الحوار بين الأديان في لبنان: مقاربات ورهانات

محاضرة تلقيها الدكتورة ان فرنسواز فابار

الخميس 18 آذار 2010

قدمت المحاضرة الأم الرئيسة دانييلا حروق مقدمة جولة أفق واسعة حول حوار الأديان، وبخاصة الحوار الإسلامي- المسيحي في لبنان الذي اعتبرته الأغنى في العالم، وبأنه تطبيق فعلي لعبارة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني عن لبنان بأنه "أكثر من بلد، انه رسالة". وقدمت سيرة مختصرة عن المحاضرة الألمانية التي ألقت كلمتها باللغة الفرنسية.
 

images/bookfair2010/MCA_3673web.jpg

 

بدأت الدكتورة ان فرنسواز فيبر محاضرتها شاكرة الحركة الثقافية-أنطلياس ومعلنة أنها اختارت القيام بتحليل الخطابات حول الحوار ما بين الأديان كما وجدتها في الصحف والمجلاّت المتخصصة. وتهدف الدكتورة بذلك التعليق على بعض النتائج التي قد توضّح بشكل كبير مقاربات الحوار بين الأديان في لبنان ورهاناته. وأعطت بداية بعض المفاهيم حول مفهوم الخطاب، فقالت على سبيل المثال:"قد يكون للخطاب تأثيراً معيّن لأنه يقترح طرق للتصّرف، وهو يقدّم تفسيرات كما أنه يتضمن قوانين وتعليمات تشير الى ما هو جيّد أو صحيح في مجتمع ما". ولأجراء تحليلها هذا، اختارت الدكتورة فابار خمسون نص تقريباً بالعربية والفرنسية والانكليزية نشروا بين العام 1993 والعام 2002 ويدور موضوعها الأساسي حول الحوار مابين الأديان في لبنان والتبعية الدينية. ثم فسّرت أن من واجب اللبنانيين تنظيم حوار يبحثون من خلاله عن حلول مناسبة للنزاعات التي كانت قد نشأت بينهم. وتبعاً يجب ان يتمتع اللبانيين بالمعرفة الكافية حول الموضوع ما يساعدهم على تخطي خوفهم من"الآخر". ولكن بيبقى الرهان اقامة حلقة حوار حقيقي يناشد باحترام الطرف الآخر. وأضافت أن المسألة لا تتوقف عند اكتشاف الطرفين نقاطهم المشتركة، لكن عليهم معرفة كيفية ادارة نقاط الاختلاف واحترام مميّزات الخاصة بكل جماعة. وتعتقد الدكتورة فابار أن هذا الأختلاف هو مصدر غنى خاص بالمجتمع اللبناني ولا يجوز القضاء عليه أبداً. وختمت كلمتها اخيراً قائلة أنه "يبقى الكثير لفعله" لتحقيق حوار ما بين الأديان في لبنان بطريقة حضارية وبنّاءة.  

في الختام كان هناك حوار موسّع بين الجمهور والمحاضرة حول أطروحتها الخاصة بمستقبل الحوار، وبدلالاته التاريخية والراهنة.