في إطار بيروت عاصمة عالمية للكتاب

ومهرجان "بيروت 39"

الحركة الثقافية انطلياس

لقاء مع الروائيين العرب:

نجوان درويش (فلسطين) – منصور الصويم (السودان)

روزا ياسين حسن (سوريا) – حمدي الجزّار (مصر)

بعنوان: ماذا نكتب؟ وكيف؟

الخميس 15 نيسان 2010

ادارة الجلسة: الدكتورة نجاة الصليبي الطويل

حظنا كبير اذ نستقبل اليوم ضيوفنا.

حضرة الضيوف الكرام

ايها الزملاء والاصدقاء

 

        ان كانت بيروت عاصمة التناقضات ابتداءً من جغرافيتها التي تمتد مع ازرقاق الموج تغفو على اشتعال الأفق عند الغياب من جهة، وتستفيق وتتكامل مع الجبال المخضوضرة والمتجذرة والصامدة من جهة اخرى، مروراً بتشعّب انتماءات شعبها واختلاف سكانها، وانتهاءً بتاريخها المتقلّب والوافر بالمآسي وبالحروب، والنابض في الوقت ذاته بالتنوع والتحدّي وحب الحياة، فان ما يوحّدها ويجعل الاجماع عليه ثابتاً هو مناخها الثقافي الذي يشكّل الحياة النابضة والاساسية التي تبطّن الظاهر الاجتماعي والسياسي وتقوّم مساره وتطغي عليه في كثير من الاحيان في اذهان المبدعين والباحثين عن ملاذٍ للانفتاح.

        كانت هذه السنة المميزة مع بيروت عاصمة عالمية للكتاب 2009 التي جعلت من تلك المدينة خلية احتفالات وتجديد عهود ومـرتعاً للكتّاب والقرّاء عـلى حد سواء. وكانت خـاتمتها مسكاً كما نقول في لبنان مع High Festivalالذي يكرّم 39 كاتباً، 24 روائياً، و15 شاعراً دون الـ 39 سنة من العمر؛ ويشرّف العاصمة اتاحة اللقاء معهم والتعرّف على منجزاتهم والمساهمة في تشجيع الشباب على القراءة وعلى الكتابة عبر الاستماع اليهم والتعرف على نتاجهم.

 

 

        وان كانت هذه السنة مناسبة لدفع الكتابة نحو التميّز والاحترافية فقد كانت ايضاً فرصة للتنسيق بين بيوت الثقافة ومراكزها ولاظهار اهمية نشاط المجتمع المدني وضرورة مساهمة جميع افراده باغنائه وتطوّره.

        ولا بدّ هنا ان اذكّر بتاريخ الحركة الثقافية – انطلياس المعروفة على الصعيد الوطني بنشاطاتها المتعدّدة الاتجاهات والتي تكرّس اهتماماتها لبلورة الصورة الحقيقية للوطن ولجذوره التراثية الغنية. وهي تستضيف اليوم واحدة من خمسين حلقة نقاش نظّمها مهرجان High Festivalالذي انطلق عام 1988 وحقّق توسّعاً عالمياً وهو اسم ذائع الصيت في مختلف الدول الناطقة بالاسبانية وهو اليوم في الشرق وحصراً في بيروت، العاصمة حاضنة المنفيين والملاحقين والمختلفين والفنانين والمبدعين اجمالاً.

        يسعدني أن اعرِّفكم اولاً بضيوفنا الكتّاب: السيدة روزا ياسين حسن من سوريا، السادة: نجوان درويش الشاعر من فلسطين، الروائي منصور صويم وهو تغيّب واعتذر عن المجيء والسيد حمدي الجزار من مصر، الذين سيغنون امسيتنا بنتاج تجربتهم وبملاحظاتهم وسيشجعون من يتردّد في الكتابة على الغوص في هذه المغامرة الشيّقة وان كانت غير مريحة.

 

        قبل البدء بالنقاش مع الكتّاب يهمّني ان اعرّفكم اولاً على السيد حمدي الجزار من مصر.

        إنه روائي وقاص مصري، وُلد في القاهرة في مصر، حصل على الاجازة في الفلسفة من جامعة القاهرة، اصدر روايتين بعد ان كتب عدداً من القصص القصيرة، روايته الاولى بعنوان "سحر أسود" صادرة عن دار "ميريل" في طبعتين الطبعة الثالثة صادرة عن دار "الدار" وقد نالت جائزة مؤسسة سابيروس للادب المصري للرواية، ثم صدرت بالانكليزية عن مطبوعات الجامعة الاميركية في القاهرة وصدرت سنة 2008 روايته الثانية عن دار "الدار". نُشرت نصوصه في مجلات ادبية بارزة مثل بانيبال في لندن وفي شيكاغو. وشارك حمدي الجزار في برنامج الكتابة الدولية في جامعة ايوا في الولايات المتحدة الاميركية. يعمل مشرفاً في مركز ابحاث القناة الثقافية في التلفزيون المصري.

        ساعرّف على الضيوف الواحد تلو الآخر.

 

أتوجّه بالسؤال الاول لحضرتكَ:

-       ما أهمية اللقاءات والمناخ العائلي عامة في بلورة الميول الكتابية وتأكيدها؟ اي،  كيف يشعر الانسان للمرة الاولى ان له ميولاً كتابية؟ وما الذي يدفعه او يشجعه على الكتابة؟ هل هي الاجواء العائلية ام قراءات ام اصدقاء ام مناخ ثقافي اجتماعي معيّن ؟

-       يعني المدخل الاساسي للاهتمام بالكتابة كان من القراءة واني ارى ان هذا هو المدخل الرئيسي لاي كاتب .. القراءة .. فانا بدأت القراءة في وقت مبكّر وعالم الكتاب سحرني وامتعني وتعلمت منه فكان الكتاب هو الرفيق، لأن عندنا في البيت الحالة العائلية كانت منصبّة على مشاهدة التلفزيون ولم يكن احد يحب القراءة وانا تعاملت مع هذا بوصفه سري الخاص الاول الذي يخصني لوحدي، فطورت علاقتي بالكتاب منذ ذلك الوقت ابتدأت بقراءات لروايات يحيى حقّي واحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ. ثم بعد ذلك اصبح لدي علاقة بالمكتبات العامة: كنت اذهب دائماً الى مكتبة قصر الثقافة في بلدتي التي وُلدت بها وهي سقارة عاصمة مصر القديمة. ثم بعدها، لما التحقت بقسم الفلسفة في جامعة القاهرة توسع لديّ هذا الشغف بالكتابة وبدأت اتواصل مع كتّاب آخرين عبر الترجمة في البداية، فبهرت بكازانزاكس (صاحب رواية زوربا) وهرمل هسن (صاحب ساد هارت) وسارتر والبر كامو ورسول حمزاتوف (صاحب الرواية العظيمة بلدي وشتانبيغ) وهنري ميلر...

ثم هذا الشغف بالقراءة جعل عندي شيئين: رغبة عارمة في الكتابة ويأس تام من القدرة عليها.

رغبة عارمة محبة ومحاولة ان يكون لدي كتابي الخاص الذي يحمل اسمي ويأس تام مطلق لأن هذه الاعمال تبدو عظيمة جداً لدرجة ان اي عمل الى جوارها سيصير شيئاً تافهاً. فلم اكن اريد ان اصنع شيئاً تافهاً على الاطلاق. كنت اريد ان اصنع كتاباً جيداً لا اخجل منه، ولا يصيبني الخذل حينما اراه في يد قارئ. على العكس اردت ان اصنع كتاباً يستطيع ان يعيش وان يبقى ولذلك مسيرتي في النشر اخذت وقتاً طويلاً جداً رغم اني نشرت وانا في سن العشرين، الا ان صدور كتابي الاول اخذ حوالي 15 سنة من البحث والمحاولات المستمرة قبل ان انشر روايتي الاولى "سحر اسود". كتبت حوالي ثلاث مخطوطات لروايات مكتملة لكني لم ارغب بنشرها خجلاً منها. باستثناء روايتي الاولى "سحر اسود" التي لا اشعر بالخجل منها. على العكس اشعر اني كنت على حق حينما اقدمت على نشرها. بعد ذلك تشجعت اكثر وكتبت رواية اخرى اسمها "لذات سريّة". وكلما بدأت في عمل جديد يصيبني نفس الخجل، نفس الشك في القدرة على انجاز عمل يستطيع ان يتواصل مع قارئ يحبه ويستمتع به واكون فخوراً به في الوقت ذاته.

 

سأعرّفكم على السيدة روزا ياسين حسن.

ولدت في دمشق في سوريا – درست الهندسة المعماريّة وتخرّجت سنة 1998 (architecte)

بدأت الكتابة في العام 1992 وفازت لسنتين متتاليتين في مسابقات تقيمها الجامعة للقصة القصيرة.

نشرت اول مجموعة قصصية لها في العام 2000 بعنوان "سماء ملوّثة بالضوء".

 

 

فازت روايتها الاولى "ابنوس" في العام 2004 بجائزة حنا مينا للرواية وصدرت بالالمانية عام 2009.

صدرت روايتها الثانية نيجاتيف التي تروي قصص المعتقلات السياسية في العام 2009 في القاهرة وعن مركز القاهرة لحقوق الانسان وعن دار الريّس في بيروت.

صدرت روايتها الثالثة "حرّاس الهواء" سنة 2009.

 

السؤال الثاني: اوجَّهه الى السيدة روزا الحسن:

·        هل الكتابة ضرورة حتمية؟ كيف انتقلتِ من الشعور بالكتابة وكأنها هواية خاصة بكِ –استعير للسيد جزار ما يقول - الى "اختيار الكتابة كسبيل اول من سبل الحياة المتعددة" او الى طريق الاحتراف ومواجهة الآخر ؟

 

مساء الخير، شكراً لحضوركم وشكراً مدام نجاة.

ليس لدي فكرة متى انتقلت بالكتابة من الهواية الى الاحتراف. لا اعلم متى ولكن استطيع قول شيء يصبّ في نفس الموضوع. اني تربيت في بيت والدي الذي كان كاتباً ماركسياً عتيداً ودائماً – طبعاً هوي كثير جميل – دائماً حملة الايديولوجيات مهما كانت هي الايديولوجيات هن بيكونوا عتات انو انا ربيت ببيت صور ماركس وغيفارا مليئة على الحيطان بذات الوقت هوي كان ماركسي عروبي هي التوليفة العجيبة اللي كانوا يعملوها الماركسين العرب  وبذات الوقت هوي عروبي وبالتالي هوي محمّل بشيء من الاعراف الاجتماعية اللي هوي مضطر انو يخضع لها نوعاً ما فبالمكتبة تبعنا كانت في طبعة الف ليلة وليلة محطوطة هيك فوق حلوة اربع مجلدات طبعة بولاق اول طبعة وفيها صورة هيك مغوية فقلت له انا بدي اقراها هيدي الف ليلة وليلة كان عمري 13 سنة فهوي قال بتقري الف ليلة وليلة بس بعطيكي نسخة الشعب هي نسخة منقّحة ومنشال منها اي شيء ممكن يعني مشفّاية اخلاقية بالمطلق. بعدين هوي كان يروح على الشغل فانا اجي اخد طبعة بولاق اقرا منها روح حط شوف النسخة المنقحة الاخلاقية ويقل لي لوين وصلتِ قلو انا عم بقرا من هيديكي

هلق هدا الشي يمكن كان اول بوادر الرغبة بالمعرفة او الرغبة بالاختلاف او الرغبة بالتفرد هلّق مع الزمن اكتشفت انو لاء نحنا منستطيع انو نكتشف اي شي جميل باي اشخاص وباي افكار المهم نحنا زاوية النظر اللي مننظرلها. هلّق في فكرة دائماً نحنا منقولا الكاتب يصنع النص الكاتب يخلق النص الفنان يرى ما لا يراه غيره. انا بعتقد انو هي شوي افكار بحاجة لاعادة النظر فيها لانو النص هو الذي يغيّر الكاتب وليس الكاتب مَن يخلق النص او بالاحرى النص هو مَن يخلق الكاتب. النص غيّرني مثلما يغيّر اي مبدع آخر بيعلّمو انو التنوّع والالوان هي اساس الكتابة بيعلّمو انو ما يكون عنده اي احكام مطلقة تجاه اي شيء بيعلّمو انو يقبل كل وجهات النظر ويكون منفتح على الآخرين اياً كانوا هؤلاء الآخرين واياً كان اختلافه الايديولوجي او الفكري او العقائدي او اي اختلاف آخر

النص بيغيّر حقيقة وبيعلّمنا انو السرد او الكتابة متعة. انا شخصياً ما بعرف اشتغل شي تاني انا تركت الـ Architectureمن زمان لانو ما بعرف اشتغل شي غير الكتابة مثل ما بيقول بودلير: الكاتب ما بيكتب ليعيش لازم يعيش ليكتب فبذل الحياة بكل تفاصيلها ودقائقها هو اساسي بعملية الكتابة واما النص بيخون الكاتب ما لم يبذل له كل شيء يعني اهم شي كان بالنسبة لالي انو لازم او انا بشوف انو الكتابة عن الهامش كتابة اساسية لانو جهة الاقوياء ليست جهة الادب انا ما بكتب مع الاقوياء بكتب مع الضعفاء ولاجلن لأني انا منن مع الهامش ضد المتن خارج الايديولوجيات اهم شي الكليشيهات هلق بقى هدا صار الو علاقة بموضوعات الكتابة                                      شكراً

 

 

د. نجاة الصليبي الطويل:

ونصل الى الشعر مع السيد نجوان درويش، - وان كنت انفعل عندما اتكلم عن الشعر لأنني أحبه - السيد درويش ليس شاعراً فقط.

ولد في القدس بفلسطين. صدرت مجموعته الشعرية الاولى "كان يدق الباب الاخير" عام 2000. هو رئيس تحرير مجلة "من وإلى" والتي تنشر اعمال الاجيال الصاعدة من الكتّاب العرب وكاتب في القسم الثقافي لجريدة الاخبار اللبنانية . ظهر شعره في انطولوجيات مختلفة كانت آخرها "القصيدة الفلسطينية المعاصِرة" عن منشورات Le tapisفي بلجيكا عام 2008 و"لغة لقرن جديدة" من منشورات نورتن فينيور. شارك في تأسيس وتنفيذ مشاريع مختلفة في الإعلام الثقافي والفنون البصرية من بينها القدس في المنفى ومجلة رؤى جانبية ومشروع مسارات وان تكون بلجيكياً وبرنامج للكتّاب يبحث في موضوع الهوية وغيرها.

وقبل أن اطرح السؤال على الشاعر نجوان اتمنى لو يستطيع ان يقرأ لنا مقطع من شعره.

 

-       اول شي شكراً عالتقديم وشكراً للدعوة وانا سعيد جداً اني موجود معكن اليوم لسبب اضافي كوني أنطلياس او إنطلياس بعرفش كيف بالظبط الها مكانة خاصة لانو انا كنت بسمع انو فيروز كانت تغني بكنيستها وهي زغيرة وبعدها بالنسبة الي هيدا مكان خاص والاسم ايضاً فيه طاقة هيك... غريبة وما بعرف من وين جايي الاسم يا ريت تحكولي – شي جميل

هلق بالنسبة للشعر انا مش محضر حالي اقرا شي بس هلق تذكرت مقطع او قصيدة زغيرة  رح اقراها:

حاولت مرة ان اجلس على واحد من مقاعد الامل الشاغرة

لكن كلمة reservedكان تقعي هناك كالضبع

لم اجلس ولم يجلس احد

مقاعد الامل دائماً محجوزة

 

·        لماذا الشعر وانت الذي تكتب المقالات الصحفية والدراسات؟ وما المختلف عند كتابة الشعر؟ وماذا حمل الشعر لكتاباتك النثرية؟

-       هلّق سؤالك بيحيلني لوحدة من مشاكلي. هلّق بالفترة الاخيرة صارت سمعتي انو انا صحفي وانو انا كاتب صحفي وهيك. وحقيقة انو انا مش صحفي ابداً. بالنسبة الي الصحافة هي من جهة شغلي يعني مقالاتي هي مصدر دخل وايضاً هي طريقة معينة في حل مشاكلي مع العالم هيك بشكل مباشر. عملياً انا مش صحافي ما بعتبر حالي صحافي وكتابة المقالات شي بسوّيه بشتغله زي ما اي حدا بيشتغل صيدلي ولا بيشتغل نجار ولاّ بيشتغل اشي ما بعتبرا عمل ابداعي ولكن بعتقد ايضاً انو طاقة الشعر بتتسرَّب في كل افعالنا يعني في كثير ناس مثلاً ما بعمرهم كتبوا بيت شعر بس انو اي شي بيعلموه فيه لمسة الشعر. وجورج شحاده الشاعر اللبناني اللي بيكتب بالفرنسيه الو قصيدة بيحكي فيها عن امه بيقول عنها: كانت تكتب الشعر افضل مني بحياتها بممارستها للحياة. هلق شو الشعر وشو الكتابة الاخرى؟ بعتقد انو وحدة من حكايات الشعر انو هوي التعبير الاعمق للانسان يعني واحد من اعمق مستويات التعبير ويمتلك لغة اخرى مختلفة كلياً عن لغة النثر تتيح لك احياناً – مثلاً الفرق فرضاً بين الشعر وبين الكتابة الروائية انو بالكتابة الروائية انت مضطر ان تكشف نفسك وان تحدد وان تسمّي اللغة الشعرية لغة استعارتية انو ممكن تفضح نفسك بلا ما تنفضح بعكس مثلاً الرواية بعكس انماط اخرى من الكتابة هلق الشي الوحيد اللي ممكن يكون ايجابي بالصحافة انو احياناً بتخلّيك تفرّغ بعض الاشيا اللي ضروري تفرغا لتعرف تكتب ادب: الغضب المواقف الايديولوجيا الخ يعني انا مثلاً بكتابتي الصحافية دايماً عندي قضايا وفي ايديولوجيا بتطلع الخ بالادب ما عندي ايديولوجيا لانو كل التفريغ الاديولوجي بحطه في المقالات والمواقف السياسية وبالتالي لما بكتب ادب غالباً بيكون اكثر صفاءً من المابيكتبوش ما بيعبّروا الاّ بالشعر هيدول احياناً بيورطوا بمشكلة انو بتصير مواقفهم السياسية والايديولوجية والكذا تدخل اكثر مما يجب بالادب تبعن                        عفواً

 

 

·        سيد جزّار نذهب الى الرواية اكثر ونسأل: كيف تبدأ بكتابة روايتك؟ هل هناك فكرة تنطلق منها او قصة (خبرية un fait divers) او مكان معيّن تركّز عليه؟ او تبدأ القصة وتعرف كيف تنتهي، ما نهاية القصة وما نهاية الشخصيات التي ستعيش في روايتك؟

-       في تجربتي خبرت طرق عديدة للبداية في رواية الحقيقة. الاعمال القصيرة القصة القصيرة اللي انا بدأت فيها مع كتابة المسرح ايضاً اعتقد انها مش محتاجة لا وقت طويل ولا خبرة كبيرة ولا ثقافة واسعة فكان عشان كدا بقدر اكتب قصة مثلاً في نحو الشهر او الشهرين وهي قصص قليلة على فكرة اللي حبيت انشرها لكن كتابة الرواية استغرق معاي فترة زمنية طويلة جداً تربو على 15 سنة عشان ابدأ اعرف كيف يمكن ان تُكتب رواية. في تجربتي الخاصة روايتي الاولى استغرقت 3 سنوات من العمل بدأت من مشهد صغير جداً هو مكان شديد القرب من وسط القاهرة وكنت بسكن فيه  فوق حانوتي – فوق حانوتي بالظبط آه هي حارة زغيّرة جنب شارع شهير عندنا اسمه القصر العيني فالحانوتي دا كان كل يوم بيقعد على دِكَّة يجيب اكفان بيضاء ويقعد يخيّطها فقط لا غير وانا ساكن فوقيه لم نتبادل كلمة واحدة على الاطلاق. من مشهد هذا الرجل بدأت كتابة رواية "سحر اسود" اللي استمرت 3 سنوات هوَّ موجود هذه الشخصية شخصية سمّيته رحال موجود في الرواية وفي نفس الوقت مش موجود يعني هو ليس الشخصية الرئيسية ولكن صار هو المفجِّر للرواية فالمشهد الصغير جداً هو اللي ابتدا. طريقة اخرى ببدأ بيها هو خبرتي الذاتية يعني ذكرياتي لانو اي كاتب قدّام ورقة بيضاء او كيبورد بتاعة شاشة كمبيوتر هو في البداية بيواجه ذاته الشخصية يعني بيواجه ذاكرته بيواجه ماضيه بيواجه حياته بيواجه خبراته تجارب الحب تجارب الفشل علاقته بالسلطة متمثلة في علاقته بالأب علاقته بالأم علاقته بالمدرِّس علاقته بالنظام السياسي اللي هو عايش فيه استئلته الوجودية الاساسية ما معنى الحياة بالنسبة له فكل دا هي اسئلة متعددة موجودة جوا الكاتب بتحضر حينما يواجه الورقة البيضاء.

-       طريقة اخرى: البداية من اللغة نفسها لان الرواية فن فقير في ادواته الحقيقة لا يمتلك سوى اداة واحدة وحيدة هي الكلمة اللغة. انا شايف مثلاً ان الفيلم السينمائي غني بالمادة التي يعمل عليها يعني حيبقى عندك صوت وعندك مزيكا وعندك اداء تمثيلي وديكور ومخرج وايقاع الخ من هنا صعوبة كتابة الرواية لانها مادة واحدة فقط هي الكلمة مادة وحيدة فقيرة يجب على الكاتب انو يفجِّر منها كل الاحساسات الجمالية الممكنة فاللغة بالنسبة لي حاجة مهمة جداً يمكن ان ابدأ من العمل عليها.

-       روايتي الثانية "لذّات سريّة" بدأت من جملة وحيدة "كنت اعرف انني مقتول" هذه الجملة استحوذت عليَّ نحو عامين ونصف العام اشتغلت عليها كتبت نحو 900 صفحة منهم تم اختزال الرواية كلها في النهاية الى 300 صفحة في النهاية هذه الجملة التي بدأتُ منها لم تعد موجودة في الرواية على الاطلاق تم حذفها والاستعاضة عنها بالرواية نفسها بالشغل عليها فمن اشياء متعددة يمكن العمل مشهد صغير في الحياة ذكرياتي الخاصة خبراتي اللغة نفسها.

 

 

·        سيدة روزا: ما اهمية الأمكنة في رواياتك؟ هل تحددين الأمكنة سابقاً؟ هل مثلاً تقرّرين: ساعمل رواية تجري في مدينة او في المدن بما ان الرواية المعاصرة تحكي رواية المدن ومشاكلها. الى اي مدى تقصدين الأمكنة والقصص التي تجري في تلك الأمكنة؟

-       اول شي يمكن انو بفكّر الموضوعات هي اللي بتختار الكاتب مو هو اللي يختارا الكتابة هي اللي بتختارو مو هوي اللي بيختارا. لست انا من اختار اكتب عن المكان. المكان بيفرض حاله في النص في النهاية لكن انا بحب قول شغلة عن علاقة الكاتب العربي بالأمكنة نحنا بشر مغيّبين عن الامكنة او مغيبين عن امكنتنا اذا صحّ التعبير نحنا عايشين اعتقد انو معظم الدول العربية هيك نحنا عايشين في امكنة نحن غريبين عنها المكان اللي نحنا بقلبو نحنا غريبين عنه او غرّبونا عنه يعني انا لا احس اني عايشة بمدينة هي مدينتي انا بحس ان هي المدينة ملك لمختلف انواع السلطات وانا الوحيدة الغريبة عنها هي ملك السلطات السياسية والسلطات الدينية والسلطات الاجتماعية اي حدا بيقدر يقصيني عن اي مكان فبعتقد انو علاقة الكاتب العربي بالمكان هي علاقة ملتبسة بالعموم هلق اذا بتقصدي انو العمل على ذات الموضوع يعني الدخول في داخل الموضوع للكتابة عنه هلق هدا امر اكيد انا اعتقد انو المكان بالنسبة لالي هو الشخصية هو الروح الداخلية للشخصية اللي انا عم بكتب عنها هو واهم من المكان الفيزيائي او المكان الروحي خلّيني سمّيه فالدخول في عمق شخصية موجودة بدّي احكي عن هاي الصبية ادخل بروحها هو اهم من انو احكي عن الصالة اللي هي عايشة فيا لأن المكان بيتجلّى بداخلا اكثر ما بيتجلّى بخارجها

-       والكتابة في النهاية هي سير نحو المجهول انا ببدأ بالكتابة وما يعرف وين بتنتهي مثل ما قال صديقي حمدي شو بدي اكتب بالاحرى المهم انا كيف بدي اكتبها هاي العلاقة بين المعنى والشكل يعني انو انا ما بشوف عما تكتبين بشوف كيف بتكتبين طريقة الكتابة احياناً انا كان عم يقول نجوان فكرة انو بيشتغل ايديولوجيا بالمقالات بيتحرر من الايدلوجيا بالنص الادبي لا اعتقد بختلف معه انا بهيدي الفكرة التحرر من الايديولوجيا هوي داخلي بالدرجة الاولى. مَن يكتب ايديولوجيا في المقالة يكتبها في الشعر وفي القصة وفي الرواية هو تحرر ذاتي من عبء الايديولوجيات لانو الايديولوجيات مقتل للكتابة هي النظر بعين واحدة. الشخص الذي يكتب ايديولوجيات طبعاً وهذا امر يختلف عن المبادئ والافكار ما حدا ما بيكتب مبادئ وافكار. لكل كاتب ايديولوجيته الخاصة به اقصد بالايديولوجيات انا اكيد الافكار الكبرى الايديولوجيات الكبرى المسيَّرة عندي ايديولوجياتي الخاصة اللي انا بنيتها بين وبين حالي يعني التحرر من الايديولوجيات هو امر اساسي في الكتابة لانو انا وقت بدي اكتب تحت عبئا فبدي كون شخص بينظر متل ما قلت بعين واحدة وبالتالي يحاكم مَن يختلف عنه ايديولوجياً دائماً يعني – اكيد – لا انا قلت انو انا بقدر ابني – او ما في كاتب ما عنده ايديولوجيا – انا اقصد الايديولوجيات الكبرى لانو الايديولوجيات الكبرى أُنجزت والكتابة ضد الانجاز – دائماً الكتابة مفتوحة على المجهول على البياض. الايديولوجيات أُنجزت وانتهت هي أُطر انا ما بكتب ضمن الأطر هدا اللي بقصده اكيد ما حدا عنده ايديولوجيا خاصة فيه والاّ شو بدو يكتب

انا عم بحكي عن العقائدية. العقائدية مقتل للكتابة انا هدا اللي بقصده لانو الكتابة غير المفتوحة على الدلالات اللامتناهية هي كتابة ممسوخة والدلالات لا تكن ابداً ضمن الاطر. الدلالات امل مفتوح يعني متاهات مفتوحة                   شكراً

 

·        السيدة روزاطرحت موضوع الفحوى المرتبط بالتقنية. لا اعلم الى اي حد نستطيع التوفيق بين الفلسفات والقناعات والتعبير عنها ضمن الأطر المتعارف عليها، او امكانية الخروج عنها لان التعبير يكون بالوسيلة والتقنية ايضاً. لذلك سأسأل السيد نجوان عن تقنية الشعر: هل انت مع التجدّد؟ مع تجديد آلية الكتابة الشعرية او ضرورة المحافظة على نوع من التقليد او التعبير المتعارف عليه، كي لا نصدم القارئ محافظين على رموز او مفاتيح تواصل بين الكاتب والقارئ؟

 

-       شوفي من جهة عم فكر انو كل – اكثرية الجدل الدارج عن الشعر هو ضد الشعر بالعمق يعني واحياناً زي ما بيقولوا بالانكليزي  unrelevantيعني غير متعلّق يعني ما الو علاقة بالممارسة الشعرية ولا كيف الشعر عم بيروح في مسألة كثير بسيطة بكل الفنون في شي اسمو الشكل هلق الشكل في علاقة عضوية بين الشكل وبين طاقة الحياة اللي موجودة بالنصوص احياناً الشكل ضروري يضل ينكسر لتعمل حياة لانو الشكل بيضل يموت في شي بيشبه يعني باستعارة مقززة قليلاً انو بيشبه عملية نزع الجلد الميت

-       دايماً بحاجة انت لما بتجي عاللغة لما بتجي عالشعر بتحس انو في عندك اشياء ميتة كثيرة يعني وبدك تضلّك تتخلّص من هالاشياء الميتة لتعثر على شيء على قَدر من الحياة. هلق الاشكال احياناً بتوصل لمرحلة بيسموها الارهاق الجمالي يعني في شكل ما عاد فيه يحمل ما عاد فيه يأثّر فضروري انك تتجاوزه لشكل آخر هيدا ما بيعني انو في شكل احسن من شكل يعني انو في اللحظة هاي الآن تماماً هذا الشكل بيخدمني اكثر

-       على سبيل المثال انا بعتقد انو اللحظة اللي احنا منعيشها الآن هي لحظة نثرية بامتياز يعني ما بشوف في امكانية للشعر خارج قصيدة النثر وبعتبر كل شعر موزون يُكتَب الآن هو اعادة وتكرار وانو الشكل ما عاد يسعف هلق ما بعرف ممكن بعد خمسين سنة يرجع هذا الشكل هو يستطيع ان يحمل اللحظة هلق مين بيحدد شو الشكل انا باعتقادي هذا امتياز الفنان نفسه او الشاعر ان يقول هذا الشكل الذي اريده انا هلق بيخسر القارئ بيكسب القارئ قصة تانية وبالنهاية الانسان لما بيروح عالشعر او بيروح عالفنون ما رح يكسب يعني لو بدو يكسب بيروح بيشتغل ببنك بيروح بيشتغل اي شي ليكسب وانا مرات حتى كنت اشعر بسخافة الشعراء لمكرّسين لما يتحدثوا عن خسارة القارئ ولا نريد ان نخسر القارئ شو انتو بدكن تبيعوا عقارات – نخسر القارئ – اخسروه يا اخي ما نحنا كلنا خسارة – الشعر هو ميدان خسارة او مثلاً... ففي مرات هيك هيدي العقلية عقلية مزيج من عقلية استهلاكية على عقلية ثقافة الستينات يعني مثلاً بيجوا عالشاعر بيقولوله شو محضّر لجمهورك؟ بيقلهم محضرلن قصيدة جديدة – انو شو انت مفكّر حالك سعاد محمد او فايزة احمد – انو شو محضّرة يا ست وردة عندك اغاني جديدة؟ فهي هيك فهلق منرجع لسؤالك بشكل ادقّ عن الاسلوب انا بعتقد الجدل الشكلي اليوم الاسلوب، غالباً منركز على الشكل انا بعتقد انو اي شاعر بيكتب الآن بناءً على شكل مألوف للاذن وسهل هو شخص منافق وما في شاعر كويّس ممكن يكون دجّال وبدّو يستثمر انو الاذن عم بتميل لشي يعني مثلاً لنضرب مثل شبيه بين الشعر والاغنية مثلاً لما بيجي زياد الرحباني بيعمل سي دي لفيروز ما بيعملها شغل فيروز القديم بيكسر شكلا القديم شكل الاغنية الرحبانية زي ما منعرفا وبيقدم شكل جديد زي بيولّع كيف – بيدخّل جاز وبيدخل شي وعملياً خلا فيروز يعني تولد من جديد كمغنيّة. لمّا غيّر الشكل هلّق السمّيعة القدامى ما بيعجبهم هالحكي وبيقولوا يا ريتو دوّرله على صبية زغيرة يلحنلا وما يصير كذا بحس هون هدا هو الجدل هلق جميعنا بلحظة معينة منحب نعتمد عا شي انو شي يكون راسخ ومستقر يعني اللي بدو يرتاح بيسمع شي بيعرفه يسمع ام كلثوم يسمع فيروز الانسان دايماً بيحبّ يعلّم الزمن بيحبّ يعمل اعياد بيحبّ يعمل مناسبات. بدو علامات تشعره انو موجود تشعره انه هو مش فاني تشعره انو في معنى هلّق صراع الفنان هو مرات كثير بيكون ضد هاي العلامات لانو هاي العلامات اللي هي بتصير في ما بعد بتكون بالبداية ضده يعني كل فنان هو بيحاول بالبداية يصارع العلامات اللي ارتاحوا الناس لالها وفي وقت من الاوقات بيتحوّل هو لعلامة وبيجي حد بيصارعه وهذا الجدل هو اللي بيعمل ابداع انا ما بعتقد ان في ابداع بلا فكرة هالجدل اللي بيصير وبلا هالصراع حتى في داخل عملية الكتابة نفسها وبداخل عملية التلقّي بيننا وبين الناس.

 

·        قبل ان اعطي الكلام للحضور الكريم والمميّز، اسمحوا لي ان ابدي رأيي حول نقطتين. بالنسبة للشعر القديم الموزون والمقّفى والذي يعتبره البعض انه الشعر بالمطلق، بينما يطلقون تسمية قصيدة النثر على الشعر الحديث، كان هذا صحيحاً عندما كان الشعر المتعارف عليه مقفّى واتت قصيدة النثر موازية له. بينما اصبح الآن ما يسمّونه قصيدة النثر هي الاساس او الشعر واما الموزون والمقفّى منه فانه نوع من التعبير الفولوكلوري المركّب والمصطنع.

·        الملاحظة الثانية حول ما تقدمت به السيدة روزا عندما تكلمت عن مجتمعاتنا. شعرت وكأنه بديهي تغييب الأمكنة وعدم تسميتها نظراً لظاهرة مجتمعاتنا من ناحية تعاملها مع Tabou  الكلمات وعدم تسمية الاشياء باسمائها.  على كتّابنا اذاً توجيه كتاباتهم نحو فضاءات امكنتنا ومشاكلنا لان رواياتنا تعالج اجمالاً مشاكل الانسان والوجود عامةً وتبتعد عن القضايا الخاصة بمجتمعاتنا القريبة.

 

نعطي الكلام للموجودين اذاً: من يحب ان يطرح سؤالاً ؟

(السؤال غير مسموع لأن الصوت مزدوج ؟؟)

 

جواب السيدة روزا:

-       الخطة العم تحكي عنها مدام انا بعتقد هي خطة مو على الورق هي خطة الها علاقة هون بالوعي اكثر بقصد انو حينما الاتيان الى الورقة بافكار منجزة او مسبقة هي كفيلة بانو هي تغلق الدروب التي ينبغي ان تكون مفتوحة يعني ضمن النصوص. النصوص المفتوحة تتحول الى نصوص مغلقة بالقدوم الى الورقة بافكار مسبقة لكن انا اعتقد انو اللي بيتم العمل عليه هو مثل ما قلت الوعي وعينا يعني. كان عم يقول حمدي قبل شوي انو القصة ليست بحاجة الى ثقافة فيما الرواية بحاجة الى ثقافة انا اعتقد انو الكتابة اياً كانت سواءً كانت نص او قصيدة او قصة او رواية او اياً كان هي صديق خوّان بيفضح ثقافة الكاتب انا لا اقصد بالثقافة المعلومات بالتأكيد لأ الثقافة امر اكبر بكثير من تراكم كمّ من المعلومات ثقافة روحنا ثقافتنا نحنا كبشر فالثقافة امر كثير ضروري بالكتابة انا باعتقادي لانو اصلاً اللغة اللي كانت عبارة عن اداة للتوصيل هي اليوم كائن لغوي كائن منفصل عنّا ليست عبارة عن اداة للتوصيل فقط وانا لا استطيع ان ابني كائن او اتعامل مع كائن ما لم اكن مليء الى الداخل ومتجذر ثقافته بداخلي

-       بالنسبة للكتابة النسائية انا بس بدي قول فكرة معليش بعد اذنك لانو انا متعصبة كثير لهدا الامر كوني feministeانا اعتقد انو الكتابة النسائية اليوم تخلَّصت من كل الافكار حول انو الكتابة عبارة عن صدفة او بوح او تدفق... ابداً

الكتابة النسائية اليوم هي كتابة مُفَكَّر بها ومدروسة ويتمّ العمل عليها والنحت نفس الفكرة اللي قالها نجوان وانا بأيده 100% الكتابة نحت حرفة مثلما النجار الشاطر بيعمل طاولة كويسة الكاتب الكويّس اللي صاقل ادواته بيشتغل نصّ كويس هي حِرفة واذا لم تكن حرفة هي عبارة عن تداعيات فمنكتب خواطر ونحطها بالدرج افضل ...

انا يمكن فهمت غلط آسفة

..........................

بقصد حتى التدفق النبع هدا حتى اذا هلّق تدفقنا ينبغي العمل عليه الكتابة امر مُفَكَّر به مُفَكَّر به ما بيصير تكون عبارة عن تدفّق انا برأيي

 

استاذ جزار عنده جواب

(صوت متداخل ........)

 

فلنستمع لجواب استاذ جزار:

-       لِيَّ بس ملاحظة بسيطة انا سعيد بكلام الدكتورة جداً بس هو احنا بعدنا شوية عن المبدأ الاساسي، الرواية فن بس وهذا الفن له تاريخ وله اصول وله ادواته وله تاريخه وله انجازاته الكبيرة وله مستقبله ايضاً بصرف النظر عن الكاتب او الكاتبة الذي يباشر هذا الفن المهم والأهم هو جودة هذا العمل هو العالم اللي بيبنيه هو الاضافة الى تاريخ الرواية اللي بيضيفها له او لأ بصرف النظر عن انو.... كاتبة زي سيمون دو بوفوار هل هي اعظم ولاّ قرينها سارتر مثلاً لأ لأ التنين يعني حاجة وحاجة. مين مطرب احسن فيروز ولاّ صباح فخري؟ لأ التنين مطربين. يبقى الأصل والاساس في النظر الى الرواية بوصفها فناً فقط لا غير.

 

·        سيدة روزا...... الكتابة هي عمل مفكَّر فيه وحرفة، شو تعليقك على بعض الكتّاب اللي كان عندن الكتابة كثير تقريباً فينا نقول انو عكس اللي انتِ عم تقوليه مثلاً نجيب محفوظ كان يجي كل يوم بنفس الوقت يقعد من الساعة 4 للساعة 7 يبلّش يكتب من دون توقّف كذا ايام وعلى كذا سنة طلّع كذا رواية في غيره امثال كتّاب كانوا كثير غنايا شو بتقولي عنن هودول مثل كأنو عم يكتبوا لانو الفطرة ...

 

 

يجيب الاستاذ جزّار: ما فيش كتابة بالفطرة

-       بس عشان تكلّمت عن نجيب محفوظ وانا مصري بقى يعني... هو بس في مصطلح غامض اساساً في تحليل العمل الفني او يعني ان نحنا نقول ان الكاتب دا متميّز او لأ هي كلمة بسيطة جداً "الموهبة" وهي الحقيقة مفهوم غامض جداً. خلّينا نسنّيها زي ما ارسطو بيقول الوجود بالقوة. الوجود بالقوة عند فرد ومش موجود بالقوة عند فرد آخر. وجود بالقوة يعني امكانية ان يحدث الشيء زي ما البزرة تُوضع في التربة فيمكن ان تبقى نبات او ممكن تموت في التربة ما يتحطلهاش ميّا فتموت فهي موجودة ان تصير نباتاً دا موجود بالقوة لما بتصير نبات دا موجود بالفعل. اعتقد هو نفس الكلام في ما يخص الفنان عموماً والكاتب الروائي على وجه التحديد انه موجود بالقوة اي يمكن ان يصير كاتباً لما يكتب عمل جيد وجميل يبقى تحول الى موجود بالفعل ودا اللي يفسّر موضوع الموهبة وجود هذه الموهبة عشان تتحول الى وجود بالفعل تحتاج الى علاقة خاصة جداً ما اسمّيه انا بالحساسية اللغوية العلاقة باللغة التي يتعامل بها الكاتب. احنا يبقى علاقتنا باللغة العربية مش علاقتنا احنا لأ علاقة روزا علاقة ايمان علاقة نجوان باللغة العربية واسلوبه الخاص لان دي الـmaterial  الوحيد اللي هو بيستخدمه ما عندوش حاجة تانية زي علاقة الرسام بالالوان هو عنده علاقة خاصة جداً بيها تظهر فين؟ تظهر في شغله ويأتي فيها فهمه للفن الذي يمارسه تمكنه من التقنيات افكاره ثقافته قراءاته خبرته الذاتية حياته افقه فلسفته خلينا نسميها فلسفته الخاصة في الحياة يعني القضايا السياسية اللي هو مهتم بيها طريقة شربه للقهوة تدخينه ما بيدخنش بيسهر ما بيسهرش بيروح بارات ولا ما بيروحش يعني حالة شديدة التركيب في رأيي فنجيب محفوظ انا اعتقد ان هو عنده التنين يعني كان موجوداً كموهبة بالقوة لكنه قدر ان هو يخليها موجودة بالفعل بقى عبر تماسه مع كل تاريخ الروايات حتيجي في الاول خالص تلاقيه في بداياته بيكتب رواية تاريخية يعني قعد يعمل حاجات شديدة الكلاسيكية بعد شوية لأ بينتقل الى الواقعية في مرحلة الثلاثية وخان الخليلي بعد شوية بينقلب وبيمشي مع العالم كله في حكاية السريالية والعبث في "ثرثرة فوق النيل" حاجة تشبه عمل صمويل بكيت ويونيسكو بعد شوية قبل ما يموت بيكتب حاجة اقرب الى قصيدة النثر يعني بيقلّد الشباب اللي عنده عشرين سنة بيحاول... فترة من الفترات بيشتغل على "احلام وبس" تبقى هي خبراته الاساسية فيعني لا يمكن ان يبقى في فنان بوجهة نظري كبير من غير ما يكون مثقّف عظيم قبل ما يبقى كاتب كبير

-       انا آسف للاطالة

 

الظاهر انه انتهى  الوقت وانا بعد مستعدة

ما بعرف اذا فينا نبقى بعد خمس دقايق

جواب السيدة روزا:

-       لأ بس انا كنت بدي قول للأخ انو انا بقصد مفكَّر بها مو مفكَّر بها ادائياً يعني مو انا اقعد وفكّر فيه بقصد ممكن يكون عم يكتب وهو عمّ يفكر ما الها علاقة يعني هو كان يقعد بدي افترض كان يقعد ساعات طويلة انا ما بعرف شو كان عم يعمل بهالساعات الطويلة هدا بقي امر شخصي الو علاقة فيه وبطريقة كتابته هدا اداء اداؤه بالكتابة يعني في عالم بيكتبوا كل شهر صفحة وفي عالم بيقعدوا كل يوم يكتبوا 6 ساعات وهن تنيناتن ممكن يكونوا مبدعين. بقصد مفكَّر فيها امر اكثر اشكالية من هدا الشي مفكَّر فيها نحنا بدواخلنا بادمغتنا بوعينا وبينتقل ذلك الى اللاوعيبس بدي ذكّر بشغلة انو الكتابة دايماً عملية تراكمية بالمطلق يعني صح اليوم انا اذا بدي اتطلّع على تجربة كتاب روائيي الستينيات مثلاً او ما قبلن جيل نجيب محفوظ قبل يعني الاربعينيات وقت بدي انظرلن انا اليوم هلق رح انظرلن – هي كتابة فيها كثير فراغات بالنسبة لالي بس هي كانت حلقة كثير ضرورية بتطور الرواية العربية. ما ننسى انو نجيب محفوظ هو نقل ديوان العرب من الشعر الى الرواية هو الذي قال بـ 1945 الرواية ديوان العرب الجديد وهذا امر كثير مهم لانو نحنا عموماً الثقافة العربية ثقافة مشافهة يعني ثقافة الها علاقة بالشعر اللي كان يُلقى. انت بتغيِّر بتصير الرواية وهي اليوم هيك بتصير الرواية هي ديوان العرب وهدا امر منو سهل العملية التراكمية اللي كانت تصير هي ضرورية لذلك انا برأيي كل هي التجارب السابقة ينبغي ان نقرأها بنظرة الها علاقة بال stepبانها تكون درجات تطورية لولا وجودها ما كنا وصلنا لهون         شكراً

 

 

سؤال الأمين العام دكتور انطوان سيف:

·        انا عندي سؤال على المسودّة. كل الناس عندن مسودّات. عندن كتابة لسلة المهملات. يعني عندما يجلس الناقد مع الكاتب يتعطّل الكاتب تعطّل تام. نجيب محفوظ ما حاطط ناقد معه لذلك يسترسل كما يريد مثل قصيدة ماركيز قصيدة ماركيز الطويلة مئة سنة من العزلة بيقول فيها: لو شئت ان امضي كل حياتي اكمّل هذه القصيدة هذه الرواية ما كنت كتبت غيرها سلسلة روايات تشتق من هذه الرواية، تشتق من هذه الرواية الى ما لا نهاية. طبعاً انا لا اقول انو الكاتب يجب ان يعرف ان يعبّر عن تقنيته. في ناس كتير ما بيعرفوا يعبّروا. في شعرا عندن تقنيات كما يقال بلغات اجنبية  implicite يعني هي ضمنية لا يستطيع ان يعبّر عنها ولكن مهما كان الوضع مثل ما عم بتقول روزا في ميكانيكي شاطر – شاطر بكل معنى كلمة شاطر – الكلمة الحذق الحذاقة تا يعمل رواية. الرواية ليست قصيدة استرسال كما يريد، هناك بناء كبير من شخصيات، شخصيات يحبها شخصيات ما بيحبها شخصيات بيقتلها شخصيات بيعاقبها شخصيات بيطردها ما بيحكي عنها في نوع من تصفية جماعية في هالكتابة هي فلذلك انا بقول متل ما سبق وقال استاذ جزّار المصدر الاساسي للكتّاب هو الكتابات السابقة نحن نتعلّم من الكبار الاساس – علي حرب هيك كان يقول هيدي نظرية ....

 

د. نجاة:

شكراً حضرة الامين العام

 

الأمين العام:

كل رواية هي في سياق تاريخي من روايات اخرى شاء ام ابى اذا بتشوف فيلم سينما عم تقول انو قل وبعد بس تشوف فيلم سينما الكتابة تبعك بعد منه غير ما كانت قبله والا هذا العمل اللي شفته ما اله اي قيمة. كل شيء الو كنية القصيدة اللي سمعتها انا الآن انا قبل القصيدة وبعد القصيدة في عندي تغيّر كبير هذا الشيء اللي هوي موجود.

 

سؤال: شو طلع معنى كلمة مقتول في "كنت اعلم انني مقتول"؟

استاذ جزار: كنت مقتول يعني في حد قتلني

الرواية اسمها "لذات سرية" وبتبسيط شديد يعني بتدور حول شخصية رئيسية : رجل بينغرم بست متزوجة من ضابط وهو يشعر الرواية من اولها الى آخرها انه سيقتل في اي لحظة

............. ؟

للاجابة على هذا السؤال يجب ان تقرأي الرواية...

 

منشكر ضيوفنا الكتّاب والروائيين:

 

سؤال د. نايلة ابي نادر:

اشكركم لانو اعطيتوني كثير تفاؤل. نحنا بوطن عربي وطن مطبوع بالنكسة، وطن مطبوع بالأمة التي لا تقرأ بالأمة التي انشغالاتها هو النضال تتعيش النضال تا يكون عندا كرامة النضال لتتحرر من كبوة او سلطان التقاليد يعني كل انسان منا عنده مية شغلة يملّي فيها نهاره غير يقرا كتاب او يكتب كتاب فعطيتوني هيك امل انو في جدوى هيك للكتابة عا اقلّو انا مش مقتنعة بجدوى الكتابة – محمّسين لتعيدوا حماسها السيدة روزا او السيد حمدي او السيد نجوان هنّ مش اصطناعيي لأنو انتو هيك محمّسين عم تكتبوا. لكن بيبقى السؤال عندي لماذا الكتابة؟ وشو الجدوى اليوم بعالمنا العربي حيث الجوع يزيد الاصولية عفواً مش الاصولية التعصب يُعنينا الفقر يغزو جسدنا وينهشه الظلم بكل شي. شو عم نعمل نحنا وعم نكتب؟ هل عم نهرب مثل ما هرب الفارابي او افلاطون لمحل نخترع فيه مدينة او الجمهورية الفاضلة؟ ام عم نعمل متعة لنا خاصة ام في عنا هاجس التواصل مع هالقارئ الذي لا .......؟

 

د. نجاة: شو هالسؤال الجميل يا سيدة البيئة ؟

جواب الشاعر نجوان دويش

-       انا عندي تعليق عا سؤالك مش اجابة او تعليقين اثنين

اول شي انا – في مرض عربي اسمه مش الشعور بالنكسة عدم النظر للامور بنسبية بمعنى انو دائماً احنا بالعالم العربي احنا كذا ... هي مشاكل يعيشها العالم كله. العالم كلّه ما بيقرأ هلّق في نِسَب هلق احنا مثلاً في قضايا الحريات هلق نحكي قال نحنا مقموعين العالم كله مقموع الفرق الوحيد – انا اليوم الصبح كنت بحكيها مع صديق انو بالعالم الرقابة بلغت مدى مع سيطرة الميديا عالعالم بلغت مدى جداً متطوّر بحيث بطّلت تعرف انك انت مُراقب وبطلت تعرف انك انت مقموع.

بالعالم العربي لسّا الرقابة manual يدوية – بالضبط – رح يجددوها في يوم ما لكن كثير واضحة لانو القمع واضح لانو كثير يدوي وكثير تقليدي وكثير قديم بينما ان بالعالم كله شايف العالم مقموع. انا بالنسبة الي ما فش حدا مقموع قد المواطن الاميركي اللي بيفكر حالن واصلين احلى مواصيل هلق احنا قمعنا لانو كثير تقليدي وبدائي شايفينو كثير بشع انا بالنسبة الي بفضّل القمع البدائي At least عارفين وواضح كتير ومنشتغل ضده نقطة واحد

نقطة 2 في ما يتعلق بالاشيا اللي ذكرتيها وانو هي موجودة عنّا بعتقد هذه حافز لنشتغل اكثر مش لانو نبطّل نكتب يعني بعتقد انو كل المشاكل اللي منعيشا الكتابة جزء من حلها باي معنى بالمعنى الفردي والجماعي يعني عالمستوى الفردي انا ما بثق بشخص ما بيقرأش أدبه بعتقد انو هذا شخص خطير شخص لا يقدّر الأدب لا يقرأ الأدب شخص بيخوّف. بالصين القديمة قبل 5000 سنة كان واحدة من متطلبات الوظيفة العامة من الموظف الصيني عشان يجي ياخذ وظيفة كبيرة انو عنده قدرة على كتابة الشعر طبعاً مش ينظم كان في خُبَرا بيفحصوا – شو معنى هدا لشي معناه انو روحه لسّا شغّالة فما كانوا ما يسلّموا المسؤولية العامة لناس روحهم ميّتة.

 

جواب الكاتب حمدي الجزار

-       بس كل الاسباب اللي الاستاذة قالتها انا شايف انها على العكس انها تدعو الى الكتابة. سؤال عن جدوى الكتابة يعني سؤال عكسي يعني الظلم والقهر و و و... الى آخره يعني كل ما قيل دا يعني اعتقد انه مبرر اكبر واقوى لممارسة الكتابة. ندفن الاموات ونعود للحياة مش كدا ؟ اعتقد نفس الموضوع ندفن الاموات ولا نبالي بكل هذا الخراب ونحاول ان نزرع زهوراً جديدة. هذه اجابة

 

جواب الكاتبة روزا الحسن

-       ما بدي جاوب مو جواب بدي علّق تعليق بس بسيط . اعتقد انو لا جدوى من الكتابة وهنا يكمن جمالها لانو جمالها بلا جدواها. الكتابة بتحرض الاسئلة بتحرض الجمال بتشحذ الوعي بتعمل اي شي بس ليس لديها اي جدوى مباشرة. ما في جدوى مباشرة من الكتابة هي عملية الها علاقة بتراكم الجمال بارواحنا فقط.

-       بس بدي قلّه لصديقي نجوان عن الرقابة وانو الرقابة موجودة في كل العالم ما بعرف بلكي انو هاي الفكرة ميشان نحنا نطبطب عا حالنا ونقدر نتجرّع السمّ اللي منشربه كل يوم على 24 ساعة يعني   ما بقدر... مو بس هيك انا بدّي افترض انو كل العالم هيك انا ببلدي بدّي شوف هدا الموضوع بعين ناقدة باستمرار اذا هنّ رقابتن متستِّرة وانا رقابتي واضحة ما بعرف في شي الو علاقة بانو هاي الفكرة هاي الفكرة الايديولوجية اللي كنت عم بحكي عنها انو المواطن الاميركي مواطن مقموع اكثر مني هاي فكرة ايديولوجيات احياناً بتخلّينا نحرف نظرنا باتجاهات اخرى يعني اذا انا كنت ايديولوجياً ضد اميركا واسرائيل هذا يعن اني انا بدي اعتبر انو المواطن الامريكي مقموع اكثر مني... لا كذب منّو مقموع اكثر مني ما في حدا مقموع اكثر مني بالعالم. نحنا بلدان متخلّفة تعمل على قتل الانسان في كل لحظة كيف بدا تكون يعني... انا اذا بكتب معليش عفواً انا اذا بكتب جملة بروايتي جنسية بتطلع سوريا كلياتا ضدي وبيكتبوا بيانات وبيطلع اتحاد الكتّاب العرب. من اسبوعين اتحاد الكتّاب العرب في سوريا طلّع بيان قال انو اتحاد الكتّاب العرب سيكون جهة ادعاء شخصية ضد اي كاتب بيكتب عن tabouالجنس او الدين او السياسة او عن معاناته مع السلطة او عن الاقليات لأن الكتابة عن هذه المواضيع تحرف نظر القارئ العربي عن قضاياه القومية والوطنية وبالتالي فهو مع التطبيع ومع المشروع الاميركي الصهيوني في المنطقة – بربك هاي حكي

-       لأ خيّو معليش انا بدي كون هونيك ويتستروا عالرقابة تبعي وما يطلعولي ببيانات

-       ممكن اي حدا باي خطبة يوم جمعة يكفّرني

-       طبعاً

 

جواب ثانٍ للشاعر نجوان دويش

-       شوفوا انا يعني بختلفش مع سردِك للمعطيات في اللي بتحكي فيه بس انا عندي مشكلة مع شغلة ورح احكيها بصراحة. انا بحسّ انو الانسان العربي اليوم عنده كثير صورة سيئة عن نفسه يعني في المستشرقين اشتغوا فينا بمعنى انو يعني ما رح احكي عن سؤالِك انتِ انا رح احكي عن ادونيس: اقرأ بالثابت والمتحوِّل. بيقلّك العربي يفكر كذا وكذا العربي يقول كذا وكذا هذا كلام عنصري

 

-       نحنا مجتمعات ماكلة هوا فاسدة مضروبة عنا مشاكل بنيوية في نظامنا السياسي وفي نظامنا الحياتي بس احياناً هذا الشي – النقد يتحوّل انا بحس احياناً – عرض لعقد نقص – هلّق انا بعرف انو عنا مشاكل كثير سيئة وبعرف انو علينا انو نواجهها بقسوة وبقوة وبكل ما اوتينا بس ما تتحول لنوع استمتاع في الحالة وتكريس لصورة نمطية ثانية في حدا بدو يلبسك اياها. انك انتَ متخلِّف انا بعرف انو وعي التخلّف شرط لتجاوزه بس شو المسافة بين وعي التخلّف والايمان بالتخلّف يعني انو هذا سؤالي اللي انا بفكر فيه باستمرار. هلّق في اللي تعلّق باللي قالته روزا هلق اذا هي بتفضّل الشكل الثاني من الاستيلاب انا لمن بحكي عن القمع في العالم نحنا عم نعيش في العالم النتاج قائم على فكرة الاستعمار قائم على انو مجتمعات بتضرب مجتمعات، مجتمعات تفقّر مجتمعات، الغرب اللي انتِ سعيدة بوجوده هو سبب فقرك هو سبب النظام المتخلّف اللي بيقمعك ولولا مادلين اولبرايت ما كنش عندك فلان اللي بيحكمك اليوم الخ الخ الخ فانا ضد عزل المشكلة مخبرياً يعني نعزل المشكلة وما نشوف من وين جايي انا بدعو لنظرة شمولية اكثر.

 

د. نجاة: انها مناسبة لنتقدم بالشكر من جديد الى High Festivalلانهم اتاحوا لنا فرصة التعرف على كتّاب وشعراء جُدد باختيار موفَّق لـ 39 منهم. نتمنّى جميعاَ اساتذة في الجامعة وطلاب العمل على نتاجهم وترجمته كما ندعو الجميع للتعرف على هذه النوعية الشابة من الكتابة.

... استاذ نجوان مش معناتا انو اذا قلنا هونيك في حرية انو نحنا قبلانين فين انن يسيطروا علينا

 

شكراً كثيراً لحضوركم وانشالله الى لقاء آخر.