ندوة عن كتاب "لبنان في الفترة الانتقالية" للأستاذة ضياء مطر

نظمت الحركة الثقافية - انطلياس ندوة عن كتاب "لبنان في الفترة الإنتقالية (1918 – 1920)" للأستاذة ضياء مطر، شارك فيها الدكتور جوزيف لبكي والأستاذ واكيم بو لحدو والأستاذ سهيل مطر، وأدارها الدكتور أنطوان ضومط.

 

بداية، أشار ضومط إلى أن الكتاب في الاساس رسالة أعدت لنيل شهادة الكفاءة في كلية التربية - الجامعة اللبنانية في العام 1972، ونوه بما يحتويه من معلومات تفتقر اليها الكتب ذات الصلة الصادرة حديثا، "لعل أبرزها الخطة التي وضعتها الحملة الفرنسية في العام 1861 مقترحة حدودا للبنان المتصرفية تشتمل على ما يعرف بالأقضية الأربعة، أي لبنان الحالي".

وشدد على أن "التنسيق والترابط في المعلومات ودقة الملاحظة يعطي هذه الرسالة -الكتاب أهمية خاصة".

 

لبكي

وألقى لبكي مداخلة، عرض في بدايتها تداعيات تقسيم لبنان إلى قائمقاميتين في العام 1842، وأشار إلى المواضيع التي رصدتها الباحثة في الكتاب ومواقف المعنيين من القضايا المطروحة والتطورات التي أدت إلى ولادة لبنان الكبير.

وتحدث عن دقة المعلومات والحس الوطني والروح العلمية الاندفاع على الصدق والتفكير الرصين والمترابط والمنهجي في معالجة المواضيع، فعرفت مطر كيف تفصل بين الصواب والخطأ والأهداف المتعارضة بوعي وتجرد، وبقيت محايدة كما تقتضي أصول التأريخ وجعلت عقيدتها اللبنانية في خدمة التاريخ وليس العكس، دون أن تشوه الوقائع لاعتبارات خاصة أو قومية.

ونوه بوفاء أخيها الأستاذ سهيل مطر على مبادرته بطبع هذه الرسالة ونشرها.

 

بو لحدو

ولفت بو لحدو إلى أن الباحثة "التي فارقتنا بحادث أليم في عمر الورود، تستشرف من خلال مضمون هذه الرسالة حاضر لبنان بنظرة مستقبلية من أحداث الماضي".

واعتبر أن "التاريخ يتكرر ولو بغير أشخاص وظروف وعناوين"، عارضا لواقع اللبنانيين بين العامين 1918 و1920، ورأى "الحاجة اليوم إلى كتب كالذي أعدته مطر لنستنطق التاريخ ونصوب المسيرة ونسدد الخطى ونستخلص العبر"، وطرح أسئلة عدة عن صورة دولة لبنان الكبير اليوم.

 

سهيل مطر

وحيا مطر في كلمة وجدانيةروح شقيقته الراحلة ضياء، ودعا الحضور إلى الحلم معه، واصفا كيف يمكن أن يكون المشهد لو الباحثة حاضرة في هذه الندوة، متكلما بلسانها: "كتابي وثيقة تؤرّخ لقيام لبنان الكبير، منذ مئة سنة. اسمحوا لي، أنا ضياء، أن أنحني فقط، تكريماً وتقديراً للرجل الذي ارتبط اسمه بولادة لبنان الكبير البطريرك الياس الحويّك. هذا الرجل الذي عبر الطوائف وانتصر على التفرقة، وأصرّ على الجمع بين المسيحيين والمسلمين. ولم تنفع معه لا الإغراءات ولا التهديدات والهواجس".