مناقشة كتاب "لُمَعٌ من فكر معلّم" للدكتور افرام البعلبكي

كلمة مدير الجلسة الأستاذ نعوم خليفة

السبت 10 آذار 2018

          أهلاً بكم في الحركة الثقافية – انطلياس يا محبي الثقافة وأصدقاء الدكتور افرام البعلبكي "لُمَعٌ من فكر معلّم" للدكتور افرام البعلبكي تكاد ان تكون لمعا من فكر كل المعلمين صاغها المؤلف بأسلوب شيّق وعبّر عمّا لم يتسنَ أو لم يتمكّن أيّ معلّم آخر من التعبير عنها.

          رأيت في هذه اللمع ثورة على القديم ومعاول هدامة في أطلال الموروث الثقافي والديني والاجتماعي وحتى العلمي، وتأكيداً على حرية الشخص في البحث والتقصّي، ودعوة ملحة للوصول الى صومعة الأنا من أجل كشف الحقائق عن طريق الحدس المباشر، بعيداً عن التحليل والنقد والتجربة والاختيار التي هي مشتركة بين جميع افراد الجنس البشري في حين ان الحدس خاص بكل فرد. في الكتاب تشديد على الحرية وعلى مشاركة خير الحياة مع الآخر، كما يتضمن نقداً جريئاً وشجاعاً وثورة على الأساليب المعتمدة في السياسة والدين والمجتمع تذكّر بثورة جبران في عواصفه وأرواحه المتمرّدة وغيرها.

          قرأت الكتاب بشغف كبير فوجدتني مع سقراط وأفلاطون وأرسطو والمعري وديكارت وكانط وبرغسون وهيغل وهايدغر وغيرهم، إضافة الى تجربة شخصية خاصة بالمؤلف كوّنت عناصرها بسبك رائع فذ في حركة جدلية متصاعدة وتطور فكري متماسك. إنها صرخة كل معلّم الى كل متعلّم أو متلقٍ ودعوته الى خلع ثياب الجهل والتقليد الأعمى، وإلى إعمال العقل في كل ما يتلقاه، خاصة في عصر التواصل الاجتماعي الذي يجتاح بهمجية مجتمعات اليوم ويفرض بطريقة واعية او لا وعيه معلومات وآراء لاخيار للمطّلع عليها في تمحيصها والتدقيق فيها او مناقشتها.

          اعتمد المؤلف في "لمعه" اتجاهاً معاكساً لأفلاطون حيث دعا بإلحاح الى ولوج صومعة الذات وكشف ان من يقف في الصفوف الأمامية "ليسوا في الأماكن التي يستأهلونها وقد اغتصبوها في غفلة من الدهر، لنفوسهم"، وان الحقيقة تتبدّل بتغير الزمان والمكان.

          لفتني في الكتاب دور الذات واستقلاليتها وحريتها وانعتاقها عن كل ما يشدّها الى ذلّ الاستكانة والخضوع والخنوع، واحتقار المادة التي لا تعدو كونها وسيلة وليس هدفاً. يقول: "مالي وسيلة كحذائي انتعله في الوعر فيقيني الجرح في القدم". فليس الانسان هذا الامتداد المادي، انما هو وجود عقلي على غرار ما قرره ديكارت، وهو قدرة على "اختيار مسيرته"، انه كائن حرّ يختار وجوده ومصيره كما أكدّ جان بول سارتر كذلك يرفض المؤلف ان يكون فرداً بين القطيع بل انه ثائر على رعاة القطعان يسعى الى "فضح بشاعاتهم وسخف ادعائهم.

          لقد ذكرتني الصومعة التي يدعو الدكتور البعلبكي الى دخولها بكهف افلاطون ولكن – وكما ذكرت – بحركة عكسية، إذ اعتبر افلاطون ان معرفة الحقيقة لا تتم إلا بالخروج من الكهف، في حين ان كشف الحقيقة عند البعلبكي لا يحصل إلا بولوج الصومعة، وعندها يعجز النطق عن التعبير عن الحقيقة بل يكون الصمت في حضرتهما ابلغ من الكلام؛ إذ ترتقي الذات في مسيرتها نحو الحقيقة الى درجة يضيف عنها نطاق النطق كما حصل للمتصوفين في سلوكهم نحوها فما كان منهم سوى القول:

فكان ما كان مما لست أذكره                 فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر

          وفي مسيرته نحو الحقيقة لا يقف المؤلف عند حدود سكون الذات، بل يعتبر الحركة جوهر الوجود، كما أكدّ ارسطو، وهي بالتالي تقاس بالزمان فلا جمود في الوجود، كما يدعو الى التحرر من عقدة العجز فنكون "الفعل لا ردة الفعل". فللبشر قدرة على السعي الى الحقيقة وبلوغ حدود العبقرية، ومهما تنوعوا اجناساً واصنافاً فان فيهم امراً مشتركاً، ما يذكّر بقول ديكارت: "ان العقل هو اعدل الأشياء توزعاً بين الناس" كما يدعو الى التحرر والانطلاق الى الذات الكلية خارج عبودية الأنا المتمثلة "بالشهرة والمال والمجد والسلطة والجاه والشرف والصيت الحسن وكل اباطيل الغباء المتوارث" انه صدى لما ورد في سفر الجامعة "الكل باطل وقبض الريح".

          لن أتكلم اكثر فدوري إدارة الندوة وربما أكون قد تخطيته وتجاوزت حدودي وتطفلت على دور المنتدين، ولكن الكتاب شدّني بدون قصد مني فتوغلت في حناياه وثناياه واكتشفت انه لم يكن لمعاً بل بحث معمّق يرمي الى اكتناه حقائق طالما سعى الكثيرون الى كشفها فتعثروا او ضلوا الطريق اليها. انه سيرة حياة خصبة غنية بالتجارب والمواقف كما هو نبراس يهتدي به كل من أراد، في وسط هذه الدياجير والظلمات التي يتخبط فيها المجتمع، علّه، ان صدقت نيته وصفت نفسه وصح عقله واستقامت نظرته واستفاق حدسه، يصيب حصاداً وفيراً وصيداً ثميناً.

اعتذر ان أطلت وانكم لتعذروني وشكراً لانتباهكم.

 

 

 

 

الدكتورافرام البعلبكي

 

ليلى زيدان

تحمل إجازة في الفلسفة وعلم النفس من جامعة بيروت العربية وديبلوم دراسات عليا في الارشاد المدرسي من كلية التربية في الجامعة اللبنانية. أستاذة مادتي الفلسفة العامة والفلسفة العربية في عدة مدارس رسمية وخاصة. شاركت في وضع التوصيف الجديد لمنهج الفلسفة العربية في المركز التربوي للبحوث والانماء كما شاركت في التدريب في دورات متعددة في مادة الفلسفة العربية، قدمت برامج تلفزيونية ثقافية وهي صحافية وكاتبة في عدة صحف ومجلات. انها السيدة ليلى اديب زيدان الكلام لكٍ سيدتي تفضلي.

  كان من المفترض ان يشارك في هذه الندوة الأب ناجي ادلبي ولكن لظروف مرضية قاهرة خارجة عن ارادته وارادتنا لم يتمكن من الحضور والمشاركة. نتمنى له الشفاء العاجل لذلك سيكون للمؤلف كلمة قصيرة

الدكتور افرام البعلبكي يحمل دكتوراه في الفلسفة واللاهوت من جامعة سلمنكا الحبرية في اسبانيا بموضوع "من اجل حوار ممكن مع المسلمين" أستاذ الفلسفة وتاريخ العلوم عند العرب وعلم الاجتماع في عدد من الثانويات الخاصة واستاذ الفلسفة في معهد الآداب الشرقية – جامعة القديس يوسف في بيروت ويشرف على اعداد الماستير والدكتوراه في المعهد نفسه له عدد من الكتب والمقالات والأبحاث نشرت في مجلات لبنانية وعربية، كما مارس نشاطاً نقابياً طويلاً في امانة سر نقابة المعلمين في المدارس الخاصة في لبنان.

_________________________________________________

 

كلمة السيّدة ليلى زيدان في الندوة حول

لمعٌ من فكرِ معلم

هذا الكتاب "لمع من فكر معلّم" يستحيل ألا يُقرأ!

حتى... حتى لكأنه تعاليمٌ من كتاب الرسل: خلاصاتُ قيمٍ هو، مقاييس ستكون بين يديك وأما ميزانها، فمن الكريستال النقيّ، وشفافيته تكمن في عمق المبدأ.

وفي البدء فهو لا يعرف من ستكون، لكن أمنيته في علاقته معه فهي ألا تضعه في خانة أيّ مذهب أو طائفة أو ديانة أو أيّ حزب.

لا يعوزه منك سوى عيش ولاداتٍ لا نهائية لها ومنها تختار الرحم الذي يحميك من "نهش الغباء ومن الجهل الذي يحدق بك في عراء المجتمعات المدّعية، أما أين ستجد الرحم؟ فهو على ما يرشدك إليه مسار الطريق حيث يوجد في صومعته: "صومعة تساعية الزوايا، لا تزال صامدة الركن والأهم هو وصولك إليها وإن وصلت فسوف تكون ضمن شعاب كلّها خطوط مستقيمة ليس فيها انحراف ولا قابلية اعوجاج، فلا تخشاها إذن، أو تخافَ من مسلكها فيشلّك التردّد والخوف.

يا لهذه الصومعة! يا لذاك "الذئب" الذي اختارها لتكون عدوّته قبل أن يطبق فكَّ الموت على حياته فيوقفَ محاولتَه لبلوغ القطب... اختارها لتكون نقاطه الاستدلالية، لتكون الصدى حيث سيكون في وسع آخرين متابعة تأملاته من فوق التلّ مستخدمين لمعاته حتى وإن استخدموا بعد حياته "علم الموت".

لعلّ هذه هي "القطب" الذي سعى لاسكتشافه وسط محيط من الأفكار والمفاهيم والدلالات والرموز والعِبر... ولعلّ عودتَه هنا تستطيع أن تلعب دورًا مماثلاً فتخدم آخرين من الأجيال القادمة من أجل بقاء العقل واستبقاء وضوح الرؤيا... من أجل بقاء "الأنا الإنسانية" بعد أن تعلّمت حفر صومعتها أو قناتها لتكون مشروعها للصمود لما لا معنى له: قلب الانحرافات والتضليلات وفتح آفاقِ ممكنة لمستقبل جديد.

بلى! إنه عن مكمّلي البناءات الكبرى لمعنى الإنسان، لمعنى الوجود والمعرفة ولمعنى الإيمان، لمعنى أن يكون الإنسان ذئبًا إذا ما رفض أن يكون أيّ طوق في عنقه "ذئبًا" يملك عقلاً ويرتع في مساحة من الحرية الممكنة.

إنه صنوُ الذئب في مسألة الكرامة والعنفوان والحرية... ولكن ثمة وراء تربصاته:

1-                ذاته (أناه) ونحن كلنا في الحياة العظيمة التي يسمونها الله

2-                غريزة الصراع من أجل البقاء

3-                البحث عن القمم

وهذه الأخيرة هي تحديدًا ما يريدكم أن تسعوا إليها، والوصول إليها من أسهل ما يكون "شرط أن تأتوا حاسري الرؤوس راجلين حفاة، فأرضه التي اختار أن يسرح في خلواتها طاهرة مقدّسة.

لكن الظفر بالقمم لا يتمّ إلا بالصعود.

ومن هناك سوف تنسدل الستارة على شواهد عاش بها العقل البشري ردحًا من الزمن:

·        فلا نيتشه الذي خلال اثني عشر عامًا بعد انهياره، زحف العقل الفلسفي ليزوره وكأنه الرمز المصعوق لأسمى درجات وجدانه ولعدميته.

·        ولا كارل ماركس الذي "يرقد خطأً" في مقبرة هايغيت في لندن.

·        ولا "مومياء الرجل الشيوعي" الذي كان مؤلهًا في تابوته الزجاجي.

·        ولا الأساطير الدينية التي صوّرت لنا بروميثيوس شهيدًا مصلوبًا الى عامود قائمٍ في أقاصي الأرض، شهيدًا أزليًا محرومًا الى الأبد من مغفرة يرفض التماسها.

لن يكون هناك سوى صومعته وبقدر ما تنعطفون عليها وتسبرون أغوارها تتجاوزون الأنانيات التي تمنعكم من الاستسلام لها ومن الهبوب مع رياحها، ترفعكم الى قممٍ أعلى.

ومن عندها يمكن هذه "التأملات" أن ترينا ما يمثل الكاتب نفسه: كما هو، فكرًا... ذئبًا... متحولاً... وشتامًا عندما يتعلق الأمر بالبشاعة، متصالحًا مع ذاته عندما تكون حرية الآخرين حقًا لهم... متعريًا عندما يكون الكلام بلا أقنعة، وغاضبًا... وإن كان الغضب يعمي البصيرة: إلا بصيرته وذلك لأن لغضبه أسباباً لا يمكن كتمها، فأنت عندما "ترى الى حلف قذر ينتحل لنفسه لقبًا علميًا ويشوّه المجالات وينصّب نفسه وليًا عليك، وتصمت، فسوف يكون صمتك تواطؤاً، ومداهنة وجبناً يُلحق العار بك."

وهكذا... وما زلنا في "التأملات وثمة عبرة يجب أن تُروى هنا: لقد اشتبه بعامل على أنه سارق، إذ "كانت عربته التي يدفعها أمامه تخضع للتفتيش كلّ مساء عند خروجه من المصنع تفتيشًا دقيقًا، ومع ذلك، فإن الحراس أخفقوا في اكتشاف اللغز وهو أن العربات نفسها هي ما كان يسرقه العامل.

وإذا كان ثمة ما هو مشترك بين الأفكار والتأملات، فإن مفارقة مشابهة تتطابق مع هذا المفهوم، إذ تبقى في عقولنا أولاً وقبل كلّ شيء مؤشرات الجريمة الصريحة والأعمال الشائنة الواضحة وتلك التي من السهولة الحكم عليها من أدلتها المباشرة، ولكن؟؟؟

هناك ما هو غير ظاهر: انحرافي... جرائمي... تضليلي... كاذب... مموّه، إلا أنه مغطى بقشرة خارجية جافة، يكفي أن ينزعها المرء حتى ينكشف ما تحتها من أدلّة. وفي نطاق آخر، فإن الذهني، العقلي، النفسي، والأخلاقي، يخبئ ما هو أفظع، حيث قضايا كثيرة مغلفة بالغيوم... كأننا نعيش في كل هذا الإعلام الذي نحن فيه، وفي كلّ هذه الجامعات الكبرى الفرنسية والإنكليزية، العربية – اللبنانية، وفي هذا العدد من دور النشر ومعارض الكتاب، وهي في كلّ هذا، كـأننا نعيش فراغات لا نستطيع إجراء تأملات حولها، لأنها سرعان ما تطرد من جانب آخر ينابيع أخرى تغرينا لتجرّع سمّها.

وفي الواقع، لدينا مناطق ظلام ثقافي، فكريّ علميّ... بل ولدينا قصيدة فاجيك التي لا تُنسى، المكتوبة عام 1955 حيث نجحت السوفياتية في تحويل ماء البحر الى عصير ليمون، وكانت الجماهير على الشاطئ تشرب هاتفةً بدهشة: عصير برتقال، عصير برتقال"، وتتقيأ!!!

لدينا قصيدة هذا الشعر، ولدينا الآن "قصائد" الدكتور افرام بعلبكي، "لمع من فكر معلم"، تأملات وتعاليم على أوراق مبعثرة، لكنها الأوراق التي تجعلنا نتأمل في الكثير الكثير، تجعلنا نميّز طعم الملح عن طعم الليمون، تعلّمنا كيف نؤسس لذاتنا منظومة معرفية تصفي الجهل والتحريف واللعب في التعبئة الدينية والسياسية... تحمينا من أمراض الكلمات: من الكلمات السائدة التي تعبر كما يعبر السارق بعرباته المسروقة: اليمين / اليسار / الرأسمالية / الاشتراكية  المعابد / الأنبياء/ الطوائف / الديمقراطية / الاستبدادية... كلمات اكتسبت من بين جميع الكلمات التي تستخدمها للدلالة على الأبعاد الإيديولوجية، الفلسفية، السوسيولوجية، السياسية، امتيازًا وسيطرة جعلت منها كلمات سائدة.

غير أن هذه الكلمات السائدة تبدو في الوقت عينه كلمات عملاقة بسطت سيطرتها على المجال الذهني وبكثافة ولكن فيها ما فيها من معانٍ جوفاء وزائفة، فلنحترس إذن من الكلمات السائدة لأنها أُفسدت وتوسوست وفقدت فضيلتها الإجرائية لتكتسب على البدل منها "فضيلة استلابية"...  أضحت الكلمات السائدة مليئة بالثقوب العمياء أو باعثةً على العمى، وكنا نظن أن وظيفتها إلقاء الضوء على طبيعة المعاني العميقة، على طبيعة الواقع السياسي والاجتماعي والديني الذي نعيشه، فإذا هي المرض وليس الحكيم.

ألا نبدو إذن سكان قلعة مهدّمة الأسوار؟  بلى! لم يعُد ثمة من ملاذ إلا "اللمع من فكر المعلم"، لمع من تأملات وتعاليم علينا أن نقتفي أثرها بين أوراق مبعثرة في حياتنا، في تجاربنا، في مواقفنا، حيث لا أحد ينطق باسمنا، كما يقول الدكتور افرام ولا يمثلنا في محافل واجتماعات ولا تكون خرساء... أوراق موجودة – كما صومعته – في "عودة لفلاسفة سبقوا وجودنا، وكلّ هذا جنبًا الى جنب مع ما تركه لنا الدكتور افرام البعلبكي... هذه التركة لن تكون وحدها كافية لاكتمال البناء الثقافي لأنماط حياتنا وأشكالها لكنها كافية لإضاءة الطريق من فرط ما فيها من إشعاع.

فلنرفع الصخرة إذن، صخرته، ولنقتنِ رزمتها فهي حقًا "لمع من فكر معلم".

يا دكتورنا العظيم، إن قلمي الذي يتطلع الآن الى استجلائك، إنما يقف في الجانب الذي تطلّ منه صومعتك من أربع زواياها.

لكنه فيما هو وطيد الإيمان بأن بإمكان الإنسان بلوغ المعرفة، باتباع تعاليمك هذا النهج الذي اختطته ضمائر العقل والمعرفة فإنه كذلك ليعترف لك بأنك أوجدتَ مفتاحًا، لربما كان لكلّ إنسان أن يمسك به: سيأتي يوم تحبّ فيه بصفتك مخلّص حتى لو لم تُصلب، فيكفي لنا أن لا تكون بروميثيوس حامل النار، وأنك ايضًا لم تنشد المغفرة من أحد.