انطلياس في 30/12/2013

رقم الصادر 15/36

 

تحية إلى يوسف عساف

 

        مع نهاية هذا العام غيّب الموت مثقفاً كبيراً قضى حياته بين القراءة والتأليف والترجمة. ولأنه ابن البلدة التي انجبت مثقفين كبار – يحشوش – فقد اهتم بهؤلاء المثقفين وحاول ان يسلّط الضوء على بعضهم. وكم كان اهتمامه كبيراً بداود بركات شيخ الصحافة العربية. وعندما اشرفت على اطروحة عن هذا الوطني الكبير اعتبر ان حلمه قد تحقق. ترجم جبران خليل جبران الى اللغة الالمانية مع زوجته المستشرقة اورسولا وله ما يزيد على السبعين مؤلفاً في مختلف المواضيع كما انه ترجم الكثير من عيون الادب الالماني الى اللغة العربية. كان حاضراً في كل نشاط ثقافي وكان له رأيه الحصيف والعميق في المحاضرات والابحاث التي تقدم. جمع مؤخراً ابحاث ودراسات مستشار الرئيس المصري محمد نجيب ابن عائلة انطوان عساف (باللغة الفرنسية)، وكان يسعى الى من يوفي هذا اللبناني المغمور حقه.

كان خدوماً، وكان محباً لكل صديق. ولم يقصده مثقف إلاّ وقدم له الخدمات الكثيرة في مجال اطلاعه الواسع على آداب اللبنانيين في بلاد الاغتراب. سنفتقد كثيراً لطف يوسف عساف وحماسه ووطنيته في هذه الايام الكالحة السواد. ولكن ما يعزّي ان امثاله يبقون في ضمير الأهل والاصدقاء والمواطنين منارات مضيئة تشعّ وطنية وثقافة وعمق مودة.

 

                                                الأمين العام للحركة الثقافية – انطلياس

                                                          د. عصام خليفة