ندوة بعنوان:"1600 سنة على وفاة مار مارون: المارونية بين الخبرة والرؤية"

الجمعة 19 آذار 2010

أدار الأب جوزيف عبد الساتر هذه الندوة المميّزة بمناسبة الاحتفال بذكرى القرن السادس عشر لوفاة القديس مارون. فتكلّم بداية عن مار مارون الناسك الذي عاش في العراء وأمات جسده بمرارة العيش وقساوة الطبيعة، فأحيا نفسه وأغناها بروحيّة نادرة. وعرف عن مار مارون ابتعاده عن الصراع السياسي والجدل اللاهوتي الذي واكب عصره ومذهب المسيحيين في تلك الحقبة التاريخية. ثم قال الأب عبد الساتر أن عبثاً حياول الموارنة اليوم أن ينعشوا دورهم التاريخي ما لم يعودوا الى نمط حياتهم السابق ويلتزموا القيم التي ميزتهم عن سواهم في الشرق. وأضاف ان دور الموارنة في لبنان يبدأ بواجباتهم تجاه الوطن، فيجب أن يتميّزوا بالقيم والاخلاق ويحافظوا على وحدتهم قبل كل شيء. وختم الأب عبد الساتر كلامه قائلا بأن الحضارات لا تتصارع ولكنها تتحاور وتتفاعل لترسم مساراً أفضل لتطوير الانسانية.
 

images/bookfair2010/MCA_3826web.jpg

 

ثم تكلم الخوري د. ناصر الجميّل وافتتح كلامه قائلا:"لكي نعرف الى اين نحن ذاهبون علينا ان ندرك أولاً من اين نحن آتون." ثم تكلم عن الثوابت المارونية التاريخية التي تتعلّق بالشأن الديني والحضاري، فقال أن البطريركية هي المرجع الذي يتكلّم باسم الجماعة كلها. وتكلّم عن الجانب الثقافي الانفتاحي للكنيسة المارونية التي لطالما حملت مشعل الثقافة والعلم. ثم تكلّم عن الأخطار الكثيرة على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والدينية والثقافية. كما عرض الأب ناصر الجميّل رؤيته للمستقبل، فأعلن ان للمسيحيين الحق في تقرير مصيرهم بأنفسهم. واشار الى أهمية دور العائلة والمؤسسات الكنسية التي هي العامود الفقري للوجود المسيحي. وأخيرا قال أن لبنان ليس بلد للسياحة واللهو والمال بل هو مسؤولية ورسالة. وأضاف ان الكنيسة المارونية تؤكد ان الحوار هو الطريق الى الحقيقة وان اللقاء بالله يمرّ أولا بالانسان.

 ثم قدّم الدكتور جورج قرم نظرة شاملة عن تاريخ الموارنة، وقال ان" الموارنة مشتتو الأهواء  متناقضوها الى حد الاقتتال، وليس عندهم رؤية واحدة بل رؤى مختلفة." وعاد قرم الى "عصر النهضة" العربية الأولى حيث انقسم الموارنة ما بين مطالبين بحماية فرنسا وبين مناصرين للعروبة. وأعرب نهايةً عن تطلّعه الى نهضة مماثلة لنهضة القرن التاسع عشر:"على لبنان ان يكون قدوة هذه المنطقة."

ثم ألقى الدكتور نبيل خليفة كلمته، فبدأ بتفسير كل من الكلمات التي تشكّل عنوان هذه الندوة. ثم تكلّم عن خبرة الكنيسة المارونية وعن الرؤية المارونية. وذكر بعدها أهمية التجذّر والانفتاح الثقافي عند الانسان الذي يسعى الى تطوير حياته بالشكل السليم. وختم كلامه قائلا انه يجب ان نكون قد استفدنا من الخبرة والرؤية لأن هذا هو الحل الوحيد الذي يناسبنا ويجعلنا منفتحين على الثقافات والحضارات كلها.