تكريم أعلام الثّقافة في لبنان والعالم العربي
المحامي بدوي أبو ديب
كرّمت "الحركة الثقافيّة- أنطلياس" المحامي بدوي أبو ديب. وقام الدّكتور دياب يونس بتقديم المكرّم والدكتورة تراز الدويهي حاتم بإدارة اللّقاء.
جاءت تحيّة "الحركة الثقافيّة- أنطلياس" للمحامي بدوي أبو ديب على لسان الدكتورة تراز الدويهي حاتم الّتي أضاءت على بعض جوانب حياة بدوي أبو ديب الانسان. فذكرت أنّه ولد في زغرتا، وترعرع في ربوعها فاستقى منها الهدوء. كان والده تاجر حرير مترفًا، ولكنه مُنيَ بخسارة، وأمام رفض شركائه تحمّل الخسارة معه، نشأ نزاع قضائي بينهم استمر ثلاثين عاماً اضطر الوالد خلالها للسفر الى الارجنتين. فتركت هذه الحادثة التي رافقت سني طفولة المحامي بدوي بصمات ربما كان لها تأثير فاعل في اختياره مهنة المحاماة سبيلاً لإحقاق الحق والعدالة في المجتمع. لاحقته العقبة المادية خلال تحصيله الجامعي ولكنه لم يهن، فكان يُدرّس اللغة الفرنسية في مدرسة الحكمة ويتابع تخصصه في معهد الحقوق والعلوم السياسية الفرنسي في جامعة القديس يوسف في بيروت. يتميز هذا العَلَم المكرّم بالعصامية والصدق والوفاء والسعي الدائم إلى الحقيقة. وقد تمثّل ذلك في نشر سلسلة محاكمات مهمّة، محاكمة سقراط، محاكمة يسوع ومحاكمة جان دارك...
وجاءت كلمة الدكتور دياب يونس لتسلّط الضوء على شخصيّة المكرّم المتواضعة والأخّاذة. ففي مداخلته حاول بأسلوبه النثريّ الشعريّ الخطابيّ البليغ أن يشمل كلّ نواحي حياة المحامي بدوي أبو ديب. فتحدّث عنه طالبًا يستقي المعرفة وأستاذًا ينقل المعرفة ومحاميًا يتسلّح بالحق والثقافة وكاتبًا ينسج مرافعاته قصصًا. وذكر أنه تدرّج في مهنة المحاماة في مكتب الأستاذ أبو ديب. وشدّد على أنّ المحامي ديب دافع عن المظلومين بكلّ ضمير. فلم يكن يهدأ له بال ما لم يبحث ويستطلع ويكتب. وأثناء عمله كأمين عام للجامعة اللبنانيّة الثقافيّة في العالم، حاول حشد قوى المغتربين تحت لواء واحد ألا وهو لبنان. ويضيف الدكتور دياب يونس إنّ المحامي بدوي هو بحقّ رجل صالح، إن تكلّم أو عمل فعن محبة تطفح من قالب طاهر، وضمير صالح، وايمان لا رياء فيه. وأنهى كلمته بتضرّعه إلى "أستاذه" أن يردد على مسامعه ما تقوله آيات الأعالي.
أمّا المكرّم المحامي بدوي أبو ديب، فشكر زميله وتلميذه الدكتور دياب يونس على كلماته الرّنانة. وأعرب عن شكره لكلّ من تطوّع لإعطاء شهادة فيه، وكلّ من شارك في هذا التكريم. ولم يغب عن باله أن يشكر الحركة الثقافيّة وأعضاءها ومنهم الأستاذ عصام خليفة والسيّدة تراز الدويهي حاتم. ونوّه أيضًا بالدور الذي تقوم به "الحركة الثقافيّة" لإغناء الحركة الفكريّة اللبنانيّة حتّى تستمر رسالة لبنان، ويستمر لبنان كما وصفه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني بأنّه أكثر من وطن، بل رسالة.. وأنهى كلمته باقتباس لشارل مالك الرئيس الأسبق لمجلس الأمن الدولي يقول فيه إن "لبنان يرقص دومًا على شفا الهاوية ولا يسقط أبدًا". فطالما أن الحركة الثقافية- انطلياس تُعنى بمستقبل لبنان، فلا خوف عليه، وطنًا فريدًا لكل أبنائه، وتعتزّ به أيضًا الأمم الحرة في العالم. وعلى الرغم من المصائب التي اجتاحت لبنان ولازالت تهدده، شكر اللّه الذي جعله لبنانيًا.
وألقى كل من السفير سمير حبيقة، والأستاذ كميل الأسمر مدير عام الآثار السابق وزوجته، والأستاذ الجامعي أنطوان الدويهي، والسيّدة أنطوانيت شاهين التي حُكِم عليها بالإعدام ظلمًا وأودعت السجن لأكثر من 5 سنواتـ حتى أفرجها منه الأستاذ أبو ديب، شهادات بالمحتفى به، مشدّدين على صفاته الحميدة، وحسن خلقه، وشجاعته بتمسكه بالحقّ، كائنة ما كانت المخاطر.
وفي ختام الاحتفال قدّم الأمينان العامّان السابقان "للحركة الثقافيّة": الدكتور عصام خليفة والدكتور أنطوان سيف شعار الحركة وصورة عن عاميّة انطلياس الشهيرة إلى المكرّم المحامي بدوي ابو ديب.