مهرجان الكتاب انطلياس يقدم تحية إلى الشاعر موريس عوّاد

 

في اليوم الخامس عشر من المهرجان اللبناني للكتاب،السنة 38 – دورة المعلم بطرس البستاني، نظمت الحركة الثقافية انطلياس، لقاء تحية إلى الشاعر موريس عواد، شارك فيه الدكتور جورج زكي الحاج، الشاعر قزحيا ساسين والدكتور جورج شبلي، وأدارها الأستاذ إيلي الحجل، على مسرح الأخوين رحباني في دير مار الياس انطلياس، في حضور عدد من المهتمين بالشعر والثقافة ومحبي الشاعر عواد وزوار معرض الكتاب.

بعد النشيد الوطني، كانت كلمة لمدير الندوة الحجل اعتبر فيها أن ما سيبقى من إرث موريس عواد ليس، حتما، صدى جدال العاميـة/والفصحى أو "لبننة" الإنجيل المقدس، بل ثلاثةٌ، أولها صورةٌ جماليةٌ متجددةٌ لا تشبه سواهـا، ابتدعها عواد بذائقة فنية عالية وآلف فيهـا بين عمق المعنى وبساطة المبنى داخل فضاء بلاغي، وصورةٌ شعريةٌ فريدةٌ قلمـا نجـد لها مقابلا أو ظلا، وثانيها موقفٌ حـاد عنيدٌ من الحياة والوجود وأصحاب السلطة، أما ثالثها فقدرةٌ نادرةٌ على توفير منتهى التوازن في مقاربة المرأة شعريـا إذ استطاع بميزانه الدقيق أن يصالح جسد المرأة وروحها.

وشدد الحجل على هذه التحية إلى روح عواد الخالدة هي وقفة وفاء وعرفان لشاعر كبير، كان أحد مؤسسيها الأوائل.

الحاج

وألقى الدكتور الحاج كلمة للمناسبة بعنوان "الرؤيا زورق الجمال"، تحدث فيها عن حبه للشعر منذ صغره وحفظه آلاف الأبيات وعن بدء ظهور نجم الشاعر موريس عواد في سماء الشعر العامي مطلع السبعينات، لافتا إلى أن الأخير انعطافة مميزة في الشعر العامي اللبناني فتأثر به عدد غير قليل من الشعراء الشباب.

وتناول أهمية الشعر في حياة عواد إذ وهبه حياته ونذر له نفسه ليصبح شغله الشاغل فآمن به رسالة عطاء ومطهّر نفوس وأخلص له وكان قضيته كما الحب والوطن فأتى شعره رعشة جديدة في جسم الشعر العامي اللبناني بعد رعشتين كانتا إيذانا بسن البلوغ هما رعشة "جلنار" لميشال طراد العام 1950 ورعشة "يارا" لسعيد عقل العام 1960 ليكون "قنديل السفر" لموريس عواد 1970 الرعشة الثالثة التي أنضجت عنقود الشعر.

ولفت الحاج إلى أن قضية عواد تسير في ثلاثة اتجاهات: الإنساني العام والإيماني والوطني القومي، أما غزل موريس عواد فعالم قائم برأسه وأحيانا يدخل في أنواعه الشعرية كلها وإن كان يأخذ طابعه الاستقلالي.

 

 

 

 

ساسين

بدوره ألقى المحامي ريشار شمعون كلمة الشاعر ساسين بعنوان "رح يخلصو الملوك... وتضل إنت"، رأى فيها أن الشاعر عواد تزوج اللغة اللبنانية زواجا مارونيا، حفر فيها مغارة غميقة بقلمه المروّس واستحبس فيها.

ورأى ان عواد لم يترك الأوزان تكون رمال متحركة تأخذه إلى أماكن غريبة عن عناد رغبته ولا ترك القافية تدق أجراس العيد التي تريدها بل كان قلمه يمون على ورقته، لا يغريه طول السطر على الورقة الكبيرة ولا تقدر الورقة الصغيرة أن تكتّف له يديه على سطورها.

 

شبلي

كذلك كانت قصيدة وجدانية بالعامية للدكتور شبلي اعتبرها "وفاء لشاعر العنفوان الوطني: موريس عواد".