مناقشة كتاب "شارل حلو واتفاق القاهرة، حقائق وأسرار" للأستاذ جو الخوري حلو

"شارل حلو واتفاق القاهرة: حقائق وأسرار"، عنوان كتاب للأستاذ جو الخوري حلو، نظمت عنه الحركة الثقافية – أنطلياس مناقشة، ضمن المهرجان اللبناني للكتاب- السنة 37، دورة وجيه نحلة، شارك فيها معالي الدكتور ابراهيم نجار والأستاذ صلاح سلام وأدارها الأستاذ أنطوان سعد، في حضور عدد من المثقفين والسياسيين وزوار معرض الكتاب.

 

بعد النشيد الوطني، بدأ سعد إدارة المناقشة بكلمة عن الاتفاق "السيئ الذكر"، الذي "شكّل منعطفًا خطيرًا أودى بلبنان إلى ما يشبه حرب المئة عام التي انتهى قسمها العسكري بعد 15 عامًا من القتال، فيما يظن بعض المراقبين أنها لن تنتهي فعلًا قبل أن تنهي لبنان نفسه، أو لبنان الدولة المولودة بالشكل والرسالة والطموحات المؤسِّسة".

وتحدث عن مراحل مرض شقيقته والمعاناة، بالتزامن مع بدء الرئيس حلو التعامل مع أزمة 23 نيسان 1969.

 

نجار

وألقى الدكتور نجار كلمة، أشار فيها إلى أن "الإشكالية التي يطرحها اتفاق القاهرة بقيت قائمة حتى يومنا، تتجدد من خلال ما يعيشه لبنان من انفصام بين الدولة والدويلة، فالكتاب يحاكي حقبة محورية من تاريخ لبنان المعاصر، يتوزع المعنيون بها بين الرئيس حلو واتفاق القاهرة والاحزاب اللبنانية والمعادلات الدولية في حينه".

وتحدث عن علاقته بالكاتب، وفند أقسام الكتاب بدءا من مؤشرات الأزمة التي سبقت اتفاق القاهرة ثم الأزمة في العام 1969 فالحلول التي كان تصورها شارل حلوإلى توقيع اتفاق القاهرة وتفاعلاتها، وأشار إلى الوثائق والملاحق التي يتضمنها الكتاب.

وسأل: "هل العبرة من الكتاب أن نتحسب الآن مما ينقص السيادة؟"، ورأى أن "التأريخ مفيد إذا كان عبرة لمن يعتبر، والإشكالية الحالية بين الدولة والسلاح، تشبه إلى حد بعيد ما عاناه شارل حلو في العام 1969".

ونفى أن "نكون على شفير انفجار داخلي، فالجيش قوي وموحد ويمثل الشرعية الدستورية اللبنانية التي تبقى الأقوى".

 

سلام

 وكانت مداخلة للأستاذ سلام الذي شدد على "أهمية ما ورد في الكتاب لأننا عشنا أيام الساعات العصيبة بين العامين 1968 و 1969 والتي شكلت إسفينا ساما في مرحلة الازدهار التي عاشها لبنان بداية الستينات وجعلت منه سويسرا الشرق".

ونوه بإعجاب الكاتب بالرئيس شارل حلو، وهو خاله، وبشخصيته المتميزة بالذكاء الحاد والثقافة الواسعة والفكاهة المحببة وصلابته في التصدي للأزمات التي تفجرت في عهده.

وكشف أن "الصيد الثمين الذي يمكن أن نخرج به من الكتاب، المراسلات شبه اليومية والسرية للغاية بين السفير الأميركي يومذاك، وتتضاعف أهمية الوثائق لأن مصدرها أرشيف وزراة الخارجية الأميركية".

وشدد على أن الرئيس شارل حلو "ومن باب الإنصاف لرجل أصبح في دنيا الحق، لم يكن بالإمكان أحسن مما كان عليه".

ورأى أن "الكتاب مرجع متكامل لتلك السنوات العصيبة التي لم يقو الكيان اللبناني على مواجهة تحدياتها لأسباب مرضية ما زالت مستشرية في الجسم اللبناني، طالما بقيت الطائفية والزبائنية العمياء لأمراء الطوائف هي عماد النظام السياسي الطائفي في لبنان".