انطلياس في 5/3/2012

رقم الصادر 29/34

في وداع جان كلود بولس

رحل بصمت لا يشبه حراكه الدائم الذي أسس لعدد كبير من الأساليب الحديثة من البث التلفزيوني الجديد آنذاك، في لبنان ستينات القرن الماضي ومنه الى غالبية المحطّات العربية الفائقة الرسمية. مدرسة جان كلود بولس الإعلامية المرئية، بالأبيض والأسود وبالملوّن من بعدهما، دخلت البيوت وسمّرت الكثيرين سهرات امام الشاشة المنزلية وخارج المنزل. بثقافته الفرنكوفونية وضع الأسس الفنية والأسلوبية لتلفزيون لبنان باسمه العلم وكإسم نكرة معاً، الأوحد عندنا لزمن طويل قبل تمادي الحروب واستفحالها، على تماس وتزامن مع البث الأوروبي المتطوّر. وبميوله الفنية الغنائية والمسرحية جعل هذا التلفزيون ساحها وحاضنها، مُدخلاً انجازاته المتنوعة، وتقنياته الجديدة، في سِفر تاريخ لم يجد من يلتفت لدوره العميق في ثقافتنا المعاصرة التي اقتحمتها الصورة بكل حيويتها، على الرغم من إمكاناته المحدودة.

لقد كان للحركة الثقافية – انطلياس التفاتة الى فرادة هذا الفنان وتميّزه بأن كرّمته كواحد من "أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي" نعتزّ به. ومن قسوة القدر ان هذا التكريم كان في معرض الكتاب للسنة الماضية، المعرض الي نقيمه في هذا الوقت بالذات ومنذ إحدى وثلاثين سنة!

ذكرى جان كلود بولس ستبقى في وجدان محبّيه، وفي "تلفزيون لبنان" وفي الثقافة العربية الذي أمسى الإعلام المرئي من أكثر وجوهها معاصرةً ومزاولةً.     

 

                                                        الحركة الثقافية – انطلياس