تكريم الدكتور علي فاعور

 

 

كلمة الدكتورة هند الرمّوز

تغلّبَتْ على الأخطارِ، وتحدّتِ الآلامَ والحروبَ،  منبثقةً من عمقِ التاريخِ حريّةً تعلو وترتقي...

 أرضُ لبنانَ  هي،

 

تستجمعُ قواها عِقْبَ كلِّ مرحلةٍ، وتطردُ الغدرَ وضعفَ اللحظةِ.

تروي للصغارِ قصصًا برائحة الجمالٍ عن رجالاتٍ قدمّوا لها  الكثيرَ، فتغرسُ في احلامِ الشباب وطنًا .

 

          أرضٌ من وعدٍ  وروحٍ،  من أساطيرَ وأناشيدَ، من خواطرَ مغلّفةٍ بشوقِ الحقيقة، بامجاد  شعبٍ أبى أن تغلبَهُ التياراتُ الحاقدةُ.

 

 أرضٌ تختزنُ أشعةَ الشمسِ لتَسكبَها قطراتِ ضوءٍ نقيـةَ وامتداداتٍ تلملمُها النفسُ الثائرةُ لتُنبتَ رجالاً بالقلمِ والعقلِ يخطّون آمالاً شفافةً.

 وما أنبلَ أن نكرِّمَ مَن بينِهم اليومَ منِ التفَّ رداءَ المعرفةِ والعلمِ، وجالَ العالمَ حاملاً اسمَ لبنانَ ، وأعمالَه المبدعةَ،

إنه العميدُ علي فاعور.

مشى وما زال يمشي، يقودُه شغفُ المعرفةِ نحوَ اكتشافِ الشعوبِ وأحوالِها، فتراهُ يغوصُ في طبقاتِ الذاكرةِ لينسجَ أبَحاثا بخيوطٍ من واقعِ المجتمعِ اللبنانيِّ  والمجتمعاتِ الأُخرى.

 

          حضنَتْ ولادَته بلدةٌ اقترنَ اسمُها بالنضالِ، بلدة الخيام الجنوبية، استمد منها العزمَ  والإصرارَ وحبَّ العلمِ،  فتخرَّج من الجامعةِ اللبنانيّةِ، وعمِلَ في التعليم الثانوي أستاذًا ومنسّقًا لمادةِ الجغرافيا، ورئيسًا للجنة الجغرافية في الامتحانات الرسميّةِ.

 

 سافر العميد فاعور إلى بلجيكا، وحصلَ فيها على دكتوراه دولة في العلومِ الجغرافيةِ، لكنّه رفض مفاتنَ الغربةِ، وعاد وفي رأسِهِ خدرٌ لذيذٌ، وحنينٌ الى الوطنِ، فتفرّغ في الجامعةِ اللبنانيةِ  عامَ 1977،  وعملِ فيها بإخلاص الأكاديمي والباحث والإداري المتميّز والشغوف بعمله،  فرُقّيَ إلى رتبةِ أستاذ عام َ1982، وشغلَ منصبَ رئيسِ قسم ِالجغرافية لعدةِ سنواتٍ، ومنصبَ عميدِ كليةِ السياحةِ والفنادقِ التي اسسها ، ثم منصبَ عميدِ كليةِ الآداب والعلوم الإنسانية عام 2008،  وهو يشغَلُ حاليًا منصبَ رئيس لجنةِ الدكتوراه في الجغرافيا.

 

 إرتفعَ العميد فاعور في حركةِ فكرٍ أتتْهُ مشرّبةً برائحةِ الكدِ والعطاءِ،  ليهتمَ بالأسرةِ والمجتمعِ وقضاياهُ ومشاكلِهِ، على الصعيدينِ المحلّيِّ والعالميِّ.

 

 في لبنانَ، عينعضو في مجلس ادارة المجلس الوطني للبحوث العلميةِ وممثل لوزارةِ التعليم العالي في المجلس وما زال يشغل هدا المنصب حتى الان.  

 وكذلكَ أسسَ دار المؤسسةِ الجغرافيةِ التي تعنى بمواضيعَ حيويةٍ ورائدةٍ في مجالها.

 

 وعلى مستوى العالم، عين في الكويت رئيس لقسم الاجتماعيات في مركز بحوث المناهج وعمِلَ خبيرًا ومستشارًا مع هيئةِ الأممِ المتحدّةِ ومع جامعةِ الدول العربيةِ.

 

شارك ايضا في عدةِ مؤتمراتٍ وندواتٍ علميةٍ ولجانٍ استشاريةٍ كثيرةٍ، داخلَ لبنانَ وخارجَه.

 

 أشعلَ العميدُ فاعور قلَمَهُ فوضعَ مؤلفاتٍ عديدةً، وما زال السّراجُ مشتعلاً حتى اللحظةِ، فكتب باكثرمن لغة، وتدفقَتْ كتاباتُه كمياهِ النهرِ في فصلِ الشتاءِ، ذُخرًا للبنانَ الحاضرِ والمستقبلِ،  ومنها: آفاقُ التّحضرِ العربيِّ، وأطلسُ لبنانَ والعالم.

 

 هكذا يأخذُنا علي فاعور، نركضُ معه، ونثِبُ وثبًا وفقَ السّياسةِ السّكانيةِ والبيئةِ المعيشيةِ، فوقَ خصائصِ النّموِّ الديموغرافيِّ ومستقبلِ التنميةِ، وفي نهايةِ المطافِ، نستريحُ لتعودَ سكينةُ الايقاعِ الهادئِ إلينا، فنرى علي فاعور الانسانَ  الذي حاكَ حولَ الناسِ والطبيعة وشاحًا منَ الواقعيةِ العلميّةِ والإدارية والتّنمويّة، تحتاج إلى سنينَ من البحثِ والتنقيبِ لفهمِها وتطبيقِها.

 

 عن علي فاعور الباحثِ والعالمِ والإنسانِ المعطاءِ، نستمع إلى الأستاذ الدكتور  علي  زين الدين ....

_________________________________________

كلمة الدكتور علي زين الدين

عندما شرفني أستاذي، الدكتور المكرم، لتقديمه والتعريف به في رحاب هذا الصرح الثقافي الراقي، شعرت بثقل المسؤولية التي ألقيت على عاتقي، وتساءلت حينها ، كيف لي أن أعرف المعرًف ...فعلاً إن ذلك من الصعوبة بمكان.

كيف أعرف بالدكتور علي فاعور وهو أشهر من نار على علم، والعلم هو الجبل كما تعلمون . ولا مغالاة إن قلت أن الدكتور علي جبل من جبال لبنان الشامخة، جبل علمي، جبل عاملي أيضاً.

أيها الحضور الكريم، نحن اليوم إزاء تكريم واحد من أهم الباحثين الجغرافيين ، فهل كان للبيئة الجغرافية التي ترعرع فيها من أثر في شخصيته؟ إن الإجابة عندي بالمطلق... نعم

 الإنسان ابن بيئته

   فهو من بلدة الخيام التي ربما سميت كذلك، لأن الأوائل من قاطنيها ضربوا أطناب خيامهم في تلك البقعة من الأرض الجنوبية المتربعة على مشارف السفوح الغربية لجبل حرمون المقدس، فأخذت منه الحماية، وأطلت في الوقت عينه على مرج للعيون دافق بالخير معطاء.

في هذه البيئة الجغرافية كان هناك ايضاً بيئة مجتمعية، تكاد تكون نموذجاً للبنان المصغر، حيث يعيش فيها المسيحيون والمسلمون بمختلف الأطياف المذهبية مع بعضهم البعض بمحبة ووئام. في هذه البيئة من العيش المشترك ، وليس من التعايش المشترك  كما يحلو للبعض ، نشأ الدكتور علي، نشأة قوامها الإلفة والمحبة والإنفتاح على الآخرين مهما تلونت معتقداتهم.

 وتشاء الجغرافية أيضاً ان تصبح بلدته في جوار دولة إسرائيل التي قامت على أرض فلسطين وسلبتها من أهلها كما سلبت قسماً من أراضي بلدات الخيام ومرجعيون والقليعة وديرميماس وكفركلا وغيرها من قرى الشريط الحدودي. ولم يقتصر الأمر على جار السوء هذا بالإستيلاء على قسم من أرض البلدة، بل ومنذ تواجده على الحدود الجنوبية في العام 1948، بدأت إعتداءاته العسكرية على المنطقة ونالت بلدة الخيام الحصة الأكبر من تلك الإعتداءات ، بلغت ذروتها في المجزرة التي ارتكبتها بحق سكانها في 17 أذار 1977، مجزرة ذهب ضحيتها أكثر من أربعين شهيداً، بعدما سوت معظم بيوت البلدة في الأرض وشرد الباقي من سكانها، وكان من بين الشهداء الطبيب المسيحي شكرالله  كرم الذي قضى شهيداً للعيش المشترك .ذلك الطبيب المتقدم في السن الذي  أبى أن يغادر ويترك أبناء بلدته لمعاناتهم، رغم التهديد الذي كان يتلقاه .

 أخلص لأقول أن هذه البيئة الجغرافية والإجتماعية المنفتحة من ناحية والمأزومة من ناحية ثانية،سواءً عايش الدكتور علي قسماً منها قبل أن ينزح الى العاصمة أوعانى من اثارها هو وأهله وأبناء بلدته النازحون الى بيروت. هذه البيئة كان لها أكبر الأثرفي نفس وأفكار الدكتور علي فاعور . حيث رأيناه فيما بعد يفجر طاقانه العلمية في دراسات معظمها يتناول قضايا السكان : الهجرة والتهجير،تأثيرات الحروب على النزوح السكاني، مشاكل الإسكان، السياسات السكانية، وغيرها.......

علي فاعور بين الدراسة والتدريس والتأليف المدرسي

قبل ان ينزح الى بيروت بدأ مشواره الدراسي في بلدته،حيث أنهى المرحلتين الإبتدائية والتكميلية، وكان دائماً من المبرزين بين أقرانه. ثم تابع مسيرنه العلمية بدخوله الى دار المعلمين الإبتدائية ومن ثم التحق في معهد التعليم العالي ليتخرج استاذاً في التعليم الثانوي.حيث بدأ بالتدريس في طرابلس ، انتقل بعدها الى ثانوية الأشرفية في بيروت , وخلال هذه الفترة تسلم رئاسة لجنة التصحيح لمادة الجغرافية في الإمتحانات الرسمية طيلة أكثر من عشر سنوات.لتبدأ مسيرته في عالم التأليف.

كما أن وجوده في بيروت سمح له بمتابعة دراسته الجامعية في قسم الجغرافيا. ولما تلمس فيه رئيس قسم الجغرافيا آنذاك، تميزه، ،شجعه على متابعة دراسته ، فنال ديبلوماً في الدراسات العليا ..

وفي عام 1971 نال منحة من الجامعة اللبنانية لمتابعة دراسة الدكتوراه، فترك التدريس ليساقر الى بلجيكا، ويلتحق بجامعة بروكسل الحرة ، حيث اعد أطرووحة عن مدينة طرابلس، وبعدما أنهى هذه المرحلة في عام 1975، عاد الى لبنان، بالرغم من العروض التي قدمت له لتعيينه مدرساً في جامعة بروكسل. وفي عام 1976 بدا مشواره مع التعليم الجامعي في كلية الأداب- قسم الجغرافيا في الجامعة اللبنانية، ثم تسلم رئاسة القسم إثر مغادرة رئيس القسم السابق جاك بيزانسون الى فرنسا، مع بداية الحرب الأهلية المؤلمة.

وفي العام 1982،وبعد ترقيته لرتبة أستاذ،بدأ يعد لتطوير القسم اكاديمياً، فاستحدث شهادة الماجستر، بدعم من رئيس الجامعة اللبنانية في حينه الدكتور جورج طعمة، الذي أمن له التجهيزات اللازمة للقسم، ووفر له منحاً للطلاب المتفوقين لكي يسافروا الى فرنسا لمتابعة دراساتهم العليا. وخلال تدريسه في الجامعة كان يحاضر أيضاً في المدرسة الحربية وكلية القيادة والأركان للجيش اللبناني، واستمر بذلك حتى تاريخ تقاعده في عام 2009

مراكز تبوأها خارج الجامعة:

 باحث وخبير ومستشار لدى الهيئات الدولية والعربية-.

عيًن عضواً في مؤسسة أطلس الوطن العربي( إتحاد الجامعات العربية، وعضواً في إتحاد الديمغرافيين العرب-

- عضو الهيئة الدولية لجغرافية السكان- الإتحاد الجغرافي الدولي.

- خبير ومستشار في اللجنة الإقتصادية والإجتماعية لغربي آسيا في هيئة الأمم المتحدة( الإسكوا)

خبير وباحث في مركز الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ( الهابيتات)، وبرنامج الأمم المتحدةالإنمائي.وصندوق الأمم المتحدة للسكان،حيث كان لي شرف المشاركة معه ومجموعة من الباحثين والخبراء في تحليل نتائج المسح السكاني الذي قام به الصندوق المذكور في عام 1996

عمل خبيراً مع إتحاد الوالدية العالمي لتنظيم الأسرة بالتعاون مع جمعية الديموغرافيين العرب-

- أما في لبنان فقد عيًن في عام 1993،عضواً في مجلس إدارة المجلس الوطني للبحوث العلمية، وممثلاً لوزارة التعليم العالي فيه، ولا يزال في مهامه حتى تاريخه. كما تم تكليفه بمهام مستشار لدى وزارة الشؤون الإجتماعية عام 1997، حيث شارك في إعداد خريطة الفقر في لبنان.. وتحليل الدراسات الإحصائية..

 كما هو عضو مجلس الأمناء في الجامعة الإسلامية    

علي فاعور العميد : من تأسيس كلية السياحة والفنادق إلى كلية الآداب

إن المشاغل الكثيرة التي وضع الدكتور علي نفسه في خضمها، لم تحل دونه والتفكير بما هو أبعد من إهتماماته الشخصية ،إذ كانت لديه نظرة ثاقبةهدفت لتطوير القطاع التعليمي في الجامعة اللبنانية. فقد استطاع إقناع المعنيين بالأمر بضرورة إنشاء كلية السياحة، لما لهذه الكلية من أهمية في تفعيل وتنشيط القطاع السياحي الذي يعد من أهم القطاعات الإقتصادية في لبنان، فضلا عن كون هذه الكلية وقع على عاتقهاإعداد كوادر طلابية على مستوىً عالٍ من المعرفة في الفنون السياحية والفندقية، وتراهم اليوم يمسكون بزمام القطاع السياحي في لبنان وكثير من المؤسسات السياحية في البلدان العربية والعالمية.

ولا أنسى كيف كان يشتغل ليل نهار، لكي ينجز مهمة إستحداث الكلية حاملاً مستندات إنشائها من قوانين وأنظمة من دائرة الى أخرى ومن مسؤول الى آخر. وقد استطاع بإصراره أن يستصدر مراسيمها التنظيمية في فترة وجيزة جداً ، ورغم انقضاء معظم العام الجامعي في حينه، إلا أنه أجرى إمتحانات الدخول وابتدأ السنة الدراسية في شهر نيسان 1997، مع فريق من المدرسين والإختصاصيين في المجال الساحي والفندقي ، أفتخر بأنني كنت واحداً منهم. وفي بداية العام الجامعي الجديد كان الطلاب قد أنهوا السنة الأولى، وقد ظل عميداً لهذه الكلية منذ تأسيسها حتى العام 2003، وفي عهده أصبحت الكلية على درجة من الشهرة جعلت العديد من الجامعات في الدول العربية تطلب التنسيق معها للإستفادة من نظمها وطرق التدريس فيها. وفي عام 2008 تم تكليفه عميداً لكلية الآداب حيث أشرف على (LMD)      تطبيق نظام ال

وكثيراً ماكان رئيس الجامعة يكلفه بحل المشاكل الإدارية وأحياناً الفردية، التي كانت تحصل في فروع الكلية، وذلك بسبب الحظوة والإحترام اللذين كان يحظى بهما من جميع أفراد الهيئة التعليمية في الجامعة     ،       .

علي فاعور مؤلف وباحث غزير العطاء

  إضافة الى ىترؤسه اللجان الفاحصة لمادة الجغرافيا في الإمتحانات الرسمية، عيًن عضواً في لجنة دراسة الكتب المدرسية لمادة الجغرافيا. ومنذ ذلك الحين بدأت مسيرته في عالم التأليف،. فألف ونشر عدة كتب جغرافية للمراحل التعليمية الثلاث، نذكر منها: وسلسلة الجغرافية العلمية للمرحلة المتوسطة، وسلسلة الجغرافية للمراحل الثلاث: الإبتدائية، ولمتوسطة،و الثانوية.ومجموعة من الأطالس، منها:أطلس العالم الجديد، وأطلس الكويت والعالم، وكانت أهم محطة في مسيرته البحثية في عام 1990 عندما أسس دار المؤسسة الجغرافية وبدأ ينشر من خلالها كتبه وأبحاثه القيمة ودراساته المعمقة.

 لذلك لانبالغ إذا قلنا أن  بين الدكتور علي وبين البحث والغوص في كنه القضايا العلمية شغف منقطع النظير، وذلك واضح في عطائه الغزير بين دراسات وابحاث وكتب وأطالس جغرافية للبنان ولبعض البلدان العربية، لا مجال لتعدادها . وقد نشرت في اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية، ولصالح منظمات عالمية وعربية ومحلية ، بعضها تناول قضايا السكان في لبنان من هجرة ونزوح ، إضافة الى القضايا الإقتصادية والإجتماعية والعمرانية، وبعضها تناول موضوعات تعنى بالشأن العربي والعالمي.كما شارك في عشرات المؤتمرات

والإجتماعات العلمية في الخارج زادت على ثلاثين مؤتمراً ومشاركة، يكفي أن أذكر منها المؤتمرات العالمية الثلاثة التي إنعقدت في نهاية القرن العشرين، ومثل فيها لبنان، وهي:

1-المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، الذي إنعقد في القاهرة عام 1994، وقد أعد الدكتور علي فاعور دراسة قدمت في المؤتمر، بعنوان:

القمة العالمية للتمية الإجتماعية (قمة الفقر)، والتي إنعقدت في كوبنهاغن عام 1995.

2- مؤتمر قمة المدن أو "الموئل الثاني" والذي إنعقد في إسطنبول عام 1996، وقد أعد الدكتور فاعور دراسة الى المؤتمر نشرت في كتابه "آفاق التحضر العربي" الصادر عن دار النهضة العربية عام 2006.

الحقيقة أن تعداد إنجازات الدكتور علي في هذا المجال لايتسع لها الوقت، ولكن لا بد من ذكر بعض من كتبه الجامعية :

*كتاب جنوب لبنان ، الطبيعة والإنسان، الذي صدر في عام 1984، وهو الكتاب الأول في إصداراته، وأول كتاب عن جنوب لبنان،يبحث في تكوين هذه المنطقة  من ناحية طبيعتها الجيولوجية والمورفولوجية والمناخية والنباتية،مع دليل جغرافي وخرائط لمدن الجنوب وقراه وعدد سكانها.

ثلاث كتب صدرت بعد الحرب اللبنانية، وهي: بيروت ( 1975-1990) التحولات الديموغرافية والإجتماعية* والإقتصادية، وجغرافية التهجير: وقائع وحلول ، والهجرة للبحث عن وطن..بعد الحرب اللبنانية عام 1993.

ثم أطلس لبنان (الحلم الذي كان يحدثنا عنه دائماً)، والصادر عن دار المؤسسة الجغرافية عام 2007،. وكذلك*كتاب "آفاق التحضر العربي" وهو يضم أكثر من 20 دراسة عن السكان والمدن، كان أعدها مع مركز الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.

وفي رقم قياسي لما يمكن ان ينشره باحث (في فترة التقاعد)، أصدر خلال ثلاث سنوات ، من 2014 الى 2016، أربعة كتب من الحجم الكبير، بلغ عدد صفحاتها 1856 صفحة، بمتوسط 464 صفحة لكل كتاب.وهذه الكتب هي:

أربعة ملايين لاجئ، الإنفجار السكاني ، هل تبقى سورية وهل ينجو لبنان؟*

جغرافية الشتات " الهجرة وشبكات الشتات في بلدان الإغتراب*.

الهجرات الدولية، الهجرات البشرية منذ فجر التاريخ*

السكان والهجرات الدولية ، شيخوخة أوروبا وتوسع آفاق الهجرة*.

لقد أحدثت هذه الكتب ضجة على الساحتين الثقافية والإعلامية، وبالأخص كتاب ،الإنفجار السكاني ، هل تبقى سورية وهل ينجو لبنان؟ ففي هذا الكتاب قرع الباحث ناقوس الخطر من ان لبنان قادم على أزمة ديمغرافية قد تطيح بتركيبته الهشة وإقتصاده الرازح أصلاً تحت الديون. وبخلاف التقديرات الدولية التي كانت تخفف من وطأة هذا اللجوء، برهن بالأرقام أن عدد سكان لبنان بات يزيد على ثمانية ملايين ساكن، أكثر من نصفهم من غير اللبنانيين (من النازحين واللاجئين، ومكتومي النفوس، والمهاجرين غير الشرعيين..). فلبنان الدولة الوحيدة وحسب منظمة "هيومن رايتس ووتش" الذي يتبع سياسة الحدود المفتوحة.

في كل مرة كان يكتب الدكتور علي، والخوف على لبنان بائن في ثنايا تفكيره وأبحاثه، لذلك كان يصبو الى معالجة المشاكل وفق حلول علمية بعيداً عن الأنانية والتحريض، ولكن على من تلقي مزاميرك ياداود.

أما في كتابه السكان والهجرات الدولية ، شيخوخة أوروبا وتوسع آفاق الهجرة.  يبين كيف أن انعدام التوازن الديمغرافي بين عالم متقدم كالإتحاد الأوروبي لايزيد النمو السكاني في معظم دوله على ال1%, بل أن بعضها يسجل نمواً سلبياً كما في هنغاريا مثلاً. حوًل هذه القارة الأوروبية الى قارة عجوز تعيش مرحلة شيخوخة سكانية، ويبين كيف أن الهجرة الدولية أصبحت تسهم بحوالى 80% من نموها السكاني، يأتي معظمها من الدول الفقيرة وبالأخص من أفريقيا،  وفي كل هذ الحراك الديمغرافي يرتبط الأمر بخريطة الجوع وبالتفاوت الإقتصادي، وأخطر مافي الأمرأن هذه الدول المتقدمة تمارس سياسة الهجرة الإنتقائية لتأخذ من الدول الفقيرة أدمغتها.حيث تبين الأرقام الى خطورة هذا النزيف على الدول النامية، فمن بلد مثل دولة الإمارات العربية المتحدة التي لم يصل بعد سكانها الأصليون الى المليون نسمة بينما يزيد عدد المقيمين من الأجانب فيها على السبعة ملايين نسمة،  من هذه الدولة الصغيرة الحجم السكاني هناك 4577طبياً يعمل 99% منهم في الولايات المتحدة.

دكتور أنت نهر من العطاء لا ينضب ، صلت وجلت في ضروب المعرفةتنقيباً وتأليفاً ، ونحن نقول في الجغرافيا إن الموارد منها ماهو نافد، ومنها ماهو دائم ومتجدد كنور الشمس والهواء،والدكتور علي، رغم طول مسيرته العلمية مازال يتدفق عطاء وفكراً، أنه مورد بشري وعلمي متجدد،أطال الله بعمره وعمر من يقدرون العلم والعلماءويعلون شأنهم فلا شك أنهم أيضاً على قدر من الرقي، يجعلني باسم جميع المكرمين أشكر أولئك المكرمين، فأنتم تستحقون فائق الثناء .


الشكر للحركة الثقافية – أنطلياس على تكريم المثقفين والعلماء والكتاب المبدعبن، عاش هذا الصرح الثقافي المشع في سماء لبنان، عاش بناته والقيمون عليه ، عاش لبنان، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

___________________________________________

 

كلمة العميد الدكتور علي  فاعور يوم 15 آذار أثناء تكريمه  في مهرجان الكتاب اللبناني

الحركة الثقافية - أنطلياس

 

سيداتي سادتي

      أود في البدء توجيه تحية محبة وإحترام للحركة الثقافية – أنطلياس على الصمود في وجه الأزمات والإنجازات الكبيرة وغير المسبوقة  التي تستمر في تحقيقها ثم  تقديمها للمثقفين، ثم على إختياري لأكون واحداً من المكرمين هذا العام..

       لقد وجدت صعوبة كبيرة في كتابة هذه الورقة قبل أن تسقط من يدي، إنه صمت الذاكرة، تقول الشجرة للورقة هذه دورة الحياة،، فأنا أعلم أن هذه الكلمات ستظل شاهدة على دقة توقعاتي المستقبلية في الأبحاث والكتب التي نشرتها؛

   ولو طلب مني اليوم أن أختار العنوان الأهم في أبحاثيبالنسبة لمصير لبنان، فإنني أختار الحديث في ملفالسكان والهجرة، حيث فشل لبنان حتى الآن في إدارة ملف النزوح السوري، كما فشل سابقاً في إدارة ملف اللاجئين الفلسطينيين، الذين تخلى عنهم المجتمع الدولي، وهو اليوم الدولة الوحيدة في العالم التي لا يوجد لديها تعداد سكاني منذ العام 1932، حتى أننا لا نعرف عدد سكان لبنان، ولا عدد الساكنين فيه، وكل ما بقي لدينا هو سجلات المقيمين لأجدادنا، الموزعة بحسب دوائر النفوس في المحافظات، حيث يتم تسجيل الولادات والوفيات، وهي المصدر الوحيد الذي نعتمده في تكوين لوائح الشطب للإنتخابات البلدية والنيابية، بينما لا تهمنا أماكن إقامة السكان ولا التوزيعات السكانية بين المدن والأرياف، وبين اللبنانيين وغير اللبنانيين، كما أننا لا نعرف عدد المغتربين  ولا توزيعاتهم.

 

لبنان أمام خطر وجودي

       مع تزايد موجات النازحين إلى لبنان، وبخاصة منذ بداية الأزمة السورية منتصف عام 2011، فقد إعتمدت الدولة سياسة الهروب وتأجيل مواجهة الأزمة بسبب الإنقسامات السياسية، وهي أكبر أزمة يواجهها لبنان منذ إعلان دولة لبنان الكبير عام 1920، وأكبر ازمة تواجهها المنطقة منذ إعلان سايكس بيكو قبل 100 سنة.. كما انها من حيث عدد الدول المشاركة فيها، أكبر أزمة في التاريخ الحديث، وأكبر أزمة واجهتها المفوضية العليا للاجئين منذ قيامها عام 1950، وأكبر أزمة يواجهها صندوق الأغذية العالمي منذ تاسيسه عام 1962..

        لقد إختار لبنان  سياسة الناي بالنفس، وهو في قلب الأزمة،  فقد كان البلد الوحيد الذي " إعتمد سياسة الحدود المفتوحة لإستقبال الفارين من النزاع ، بحسب المفوضية العليا للاجئين"، وعلى إمتداد الحدود البرية مع سورية والبالغة نحو 370 كم، كانت تتدفق موجات النازحين،بحيث تزايد عددهم خلال سنتين، ليبلغ نحو مليون ونصف المليون نازح جديد، يضاف إلى أعداد اللاجئين والمهاجرين، حتى تحوّل لبنان إلى  خزان كبير يضم قرابة ثمانية ملايين ساكن، أكثر من نصفهم من غير اللبنانيين. بحيث بات لبنان بإعتراف الأمم المتحدة والبنك الدولي، البلد الأول في العالم من حيث عدد اللاجئين إلى مجموع سكانه، والبلد الأول في العالم من حيث عدد اللاجئين إلى مساحة الأرض.. علما أنهيأتي في المرتبة الثالثة عالمياً والأولى عربياً على صعيد نسبة الدين العام الى مجمل الناتج المحلي 0(نحو 150%).

        لقد دخلت تدفقات ضخمة حتى نهاية عام 2014، وعندما شارف لبنان على الغرق، حسمت الحكومة أمرها وأعلنت أن لبنان فقد القدرة على الإستيعاب، حيث لا يمكن إستقبال المزيد من اللاجئين بعد تدمير خدمات البنية التحتية، وعندما وضعت معايير لإستقبال النازحين في بداية عام 2015، قوبلت بإعتراض المفوضية العليا للاجئين كأن لبنان دولة بلا سيادة.. حيث تحولت تدفقات النزوح إلى المعابر غير الشرعية ولا زالت مستمرة..

 

لبنانمخيم كبير

        وفي غياب أية معالجات و نتيجة لعدم الموافقة على بناء مخيمات للاجئين فقد إنتشر النازحون على إمتداد الأراضي، بينما كانت الهيئات الدولية والمنظمات والجمعيات المحلية تقوم بذلك، حيث  تحول لبنان إلى مخيم كبير على إمتداد الجغرافية اللبنانية يضم نحو 1875 محلية وعشوائية بحسب المفوضية العليا للاجئين، هذا بالإضافة إلى كارثة اللجوء الفلسطيني في 12 مخيم كبير، والمستمرة منذ قرابة 70 عاماً، والملقاة على عاتق وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين.

        وبينما عجزت أوروبا عن إستقبال المئات من اللاجئين برغم شيخوخنها وحاجتها إليهم، ورضخت للشروط التي وضعتها تركيا لحماية الحدود، ورضيت أن يتحول البحر المتوسط إلى مقبرة للاجئين عند ابواب أوروبا، فقد تحول لبنان إلى مختبر حقيقي لدراسة المناطق المعرضة للنزاعات، حيث لجأ المجتمع الدولي إلى سياسة تقطيع الوقت عبر المؤتمرات، من الكويت إلى برلين، ولندن، وحتى في نيويورك، حيث كان يتم إغراء لبنان بتقديم الوعود، حتى زيارة أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون إلى بيروت في 24 آذار 2016، لتفقد مخيمات النازحين، يرافقه فيها كل من رئيس البنك الدولي، ورئيس البنك الإسلامي للتنمية، حيث كانت النتيجة تقديم نحو 100 مليون دولار كقرض ميسر لتعليم النازحين على نفقة لبنان، بينما كانت المفاجأة الكبرى بعد ذلك، عندما أعلن أمين عام الأمم المتحدة في تقريره أنه يطرح على الدول المضيفة مسألة توطينهم ومنحهم الجنسية كأحد الحلول لتسوية أوضاعهم،ولا يسعني سوى تأكيد ما قاله مدير دائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي فريد بلحاج عام 2015: "للكرم حدود.. من يساعد لبنان والأردن على إيواء اللاجئين السوريين؟".

      " للكرم حدود"، فقد كان لبنان ضحية الإنقسامات السياسية القائمة على أرضه، كما كان الضحية في جميع المؤتمرات العربية والدولية، حيث لا توجد خارطة طريق محددة، ولا خطة رسمية لإدارة ملف النزوح، ولا أرقام  ولا مؤسسات، فقط بعض التقديرات المتناقضة، وهل يمكن بناء دولة بلا أرقام،  فقد تخلى عن إدارة ملف النازحين على أرضه، أو معرفة أعدادهم، أو تحديد أماكن إقامتهم، وهو كأنه يتخلى عن سيادته، لتتكفل بعمليات التسجيل المفوضية العليا للاجئين، بالشراكة مع العديد من المنظمات والهيئات الدولية والمحلية التي إستغلت غياب الدولة، وبخاصة اثناء الفراغ الرئاسي الذي إستمر عامين ونصف،  وفي جميع المحافل الرسمية ودائما إستمر لبنان يردد العبارة المتفق عليها في الدستور "التوطين مرفوض"، لكن التوطين قائم في الحقيقة على الأرض، وذلك  دون سياسة سكانية لحماية وجوده ومواجهة الفيضانات البشرية.. 

 

الأولوية لإدارة ملف النازحين

      وطيلة السنوات الماضية كان يُطلب إلى لبنان بناء المؤسسات  لإدارة ملف النزوح،وبعد مضي أشهر على تجاوز عقدة الفراغ الرئاسي وتشكيل حكومة جديدة، وبرغم إنشاء وزارة دولة لشؤون النازحين اليوم، لا يبدو أن هذا الموضوع  يحظى بالأولوية، حيث يتواصل الإشتباك السياسي حول قانون الإنتخاب والضرائب والموازنة، بينما تتزايد أعداد النازحين في شوارع العاصمة بيروت وضواحيها والمدن الكبرى، وتعمل الجمعيات والهيئات الدولية على تسهيل إندماجهم ، حيث يستمر السكوت والتساهل من قبل النواب والمسؤولين والقيادات السياسية والروحية،  ولا توجد حتى الآن  خطة لدى الحكومة  لمواجهة  تداعيات النزوح، برغم التكلفة الباهظة التي يتحملها لبنان منذ نحو ست سنوات..

        ونتيجة نقص الخدمات  وتدهور البنية التحتية، تتفاقم المشكلات الإجتماعية والإقتصادية، ثم إنتشار البطالة والفقر، وتتواصل موجات الهجرة  اللبنانية إلى الخارج حيث يخسر لبنان قرابة 50,000 مهاجر سنويا غالبيتهم من الشباب الجامعيين وأصحاب الكفاءات والمهارات العليا، وذلك في غياب أية سياسة لإشراك الإغتراب اللبناني في التنمية، بينما على الأرض يتمدد حزام البؤس والسكن العشوائي، ويتوسع إنتشار النازحين واللاجئين والمكتومين والأطفال غير المجنسين، من الأرياف والقرى إلى  ضواحي بيروت الفقيرة،  للبحث عن العمل في المدن الكبرى التي فقدت القدرة على الإستيعاب، وذلك في مشاهد للفقر والأطفال في الشوارع،  لم تعرفها العاصمة حتى مع بداية الحرب اللبنانية، حتى بات يُخشى أن تنفجر القنبلة الديموغرافية في بيروت...

 

تغيير وجه لبنان

         يحز في نفسي اليوم وقد قضيت أكثر من ربع قرن من عمري أبحث في مجال السكان والهجرات الدولية، من الإسكوا إلى مركز الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وحتى من كتبي الأولى حول "الهجرة للبحث عن وطن" و"جغرافية التهجير" و"التحولات الديموغرافية في بيروت"  بعد الحرب اللبنانية، إلى العديد من الأبحاث التي نشرتها عن الهجرة والتهجير في جنوب لبنان، إلى كتبي الأربعة الأخيرة التي صدرت في عامي 2015 و 2016، حول الهجرات الدولية وجغرافية الشتات، والإنفجار السكاني: هل تبقى سورية؟ وهل ينجو لبنان؟

        يحزنني ان اقول أمامكم "إن التحولات الديموغرافية المتسارعة سوف تؤدي خلال سنوات قليلة إلى تغيير وجه لبنان"، وبنتيجة تقاعس المجتمع الدولي وفشل الأمم المتحدة في حل النزاعات، ثم تخاذل وإهمال وعدم توافق اللبنانيين فيما بينهم، فقد تحول لبنان إلى دولة هشة (بحسب تعبير البنك الدولي)، وهو يغرق اليوم في تغيير ديموغرافي لا سابقة له في التاريخ، فمن جهة بتناقص عدد السكان اللبنانيين نتيجة نقص الخصوبة وإنتشار الشيخوخة والهجرة، ومن جهة أخرى، فقد أصبح لبنان بتشجيع ودعم أمني أوروبي وأمريكي، خزاناً للمهاجرين غير الشرعيين، والمكتومين دون جنسية،  واللاجئين والمشردين الوافدين من البلدان المجاورة، وذلك لإبعاد الخطر عن أوروبا، وإذا ما إستمر المجتمع الدولي في تقاعسه،  وهو يعمل لحماية هذا الخزان البشري من الإنفجار، وفشل اللبنانيون في حماية بلدهم بفعل الإنقسامات السياسية، فإن لبنان اليوم أمام خطر وجودي والثمن سيكون باهظاً جداً.

       

  أختم كلامي على منبر الحركة الثقافية – أنطلياس، أنطلياس العريقة  في التاريخ ومنارة الثقافة، وفي إطار المهرجان اللبناني للكتاب السادس والثلاثون، لتكريم أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي... لأقول لمنيعبثاليوم فسادا في الأرض، "هذه الأرض ليست ملكاً لنا وحدنا، بل هي دين علينا لأولادنا"، لقد حان الوقت لمواجهة الحقائق والتخلص من الأوهام، والبحث في أسس حديثة لبناء المواطنية لدى الفرد لتحصين الوطن والمجتمع قبل أن نخسر لبنان.

       

        شكراً للرواد اللأعلام في الحركة الثقافية – أنطلياس لا بل ألف شكر على هذه المبادرة الكريمة، واسأل الله أن يبارك فيكم وفي مجهوداتكم دائما،شكرا لجميع المتحدثين (الرئيس الدكتور جورج طعمة رئيس المجلس الوطني للبحوث العلمية على شهادته، والدكتور محمد بوعلي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، والدكتور أحمد الحاج رئيس قسم الجغرافية)، وتحية للأخ العزيز الدكتور علي زين الدين على تقديمه، والسيدة هند رموز على إدارتها..

        يشرفني أن أكون بينكم، شكرا لكل منكم، وشكرا للحاضرين من زملائي وأصدقائي وطلابي، وبخاصة من الجغرافيين الذين تكبدو عناء الوصول ..

عاش لبنان.