نص المؤتمر الصحافي للإعلان عن المهرجان اللبناني للكتاب

السنة الثانية والثلاثون

الذي عقده أمين الإعـلام في الحـركة الثقـافية – انـطلياس

جورج أسطفان

يوم الأربعاء 27 - 2 - 2013 في مقر الحركة

ايها الإعلاميون

أهلاً بكم مرة أخرى في "الحركة الثقافية – انطلياس"، في وقت تعوّل اليوم أكثر من أي وقت مضى، على وجودكم الكريم، لنقل وقائع هذا اللقاء المخصص للإعلان عن "المهرجان اللبناني للكتاب"، هذا الحدث السنوي الذي تحوّل محطة وطنية، ما هي الا تأكيد منا على رهاننا الناجح والمستمر المبني على الدور الراسخ للكتاب، وبالتالي للثقافة والمعرفة في بناء الأوطان.

بناء الدولة وتحصينها، كانا ويبقيان، من أبرز أوجه النضال لحركتنا، مع ما يندرج ضمن هذا المصطلح (الدولة) وفق نظرتنا اليه، بدءاً بالسلطة القوية الواعية، والعدالة والالتزام التام بشرعة حقوق الإنسان، مروراً بالانفتاح على الآخر وتعزيز المعرفة التي هي مفتاح التنمية البشرية وبناء المواطن، وصولاً الى التوعية السياسية والاقتصادية والمجتمعية التي نعتبرها معبراً إلزامياً لبناء الدولة العلمانية الديمقراطية التي نريد.

ان الحركة الثقافية ناضلت وتناضل، انطلاقاً من هذه الثوابت، للحفاظ على القيم الحضارية للبنان، فتطلق المهرجان اللبناني للكتاب في دورته الثانية والثلاثين، يوم السبت في الثاني من آذار، وتختتمه الأحد 17 منه، على رغم الأوضاع اليومية التي كانت لتحبطنا، لولا إيمان منا متجذر، بأن دور لبنان ثقافيُّ حضاري  نيّر، وان المعرفة أساس لتقدم الشعوب، ومهمتنا كحركة ثقافية تقضي أولاً بالمساهمة في إظهار هذا الوجه المشرق والعمل على تعزيزه وإغنائه لتتناقله الأجيال وتنمّيه، في مواجهة الظلاميات المستفحلة، من اي مصدر أتت وأياً كانت وجهاتها.

 أيها الأصدقاء،

لا يخفى على أحد ان المنطقة تشهد تحولات ظنناها للوهلة الأولى ستطوي الصفحات السود سريعاً، لتنطلق الشعوب في بناء ديموقراطيات حرمها منها التسلط والقهر والقمع والاستغلال والفقر، وتكبيل الحريات التي لا سبيل للتقدم في غيابها. وكانت هذه الممارسات الشرارة التي فجرت براكين من الكرامة المكبوتة. لكن قدر هذه الشعوب، وقدرنا نحن اللبنانيين، ان نعاني جلجلة طويلة قبل الوصول الى أهدافنا المشروعة، ولا بأس لو طال الإنتظار، فالقطار انطلق ولن يوقفه عائق مهما تفنن المتفنون  في ابتكاره. كما أننا نذكّر في هذا المجال بان للتدخلات الإقليمية والدولية دور أساس في تأجيج الصراع وإطالته، كل بحسب مصالحه ورؤيته للمنطقة ما بعد هذه الثورات، دورٌ هدفه المضمر تفتيتُ المنطقة لتكون إسرائيل المستفيد الأكبر منه، بعد ان كانت المخطِّط الأشرس له.

في هذا المحيط الهادر، نحن في الحركة الثقافية قلقون على المنطقة وخائفون على لبنان، وكذلك كل الوطنيين الذين يعتبرون ان مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. كما اننا نشدد مجدداً على تحصين الوطن من اي تداعيات لهذه الأوضاع، خارجية كانت أو داخلية مرتبطة بها، ونبذ العنف والدعوة الى التلاقي على ثوابت وطنية نبعدها قدر الإمكان عن المواقع الفئوية والصراعات التي أصبحت مكشوفة الأهداف، وهي تطلعات تتطلب كمّاً كبيراً من الوعي والمتابعة والتفاني. وفي عمق هذه المتاهات المتفاقمة، لا أثر لمقومات الدولة، وكأن المواطن متروك لقَدَره، والقوانين التي يُفترض ان تحميه، بدأت تنسحب مُفسحة المجال لشريعة الغاب، وأصبحت حاجاته الأساسية من ماء وكهرباء وطعام ومأوى، في مهب الريح. الفساد سيد الموقف، والسلطة انتماءات، والبطالة في أعلى مستوياتها، والاستثمارات الخارجية تتقلص والسياحة شبه معدومة، والكفاءات الوطنية تهاجر بحثاً عن لقمة العيش، والصادرات الى تراجع لمصلحة الواردات. فمن اي عائدات، غير الضرائب، نموّل نفقات الموازنة؟

 

أيها الزملاء

في خضمّ هذه المتاهات المتراكمة، تستمر حركتنا بعيداً من اليأس، في الدعوة الى التلاقي، مشددة على تفعيل النقاط المشتركة بين أبناء الوطن الواحد بدلاً من التركيز على سياسة التفرقة والتباعد. كرست نفسها مساحة لتبادل الآراء مهما اختلفت، بدلاً من التقوقع و"التمترس" في مواجهة الآخر. وهي على قناعة بأن الثقافة والمعرفة - وما المهرجان اللبناني للكتاب الا أحد أوجههما الناصعة - هما السبيل الأوفق لبلوغ هذه الأهداف، بعيداً من منطق القوة والعنف الذي تدين، ومن التخوين الذي غدا خبزاً يومياً لفئة متزايدة من اللاعبين السياسيين. كما ان الحركة الثقافية - تدين الإنتماءات الخارجية على حساب مصلحة الوطن، وندّدت وتندد بكل الدعوات الى الاقتتال الذي لن تكون نتائجه الا تنفيذاً للمخططات الجهنمية التي رُسمت للمنطقة ولبنان.

اننا في الحركة الثقافية نشدد على ان مصلحة الوطن العليا تبقى فوق كل اعتبار، وننادي من هنا، من على هذا المنبر الحر، الى صون الوطن المتزعزع ووحدة أرضه وشعبه وتحصينهما، والاحتكام الى المؤسسات والتعلق بالسيادة.

انطلاقاً من هذه المسلمات، نظمت حركتنا "المهرجان اللبناني للكتاب" ويتضمن برنامجه هذه السنة، إضافة الى معرض الكتاب الذي يشارك فيه 51 دار نشر، النشاطات الآتية:

1-  تكريم أعلام ثقافة لبنانيين وعرب (الرعيل الثامن والعشرون).

درجت الحركة على تكريمهم كل سنة وعلى تسمية يوم من أيام المهرجان باسم كل منهم. كما انها تصدر كتاباً خاصاً في هذا الشأن يتضمن سيرتهم الشخصية مع نموذج من خط يدهم. والمكرمون لهذه السنة هم: الدكتور أنطوان زحلان (فلسطين) – الدكتور عبد الجبار الرفاعي (العراق) – الدكتور عبدو قاعي – المخرج محمّد كريّم – البروفسّور العميد سمير نجّار – الدكتور موسى وهبه – الدكتور جورج قرم – الرسّام موسى طيبا – المخرج السينمائي جورج نصر – الدكتور ابراهيم الحاج – الرئيس الياس بو ناصيف – الدكتورة سعاد الحكيم – الأب الدكتور ايلي كسرواني.

 

2- الندوات:

3 آذار: ندوة حول كتاب طانيوس نجيم

        Le Patriarche Douaihy maître de pensée et de vie

4 آذار: تحية الى المطران حميد موراني

5 آذار: مئوية ولادة رئيف خوري (1913 – 2013 )

6 آذار: مناقشة كتاب أ. ايلي الصليبي "عودة النبي" ، منشورات دار سائر المشرق

7 آذار: ندوة حول الأعمال الشعرية للياس لحود

8 آذار: لقاء مع الروائي الكسندر نجّار حول كتابه

"L'Homme de la Providence /Abouna Yaacoub          

9 آذار: ندوة حول انعكاس الصراع في سوريا على الأوضاع اللبنانية

10 آذار: ندوة عن الإرشاد الرسولي: الكنيسة في الشرق الأوسط شركة
          وشهادة

11 آذار: مناقشة كتاب الدكتور سعود المولى "من المواطنة الى الدولة المدنية: رؤية اسلامية"

12 آذار: مناقشة كتاب المطران مارون ناصر الجميّل "بيبليوغرافيا المؤلفين الموارنة، ج2، مراسلات من رجالات النهضة العربية في القرن 19"

13 آذار:ندوة حول "أزمة المياه والكهرباء"

14 آذار: مناقشة كتاب فارس يواكيم: "ظلال الأرز في وادي النيل: لبنانيون في مصر"

15 آذار: ندوة عن كتاب المهندس ميشال عقل: "بالثقافة نبني"

16 آذار:

-  ندوة حول "فصل المقال في ما بين الطاقة والمياه من اتصال"

- 150 عاماً من العطاء: تحية الى عائلة صادر في رسالة النشر والطباعة

17 آذار: مناقشة كتاب الدكتور سليم نصر: "سوسيولوجيا الحرب في لبنان – أطراف الصراع الاجتماعي والاقتصادي 1990- 1970"، دار  
        النهار للنشر

 

3- يوم المرأة 8 آذار

في 8 آذار يحتفل العالم بيوم المرأة، وفي هذه المناسبة، تخصص حركتنا يوماً تكريمياً لامرأة مميزة، واختارت هذه السنة المؤرخة الدكتورة سعاد أبو الروس سليم

4- يوم المعلّم 9 آذار

توليه حركتنا أهمية قصوى. فمن خلال المدرسة والجامعة نستطيع ان نحقق التنمية المستدامة والتطور الاجتماعي. واذا كان الطالب محور العملية التربوية وهدفها، فالمعلم هو الموجه والعامل الأساس في قضية نقل المعرفة. من هنا تقليدنا السنوي بتكريم اعلام قدموا جهداً متواصلاً في المجال التربوي.

وهذا العام تكرم حركتنا، في يوم المعلم، الدكتور أنطوان خاطر والدكتور شاكر جبران.

5- الأنشطة الصباحية

-       قصة "جدتي لا تسمعني" للكاتبة فاطمة شرف الدين

-       لقاء بعنوان: "حماية المياه الجوفية في لبنان" مع الأستاذ جان أبي رزق

-  لقاء مع ندى سحلاني مدربة الرقص العالمية (باليه وجاز) "الرقص الصحيح وتأثيره الايجابي على العقل والنفس والجسد"

-  لقاء مع اخصائية التغذية مونيك باسيلا زعرور حول الغذاء الصحي: "شو الصح، شو الغلط في عالم التغذية"

-       حوار مع ليزا بويجيان حول "التفكير الايجابي: قدرات وآفاق".

-       حوار حول المسرح مع المخرج الدكتورايلي لحود تتخلله مشاهد تطبيقية

-       حوار مع الكوميدي شادي مارون: الكوميديا فن ورسالة

-       مسرحية "Emailمريم" لجيزال هاشم زرد ابو جوده

-       حوار مع الرياضي فادي الخطيب

-       Il était une fois… Le Conte,en collaboration avec l'institut Français (Beyrouth)

-       حكايات للأولاد مع الآنسة بيرا عون

 

6- توقيع المؤلفين كتبهم الصادرة حديثاً

تقليد يُقرّب المؤلف من قرائه، عبر إهداء خاص. ويجري التوقيع أمام منصات دور النشر او منصة الحركة بناء على مواعيد سابقة، فيما تتولى وسائل الإعلام والاعلام الداخلي للحركة (الإذاعة في شكل خاص) الإعلان بانتظام عن روزنامة التواقيع اليومية.

7- إصدارات الحركة الثقافية – انطلياس

تصدر الحركة هذه السنة المنشورات الآتية:

-       كتاب المهرجان، ويضم أعمال معرض الكتاب لعام 2012.

-       الكتاب السنوي، يحتوي كامل أنشطة حركتنا في الدورة الماضية خارج اطار المهرجان.

-       كرّاس اعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي الرعيل 28، يضم السير الذاتية للمكرمين في الدورة الحالية.

-       كتاب مئوية رئيف خوري (1913 – 2013)

 

8-  لوحات خاصة تتضمن تحية وفاء وتقدير لمثقفين رحلوا هذا العام، وهم:

المؤرخ السوري الكبير العلامة الأب جوزف حجار - الأديب والشاعر يونس الابن- الأديب جميل جبر - الشاعر سليم نكد - النائب السابق والأديب احمد سويد - الأكاديمي سامي مكارم - الروائي أسامة العارف - المهندس عاصم سلام - الدكتور محمد علي موسى - السفير فؤاد الترك - السفير كميل ابو صوان- الأكاديمي سمير سليمان - الاديبة انصاف الاعور معضاد - الاستاذ وهيب كيروز - الاستاذ ناجي علوش- الاعلامي عدلي الحاج  - الاديب هنري صعب - ورجل الدولة والإنماء ادوار صوما.

 

أيها الإعلاميون

أنتم أصحاب رسالة من أولوياتها الدفاع عن الوجه المشرق لهذا الوطن. معاً نساهم في نشره واستمراره. ان الحركة الثقافية – انطلياس تعرف دوركم في هذا المجال وتقدره، معولة على حضوركم الضروري لتغطية فعاليات هذا الحدث الوطني الذي يحتاجه لبنان اليوم أكثر من اي وقت مضى.

شكراً لحضوركم