يوم افلين عقّاد

كلمة التقديم د. نجاة الصليبي الطويل

 

      أيها الحفل الكريم،

 

          أرحِّبُ بكم في المعرضِ السنويّ للحركة الثقافية – انطلياس وما يرافقُهُ منأنشطةٍ متنوِّعة.

     

          تشاركونني اليوم، مع زملائي في الحركة، بفرحةِ تكريمِ علمٍ من أعلامِ الثقافة، الدكتورة افلين عقّاد. وعند كلِّ تكريمٍ تغمرُنا السعادةُ، لوجودِ هؤلاء المميّزين بيننا، يُعلونَ من شأن الانسانِ القابعِ فينا، ويوقظون غريزتَنا التوّاقة دوماً الى المعرفةِ والسموّ والرقيّ، والتي غالباً ما تحجبُها ظلماتُ يومياتِنا الضاغطة. إنها نعمةُ الامتنانِ لهم والفخرُ بهم، وتكريمُ الكلمةِ التي تتخطّى معهم كل حدود وكلّ قمع.

 

      نحاولُ للحظاتٍ، وبكلماتٍ معدودةٍ، كسرَ طوقِِ وحدتِهم ومحاولةَ اللحاقِِ باتِّقادِ نظرتِهم واحاسيسِهم المهرولة دوماً نحو مسافاتٍ وأبعادٍ هاربة.

      انكم تعترفون معنا، من خلالِ هذا التكريم، بأهميَّةِ الثقافةِ والتميّزِ الفكريّ، فالابداعُ هو هويّةُ الأمَمِ وتراثُها، فلنعملْ على ابرازِه والاعترافِ بمكانتِه وِساماً على صدرِ ذاكرتِنا الوطنية.    من هنا، كان قرارُ الحركة الثقافية- انطلياس، بنشرِ موسوعةِ أعلام الثقافة، وهي تتضمّن بأجزائِها المتعدّدةِ، مجموعةَ المكرّمينَ لأكثرِ من ثلاثةِ عقودِ مَضَتْ. وإنّـنا بصدد انجاز الجزء الثالث بعد الجزئين الاول والثاني.

 

      إنَّه يوم افلين عقّاد.

      كلّما سمعتُ هذا الاسم او قرأتُه، أشعر بفضاءٍ غريبٍ، يغمرُني، وأرى البسماتِ تتطايرُ، تغمزُ لي من كلِّ صوبٍ، يُحيطُ بي نفنافُ الأمانِ وصفاءُ المحبّةِ، وعريُ الخير.

      افلين عقّاد، وأسمعُ إرفافَ الأجنحةِ تتحرّكُ، ورفيفاً بعيداً لأعشابٍ وشجيراتٍ حالمة. ترقرقٌ عذبٌ يعكسُ السحابَ، هَدْهُدةٌ عميقةٌ تتناغمُ مع حفيفٍ لأوراقٍ أو لطيرانِ طائر.

      انه هَسيسٌ مُبهمٌ مجهولُ المصدرِ يتآلفُ مع الندى وحُبـيـباتِ النَقاء.

 

      حاولتُ فَهْمَ سَببِ حلولِ هذه الأجواء، من مشاهدٍ وأصوات، وفكَّ رموزِ ارتباطِها بافلين عقّاد، فرأيتُ افلين الطائرَ الصادحَ بالنزاعِ بين الغربةِ والجذورِ، المُذنِبَ الحائرَ بين العودةِ والسكينةِ، ودوامِ التشتُّتِ تلمّساً لآفاقٍ متوارية دوماً. وهي التي تـتـنـقّـلُ من بلدٍ الى آخر، من لبنان الى اميركا وفرنسا، وتونس... وبلدانٍ أخرى...

 

      إنّها طائرٌ يحتمي بالثقافاتِ، بالكلماتِ، بصفحاتٍ من الهَمْسِ الخَفيّ، من الكَدِّ، من الغضبِ، من نبذِ القهرِ والطُغيان. طائرٌ هفّافٌ، حادُّ البصرِ بمنقارِهِ يحفرُ بأسى، مواقعَ الظلمِ والبؤسِ في مجتمعاتٍ متنوّعة: من آثار الحروب والعُنف ضد النساء، الى فظاعة ختان الاناث، الى رُعبِ المعاناةِ من السرطان... وغيرها من عناوين الحب والفراق... 

      أجنحةُ طيرانٍ، دورانٌ، أعشاشٌ وخصبٌ، نضارةُ كتابةٍ، لغةُ الحُبِّ كما تقول، وتحليقٌ من جديد.

 

      إنّها طائرٌ دائمُ التغريدِ، كصوتِ افلين الخفِر عندما تحدِّثُك فـتُـنـغِّـم الكلامَ وتقطِّعُهُ بايقاعٍ فريد، ينسابُ الى سَمْعِك فيقبضُ على قلبِك، فكيف بها تعزفُ على غيتارِها وتغنّي وتقول الشعر ؟..

 

      أما صدى المياه الذي يتراءى لي من بعيد، فربما هو الرقراقُ من الدمعِ يملأُ قلبَ افلين الأبيّة الصامدة ولا يسيل، بل يدفعُها الى النشاطِ الاجتماعيّ والانسانيّ والعطاء. إنّها ضربُ النبضِ يعبِّدُ الدروبَ الوعرة أمام أمثالِها من المناضلين لأجل الانسانيّة.

 

      انها تجتاحُ الفضاءَ فتحوّله بعصاها السحرية، برواياتِها، بشعرِها، بغنائِها، بالتزامِها الانساني المُنَزَّه، بسمةً شاسعةً، ناصعةَ البياضِ، سحابةَ امل وقبلات...

     

      فهمتُ الآن: أرى واسمع مع اسمِها أجنحةَ ملاكٍ يطيرُ فرحاً، بعيداً عن هساسِ الجنّ وخنوع القلق والخوف.

 

      إنّها هي، عذوبةُ امرأةٍ معطاء، تجسّدُ سحرَ الكتابةِ والحياة.

 

      فمبروك لكِ هذا التكريم المتواضع.

 

 

وقبل أن أعطي الكلام للدكتور جورج قرم، الذي ارتأى الجمعَ بين السيرة الذاتيّة للمكرّمة ومسيرتها الأدبيّة والفكريّة الغنيّة والمميَّزة، سنشاهدُ شريطَ صُوَر خاصة من مراحل حياة الأديبة وبعض غلافات منشوراتها.

 

 

دكتور جورج قرم،

وهو أشهر من أن يُعَرَّف. التصق اسمه بالاقتصاد السياسي والقانون المدني والتجاري والدستوري.

هو الخبير الاقتصادي والمالي، وفي شؤون النقد والتسليف. عملاً مستقلاً وفي وزارَتَي التصميم والمالية. عمل مع الاتحاد الاوروبي والبنك الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة ومؤسسات عربية ودولية أخرى، وبهذه الصفة قدّم المشورة في مواضيع برامج التعديل البنيوي واعادة التأهيل المالي والمصرفي في عدّة دول.

 

عُيّن وزيراً للمالية في حكومة الرئيس الحص بين 1998 و2000.

 

مسيرته الأكاديمية حافلة، فهو استاذ محاضر في عدة جامعات: الجامعة اليسوعية، الجامعة اللبنانية، الجامعة الأميركية، وفي جامعات ومعاهد اوروبية واميركية وعربية مختلفة.

 

عشرات المؤلفات، تُرجم الكثير منها الى لغاتٍ مختلفة:

·       السياسة الاقتصادية والتصميم في لبنان (1965)

·       التبعية الاقتصادية

·       النزاعات والهويات في الشرق الاوسط

 

 

·       مستقبل لبنان في المحيط الاقليمي والدولي

·       الفوضى الاقتصادية الدولية الجديدة

·       انفجار المشرق العربي

·       المسألة الدينية في القرن الحادي والعشرين

·       تاريخ الشرق الأوسط

·       العرب في القرن الحادي والعشرين

وغيرها... الى مجموعة دراسات ومقالات متخصصة.

 

له نشاطات متعددة فهو عضو مؤسِّس لمنتديات وجمعيات ولجان ومراكز دراسات وابحاث.

يصعب حصر سيرته ببعض الدقائق، ولا تفيه بعض الكلمات حقّه، ولكن احترام وتقدير كل مواطن لبناني له، خير شاهد على مهنيّته العالية وتفرّده. 

 

وكما سرى التقليد لدى كل تكريم، أن نستمع الى بعض الشهادات ممن عرفوا المكرّم، نستمع الآن الى شهادة :

-      الروائية نازك يارد

-      السيدة تريسي شمعون

-      الدكتورة رُلى ذبيان

-      الروائية والشاعرة الدكتورة عزّة آغا ملك

-      ماري حرب (جمعية حنان)

-      شقيق المكرّمة السيد فيليب عقّاد

 

_______________

 

كلمة نازك سابا يارد

كنت أستاذة اللغة العربية وآدابها في الكلية الإنجيلية الفرنسية قبل أن انتقل إلى التعليم في الجامعة، وكانت إﭭلين عقاد تلميذتي. بعد أن أنهت سنتها الدراسية في صفي لم أعد اراها ولم أعرف ما حلّ بها إلا بعد أن التقيتها بعد سنين كثيرة في الجامعة اللبنانية الأميركية  التي أصبحنا كلتانا ندرّس فيها. والغريب أنني تذكرتها، على الرغم من نسياني معظم من علمتهم. أما هي فلم تكن لديها فكرة عمن أنا، وهذا ايضاً على الرغم من أن معظم تلامذتي وطلابي يتذكرونني. هل محتني من ذاكرتها لأنها لم تحب اللغة العربية بسبب ضعفها فيها لأن أمها أجنبية؟  المهم، لم نصبح فقط زميلتين في الجامعة وإنما، وأهم من ذلك، أصبحنا صديقتين حميمتين. قصت عليّ ماضي حياتها في الولايات المتحدة، بحلوها ومرّها. وعلى الرغم من نجاحها المهني هناك وتعيينها  أستاذة في إحدى أهم جامعاتها المرموقة ظلت جذورها في الشرق. درّست الآداب الأفريقية والشرق أوسطية، وتجولت كثيراً في بلاد هذا الشرق، في بلدان الخليخ، في مصر وتونس وأفريقيا، ولا سيما لبنان.فهي لم تقطع علاقتها قط بوطنها الأصلي، ليس فقط بعوداتها المتكررة إليه، وشراء شقة فيه، وإنما أيضاً بالدفاع عن قضاياه والنضال من أجلها، بالكتابة والقول والغناء. تحمل ﭽيتارها حيثما دُعيت، إلى محاضرات عامة أو حفلات خاصة، فتسكب في أغانيها ما يجيش في قلبها من ألم وعذاب وحب. حب أخواتها وإخوانها في الإنسانية، وألم لكل المآسي التي تحلّ بهم. تحبّ لبنان،آلمتها جداّ الحروب العبثية في وطنها، فناضلت وكتبت وغنّت ليحلّ السلام فيه. كما آلمها وضع المرأة في البلاد العربية إجمالاً، وكتبت أولى رواياتها، رائعتها L’Exciséeحيث تثور على مختلف مظاهر الظلم اللاحقة بالمرأة. كذلك شغلتها  قضية  المرأة في كتبها الأخرى منها Blessures des Mots, Femmes du Crépuscule. والآن تعاون شقيقتها جاكلين في الإعتناء بمأوى للنساء المعنفات في لبنان، تدفعان مصاريفه من دخلهما الخاص. أما حرب لبنان فخصتها بروايتها المؤلمة Coqueilicot du Massacre.

يخال لي أن إﭭلين وجدت في الكتابة دواء لآلامها النفسية والجسدية. فحين أصابها السرطان الذي يتحاشى الناس عندنا مجرد ذكره،  كتبت كتاباً ضخماً عنه حين أصابهاVoyages en Cancer  . يقول فيه صديقها ﭘول ﭭياي ما ترجمته: "إنه نص دراماتيكي عظيم حيث تُعرض مأساة شخصية وتتجاوز نفسها لتتماهى مع مآسي العالم الحاضر فتتخذ أبعاداً كونية. في النص إرتداد دائم حيث يبدو السرطان قصة لا نهاية لها." وحين أصيببالسرطان هذا الصديق الفيلسوف والأديب لم يكن بجانبه غير إﭭلين، ترعاه، حتى النهاية، بكل ما أوتيت من حنان وعطف وحب.

على نقيض هذا الصديق، شفيت إﭭلين من السرطان، ولكنها لم تشفَ من نضالها الدائم في سبيل قضايا المرأة والسلام. هذه هي إﭭلين، بتفانيها في القضايا التي تؤمن بها،بمحبتها وإخلاصها لأصدقائها الذين يشرّفني ويسعدني جداً أن أكون بينهم.

نازك سابا يارد

 

 

_______________

 

Takrim Centre Culturel Anteliès

(remerciements avec présentation et chants)

 

Evelyne Accad

 

            Je tiens à remercier tous ceux qui ont participé et aidé à organiser ce takrim, en premier lieu le Mouvement Culturel d'Antélias, en particulier Issam Khalifé et Najat Salibi Tawil, et tous ceux et celles qui ont bien voulu prendre la parole pour moi en particulier Georges Corm et tous les autres, et vous tous ici présent!

            J'ai quitté le Liban à l'âge de 20 ans pour ne pas avoir à me marier et pour pouvoir découvrir qui j'étais et le sens de la liberté! Je suis donc partie aux Etats-Unis où j'avais obtenu une petite bourse d'études dans une Université du Midwest. Je n'avais pas l'argent pour mon voyage et mes parents non plus, j'ai donc travaillé sur la Middle East Airlines comme hôtesse pour l'été, et je suis arrivée à New York avec 5$ en poche, ne connaissant personne aux Etats-Unis et parlant à peine l'anglais! C'est là que j'ai senti la nécessité de retrouver mon identité arabe et libanaise que je n'avais pas pu développer au Liban étant donné qu'on parlait français à la maison, ma mère étant suisse (mon père parlait arabe à mes frères et français à ses filles, essayer de comprendre pourquoi!!) et que j'allais au Collège Protestant où on apprenait l'histoire et la géographie de la France avant celle de notre pays le Liban! Ce fut dont aux Etats-Unis que je pris conscience de mon identité, du racisme et du colonialisme. Et c'est là que je sentis la nécessité de me consacrer à la cause de la femme arabe dont je commençais à découvrir les difficultés, dont ma condition paraissait bien pâle face à ce qu'elles devaient subir.

            Ecrire, ce fut exprimer mon expérience unique: naître femme arabe à Beyrouth, de mère suisse et de père libanais, recevoir une éducation protestante rigide, à Beyrouth, la ville la plus cosmopolite du Moyen-Orient à l'époque. Mon sens d'identité n'était pas aussi clair à ce moment-là, car l'éducation que je recevais à l'école française de Beyrouth m'affirmait que mes ancêtres étaient les Gaulois (aussi incroyable qu'une telle idée puisse paraître à certains, ou répétitif à d'autres, c'est une réalité que j'ai vécue et avec laquelle les jeunes de ma génération ont eu à faire face).  Comment affirmer son identité dans un tel contexte?  En traversant l'océan pour aller étudier aux Etats-Unis, en commençant à lire des livres de littérature, de politique, et d'histoire sur le Mashrek, le Maghreb et l'Afrique, en lisant sur l'oppression, le racisme, le colonialisme, et douloureusement, avec l'éclatement de la guerre au Liban.

            Choisir le mot le plus juste n'est pas toujours facile pour moi étant donné que je m'exprime dans des langues différentes (Français, Anglais, Arabe) dépendant du genre (thèse, article, nouvelle, lettre, poème, ou chant).  On me demande souvent, et c'est aussi une question que je me pose, s'il est possible d'utiliser différents genres et différentes langues sérieusement.  En d'autres termes, peut-on travailler sérieusement plusieurs formes d'écriture dans plusieurs langues à la fois?  Ne vaut-il pas mieux en développer une et la perfectionner?  N'y a-t-il pas une différence fondamentale entre l'écriture-réflexion-analytique d'une thèse et l'écriture-imagination-créatrice d'un roman?  Et est-ce que la première façon d'écrire n'entrave pas le développement de la seconde et vice versa?  Est-ce que l'utilisation de plusieurs langues ne porte pas à confusion, une tour de Babel?

            Ces questions me ramènent à la signification de mon passé, à mes racines.  A la différence de nombreux écrivains Nord-Africains, tels Driss Chraïbi, Albert Memmi, Abdel-Kebir Khatibi et Marguerite Taos-Amrouche, pour ne nommer que ceux qui ont dit leur écartèlement entre deux cultures, leur déchirement et finalement leur malheur - ils utilisent des expressions comme "bâtard historique", "aliénation culturelle", "être entre deux chaises", "malaise"[1]- Je partage la vision d'Andrée Chedid qui insiste sur ce qu'il y a de positif dans le mélange, qu'elle appelle hybridation, soulignant le cosmopolitisme, l'enrichissement, la tolérance et l'ouverture d'esprit qu'elle apporte.

            Ces valeurs sont ce que le Liban a autrefois représenté : "Un pays où des voix opposées, qui s'affrontent font de leur mieux pour rester en harmonie.  Durant des siècles, il a été marqué par des signes inaltérables, et pourtant rien de fixe, de déterminé, de platement éternel ne l'emporte ici. De très anciennes terres de rêve ne cessent jamais de puiser la vie en elles-mêmes".[2]  Un jour que j'exprimais à Andrée Chedid mon angoisse d'utiliser des anglicismes quand j'écris en Français, elle me fit cette remarque surprenante  "Mais c'est très bien.  Tu aères la langue!"          

            L'écriture comme refuge, comme quête, et comme expression de la division de l'être, c'est aussi ce qu'elle est pour moi, Libanaise ayant fait carrière académique aux Etats-Unis, sans y vivre vraiment, mon cœur étant toujours dans le pays que j'avais quitté et où je retournais quand je le pouvais.  Je me sentais encore plus attachée à ce pays depuis la guerre, consciente qu'il souffrait et qu'il fallait l'aider.  Comme une mère avec son enfant malade, je sentais qu'il fallait s'en occuper davantage précisément parce qu'il était malade, pays souffrant, malade de violence, de guerres, de corruptions et de vengeances, en proie aux jalousies tout autour. Il fallait l'aider à retrouver son beau visage et sa santé, lui donner un espoir de guérison et d'avenir!

            Un événement qui déclencha des émotions très fortes qui allaient marquer le développement de mon écriture, un point de fixation ou de cristallisation qui allait déterminer le centre et but de mon écriture fut quand je lus concernant la pratique de l'excision, l'infibulation, les mutilations sexuelles dont souffrent des millions de femmes à travers le monde--en particulier en Afrique et dans le Golfe arabe.  A l'époque, je préparais une thèse de doctorat à l'Université d'Indiana.  C'était la première fois que j'en entendais parler.  J'étais déjà consciente de nombreuses pratiques d'oppression dont souffrent les femmes arabes, puisque c'était en partie à cause d'elles que j'avais quitté mon pays natale, mais l'excision fut le summum de tout ce que j'avais pu imaginer.  J'en fus malade pendant plusieurs semaines, ma thèse pris un autre tournant, et le titre de mon premier roman, L'Excisée, était déjà déterminé.

            Le sujet de ma thèse traita du rôle des femmes dans la littérature du Mashrek et du Maghreb comparant les écrits des femmes et des hommes dans leur traitement des problèmes de la femme, ainsi qu'une comparaison des écrits en langue arabe, française et anglaise.

            C'est sur une fixation causée par la douleur que j'écrivis mon premier roman, L'Excisée.  Il décrit une femme E., Elle, Eve (femme universelle, femme de partout, moi d'une certaine façon), femme excisée symboliquement par le fanatisme religieux dans Beyrouth en guerre, femme mutilée socialement par la tyrannie de l'homme, femme témoin des mutilations physiques d'autres femmes.  Où peut aller cette femme?  L'amour entre un Musulman et une Chrétienne est-il possible?  "L'histoire de E. est un cri de révolte et une prière d'espoir.  Dominée par un père protestant strict, dans un Liban détruit, la jeune femme idéaliste aspire à l'harmonie, l'amour et la paix.  Mais elle est naïve et innocente; elle tombe sous la domination de son amant/séducteur qui l'entraîne dans son désert.  Elle est témoin de l'excision traditionnelle des jeunes filles.  Malgré l'horreur de certaines scènes, l'histoire est chantée avec la voix poétique d'une jeune femme qui refuse de haïr ou de réagir par la violence."[3]   

            "Femme devant un mur.  Femme qui triche pour vivre.  Femme qui s'arrange pour vivre.  Femme qui troue le mur avec une épingle pour pouvoir apercevoir l'autre côté de sa prison, le côté liberté, le côté espace."[4] C'est l'histoire de mon adolescence piégée par une famille dont le système religieux m'étouffe, dans un pays où chaque système religieux est impitoyable vis à vis de l'autre, où la tolérance et l'acceptation de l'autre n'existent pas.  C'est aussi une histoire d'amour entre une Chrétienne et un Musulman qui se termine mal, car comment l'amour pourrait-il exister sous un soleil de haine, dans un pays divisé par les dogmes et les religions?  "Ils risquent la mort, l'assassinat, là, en pleine rue, sous ce soleil qui écrase et qui tue."[5]    

            L'Excisée est aussi une recherche de style, écriture où le biblique et le coranique s'entrecroisent donnant la place au chant, voix qui se cherche dans l'étouffement d'une condition millénaire, voix qui se transforme en cri lorsque le cercle se resserre trop brutalement, voix qui ose l'espoir face à une jeune femme qui n'a pas eu son corps coupé comme celui de sa sœur "la belle jeune femme de demain, la jeune femme qui nourrira tous les espoirs."[6]

            Mon deuxième roman Coquelicot du Massacre, parle de la guerre du Liban, je l'ai écrit en grande partie quand j'étais ici au début des années 80 avec une bourse Fulbright enseignant au BUC, devenu LAU. Plusieurs personnages vivent sur fond de guerre du Liban. Les gens autour de moi, sachant que j'écrivais sur la situation, m'ont suppliée de donner de l'espoir à la fin, mais comment le faire dans une situation aussi dramatique? L'un de mes étudiants, Jihad, étant venu me parler à la fin de ma classe pour me dire que mon cours avait transformé sa vie! (Et quel plus beau cadeau pour un prof qu'une telle déclaration!) Je décidai de le terminer sur cette note d'espoir d'un jeune homme dont la vie est transformée par le message du roman et de la classe et qui est prêt à donner sa vie pour que d'autres vivent et surtout pour que le Liban retrouve son visage de paix, d'harmonie et d'espérance!!

            Mon troisième roman Blessures des Mots: Journal de Tunisie se situe en Tunisie où je passai ma deuxième année de bourse Fulbright pour étudier le mouvement des femmes de ce pays! J'ai vécu le quotidien des femmes du mouvement des femmes de ce pays, de leur conscientisation à la liberté, de la création de leur journal Nissa', de leur organisation de plusieurs colloques, évènements rapportés dans ce livre à partir du journal que je tenais. Les femmes de Tunisie se sont libérées grâce à un certain Taher Haddad, penseur et chercheur en théologie islamique de l'école de la Zeitouna (équivalente de al-Azhar du Caire, lui-même pouvant être comparé à Qasim Amine de ce pays qui aussi écrivit pour la libération de la femme à travers la religion)! Taher Haddad décrivit comment libérer la femme tunisienne grâce à une nouvelle interprétation de l'Islam, et c'est le Président Bourguiba qui appliqua des réformes basées sur ses écrits, réformes dont bénéficient encore les femmes de ce pays! Mon roman fut transformé en pièce de théâtre par les femmes elles-mêmes dix ans plus tard et joué au centre-même de la Médina sous le titre de Les filles de Taher Haddad!

            Mon étude sur la relation entre sexualité et guerre, Sexuality and War: Fiction and Reality, et Des femmes, des hommes et la guerre fut le résultat de ma souffrance par rapport à la guerre du Liban. J'ai cherché à comprendre ce que d'autres n'avaient pas encore trouvé dans les causes de cette horrible époque! Etant donné que j'étais chercheuse et prof de littérature et d'études de femmes, je comparai les écrits des femmes et des hommes face à la guerre du Liban ainsi que de la relation des femmes et des hommes face à la violence. La thèse que je soutiens dans cette étude est qu'il faut une transformation des rapports entre hommes et femmes pour arriver à une paix durable. Les 18 confessions déchirant le Liban et le voyant comme une femme à posséder et à utiliser selon sa propre vision de ce qui est bien pour le Liban et se battant entre elles à cet effet, n'est que le résultat de ces relations faussées! Tant qu'il n'y aura pas des rapports de tendresse, d'échanges égalitaires entre les êtres, de désir de voir l'autre s'épanouir et réussir sans possession et jalousie, il ne pourra y avoir de véritable solution aux conflit libanais, car la société et la politique reflètent immanquablement ces sentiments qui ne permettent pas de construire la paix et l'harmonie!

            Mon livre sur l'expérience du cancer, Voyages en Cancer traite des problèmes de notre monde post-moderne au travers de cette maladie dont je fus frappée moi et mon compagnon. Plusieurs voix se mélangent pour dire le mal et les souffrances causées par les traitements débilitants de cette maladie. Des comparaisons sont faites entre différents pays, Etats-Unis, France, Tunisie, Liban, montrant à quel point la culture reflète la maladie et vise versa! L'écriture comme source de thérapie et de guérison est exprimée dans ce texte où une multitude de voix s'harmonisent pour créer une symphonie dénonçant la déshumanisation et le symbolisme de la guerre et de la violence dans ce fléau de notre siècle! Ayant vécu le cancer dans ma chair et la guerre dans mon être causé par la souffrance de voir mon pays détruit, je fis un rapprochement entre les deux me permettant de mieux comprendre tous les enjeux et les solutions possibles loin des chemins battus.

            C'est grâce à l'écriture, la poésie, le chant, la création en général que j'ai trouvé un baume à ma souffrance, l'ouverture d'un horizon qui chante:

            J'écris dans la langue de l'amour

            Je l'accompagne du rythme des cordes du luth

            de la guitare et du tambour

            Ma voix est un chant traversant les barrières

            un son doux de flûte allant de l'Orient à l'Occident

            aucune frontière dans les mots ramassés

            sur les routes des pays qui m'appellent

            Je les découvre dans les signes symboles

            déchiffrés sur des pages ouvertes

            à mon espoir de comprendre

            de communiquer

            de trouver les sens qui éclatent au soleil

            ou à la lumière d'une bougie

            J'invente une mélodie pour chaque nom

            Je trace un dessin pour chaque blessure

            Je donne une couleur à chaque mot

            milliers d'arc-en-ciel flottant autour de la terre[7]

 

            Ainsi l'écriture dans l'exil peut ouvrir des horizons, des chemins nouveaux, encore non tracés.  Elle aide à supporter l'exil.  Et par retournement, l'exil, le choc créé par l'affrontement de différentes cultures, la souffrance de la séparation, le désir de retour alimentent le souffle de l'écriture.  La vision de nouvelles formes, de nouvelles idées, de nouveaux rythmes s'effectue grâce aux frottements des langues et des cultures, écartèlements, souffrances appelant la fusion, l'harmonie, la compréhension, un amour de la vie et des autres au-delà des clans et des frontières.

            Plus récemment j'ai senti le besoin de m'engager plus concrètement dans l'action humanitaire car je trouvais que l'écriture ne suffisait pas, même l'écriture engagée! Je me suis donc lancée dans l'ouverture d'un abri pour femmes battues à Beyrouth, projet que ma sœur mijotait depuis des années ayant ouvert un refuge dans sa propre maison pendant longtemps pour cela. Nous avons donc créé ensembles Beit el Hanane, une maison qui accueille les femmes souffrant de violences et d'abus sexuels, physiques et mentaux. J'aide aussi mes neveux et nièces dont beaucoup sont restés au Liban et sont plongés dans l'entraide aux enfants à risques, aux différents réfugiés dans différents endroits du Liban, aux personnes traumatisées en général ayant besoin de réconfort.

           

Bibliography

Accad, Evelyne.  Veil of Shame: The Role of Women in the Contemporary Fiction of North Africa and the Arab World.  Sherbrooke: Naaman, 1978.

------.  L'Excisée.  Paris: L'Harmattan, 1982. (Available in English as L'Excisée.  Washington: Three Continents Press, 1989.) 

------.  Coquelicot du massacre.  Paris:  L'Harmattan, 1988.

------.  Sexuality and War:  Literary Masks of the Middle East.  New York: New York U P, 1990.

Chedid, Andrée.  La Maison sans racines.  Paris: Flammarion, 1985.

------.  Liban.  Paris: Seuil (Petite Planète), 1974.

el Saadawi, Nawal.   Woman at Point Zero.  London: Zed Press, 1983.

------.  The Fall of the Imam.  (novel).  Methuen, 1988.

------.  Two Women in One, transl. Osman Nusairi and Jana Gough.  London: al-Saqi Books, 1985.

Yétiv, Isaac.  Le Thème de l'aliénation dans le roman maghrébin d'expression française.  Sherbrooke: CELEF, 1972.

 


[1]Voir en particulier, l'analyse incisive d'Isaac Yétiv dans le thème de l'aliénation dans le roman maghrébin d'expression française.

[2]Chedid, Liban, p. 6.

[3]David Bruner, préface à sa traduction anglaise de L'Excisée.

[4]Accad, L'Excisée, p. 31.

[5]Ibid., p. 77.

[6]Ibid., p. 171.

[7]Accad, Blessures des mots.