تكريم  أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي

الأستاذ محمّد كريّم

قدّم التّكريم:الدكتور وجيه فانوس

أدار اللقاء: الأستاذ جورج اسطفان

كرّمت "الحركة الثقافيّة- أنطلياس" الكاتب والمخرج الإذاعي والمسرحي، علَم الثقافة المبدع، الأستاذ محمّد كريّم، الذي أغنى لبنان والعالم العربي بأعمال فنية مسرحية وإذاعية كثيرة ذات تنوع متميز وتألّق فذّ.

 رحّب الأستاذ جورج اسطفان بالمجتمعين وقدّم نبذة عن مسيرة المخرج اللبناني الكبير منذ بداياته في المجال المسرحي في خمسينات القرن المنصرم ككاتب وممثل ومخرج، مرورًا بعمله فترةً طويلة في تلفزيون لبنان وإذاعة لبنان وإخراجه آلاف الحلقات الإذاعيّة، وإطلاقه فكرة البث المباشر، ووصولاً إلى تبوّئه "مناصب مسؤولية في لبنان والعالم العربي". وأضاف الأستاذ اسطفان أنّ الأستاذ محمّد كريم "يستحضر صورة الوطن الجميل" ويستذكر الماضي المشرق وأيّام الفنّ الأصيل، شأنه شأن أصوات فيروز ووديع الصافي ونصري شمس الدين وغيرهم.

 

وتحدّث الدكتور وجيه فانوس عن تاريخ الأستاذ محمد كريِّم وسنواته الدراسية ومحطّاته المهنيّة منذ المراهقة وحتّى يومنا هذا. لقد عرف الأستاذ كريِّم في فترة الشباب كبارًا من أهل الثقافة والفنّ أكسبوه ثقافة عميقة الأغوار واهتمامًا واسعًا بمواضيع مختلفة علّمته تذوّق الأدب والفنون. أمّا مسيرته المهنيّة بعد التّخرّج، فقد رأت النور في "إذاعة الشرق الأدنى" في قبرص حيث اكتشف العمل الإضاعي، ثمّ عمل في "إذاعة بغداد"، قبل أن يدخل "إذاعة لبنان" من بابها الواسع مع نخبة من الإذاعيّين والموسيقيّين والمغنّين والممثّلين. ثمّ سافر الأستاذ كريّم إلى باريس وعاد إلى لبنان محمّلاً بأفكار جديدة وضعها في تصرّف الإذاعة اللبنانية حيث دشَّن لأول مرة في لبنان والعالم العربي البث المباشر الإذاعي. ولكنّ طموحه لم يقتصر على الأعمال الإذاعيّة، بل عمل على تأسيس شركة "جنا برودكشن" للإنتاج الفني. أمّا اليوم، فانصرف إلى البحث والتأليف إذ أصدر حتى الآن كتابين، هما: كتاب "نصف قرن من المسرح في لبنان" وكتاب "في البال يا بيروت". وختم الدكتور فانوس كلمته قائلاً إنّه يرى في الأستاذ كريّم أنموذجًا فذًّا "في رقّته وآدميّته وطموحه وجرأته ووفائه وتواضعه."

     ثمّ تُرك المنبر للمحتفى به الاستاذ محمِّد كريِّم الذي قدّم ما سمّاه "جردة حساب" عن المحطّات الرئيسة التي تركت أثرها في مساره الطويل، كي يعطي لمحة عن بعض جوانب الحياة الفنية والإعلامية في زمانه، وذلك استنادًا إلى محاور ثلاثة هي: العمل الإذاعي والعمل المسرحي والعمل الكتابي، ومؤكّدًا على أنّ علاقته بالقلم ترقى إلى ريعان الشباب، على الرغم من أنّ إنتاجه الكتابيّ تأخّر إلى العمر الذهبي. وقد تحدّث الأستاذ محمّد كريّم عن مدى انجذابه نحو الفنون "حيث الكلمة المنطوقة والصورة المرئية قد تكون أفعل وأخطر في بعض الأحيان من اختها المكتوبة"، وعن الصداقات التي جمعته بالشاعر عمر الزّعني والكاتب المسرحي شكيب خوري، فضلاً عن تجربته اللافتة في الإذاعة اللبنانية وفي المسرح، ليتطرّق إلى أسباب لجوئه إلى الكتابة مؤخّرًا. ففي حين أراد أن يعالج مرحلة غامضة وملتبسة من تاريخ المسرح اللبناني في كتابه الأول "نصف قرن من المسرح في لبنان"، أراد في كتابه الثاني "في البال يا بيروت"  أن يضيء على المظاهر الشعبية التي كانت سائدة في بيروت في ثلاثينات وأربعينات القرن المنصرم. وأعرب أخيرًا عن شكره وامتنانه "للحركة الثقافية- أنطلياس" لأنّها منحته هذه البادرة في التكريم، وأتاحت له فرصة تقديم لمحة عن حياته وعرض موضوع ثقافي هو من أشدّ المهتمّين به.

 

وكانت شهادات بالمحتفى به من المسرحي شكيب خوري والدكتورة إلهام كلّاب البساط والدكتور الياس لحّود والدكتور أنطوان سيف والممثّل جهاد الأطرش.

 

وفي الختام قدّم أمين عام الحركة، الدكتور عصام خليفة، شعار الحركة إلى المحتفى به ونسخة عن "النصّ الأصليّ لعاميّة أنطلياس الشهيرة، عاميّة 1840.