الأربعاء 11 آذار

ندوة حول "تعزيز المواطنة من خلال التراث الوطني"

 

كلمة الدكتور الياس القطّار

استهلّ الدكتور الياس القطّار، مدير الندوة، كلمته بتعريف التراث قائلًا إنّه ثروة يتمتّع بها وطنٌ في مختلف المجالات ويشمل كل ما خلّفته الأجيال السابقة إذ أنّه مجموعة تجارب سابقة لا تعيق النمو الحضاري والإنساني والعلمي. ثمّ أشار الى أنّ تراث لبنان متنوّع إذ امتزج بتراث الإحتلالات الّتي مرّت عليه وتأثّر بالثقافات الغربيّة. وشدّد على أنّ الوطن "شراكة في الحقوق والواجبات ونظام للتكافل الاجتماعي". بعدئذٍ، ذكر أسباب عدم تطوّر فكرة الوطن والمواطنة في الشرق ومنها "الثقافة الدينية الموروثة، الجدل حول حقوق المرأة والأقليات" وغيرها. وطرح إشكاليّة عن كيفيّة الإستفادة من غنى التراث وتجاوز "نوازع التخلف الكامنة". وفي نهاية كلمته، أشار إلى أنّ تراث لبنان ساهم في "تعميق وتجذير حب لبنان في لا وجدان اللّبنانيين" متسائلًا ما إذا هناك علاقة بين التراث الماضي والمواطنة الحديثة والمستقبليّة. 

 

كلمة الدكتور جورج زوين

بدأ الدكتور جورج زوين كلمته بقراءةٍ حول مبدأ التراث منذ الجذور بهدف توضيح هذا المفهوم، بدءًا من النهضة، مرورًا بالثورة الفرنسيّة والقرن الثامن عشر ووصولًا إلى القرن العشرين. في البداية، ذكر أنّ التراث هو غير قابل للتصرّف إذ أنّه ملكيّة ويتمّ تناقله من جيلٍ الى آخر. ثمّ في القرن الخامس عشر، اعتُبر الفنّ نشاطًا فكريًّا وفي القرن الثامن عشر، كانت فرنسا البلد الأوّل الّذي اهتمّ بالتراث. أمّا في القرن الثامن عشر، فكان للثورة الصناعيّة دور كبير في تطوير مفهوم التراث وتعزيزه وذلك بفضل الموارد التي خصصتها الدولة من الفائض الإقتصادي. وفي القرن العشرين، شهد التراث وعيًا نتُج عن عصر المستعمرات، فبات من الضروريّ المحافطة عليه لخير البشريّة. وفي السبعينات، وضعت اليونسكو إتفاقيّة لحماية التراث العالمي. وفي الجزء الثاني، تحدّث الدكتور زوين عن وضع التراث في لبنان، مشيرًا إلى أنّ جمعيّات عدّة ساهمت في حماية البيئة والتراث منذ التسعينات. ثمّ أضاف أنّ العولمة والإنترنت أبعدت اللّبنانيين عن ركائزهم الثقافيّة فنسوا الأسماء الكبيرة في عالم الموسيقى والأدب والشعر. واعتبر أنّ التراث هو مصدر للقيم ومنتج مفيد للإقتصاد. وفي الختام، شدّد على "ضرورة استخدام وسائل تنفيذ وتحكّم معاصرة وملائمة" من أجل توعية الموطن على احترام التراث والمحافظة عليه.

 

كلمة الدكتورة منتهى صاغيّة

أشارت الدكتورة منتهى صاغيّة في بداية كلمتها إلى أنّ تدمير الإرث الحضاري يولّد الألم لدى الإنسان إذ أنّ الإرث يعطي "معنى لهويّته ولاستمراريّته". وتحدّثت عن المشاكل الّتي يواجهها التراث قي الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا إذ هناك نقص في المختصّين وغياب التنسيق وتبادل الخبرات وضعف الإلتزام السياسي وغيرها من المشاكل، لذلك رأت أنّ الحلّ يكمن في قرارٍ سياسيّ يدعم التراث ويجد له تمويلًا، إضافةً الى وضع خطط عمل ذكيّة وطويلة الأمد قبل تنفيذ أيّ عملٍ وتخصيص زيارات تثقيفيّة للطلاب وتشجيع حرف قديمة ومحليّة... وفي الختام، تحدّثت عن موقع جبيل، المذكور على لائحة اليونسكو للتراث العالمي، مشيرةً إلى أنّه مهدّد بالإنزلاق، وشدّدت على ضرورة تحضير مشروع  لحمايته وتدعيمه ضدّ الكوارث.