انطلياس في 2014/2/10

رقم الصادر 21/36

 

بيان صادر عن الحركة الثقافية – انطلياس

 

        برحيل الدكتور يوسف سعد الله الخوري يفقد القانون الاداري علماً من اعلامه.

        بعد نيله شهادة الدكتوراه من جامعة باريس، عاد يوسف سعدالله الخوري الى وطنه لبنان يستثمر فيه ما جناه من علم ومعرفة في مجال القانون.

        فمن ديوان المحاسبة، الى ديوان رئاسة الجمهورية، الى كليات الحقوق ومعاهدها، الى مجلس شورى الدولة، تنقل في وظائف عامة كبيرة كان فيها حجر الرحى، فكانت اراؤه واحكامه تصب دوماً في خدمة الحق مستشاراً كان ام استاذاً ام رئيساً.

        اما بالنسبة لدوره في الجامعة اللبنانية فكل اهل هذه المؤسسة يذكرون بتقدير سهره مع الرئيس ادمون نعيم واعضاء آخرين – من خلال اللجنة القانونية في الجامعة – على ثتبيت سيادة القانون واولوية الكفاءَة في هذه المؤسسة. وفي ظل انهيار سلطة القانون في الجامعة حالياً، كم يبدو مهماً توافر رجالات كبار امثال يوسف سعدالله الخوري لوضع حد للاستهتار بهذه المؤسسة الوطنية الكبرى.

        لم يحد يوماً عن الموضوعية والتجرد، خدم العدالة وعلّم القانون بصدق العارف العالم، واعطى وطنه في احلك الظروف الكثير مما جناه بكدّه وتعبه.

        كان مثقفاً، غزير الانتاج، نيّر الفكر، منفتحاً على الجميع، نادراً ما يتنكر لصداقة او ينحاز لمصلحة شخصية، همّه الصالح العام وتطبيق القانون.

        اثرت نشأته في قريته التي احبها عين عكرين من اعمال الكورة الخضراء على طبعه، فكان صافي الذهن، حلو المعاشرة، لطيف المحيّا، مضيافاً، هادئاً على شراسة في التمسك بالحق.

        رحم الله الدكتور يوسف سعد الله الخوري، وعوّض على الوطن برجال أُنُفٍ من الطينة اللبنانية الأصيلة التي يصعب التئام جرح رحيلها عن هذه الفانية.

 

                                                                الحركة الثقافية – انطلياس