أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي

تكريم الدكتور شحادة الخوري (سوريا) والدكتور فتحي التريكي (تونس)

الأحد 7 آذار 2010

افتتحت الحركة الثقافية برنامجها في هذا المهرجان لتكريم اعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي باحتفال تكريمي لعلمين ثقافيين كبيرين من سوريا ومن تونس هما شحادة الخوري وفتحي التريكي. ادار حفلة التكريم الأمين العام للحركة الدكتور أنطوان سيف.
 

images/bookfair2010/MCA_0332web.jpg

الدكتور بسّام بركه قدّم الدكتور شحادة الخوري الذي، كما قال، تعرّف عليه عن قرب منذ تأسيس اتحاد المترجمين العرب في العام 2002 . وكان محور كلامه رؤيته حول أعمال الدكتور خوري الكثيرة. فقال الدكتور بركه أن أحد أهم مواضيعه هو "اللغة العربية"، الى جانب مواضيع أخرى مهمّة. ثم قال عن كتاباته بأنها مرآة تعكس شخصيته العميقة والشفافة وهي دائما تدافع عن اللغة العربية وتدعم قيمتها في التواصل وفي اكتساب المعارف. وأنهى الدكتور بركه كلامه واصفاً منهجيته بكلمتين: الدقّة والسلالة".  

و ألقى الأستاذ شحاده الخوري كلمته في حفل تكريمه فبدأ بتقديم الشكر الجزيل الى الحركة الثقافية - أنطلياس رئيساً وأميناً عاماً وأعضاء في الهيئة الادارية لما يبذلون من جهود خيّرة لتشجيع الثقافة والمثقّفين والعاماين المجدّين في خدمة المجتمع واعلاء شأنه. ثم تكلم عن صلته الوثيقة بلبنان فقال أنها تمتد الى أبعد من القرابات والعلاقات الاجتماعية وهي علاقة فكرية. كما أنه شددّ على "محبتّه للنجم الساطع جبران خليل جبران" فأطال الكلام ذاكراً أقواله التي انطبعت في فكره وأثرت في حياته. ومن ثم تكلّم عن بيروت وأهميّة دورها الثقافي على المستوى العالمي. كما أنه قال أنه يرى في الثقافة "أفضل نتاج للأنسان خلال مسيرته التاريخية". وأنهى كلامه داعياً الثقافة العربية المعاصرة الى التجدد والتحررّ من القيود التقليدية العمياء.

وألقى الدكتور موسى وهبه كلمته معرِّفاً بالدكتور فتحي التريكي فوصفه بأنه فيلسوف تونسي عربي مناضل ضدّ كل ما لا يقبل، في سبيل حداثة معقلنة ومتعقّلة. وقال أن تريكي يبحث عن الكونية التي تعترف بالاخر من دون استقطابه ومن دون القضاء عليه. وذلك باعتماد منهج التثاقف والتعقّل والضيافة. وأنهى كلمته شاكراً الاستاذ تريكي على وجوده في هذا المهرجان في لبنان.

وحول الفيلسوف التريكي تحديداً ألقى الامين العام الدكتور أنطوان سيف كلمة في مناسبة التكريم هذه، حول تاريخ المثاقفة العربية التي قسّمها الى نوعين: الأولى وهي التي تمت في ظل قوّة الطرف الآخذ وعدم خشيته من الطرف الواهب وهي الأولى والأكبر وقد تمّت زمن العباسيين بحركة ترجمة واسعة لنتاج الحضارات القديمة الكبرى، وعلى رأسها اليونانية وعلومها، أما المثاقفة الثانية هي الراهنة والتي تمت منذ قرنين بالتزامن مع القوة العسكرية والاقتصادية المستمرة منذ قرنين للطرف الواهب. وتكلّم عن الجدل الجاري في أيامنا هذه حول هاتين المعادلتين. ثم تكلّم عن مسيرة الدكتور تريكي الفلسفية للتحدّث عن مفهومي التآنس والكونية. وتكلّم عن "فلسفة التنوّع والتحديث المتزامنة مع فلسفة التعقّل" وغيرها من الفلسفات المعاصرة واصلاً الى "الفلسفة الكونية الجديدة". وأنهى الدكتور سيف كلامه ذاكراً كتاب التريكي الأخير "فلسفة الحياة اليومية" الذي هو ايضاح حديث لما وصلت اليه فلسفته التآنسية الكونية.

ثم ألقى الدكتور فتحي التريكي كلمته في مناسبة تكريمه هذه معبّراً عن المفاجأة السارة التي حضّرتها له الحركة الثقافية - انطلياس، في لبنان، عندما قررّت تكريمه. فأتى من تونس ملؤه الفرح والرغبة في المشاركة بهذا الحدث مصطحباً معه زوجته الباحثة المعروفة في فلسفة الفن الدكتوره رشيدة التريكي وابنته الصبيّة ليلى. ثم من وجهة نظره الفلسفية تكلّم عن مبدأ الوجدانية قائلاً أنها ضرورية في حياتنا اليومية كونها " الدخول في علاقة مباشرة ودون واسطة مع الاشياء ومع الحياة مادة وروحاً". ثم انتقل بكلامه الى أهمية التنوع الثقافي في المجتمعات التي تطمح الى التطور والانفتاح. وأنهى كلمته متكلّماً عن فلسفة التآنس التي هي حرية التعامل مع الناس وهي فلسفة الصمود ضدّ الوحدة المتوحشّة.

وأخيراً قدمت الحركة الثقافية الى كل علَم من العلمَين المكرمين، درع الحركة الثقافية - انطلياس، تخليداً لهذه الذكرى، بالاضافة الى نسخة صورة عن عامية انطلياس، أو عامية 1840. شاكرة لهما تلبيتهما دعوتهم لزيارة لبنان (مع ذويهما) وقبولهما احتفال التكريم هذا الذي قابلاه بدورهما بالشكر الجزيل وبالتقدير للحركة ودورها الثقافي الرائد في لبنان والعالم العربي.