لقاء بيئي حول المشاكل البيئيّة في لبنان: أسبابها ونتائجها مع د. جوسلين أدجيزيان جيرار
نظراً إلى الوضع البيئي المتدهور في العالم بعامة ولبنان بخاصة، نظمّت أمانة شؤون البيئة في الحركة الثقافية - انطلياس لقاءً حول المشاكل البيئية في لبنان: أسباب ونتائج، مع الدكتورة جوسلين أدجزيان جيرار - رئيسة قسم الجغرافيا في جامعة يوسف - يوم الأربعاء في السابع من كانون الأول.
قدمّت د. نايلة أبي نادر الموضوع من خلال مقاربة أدبية طرحت فيها الإشكالية البيئية لكي تمهّد الطريق للدكتورة جيرار التي تناولت الموضوع من الزاوية العلمية البحتة، معتمدة على الإحصائيات والخرائط والصور الدقيقة التي حضّرتها بالتعاون مع فريق من طلاّبها.
جاء في كلمة د. نايلة ابي نادر:
كانت هناك في الزمن الغابر، امٌ تُطعم الجمال خبزاً يومياً لأولادها، وتسكُبُ الحياة عطراً على رؤوسهم وفي أيديهم. كانت تعتني بهم وفق حكمتها، وتحميهم بحبّها وسخائها.
ومرّت الأيام، وتتالت الأجيال حتى كَبُر الأبناء وبلغوا سنّ الرشد فأقاموا المشاريع الضخمة التي ملأت العالم بأسره. تعاظم سلطانهم حتى بسطوا يدهم عميقاً في البحار، وعالياً في السماء. راحوا ينكّلون بالثروات التي تنعّموا بها، وتربّوا من خيرها. فسادت الفوضى والغوغاء وبات الخطر واقعاً يهدّد أثمن ما في الوجود : إنها الحياة.
صرخت الأم منادية أبناءها، فدعتهم باسم الحياة والحكمة، والحب ان يضعوا حدّاً لكبريائهم، وجهلهم، ورغباتهم التي تسوقهم نحو الهاوية.
اما الدكتورة جيرار فقد عالجت المسألة انطلاقاً من الدراسات التي قامت بها على نهر بيروت وما يحيط به من واقعٍ مأزوم، فعرضت بالصور والأرقام الدقيقة حقيقة ما يجري، لافتةً الى خطورة الوضع الذي يستدعي الوعي والتدخّل السريع.
1- توقفت عند الشاطئ اللبناني بعامة مشيرة الى كثرة حركة الاعمار مما يحجب اولاً الهواء المتّجه من البحر الى الداخل، ويسبّب ثانياً تلوثاً كبيراً للشاطئ.
2- أشارت الى اختفاء المساحات الخضراء داخل بيروت ومن حولها قد جعل مدينتنا تجمّعاً للأبنية الشاهقة ومرتعاً للغازات السامة المحتبسة بين هذه الأبنية.
3- ركّزت على أسباب تلوّث هواء مدينة بيروت فحصرتها بما يلي:
- كون بيروت مدينة متوسطية قريبة من البحر، مناخها قليل الأمطار.
- كون المشاريع السكنية تزداد فيها، والإنسان مضطر الى حفر الآبار واستخراج المياه مما يسبّب تسرّب مياه البحر الى الداخل.
- الشح في المياه وتقلّص المساحة الخضراء.
- ازدحام الابنية والتصاقها ببعضها مما يمنع حركة الهواء، وارتفاع عدد السكان يُسهم في انتاج النفايات الصلبة وغيرها.
- المناطق والتلال المحيطة ببيروت تفتقد الى سياسة الصرف الصحي فتختلط المجاري بمجرى نهر بيروت.
- طبيعة الاراضي المحيطة بنهر بيروت كلسية تمتص المياه الملوّثة وتصبّها في النهر.
- ارتفاع عدد المركبات الآلية التي تسير في شوارع العاصمة. هناك سيارة لكل مواطِنَيْن في لبنان وفق الإحصائيات.
4- استخلصت النتائج التالية:
- هناك ارتباط قوي بين مجمل عناصر البيئة.
- ارتفاع نسبة الغازات السامة يسبّب تلوث الهواء واحتباسه في الداخل.
- الاحتباس يسبّب ارتفاعا في درجات الحرارة.
- احتمال الأمطار الغزيرة يصبح وارداً مما يسهم في إغراق النفايات في مصب النهر.
- حركة التصحّر تقترب من بيروت.
- الشح في المياه بسبب ارتفاع درجات الحرارة يقلّص المساحة الخضراء.
- تدهور جودة مياه الشرب.
5- ما العمل؟
- علينا ان نوقظ في داخل كلّ منا الوعي البيئي.
- علينا ان نتبنّى موقفاً بيئياً ونلتزم به.
- علينا ان ننشر من حولنا وبكل الوسائل ما يحدث فعلاً على الأرض، لان الأمل بإصلاح ما تهدّم لا يزال حيّاً.