature libanaise d’expression française et qu’il met en lumière l’apport du Liban à la francophonie.

Alexandre Najjar a aussi profité de la parution de ce recueil pour rappeler que la littérature libanaise d’expression française est relativement récente, qu’elle n’a pas connu d’écoles littéraires, qu’elle compte des femmes de renom qui ont contribué à son rayonnement, et qu’elle a prospéré malgré le nombre limité d’éditeurs francophones dans le pays.