تقبل الولد المختلف

مع الدكتورة ريم معوض  

إدارة: الدكتورة هدى رزق حنّا

 

10 آذار 2015

 

      

الحركة الثقافية – انطلياس ترحّب بكم طلاباً وأساتذة في معرض الكتاب اللبناني السنوي. نحن اليوم مجتمعون للتفكير في موضوع حسّاس يخصّ العديد من العائلات اللبنانية ويخصّ كل إنسان مؤمن أن الآخر مهما اختلف عنه هو جدير بالمحبة والاحترام لأنه انسان. ان تقبل الولد المختلف موضوع يشغل عقل وقلب عدد كبير من الامهات. هنّ يتعرضن وعائلتهن الى انواع من التهميش او حتى النبذ او الرفض من قبل المجتمع لأن اولادهن مختلفون، فالجيران والاقرباء والمسؤلون عن المدارس، والمعلمون بشكل عام، يفضّلون تفادي الولد المختلف ويميلون الى عزله ومقاطعته.

        في لبنان يبحث الولد المختلف عن مساحة يستطيع العيش والتنفس والتعلم فيها بدون احراج، بدون توبيخ، بدون اهانات مباشرة او غير مباشرة، وبخاصة بدون مقارنة مع باقي الاولاد.

        في مدرسة الـ FISTAأي First Step Together Associationتتاح لهذا الولد فرصة العيش بحرية واطمئنان.

        واليوم نحن سعيدون ومحظوظون لأننا نستقبل مديرة هذه المدرسة الدكتورة ريم معوض وهي متخصصة في اعداد برامج التربية المختصة، وفي تدريب الأساتذة والاهل على اساليب هذه التربية والمختصة ومناهجها الضرورية للولد المختلف. تلقت السيدة ريم دراستها الجامعية في الجامعة الاميركية في بيروت وتخصصت في علم الاجتماع وبعد سنتين نالت دبلوم دراسات عليا في التربية المختصة كما نالت شهادة ماجستير في علم النفس التربوي وعلى الرغم من مسؤولياتها المتعددة في ادارة مدرسة الفيستا استطاعت ان تستكمل ابحاثها وقراءاتها واستحقت عن جدارة شهادة الدكتوراه في فلسفة التربية العلاجية من جامعة Aberdeen  في اسكتلندا.

        وما يدعو الى الاعجاب والتقدير عند الدكتورة ريم هو انها تعيش الافكار التي تؤمن بها وبخاصة نظريات الفيلسوف Rudolph Steinerفي تفاصيل حياتها اليومية مع تلاميذها المختلفين الذين بفضلها استطاعوا ان يجدوا مساحة سلام ومحبة يعيشون فيها، وان ينمّوا طاقاتهم الفكرية والعاطفية في جوّ من الاحترام والتفاهم.

        لقد قال لي استاذ امضى سنتين في هذه المدرسة "العمل في مدرسة الفيستا كالعيش في حلم، هناك كل ولد يسكنه اله فلا يسعك الا ان تحبه وتحترمه".

دونت دكتورة ريم افكارها التربوية وخبرتها مع تلاميذها في كتاب عنوانه "الولد المختلف" وهو متوفر في دار العلم للملايين الموجودة هنا في المعرض. سأترككم معها الآن لتتعرفوا اليها فتتنوروا من تجاربها وتستوحوا من صفائها.