تكريم أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي

السفير الدكتور ظافر الحسن

قدّم المكرّم: الدكتور وجيه فانوس

أدار اللّقاء: الدكتور عصام خليفة

كرّمت "الحركة الثقافيّة- أنطلياس" السفير الدكتور ظافر الحسن على مسيرته الديبلوماسية الطويلة والناجحة. استهلّ الدكتور عصام خليفة كلمته بالإشارة إلى أهميّة اكتساب المعرفة في المجتمع لأنّ المعرفة تؤدّي إلى تحقيق التنمية الإنسانية والحريّة والعدالة والكرامة. ولفت النظر إلى أنّ العنف المستمرّ في لبنان وفي العالم العربي يسبّب كوارث كبرى تهدّد حتّى التفكير بقيام مجتمع المعرفة. وفي هذا السياق، ذكّر بِدَور النخب الثقافية التي يجب أن تتحرّك لمواجهة المأساة التي يسبّبها العنف. من هذا المنطلق، شرح قيام الحركة الثقافية – أنطلياس بتكريم أعلام الثقافة، من بينهم الدكتور ظافر الحسن. وتكلّم على هذا الرجل الذي تدرّج في سلّم القضاء ثمّ التحق بالسلك الديبلوماسي وتنقّل بين سفارات لبنان في إفريقيا وأوروبا والسعودية والإدارة المركزية لوزارة الخارجية. ونوّه بأنّ المحتفى به يتمتّع بموهبة أدبيّة فهو يكتب القصص والشِعر. ومن أبرز مؤلّفاته عشرة مجلّدات بعنوان "الديبلوماسية اللبنانية معايشة شخصيّة". تحتوي هذه الموسوعة على عدّة وثائق تتعلّق بتطوّر القضية اللبنانية طوال الفترة الممتدّة من 1978 و1999.

استهلّ الدكتور وجيه فانوس كلمته بشِعرٍ من مجموعة شعريّة عنوانها "حالات الطّوفان: بيروت أو دوّامة الماء"، كتبها الدكتور ظافر الحسن. وتابع مشيرًا إلى أنّ المحتفى به يمثّل سلسلة من سلاسل وجود الأدب العربيّ تجاورت فيها الدبلوماسية مع الأدب. ثمّ روى سيرة المكرّم الذي نشأ في "بتوراتيج" في الكورة. حاز على الإجازة الفرنسية في الحقوق والإجازة العربيّة في الحقوق أيضًا كما حاز على دكتوراه دولة في القانون الدولي العام وغيرها من الدبلومات... وأشار إلى أنّ المحتفى به دخل الحقل الدبلوماسي سنة 1978 كسفير للبنان لدى المملكة العربية السعودية ثمّ أصبح أمينًا عامًا أصيلًا لوزارة الخارجية اللبنانية كما ظلّ عضوًا في الهيئة الوطنيّة لمحكمة التحكيم الدائمة في لاهاي حتّى سنة 2013. وأشار إلى أنّ ظافر الحسن بعد تقاعده انصرف إلى عالم الشِعر والأدب. وتطرّق إلى إصدارات المكرّم القليلة في عالم الأدب والشِعر: "إشارات الظمأ وخطوط الرّماد"، و"السّفر في علامة استفهام"، و"حالات الطوفان"، ونوّه بأنّه من أنصار التفعيلة في الشِعر وليس الشعر المنثور. وأشار إلى أنّ د. الحسن يؤمن بأنّ على المرء أن يحفل بالحياة ويسعى إليها غير مدبّر عنها. وفي الختام، وجّه تحيّة إلى صديقه المكرّم وأعرب عن إعجابه بالحركة الثقافية – أنطلياس وبعطاءاتها الثقافية.

 

شكر السفير ظافر الحسن الحضور على مشاركتهم في هذا اللقاء كما شكر الدكتور عصام خليفة، أمين عام الحركة الثقافية – أنطلياس، والدكتور وجيه فانوس، الأمين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين. وأشاد بأهميّة دور الحركة الثقافية – أنطلياس التي ما زالت صامدة في وجه تقلّبات الظروف. وأشار إلى أنّه أمضى سبع سنوات في كتابة مجموعته "الدبلوماسية اللبنانية"، وقضى أربعة وأربعين عامًا في الخدمة العامة. وفسّر أنّ لبنان لا يصبح رسالة كما وصفه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني إلّا عندما يشعر بنوه وبخاصة أهل الفكر والسياسة منهم بمسؤولية هذا الوصف ويضطلعون بهذه المسؤولية. وأشار إلى أنّ قيامة لبنان الفعلية لا تتحقّق إلّا عندما يخرج اللبنانيون من قفص الطائفة إلى فضاء الوطن. وتناول موضوع لبنان التاجر والوسيط التجاري شارحًا أنّ كل ما في لبنان يُباع ويُشرى كما تناول مسألة تهافت اللبنانيين على الغير طلبًا لحلّ مشاكلهم. وأنهى كلامه مشيرًا إلى ضرورة اتّكال اللبنانيين على أنفسهم للنهوض بوطنهم.

وكانت شهادات بالمُكرّم على التوالي، من: السفير سمير خوري، والسفير بسام طرباه، والسفير ميشال الخوري، والسفير عفيف أيوب.

وفي الختام قدّم أمين عام الحركة، الدكتور عصام خليفة درع الحركة إلى المحتفى به ونسخة عن النصّ الأصليّ لعاميّة أنطلياس الشهيرة، عاميّة 1840.