في اليوم الخامس لمهرجان الكتاب، أقامت "الحركة الثقافيّة- أنطلياس" ندوة حول كتابالأستاذ إيلي الصليبي: "عودة النبي"،منشورات دار سائر المشرق، شارك فيها معالي المحامي إدمون رزق والصحافية ماري قصيفي، وأدارها المحامي هيكل درغام.

     رحّب الأستاذ هيكل درغام بالمشاركين في الندوة حول  كتاب الإعلاميّ الأستاذ إيلي صليبي الذي صدر مؤخّرًا وتصدّر قائمة الكتب الأكثر مبيعًا عن فئة الأدب في معرض الكتاب العربي، وأشار إلى أن "الحركة الثقافيّة" لا تزال منذ نشأتها ساحة حوار وسلام وملتقى للمفكرين والفنانين على امتداد لبنان والعالم العربي. وتحدّث  درغام عن مدى تعلّق الكاتب إيلي صليبي بوطنه وأرضه، وهو القائل: "أحب الأرض بكلّيّتي لأنّها مرتع الإنسانيّة، روح الألوهيّة على الأرض." كما تحدّث عن جبران خليل جبران الذي يتناول الكتاب "نبيّه" ويسوح فيه بعيدًا، وعن فرادة شخصيّته وشمول إنسانيّته، وعن عودته في كتاب الأستاذ صليبي ليكون صوت الضمير الذي يأتي ليعيد الناس "إلى وجدان أورفليس". بالإضافة إلى ذلك، أثنى درغام على الحسّ اللغوي الفائق الرهافة لدى إيلي صليبي  وعلى دقّة عباراته ونجاحه في رصد قصّة "نبيّ" جبران الأخاذة.

           وترك المنبر للأستاذ إدمون رزق الذي تطرّق إلى شخصيّة زميلة وصديقه الأستاذ إيلي صليبي، فسمّاه "أليف الزّمن الطّيّب"، وإلى مسيرته المكلّلة بالنّجاح ابتداءً من "تلفزيون لبنان"، ومرورًا بـ "صوت لبنان"، ووصولاً إلى الإذاعات الخاصة حيث كان دوماً عالي المهنيّة وتوّاقًا إلى التّميّز، وإلى كتابه الأدبيّ "عودة النبي" الذي ينضب حكمةً ويتوّج سيرة ذاتيّة مليئة بالعطاءات، ويشكّل "قيمة قائمة بذاتها، ولا يمكن اعتباره في أيّ حال من الأحوال تتمّة لكتاب "النبي" لجبران خليل جبران. وختم الأستاذ رزق كلمته قائلاً إنّ الأستاذ صليبي قد صاغ كتابه بأسلوب شائق "يوطّد الثقة بمخزونِ الطاقات الابداعيّة في تربة معطاء".

          ثمّ ألقت الكاتبة والشاعرة والصحافية ماري قصيفي كلمة أثارت من خلالها فضول من لم يقرأ الكتاب بعد، إذ تساءلت عن عودة النبي وأقواله الجديدة ومصيره، ولا سيّما أنّه عاد، في نظرها، كي يضفي بعض النقاء على حياة البشر بعد أن امتلأت جورًا وظلمًا. وتعترف الأستاذة قصيفي أنّ القارئ قد يحتار وهو يحاول تحديد هوية النبي في كتاب إيلي صليبي، ولكنّه بالتّأكيد ليس "نبيّ" جبران نفسه، بل هو "أكبر عمرًا وأقلّ تفاؤلاً في احتمال حدوث تغيير عامّ وشامل"، وأكثر حزمًا وتوبيخًا، ذلك أنّه ابن بيئة أخرى وزمن آخر أكثر اضطرابًا على الصّعيدين الاجتماعي والسياسي.

وفي النهاية كانت مداخلات حول الكتاب ومؤلفه من عدد من الحضور، ختمها المؤلف بقراءة لافتة لمقطع من كتابه.