ملخّص كلمة نبيل أيوب حول شعر رئيف خوري

 

تطرح المداخلة مسألتين، وإشكالية قراءة شعر رئيف خوري. تتمثّل المسألة الأولى بمدى صوابية قراءة منتج شعري غير مصنّف، بعضه ما زالبخطّ صاحبه، وبعضه الآخر منشور في دوريات سيّئة طباعتها، وكلاعما غير مضبوط.. والمسألة الثانية تتساءل عن مدى ما يمكن أن تقدّمه قراءتي بعد دراستين غنيّتين للدكتور ربيعة حول شعر خوري ونظريته النقدية للشعر. أمّا إشكالية القراءة فتتعيّن بالآتي: أنعتمد في قراءة ذاك المنتج الشعري معايير الشعريّ والشعرية الحديثة، أم معايير الشاعر نفسه؟

صنّفت مداخلتي القصائد الثماني والثلاثين التي أمّنها لي مشكورًا  أ. د. ربيعة، وقد لحظت اعتمادها كلّ البحور الخليلية، ولاسيّما مجزوء الكامل، كما لحظت استباق الشاعر تجريب الشعراء الحديثين بعشرين عامًا،  إذ أصدر قصائد بطريقة الشعرالعربي الحديث خالية من الوزن، ومقفاة أحيانا...

قدّمت مداخلتي مفاهيم الشعريّ والشعرية، لتجيب من خلال مقاربة منهجية عن سبب غياب الدرات النقدية عن تناول شعر خوري، ولتحاول الكشف عن مكمن إبداعاته، ومواضع انحدار هذا المنتج الشعري مسوّغًا...

كشفت مقاربتي عن شعرية واعدة مرهصة بإبداعات وتميّز في شعر خوري الغنائي ولا سيّما الغزلي، وذلك عند قراءتي عن طريق البناءقصيدتَيْ "عاشق النجوم" و"الحبّ" ، وتكامل هذا الشعر عندما ضمّنه منتجه نزعة إنسانية راقية... ثمّ رصدت قراءاتي انحدار ذاك الشعر بعدما تحوّل إلى مجرّد شعارات، وحمل مضامين إيدولوجية غيّبت الجمالي الذياستعاض منه الشاعر بعضلاته اللغوية، فوقع شعره في الصناعة والتكلّفكما في "قصيدة البطل" ، وإجمالا قصائد المدح والفخر والحماسة والرثاء والأناشيد، وكلّها من المرحلة الاشتراكية،... كما وقع في النثرية والمباشرة  والسردية المبتذلة كما في حكاية "زهرة من أقحوان" والمثل الخرافي "أكلها النهر"... وختمت مداخلتي بالدعوة إلى جمع قصائد الشاعر وضبطها وتصنيفها ونشر ما تتوافر فيه الشعرية والوظيفة الجمالية والنزعة الإنسانية، وإسقاط ما تطغى عليه النثرية والمباشرة والشعارات...

                                                                             أ. د. نبـيل أيوب