كلمة الاستاذ جورج ابي صالح امين عام الحركة الثقافية انطلياس في ختام المهرجان اللبناني للكتاب

اختتام المهرجان اللبناني للكتاب

في دورته الـ 41 - آذار 2024

أولاً: منذ 29 شباط، كان لبنان يواكب عبر الإعلام ، وبالتزامن، أربعة أحداث سلبيّة وحدثاً ايجابياً واحداً:

التطورات السلبية

  • تطورات حرب غـزّة وأخبار القتل والدمار، مع المساعي الدولية لإيقاف حرب الإبادة الإسرائيلية والتهجير الجماعي المتكرّر ضد الشعب الفلسطيني.
  • تطورات شغور رئاسة الجمهورية اللبنانية، مع المساعي الخارجية والداخلية لإخراج لبنان من نفق هذا الفراغ الرئاسي المتمادي، والذي يشكّل دليلاً ساطعاً على عدم نضج القيادات والأحزاب السياسية المحلّية وعدم أهليّتها للحكم وإدارة شؤون البلد وفقاً لأحكام الدستور، وبتداول عاديّوطبيعي للسلطة.
  • تعثّر كل الحلول المجتزأة والمرتجلة لمعضلة انهيار العملة الوطنية، وتبدّد مدّخرات اللبنانيّين في القطاع المصرفي.
  • الإرتفاع الجنوني والصاروخي لأسعار السلع الإستهلاكية وضروريّات الحياة اليومية بموازاة ارتفاع معدّل التضخم وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين اللبنانيّين.... وكلّها أحداث وتطورات سلبيّة !!!

أما الحدث الإيجابي الوحيد فهو:

  • انعقاد المهرجان اللبناني للكتاب في دورته الـحادية والأربعين،الذي يشكّل العلامة الفارقة الوحيدة بل المنارة الوحيدة الساطعة وسط هذا المشهد الظلاميّ المقيت من حياتنا العامة.

أجل، لا نغالي إذا قلنا، بكل تواضع وموضوعية، كانت الحركة الثقافية-أنطلياس

مالئة الدنيا وشاغلة الناس في لبنان بأخبارها " الحلوة " على مدى 11 يوماً.

ثانياً: لقد استضاف معرض الكتاب حوالى 40 مشاركاً من:

* دور نشر ومكتبات وجامعات ومراكز أبحاث خاصة وعامة، علماً أن بعض المؤسّسات العارضة كان لديه تفويض بتمثيل ناشرين آخرين. إضافةً طبعاً الى المنصّات الثوابت، وهما الجيش وقوى الأمن الداخلي، رمزَيْ سيادة الدولة اللبنانية التي لا بديل منها، ولا غنى عنها، مهما طال الزمن أو قصُر). فالشرعية لها وحدها وكل ما عداها عارضٌ، عابرٌ، وآيل الى زوال، شأنه شأن كلّ وصاية أو انتداب أو احتلال.

*عملياً، تمّ تقريباً إشغال كامل الطاقة الاستيعابية للقاعة الكبرى لدير مار الياس-أنطلياس، حاضن حركتنا الثقافية منذ 46 عاماً... حركة البيع كانت مرضية جداً، وعلامات الارتياح بادية بوضوح على وجوه جميع الناشرين المشاركين.

* باختصار، يمكن القول: إن مهرجان حركتنا استعاد هذه السنة كامل عافيته، بعد أزمة انتشار جائحة الكورونا، وانفجار بل تفجير مرفأ بيروت، وانحلال المنظومة القضائية، وانهيار المنظومة المالية-المصرفية مع كلّ مضاعفاته النقدية والاقتصادية.

 ثالثاً: أما أنشطة المهرجانالتي رافقت معرض الكتاب، فتوزّعت كالآتي:

(1)- توقيع 122 مؤلِّفاً على كتبهمالصادرة حديثاً، وهونشاط حيوي يولّد التفافاً واسعاً حول الكاتب من قبل أصدقائه وقادريه وزملائه وطلابه الخ، ويسلّط الضوء على ميدان التأليف والنشر الطباعي، ويدحض مقولة أن الكتاب الإلكترونيحلّ محلّ الكتاب الورقي، بل يشير بوضوح  الى أنهما متلازمان ومتكاملان في الدور التثقيفي البنّاء.

 

(2)- وهذه السنة، استأنفت حركتنا إصدار منشوراتها بوتيرة طبيعية، فأصدرت على هامش المهرجان:

             - كتاب المهرجان 2021 و2024 (أي مواد نشاطات مهرجانيْ 2020 و 2023؛ 440 صفحة).                        

     - كتيّب " أعلام الثقافةللسنة الحالية 2024 (80 صفحة)؛

     - الجزء 7 من موسوعةأعلام الثقافة (800 صفحة)؛

(3) - 21 ندوة فكرية، حول موضوعات راهنة أو حول مؤلَّفات حديثة الصدور في أمّهات القضايا التي  تعني اللبنانيّين عموماً وتثير اهتمام المثقّفين بوجه خاص:

  أ) 3 ندوات حول ملفّاتساخنة                             ب) مناقشة  8  كتب حديثة الصدور

 ج)- الاحتفال بيوم المرأة العالمي(8 آذار)                     د)- الإحتفال بعيد المعلِّم(9 آذار)  

 ه)- تكريم مجموعة تضمّ 8 من « أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي » ،بينهم 2 من عالم الفن ، (مسرح وموسيقى). وهو تقليد درجت عليه الحركة الثقافيّة - انطلياس منذ 37 عاماً،واختتمته اليوم بتكريم الموسيقي وأستاذ العزف على العودشربل روحانا.

* ماذا يعني تكريم شربل روحانا وأمثالِه من المبدعين اللبنانيّين؟

            إنه يعني باختصار إبرازَ ثراء لبنان الحقيقي، أي مخزونه الثقافي، واحتياطيّه الحضاري المستدام، المتميّز في هذه المنطقة من العالم، بل وفي العالم أجمع !. فالغناء هو ، كما تعلمون، نتاجُ توليفةٍ موفّقة من كلمة (شعر)، ولحن (موسيقى)، وصوت (غناء). وحده هذا النتاج التوليفي الموفَّق يولّد طرباً، ويثير نشوةً، ويملاً قلوب الناس فرحاً واغتباطاً، فيمنح اللبنانيَّ العائش في قلقٍ شبه دائم لحظاتٍ أو أوقاتاً من السعادة والبهجة، بحيث يشعر بحلاوة الحياة متناسياً مرّها والعلقم. ولكلّ انسان منّا الحقّ في مثل هذه الإستراحات، فهي بمثابة الأوكسيجين الذي يأتيه في لحظة اختناق، فينعشه وينقذه من مواتٍ دراماتيكي فيمنحه فسحةَ رجاء...

           أستاذ شربل، لك منا، نحن محبّي وقادري أصالةِ الفن وفنِّ الأصالة، كلّ التقدير والإمتنان على مساهمتك، شخصياً وبالتعاون مع زملائك، في الحفاظ على تراثنا الموسيقي الوطني الأصيل وإغنائه. فهنيئاً لك بهذا التكريم... إنك لمستحقّ، مستحقّ ، مستحقّ !

                                

  • ختاماً، لكل بدايةٍ نهاية... وعليه، نعلن اختتام المهرجان اللبناني للكتاب في دورته الـ41 ونضرب لكم موعداً في آذار من العام المقبل، إنشالله ... كل معرض وأنتم بخير.

 

            أنطلياس في 10 آذار 2024       

الأمين العام

جورج أبي صالح