ندوة عن دير سيدة البلمند في مهرجان الكتاب انطلياس

في إطار النشاطات المرافقة للمهرجان اللبناني للكتاب للسنة 38 – دورة المعلم بطرس  البستاني، نظمت الحركة الثقافية انطلياس ندوة عن كتاب "دير سيدة البلمند: آثار، تاريخ وتراث مادي" إعداد الدكتورة نادين بنايوت هارون وإشرافها، شاركت فيها إلى جانب الأستاذة مي دايفي وأدارها الدكتور جورج نحّاس، على مسرح الأخوين رحباني في دير مار الياس انطلياس، في حضور عدد من المهتمين وزوار معرض الكتاب.

 

بعد النشيد الوطني، ألقى الدكتور نحّاس كلمة لفت فيها إلى أنه كتب توطئة قصيرة للكتاب تاركا للقرّاء أن يتأملوا بغناه وأهميته إذ يتكلم على أحد المعالم البارزة في الكنيسة الأنطاكية اليوم، وهو معلم يدل على استمرارية تاريخية مهمة وعلى تواصل حضاري يشهد عليه التثاقف الذي عرفته المنطقة ويشير إليه أكثر من فصل في الكتاب.

وأشار إلى أن مقالات الكتاب تدلّ على الرؤية وغناها وتوثباتها، وما بدأ سنة 1945 مع إعادة فتح مدرسة البلمند واستكمل مطلع الستينيات مع البطريرك اغناطيوس الرابع يدل إلى وعي مميز للحفاظ على التراث البلمندي وضرورة تطويره ليتماشى ومتطلبات خدمة المنطقة وأبنائها. وشدد على أن كنز البلمند يعني أن وطنيتك ومسيحيتك توأمان يقوى أحدهما بالآخر كما عبّر عن ذلك قادة فكر في كنيستنا وأرادوا لمؤسساتنا الوطنية أن تعبّر عن هذه الرؤية أصدق تعبير. أما من حيث الحرية الفكرية فشكلت دوما مجموعة الباحثين التي عملت في المعهد ومعه بوطقة علمية آثرت على نفسها أن تفتش عن الحقيقة وتعلنها.

وختم بالتشديد على أن كنز البلمند هو التفاني من أجل رسالة البلمند.

 

بنايوت هارون

أما الدكتورة بنايوت هارون فبدأت كلمتها بأهمية وواجب الحفاظ على الإرث ونقله إلى الأجيال الآتية في ظل ما تشهده المنطقة من دمار هدفه مسح آثار الآخر وكيانه هويته، فكان هذا الكتاب الذي يتضمن في جزئه الأول تطور البحث حول الدير وتتعلق الدراسة بمجموعة العناصر المكونة للدير، مُتنَاوِلة بطريقة علمية المعطيات الأثرية التاريخية والهندسية، وفي جزئه الثاني يهتم بالتراث المادي المتراكم عبر العصور ويستحق تسميته "كنز دير سيدة البلمند" ويتضمن أيضا تحليل معمّق شارك فيه عدد كبير من الباحثين درسوا الأيقونات والثياب الكهنوتية والموجودات الليتورجية والمخطوطات والبلاط الخزفي.

وشكرت المؤلفة كل من ساهم في هذا العمل البحثي، مشددة على أن التراث الروحي لدير سيدة البلمند  يحتل المكانة الأهم لكونه أنشىء لهدف روحي في المقام الأول.

 

دايفي

بدورها ألقت الأستاذة دايفي كلمة بالفرنسية أشارت فيها إلى أن هذا الكتاب هو الأول من نوعه عن التاريخ الأثري لدير أرثوذكسي وهي الدراسة الأثرية الأولى عن دير مسيحي في لبنان.

وخرجت بنتائج عدة أولاها أن دير سيدة البلمند يعود إلى الفترة البيزنطية وبالتالي هذا الدير يسمح لنا بإعادة تصويب تاريخ لبنان في هذه الفترة المجهولة. ثانيتها عن تقنية البناء التي تشبه في الحد الأدنى تلك الموجودة في الأديرة السيسترسية، ما يفتح الباب على أبحاث عن فترة الفرنج.

ونوهت بما تضمنه الكتاب من معلومات عن الأثاث والأيقونات والملابس والإرث الديني الذي نجا من تقلبات القرن التاسع عشر ولا سيما الحرب اللبنانية، وشكرت لدير سيدة البلمند نشر هذه الدراسة.