تحية الى العميد فوزي أبو فرحات

بقلم الدكتور عصام خليفة

دماثة في الخلق،

ثقافة متعمّقة في العلوم العسكرية على المستويين النظري والعملي،

إطّلاع عميق على تاريخ الوطن وتاريخ المنطقة،

فهم عميق للواقع السياسي اللبناني والعربي والعالمي ومعرفة تفاصيل لا يصل اليها إلا القلّة،

شجاعة في الالتزام بالوطنية اللبنانية التي تحترم كلّ مكونات الوطن،

إبن بيئة مغدوشة البلدة الجنوبية المميّزة بعقلانية أبنائها وروحهم الطيبة ومحبتهم للمعرفة،

إنسان كبير يتقن فنّ الصداقة،

هذا بعض من الراحل الكبير العميد فوزي أبو فرحات الذي نفتقده اليوم.

كان مجلّياً في كل المواقع التي تسلم فيها المسؤولية في المؤسسة العسكرية (الجيش).

وكان لامعاً في المحاضرات التي كانت تطلب منه في مناسبات ثقافية ووطنية معينة،

وكان متفوقاً في الدورات العسكرية التي تابعها في الداخل والخارج،

وكان شامل الثقافة في المجلة العسكرية التي تحمّل مسؤولية تحريرها (المجلة العسكرية الصادرة عن دار الصياد).

كان يختزن الكثير من الاسرار التي عرفها من مواقع مسؤوليته خلال الحروب اللبنانية المركّبة (وكان يعدنا بأنه سيدوّنها كتابة عبرة للأجيال القادمة).

في هذه الأيام التي تنفلت فيها الغرائز، وينحطّ فيها مستوى الخطاب السياسي، ويتفاقم فساد أهل السلطة وولوغهم في تهديم ما تبقى من مقوّمات المجتمع والدولة والاقتصاد، يغيب العميد الصديق فوزي أبو فرحات ويعود الى تربة مغدوشة الطيبة في كنف تمثال سيدة المنطرة.

وتكون الحركة الثقافية – انطلياس قد خسرت عقلاً لامعاً وصديقاً يقف الى جانبها في دورها الإنمائي والوطني.

وعلى كلّ حال إن أمثال الراحل الكبير سيستمرون محط تقدير ومحبة لدى كلّ من عرفهم، وسيعتزّ بهم الوطن عندما يستعرض الكبار من رجالاته.

                                    2018/1/31                                                                    الدكتور عصام خليفة