افتتاح المهرجان الثلاثين
السبت 5 آذار 2011
في الحركة الثقافية – أنطلياس
افتتحت "الحركة الثقافيّة- أنطلياس" "المهرجان اللّبنانيّ للكتاب"- السنة 30، يوم السبت الواقع فيه 5 آذار 2011 السّاعة الخامسة مساءًا في مقرّها في دير "مار الياس- أنطلياس" بحضور حشد من المدعوين الرّسميين والرّوحيين، والمدنييّن.
استهلّ الحفل بالنشيد الوطنيّ اللبنانيّ. فرحّب مقدّم الحفل الأستاذ "الياس كساب" بممثل رئيس الجمهوريّة اللّبنانية العماد "ميشال سليمان"، ودولة رئيس حكومة تصريف الأعمال السيد "سعد الحريري"، معالي وزير الثقافة "سليم ورده"، وممثل دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ "نبيه بري" سعادة النائب "ايلي عون" ، وممثل دولة رئيس الحكومة المكلّف الأستاذ "نجيب ميقاتي" الدكتور "مصطفى أديب"، وممثل نيافة الكاردينال البطريرك "مار نصرالله بطرس صفير" سيادة المطران "سمعان عطالله"، وقدس الأباتي "بولس تنوري" رئيس عام الرّهبنة الأنطونية، وممثّل الجنرال "ميشال عون"، النّائب "ابراهيم كنعان"، وأصحاب السعادة والمعالي والسيادة وممثلي القيادات الأمنيّة والعسكريّة اللّبنانية، ورؤساء وممثلي الهيئات المدنية والثقافية والاقتصادية والتربويّة والنقابية. فأكّد أنّ كتاب الحركة الثقافية منذ ثلاثين سنة يجمعنا لنعيش ثقافته ونجول معًا في بلاد المعرفة.
ثم ترك المنبر لأمين المهرجان اللبناني للكتاب الأستاذ "جوزف هيدموس"، الذي أشاد بدورعولمة الثقافة بواسطة الإعلام في التأثير في جميع الشعوب، مشيرّا إلى أنّها أجبرت أصحاب السلطات المطلقة على الخضوع. ولكنّه حذّر من هذه الثقافة المعولمة ودعا إلى اختيار ما يناسبنا منها، نظراً لما للمال والمصلحة التجارية من تأثير كبير في الإعلام مشيرًا إلى أنّ الانترنت، هذا الرّافد المهم في عولمة الثقافة، لم يستطع أن يحجب الكتاب. فلهذا الأخير نكهته الخاصة وصحبته الحميمة. وذكر أنّ المهرجان يشتمل على مجموعة واسعة من الأنشطة الصباحيّة المتنوّعة، الموجّهة لتلامذة المدارس. وسلسلة من المحاضرات والندوات، وتكريمًا لأعلام الثقافة. وأعرب عن امتنان "الحركة" للرهبنة الأنطونية وبخاصة للأب "جوزف عبد الساتر" لاحتضانها.
ثمّ كانت كلمة الأب "جوزف عبد الساتر" رئيس دير"مارالياس- انطلياس" وجاء فيها أنّ الكتاب والفكر اللذين صنعا التكنولوجيا باقيان، مشيرًا إلى أنّ مهرجان الكتاب هذا يتزامن مثل كلّ عام مع حدث مهم يتمثّل هذه السّنة بختام يوبيل 1600 سنة على عودة القدّيس "مارون" إلى بيت الآب. فطلب من الله أن يبارك أعضاء الحركة فيستمروا في عطاءاتهم ومهرجاناتهم الثقافيّة.
وتلاه أمين عام الحركة الثقافية الأستاذ "جورج أبي صالح" الذّي أشار إلى أنّ تظاهرة الكتاب هذه سميّت بالمِهرجان، لأنها ليست في جوهرها سوقًا لبيع الكتب بقدر ما هي احتفال بالكتاب والكتّاب، وعيد للكلمة والفكر والإبداع. لذلك توزّع الحركة بلا مقابل "كتاب المِهرجان" الذي يضمّ جميع أعمال مهرجان العام المنصرم، و"الكتابُ السنوي"، الذي يحتوي كامل أنشطة العام المنصرم خارج إطار المهرجان ، وكتاب "أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي" ، الذي يعرض السيرة الذاتية للرعيل السادس والعشرين من المكرّمين في الدورة الحالية. وتحدّث الأستاذ "جورج أبي صالح" باقتضاب عن أنشطة المهرجان وندواته ولقاءاته. وأعرب عن امتنان الحركة وشكرها لمن يرعى أنشطتها، ويشارك في مهرجانها. وانتهز الفرصة للدّعوة إلى التحلّي بالحكمة للخروج من المأزِق الوطني الراهن، باستلهام العبَر من تجارب الماضي. ذاك أن لبنان واجه منذ العام 1943 مخاطر هدَّدت وجوده ووحدته، فهو يقع فريسة المطامع الخارجيَّة التي ما كانت لتنال منه، لو لم تكن الطبقة السياسية مهيّأةً لتمكين الخارج من تحقيق أطماعه. فقد آن الأوان كي يدرك اللبنانيّون أنّ أحداً لن يقدِّم مصلحة وطن آخر على مصالح وطنه. وفي ظلّ انهيار أنظمة عربيّة عانت على مدى عقود انعدام الدّيموقراطيّة، تساءل الأستاذ "جورج أبي صالح" كيف يتخلَّف اللبنانيّون، عن تطوير نظامهم السياسي وعن إقامة دولة مدنيَّة يسودها مفهوم المواطنة ويتساوى فيها اللبنانيّون في الحقوق والواجبات أمام القانون، وتتوافر فيها للقضاء استقلالية كافية ومنيعة لفرض سلطة الحق والعدالة، وتكون فيها حيازة السلاح وحفظ أمن المواطنين واللاجئين وحماية حدود الوطن حكرًاً على القوى الشرعيّة دون سواها، ولا تَرفع فيها أيّ فئة من مكوِّنات االنسيج الوطني سلاحاً ضد فئة أخرى، بل يرفع الكلّ سلاحهم، سويَّةً وخلف الجيش، ضد عدو واحد هو اسرائيل. وأضاف أنّ اللبنانيّين اليوم، ولا سيَّما النُخَب المثقَّفة والشباب الجامعي الواعي ، وفي ظلّ الغيوم الملبّدة في سماء وطنهم والتغيُّرات الدراماتيكية المتسارعة في منطقتهم، أمام تحدّيات تاريخيّة جسيمة، داخليّة وخارجيّة، يتعيّن عليهم مواجهتُها بحكمة وجرأة ومسؤولية، للتعويض عن كلّ الفرص الضائعة التي أُهدرت منذ ولادة الجمهورية ولإنقاذ استقلال لبنان، كدولة قابلة للحياة والنمو والتقدم. فهذه هي الرسالة الثقافيَّة الملتزمة الّتي تسعى "الحركة الثقافيّة" إلى نشرها.
والكلمة الاخيرة تلاها ممثّل راعي المهرجان فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد "ميشال سليمان" ، معالي الوزير "سليم ورده" الذي أكّد أنّ "للحركة" كامل الحقّ بالاحتفاء بمهرجانها نظرًا لما في جعبتها من إنجازات ثقافيّة تساهم في النّهوض بلبنان، فهي في كلّ أعمالها، وتكريمها تركّز على القيمة الفكريّة والثقافيّة. وأشار إلى أنّ وزارة الثقافة وضعت النّهوض بالكتاب والقراءة في صدر أولويّاتها، فعلى هذه الوزارة أن توفر بيئة وطنيّة داعمة تحمي التأليف الفكري، وتدعم عمليّة إنتاج الكتاب، وانتشاره. وحثّ الوزير كافة الهيئات على القيام بأنشطة ثقافيّة، ونقاشات حول الكتاب والقراءة، ووسائل الإعلام على عرض برامج تتناول الكتاب. وأخيرًا طلب من اللّه أن يبارك الحركة في موسمها الجديد هذا، ويبارك التزامها بالتطوّر والتغيير فمستقبل أبناء الوطن هو مسؤوليّة الجميع، مشيرًّا إلى أنّ مستقبلنا في أمان طالما أنّ "الحركة"، تسهر عليه.
وتوجّه الحضور الى القاعة الكبرى، فقصّ الوزير "سليم ورده" الشريط مفتتحا المهرجان اللبناني للكتاب في سنته الثلاثين.