ذكرى العلاّمة توفيق فهد

السبت 13 آذار 2010

امام جمهور غفير من قادري العلاّمة الكبير المرحوم توفيق فهد الذي خسره لبنان والأوساط الأكاديمية والعلمية وبخاصة الدراسات التاريخية للشرق الأوسط القديم، والذي أصدرت الحركة الثقافية - انطلياس كتيّباً خاصاً عنه في هذه المناسبة الأليمة، عقدت ندوة تذكارية عنه في اطار "المهرجان اللبناني للكتاب" التاسع والعشرين ادارها د. عصام خليفة وشارك فيها د. جوزف ابو نهرا، ود. نجيب زكا بحضور ممثل عن رئيس مجلس الوزراء وعدد من الشخصيات الرسمية والعلمية ومنهم شقيقه الأب الرئيس مرتينوس فهد، وشعبية من مسقط رأسه عشقوت في جرد كسروان.
 

images/bookfair2010/MCA_2131web.jpg

افتتح الدكتور عصام خليفة هذا اللقاء قائلاً انه يهدف الى تقديم مشاعرالاحترام والتقدير لواحد من اهم اعلام الثقافة الذين شهدهم لبنان منذ يوسف سمعان السمعاني في القرن الثامن عشر. ثم تكلم عن المناصب العديدة التي ترأسها وعن الكتب التي ألّفها وعن البحوث والدراسات التي قام بها في مجمل الميادين العلمية. ثم قال أنه كان معلّماً كبيراً تخرّج على يديه اكاديميون مرموقون، كما انه أتقن لغات كثيرة منها اللغات القديمة كالعبرية واللاتينية واليونانية والهيروغليفية وغيرها. وقال انه علاّمة وسلطة معرفية على المستوى العالمي، وكان محطّ احترام وتقدير في كل الاوساط الأكاديمية والثقافية التي شارك في نشاطاتها. وختم كلامه باعثاً له التحية باسم الاكاديميين اللبنانيين وقال: "أن شعباً ينجب أمثال توفيق فهد يستطيع ان ينتصر على كل التحديات".

ثم تكلم البروفسور جوزيف ابو نهرا، رئيس جامعة الكفاءات، فبدأ بالقول ان العلاّمة توفيق فهد حمل اسم لبنان عالياً في المحافل الدولية، وهو عرفه عن كثب لأنه كان استاذه في الدكتوراه. ثم قال انه انسان بسيط، متواضع ومحبّ وهو صادق مع نفسه ومع الاخرين. كان متنسّك للعلم فابتعد عن الحياة الاجتاعية الصاخبة. وكان يزور مكتبات لبنان واوروبا بشغف، باحثاً عن مخطوطات قديمة. كان مؤسس ورئيس قسم الدراسات العربية والاسلامية في جامعة ستراسبورغ. فطمح الى القيام بأبحاث عن الحضارة العربية وتاريخ الاسلام والعلوم عند العرب. واعتبر الاستاذ جوزيف ابو نهرا في نهاية كلامه ان هذه الدعوة التي اقامتها الحركة الثقافية لتكريم ذكرى العلاّمة توفيق فهد هي بادرة وفاء تحفّز على المزيد من البذل والعطاء لتبقى راية الفكر مرفوعة.

ثم تكلّم الأستاذ نجيب زكّا بدوره فبدأ بالقول ان العلاّمة توفيق فهد هو رجل كبير صاحب الفكر المتفتح والمبادىء الكثيرة. وقال ان كانت تجمعه به علاقة صحبة قوية، فعرفه انسان موسوم بالموهبة، مأخوذ بالرصانة ومكللّ براحة الضمير. وقال ان حريّته كانت تكمن في مصادر معرفته وتنوّع خبراته وانه كان يعتقد ان الخلاص الوحيد من ضجيج العالم هو الكتابة. ثم انتقل الكلام الى الدكتور رضوان السيّد الذي بدا بالقول أنه عرف الأستاذ توفيق فهد في خريف العام 1975 في وقت كان ينجز تخصصاً فرعياً في اللغات السامية. ثم تكلّم عن كتاب لتوفيق فهد بعنوان "الألوهية عند العرب"، يعتبره مختلفاً عن الكتب المماثلة التي كان قرأها في الفترة عينها وذلك برأيه، لأن توفيق فهد يتمتّع بأسلوب ساحر ومميّز. وقال أنه حضر للأستاذ فهد درسين: الأول مع الأستاذ ميلر (Muller) وكان موضوعه الهة القمر في عقائد العرب الجنوبيين، والثاني مع البروفسور أولمان (Ulmann) وهو أستاذ اللغة العربية وتاريخ العلوم عند العرب.

 ثم تكلّم الدكتور رضوان السيد عن قدرة الأستاذ فهد النادرة على الابلاغ وذلك باللغات العربية والفرنسية والألمانية، وقال انه مبدع في ادخال الانتروبولوجيا والاتنولوجيا والسوسيولوجيا التاريخية في التاريخ الثقافي العام.