لقاء مع الدكتور ايلي يزبك

حول: تاريخ السينما اللبنانية

الخميس  14 آذار 2019

        أبدت ثلاث مدارس فقط اهتماماً بموضوع تاريخ السينما اللبنانية فأرسلت طلابها لحضور جلسة أدارها دكتور ايلي يزبك مدير معهد الدراسات المسرحية والسينمائية في جامعة القديس يوسف وأمين عام المؤسسة اللبنانية للسينما التي تدعم الإنتاج السينمائي اللبناني وتسعى لانتشاره في العالم. لدينا في لبنان مخرجون مبدعون وكتّاب سيناريو خلوقين وممثلون بارعون تفاعلوا مع محيطهم وتاريخهم وتطرّقوا لمواضيع أساسية تلقي الضوء على واقع الوطن والمواطن. بدأ الدكتور يزبك بالكلام عن بدايات السينما الصامتة عامة مع الاخوين Lumièreثم انتقل الى ظهور أول صالات سينما في لبنان سنة 1919 والى أول فيلم عرض في لبنان سنة 1929 وأخبرنا أن مخرج هذا الفيلم هو إيطالي الجنسية ويعمل كسائق عند عائلة سرسق وهو يهوى السينما وأعطى هذا الفيلم عنواناً طريفاً: "مغامرات الياس مبروك" واتبعه أيضاً بفيلم آخر "مغامرات أبو العبد" ثم أتى على ذكر اللبنانيين الذين عملوا في الإنتاج السينمائي في القاهرة خلال الاربعينات وانتجوا أفلام باللغة المصرية، وبعد الحرب العالمية الثانية بدأ بعضُ المخرجين الذين درسوا السينما في فرنسا يصنعون افلاماً عن الواقع اللبناني وقد برز اسمان في هذه الحقبة جورج قاعي في فيلم "عذاب الضمير" وجورج نصر في فيلم "إلى أين؟" وهو يتطرأ الى موضوع الهجرة التي لا تؤدي بالضرورة الى الثروة بل بالعكس قد تجلب المهانة والذلّ والعزلة للذين يسلكون طريقها. في الستينات اشتهر المخرج محمد سلمان بافلام تجارية باللغة المصرية يتخللها عزف لموسيقيين وغناء لمطربين لبنانيين درّت على منتجيها ربحاً وفيراً. توقّف الإنتاج السينمائي اللبناني خلال الحرب اللبنانية وبسبب هجرة الشباب الى الخارج لجأ بعضهم الى جامعات فرنسية وأميركية درسوا فيها تقنيات السينما والمسرح والإخراج وعادوا الى لبنان ليصنعوا أفلاماً ملتزمة تدور حول مآسي الحرب اللبنانية وتُسلّط الضوء على القضية الفلسطينية (جوسلين صعب – رندا الشهال- بهيج حجيج) وأسبابها ونتائجها. لمع اسم مارون بغدادي في هذه الحقبة وقد حقق فيلمه "حروب صغيرة" نجاحاً كبيراً لأنه وصف بدقّة الواقع المعيشي لسكان بناية أثناء الحرب اللبنانية، ثم أخرج بغدادي فيلماً آخر عنوانه "خارج الحياة" "hors la vie" وهو يروي معاناة صحافي فرنسي خطف في لبنان، ولكنه لا يكتفي بذلك بل يحاول فهم الأسباب التي جعلت خاطفيه يقدمون على سجنه والتحكم بمصيره. فاز هذا الفيلم بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان الدولي سنة 1991.

وفي التسعينات بدأت الجامعات في بيروت تُعير السينما والمسرح اهتماماً خاصاً وتخرّج من كليّتي الجامعتين اللبنانية واليسوعية رعيل فنانين جديداً ملفتاً وخلاّقاً أضحى العديد منهم مخرجون وتقنيون مشهورون، نذكر منهم: فيليب عرقتنجي، نادين لبكي، محمد سويد، جان كلود قدسي، أكرم زعتري، سمير حبشي، غسان سلهب، أمين درّة، زياد الدويري وبهيج حجيج.

        وتحدث الأستاذ يزبك بشكل مقتضب لضيق الوقت عن أهمية أفلام "رجل ضائع" و"في ساحات المعركة" لـ دانييل عربيد، وأفلام  "بوسطة" و"تحت القصف" لـ فيليب عرقتنجي، و أفلام “caramel”و"هلق لوين؟" و"كفرنحوم" لـ نادين لبكي، وفيلم "غدي" لأمين درّة وأفلام "الوادي" "الجبل" "terra”  “incognita" لـ غسان سلهب وفيلم "قضية 23" لزياد الدويري سنة 2017 .   

وانهى كلمته بالمعلومة التالية: هناك 15 فيلماً قيد التحضير حالياً وهذا العدد يمثّل قفزة نوعيةً مهمةً في مسار السينما اللبنانية.