أقامت "الحركة الثقافية – أنطلياس" ندوة حول كتاب الدكتورة لميا رستم شحاده: "أسد رستم، مؤرخ الكرسي الإنطاكي، مسيرة عمر"، الصادر حديثًا، شارك فيها إلى صاحبة الكتاب الدكتورة لميا رستم، الدكتور وجيه كوثراني، والأب الدكتور جورج برباري، والعميد في جامعة البلمند الأب بورفيروس جورجي، وأدارتها الدكتورة سعاد أبو الروس سليم.


 

استهلّت الدكتورة سعاد أبو الروس سليم كلمتها مشيرةً إلى أنّ الدكتورة لميا هي اختصاصية الحضارة الكنعانية بما فيها التاريخ واللغة والأدب. وعلّمت اللغات السامية والعبرية ودراسات العهد القديم والحضارات. ثمّ أشارت إلى أنّ الكتاب الصادر يتحدّث عن حياة أسد رستم ومؤلّفاته مذكّرةً أنّ الكاتبة قامت بدراسة متوازية بين سيرة حياة وإنتاج تاريخي وظروف اجتماعيّة وسياسية أحاطت بأسد رستم الأب وعائلته. ثمّ عرّفت بالدكتور وجيه كوثراني الحائز على دكتوراة في التاريخ من جامعة السوربون في باريس، وبالأب جورج برباري، الباحث في جامعة البلمند، وبالأب بورفيريوس جورجي، عميد كليّة اللاهوت.

الدكتورة لميا رستم شحادةشكرت غبطة البطريرك يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، والأب الدكتور بورفيريوس جورجي، والأب جبران اللاتي، والدكتورة سعاد سليم، والدكتور وجيه كوثراني، والأب جورج برباري، على مساعدتهم ودعمهم لصدور كتاب "أسد رستم، مؤرخ الكرسي الإنطاكي، مسيرة عمر". واستعرضت كل أعمال والدها بالتفصيل. وأشارت إلى أنّها بدأت استنباط الحقائق عن أسد رستم في محفوظات الجامعة الأميركية حيث درس وعلّم. وأشارت إلى أنّه أغنى مكتبة المؤرّخ اسكندر عيسى المعلوف وأنشأ مكتبة خاصة بدائرة التاريخ تحتوي على ثلاثة آلاف كتاب في كل اللغات. وأشارت أيضًا إلى عشقه للحقيقة المُجرّدة وللبنان وللكنيسة ووحدتها. وفي النهاية، تمنّت أن تكون قد نجحت في إيصال صورة واضحة عن هذا العظيم من لبنان.

تكلّم الدكتور وجيه كوثراني عن أستاذه أسد رستم وتناول ثلاث مسائل تركها أسد رستم عالقة ليستكملها المؤرخون الجدد: مسألة عروبة لبنان، ومسألة الخلافة الإسلاميّة في الدولة العثمانية، ومسألة المنهجيّة التاريخية الحديثة والتعديل والتجريح. وتساءل عمّا إذا كان أسد رستم يملك مبرّرات وثائقيّة تؤكّد فرضيّة استعراب لبنان منذ القرن الرابع قبل الميلاد. كما تساءل عن نَفي رستم لقصّة تنازل آخر الخلفاء العباسيين عن الخلافة للسلطان سليم العثماني؟ وتطرّق إلى حقيقة التشابه بين قواعد المنهجية التاريخية الحديثة وبين قواعد التدقيق في العلم الحديث، مشيرًا إلى الاختلاف بين إبن خلدون وأسد رستم حول تقييم منهجيّة التعديل والتجريح. وأشار أخيرًا إلى أنّ فتوحات رستم المعرفية في التاريخ تحتاج إلى الاستكمال والتعمّق وتوسيع الآفاق لا إلى شرحها وتكرار هذا الشرح.

الأب جورج برباري الذي أشار إلى أنّ هذا الكتاب سيملأ الفراغ في المكتبة التاريخيّة للكنيسة الشرقية. وأضاف أنّ أسد رستم سبّاقٌ في ثلاثة أمور: حوّل التاريخ إلى علمٍ منهجيّ صارم، وأعاد إحياء التراث الإسلامي، وسبق المستشرق الألماني فرانتز روزنتال وغيره في إعادة الاعتبار للمؤرخين المسلمين. وأشار إلى أنّ الكتاب أعاد جمع تاريخ كنيسة أنطاكية الذي كان مُبعثرًا إذ أنّ الكنيسة لم تعرف كتابًا منهجيًا ومرجعيًا كهذا الكتاب. وذكر أنّ لميا رستم شحاده كتبت تاريخ المؤرّخ الأبّ بروح الانتماء الذي لا يمحو الموضوعيّة. وأشاد بعمل لميا التي كتبت عن أبيها الإنسان الذي تاق إلى الإله.

في الختام، نقل الأب العميد بورفيروس جورجي تحيّة من صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق وتعبيره عن فرحه لصدور كتاب "أسد رستم، مؤرخ الكرسي الإنطاكي، مسيرة عمر"، عن منشورات بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس. وأشار إلى أنّ الدكتور أسد رستم هو من كبار أساتذة التاريخ الذين عاشوا في عصر تبدّلات وتغييرات جذرية في تاريخ المنطقة والعالم. وذكر أنّه ترك لدارسي تاريخ ولاهوت الكنيسة، والحضارة المسيحية، صفحات مجدٍ وتراث حياة. ونقل قول صاحب الغبطة يوحنا العاشر الذي أشار إلى أنّ أسد رستم مهّد الطريق أمام آلاف الطلّاب ليشقّوا طريقهم في دروب الثقافة وخدمة المجتمع. وفي ختام مداخلته، شكر الأب جورجي الأستاذة لميا رستم شحادة على الجهود التي بذلتها في كتابة هذا المؤلف الذي يُعرّف بوالدها وبأعماله.

 

-----------------------------------