في ختام المهرجان اللبناني للكتاب، السنة 33، دورة وديع الصافي، أقامت "الحركة الثقافية – أنطلياس" من مسرح الأخوين الرحباني في دير مار الياس أنطلياس حفلة موسيقية مع كلمات بالمناسبة حول الفنّان وديع الصافي، شارك فيها نجله الملحّن والمغنّي جورج وديع الصافي فرنسيس مع فرقة موسيقية، وبمعيّة الأستاذ الموسيقيّ ناصر مخول، وقدّم العميد المتقاعد الدكتور إيليا فرنسيس شقيق وديع الصافي شهادة حياتية في الراحل الكبير، والشاعر عبد الغني طليس، والأب الدكتور يوسف طنّوس، والعميد الركن المتقاعد عبداللّه واكيم، وأدارها الدكتور الياس كسّاب.

رحّب الدكتور الياس كسّاب بالحضور في هذه الأمسية في ختام المهرجان اللبناني للكتاب السنة الثالثة والثلاثون – دورة وديع الصافي كما أطلقته عليه استثنائيًا الحركة. وأشار إلى أنّ الفنّان وديع الصافي أغنى الفن اللبناني والعربي بأكثر من 5000 أغنية فطبع صورة لبنان بصوته. وأشار إلى أنّ الأمسية تتخلّل أربعة محاور: وديع الصافي الإنسان، والفنان، والصلاة، والوطن كما تتخلّل بعض من أغنياته. ثمّ شكر الأستاذ جورج الصافي على تعاونه مع الحركة لإحياء هذا الحفل. وشكر أيضًا الفنان ناصر مخول على مشاركته في العزف أعضاء الفرقة الموسيقية، كما شكر الممثل والمخرج طوني كحوش على المونتاج الخاص للوثائقي الذي عُرض في بداية الأمسية الغنائية.

العميد المتقاعد الدكتور إيليا فرنسيس، الشقيق الأصغر لوديع الصافي وقائد موسيقى قوى الأمن الداخلي، قدّم شهادات عائليّة حيّة عن شقيقه وعلاقته بوالدَيه وإخوته. وذكر كيف أنّ الوالد لم يكن على علم بشهرة إبنه إلّا في مسرحيّة "موسم العزّ" في بعلبك من تلحين الأخوين رحباني.

الشاعر عبد الغني طليسكانت مداخلته عن صوت وديع الصافي الليّن العذب المُترقرق الذي يُسمَع بالروح وبالعاطفة وليس بالاُذن. وقال إنّ نعمة إلهيّة حلّت في حنجرة الصافي الذي كان أثره على مجايليه ولاحقيه حدثًا فنيًا تاريخيًا.

الأب الدكتور يوسف طنّوسأوضح أنّ وديع الصافي شكّل ظاهرة في عالم الغناء والطرب وبخاصة الترانيم والتلحين الدينيّ والموهبة الموسيقية المبدعة. وتحدّث عن الطبقات الصوتية الحادة المرتفعة والصادحة في صوت وديع الصافي الفريد من نوعه، هذا الصوت الذي لم يتخلَّ يومًا رغم قوّته الهائلة عن الحنان. وأشار إلى تأثُّر الفنان بالموسيقى الكنسيّة السريانية المارونيّة والبيزنطيّة وبالإنشاد الدّيني الإسلامي، كما تأثّر بالتراث الشعبيّ اللبناني وبالموسيقى التركية والمصريّة والموسيقى العالميّة، كما غنّى بأكثر من سبع لغات، ونوّه بوديع الصافي المؤمن والمُحافظ على القيم الإنسانيّة والمسيحيّة.

العميد الركن المتقاعد عبداللّه واكيمأشاد بالحركة لأنّها نظّمت هذه السهرة وهي تحيّة نبيلة إلى إنسان حلّق بلبنان عاليًا. وأشار إلى أنّ وديع الصافي، فنّان كل الفصول، غنّى بشغف ووفاء وشموخ لكنّه رحل وهو يختزن في صدره عُصارة ألمٍ على وطن مُعذّب. وطلب منه أن يُرنّم من عَليائِهِ "القدّوس" على نيّة لبنان والسلام ثمّ ألقى قصيدة باللغة العاميّة عن وديع الصافي وموقعه في تاريخ الموسيقى اللبنانية وفي تراث لبنان الوطن.