ندوة: شهادات من الحرب الكبرى  -  ادارة  د. انطوان ضومط

السبت 14 آذار

رواية رمزي سلامه شهادات من الحرب الكبرى "الناجون"

 

كلمة الدكتور أنطوان ضومط

تحدّث الدكتور أنطوان ضومط، مدير الندوة، في بداية كلمته عن الحرب العالميّة الأولى، مشيرًا إلى أنّها كانت من أبرز الأحداث المأساوية في التاريخ، إذ تعدّت على كرامة الإنسان وجسده وحقوقه. ثمّ أضاف أنّ لبنان عانى كثيرًا من هذه الحرب وبخاصّة بسبب ممارسات السلطات العثمانية الّتي أذلّت اللّبنانيين، وعدّد نتائجها السيّئة على الأصعدة الإقتصاديّة والإجتماعيّة والسياسيّة والعسكريّة. وتحدّث عن التدابير الإقتصاديّة الّتي فرضها العثمانيّون كالحصار البرّي والّتي أدّت إلى انتشار المجاعة والأوبئة والموت، إضافةً إلى احتلالهم الأديار والأبرشيات وتحويلها إلى ثكنات عسكريّة. وشدّد على أنّ الحسّ الإنساني مات في ضمائر القادة الأتراك وتصلّبت عواطفهم. وأشار الدكتور ضومط أنّ بعد مآسي الحرب، راح الناس يتداولون الروايات عنها حتى اليوم، فشدّد على أهميّة تدوين هذه الروايات الشفهيّة من أجل الحفاظ على التاريخ الإجتماعي. وفي نهاية كلمته، قدّم الدكتور ضومط الدكتور رمزي سلامة، صاحب الكتاب الّذي جمع فيه شهادات من ناجين لبنانيّين من مجاعة الحرب العالميّة الأولى.

 

كلمة الدكتور خاطر بو حبيب

أشار الدكتور خاطر بو حبيب في بداية كلمته إلى أنّ هذه الندوة هي للإحتفال بإطلاق ثلاثة كتب عن الحرب العالميّة الأولى، اثنان منها يشكّلان نوعًا من المفكرة اليوميّة والثالث الّذي كتبه الأستاذ رمزي سلامة يشكّل قصّةً من نوعٍ خاص. ثمّ ذكر أنّ كتابي اليوميات يعالجان موضوع الهجرة والحرب والمجاعة مع وصفٍ دقيق للوقائع اليوميّة، في حين أنّ موضوع كتاب الأستاذ رمزي سلامة "الناجون"، وهو بشكل رواية، يتمحور حول شخصيّة لبنانيّ درس في باريس وعاد إلى لبنان قبل اندلاع الحرب العالميّة الأولى بزمن قليل وشارك في أمور صغيرة وكبيرة في البلاد، وأشار إلى أنّ هذه القصّة تبرز "نتائج دراسة تفصيليّة وعميقة في تاريخ مرحلة الحرب وواقعها الإجتماعي". ثمّ شدّد على فكرتين رئيسيتين من هذه الكتب، الأولى هي "عمق الشعور الإنساني للشخصيات المركزية في المؤلفات الثلاثة"، والثانية هي البراهين الّتي تدلّ على "نسبة التعرّض" التي يمكن أن تقع فيها الشعوب الصغيرة. وفي نهاية الكلمة، أشار إلى أنّ الحصار الّذي فرضه العثمانيون أو الجيوش المعادية له على لبنان أدّت الى موت عدد كبير من اللّبنانيين.

 

 

كلمة الأستاذ أنطوان سعد

استهلّ الأستاذ أنطوان سعد، ناشر هذه الكتب، كلمته بالتحدّث عن الحرب العالميّة الأولى الّتي "قلبت المقاييس" في لبنان والّتي أدّت إلى انتشار المجاعة بسبب الحصار البري والبحري. وأضاف أنّ حوالي مئتي ألف ضحيّة سقطت في جبل لبنان بسبب المجاعة والأوبئة والقتل بالرصاص أو الإعدام. ثمّ أشار إلى أنّ لبنان خرج من هذه المآسي وناضل من أجل تحقيق مشروعه الحضاري، ونسى الناجون من الحرب مأساتهم، لذلك يرى أنّ من واجب أبناء الناجين الوفاء لما مرّ به الناجون. وفي هذا الإطار، أحيت "دار سائر المشرق" الذكرى المئوية للحرب الكبرى وأطلقت جوائز لتحفيز الطلاب على تسجيل روايات عن هذه الحرب، وبخاصّة عن المجاعة، والقيام بأبحاث تاريخيّة عن الأحداث في لبنان قبل الحرب وخلالها وبعدها. ثمّ عدّد الأستاذ سعد الروايات الّتي أطلقتها "دار سائر المشرق": "الناجون"، "يوميات ميريام بيس بو صادر"، "سر المئة عام" و"زمن الحصار". وأضاف أنّ "دار سائر المشرق" ستجمع الروايات الّتي لا يزال الشعب اللبناني يتذكّرها عن الحرب الكبرى لتنشرها في العام المقبل. وفي الختام، دعا اللّبنانيين إلى تذكّر المسؤوليات حيال الأجداد اللّذين ضحوا وناضلوا من أجل "الفكرة اللّبنانيّة".