كلمة أمين معرض الكتاب الأستاذ منير سلامــه في افتتاح المهرجان الخامس والعشرين آذار 2006

        أيها الأصدقاء،

        معاً نفتتح اليوم المهرجان اللبناني للكتاب في سنته الخامسة والعشرين، هذا المهرجان كما تعرفون ليس فقط معرضاً للكتاب، انه كما أرادته الحركة الثقافية - انطلياس تظاهرة ثقافية وتكريماً لمفكرين لبنانيين وعرب أسهموا ويسهمون في تفعيل دور لبنان والدول العربية في الحضارة الإنسانية.

        لقد تحوّل المهرجان اللبناني وعلى مدى ربع قرن مساحةً وطنية اجتمعت فيها نخب ثقافية وقانونية وإعلامية ونقابية وتعليمية وغيرها، شكلّت تياراً ممانعاً ومقاوماً في مرحلة أولى لحالة الحرب العبثية التي دمّرت لبنان، وفي مرحلة ثانية للوصاية الأخوية المباركة إقليمياً ودولياً والتي عملت على إلغاء مكونات الوطن والدولة في سعي لتحويل لبنان إلى إقليم أو تابع.

        أيها الأصدقاء،

        اليوم وبعد مرور عام على جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وما أعقبها من تداعيات سياسية داخلية وإقليمية ودولية، ونقمةٍ شعبية لبنانية عارمة اندفعت تقول "لا" مدوية معبرة عن إرادتها بالحرية والاستقلال ومع استمرار مسلسل الاغتيالات لشخصيات لبنانية استقلالية بارزة، نجد أن لبنان ما زال في دائرة الخطر الشديد، وان ما يشهده من تجاذب بين مواقع طائفية ومذهبية، وفي ظلّ تطورات إقليمية مقلقة، لا يدخل ضمن دائرة الخلاف السياسي التقليدي، إنما يتعدّاه إلى تشكيك بمفهوم لبنان - الوطن والى خلاف على مفهوم لبنان - الدولة في ظل تغييب تام للإنسان اللبناني وحاجاته وتطلعاته وآماله، والى تجاهل شبه تام للوضع الاقتصادي - الاجتماعي السائر إلى المجهول. 

        أيها الأعزاء،

        هذا الوضع القائم حالياً يفرض تحدياً على المثقفين والنخب الفكرية وعلى هيئات المجتمع المدني للقيام بدور أكثر فعالية في مناقشة القضايا الوطنية وفي وقف مصادرة المواطنين واختزالهم وتصنيفهم وتحويلهم إلى أرقام.

        كما يفرض عليهم المشاركة في حوار وطني حقيقي يعيد للمفاهيم الوطنية معناها ويعيد للدولة دورها في إدارة شؤون الوطن والدفاع عن حقوق المواطنين.

                أيها الأصدقاء،

        ان المهرجان اللبناني للكتاب يستضيف هذا العام عدداً متزايداً من دور النشر اللبنانية والعربية بما فيها منشورات كبريات الجامعات العاملة في لبنان وعددٍ من مراكز الأبحاث والمنظمات الدولية كما ان برنامج المهرجان حافل هذه السنة بالندوات والنشاطات المسرحية والبيئية والموسيقية، وبتواقيع الإصدارات الجديدة، وبتكريم نخبة جديدة من أعلام الثقافة اللبنانيين والعرب برزوا في الأدب والتاريخ والقانون والفن والعلوم والفلسفة، واسهم نتاجهم في اغناء الحضارة الإنسانية وبتحية في يوم المعلم إلى رائدين من رواد العلم والمعرفة في لبنان على ما يزيد عن نصف قرن من العطاء. أما الندوات فمتعددة تناقش إصدارات جديدة حول مسائل عدة إستراتيجية ووطنية وإعلامية واقتصادية، أما الخاص منها فهو تحية إلى جبران تويني ومن خلاله إلى شهداء الحرية بأبعادها الوطنية والإنسانية والإعلامية.

        أيها الأصدقاء،

        باسم الحركة الثقافية - انطلياس وباسمي اشكر جميع الدور المشاركة وكل من ساهم في هذا المهرجان كما اعتذر من بعض الدور الصديقة التي لم نتمكن من تلبية طلباتها نظراً لمساحة المعرض المحدودة والمشغولة بكاملها، بالرغم من أعمال التوسيع والتجديد.

        وأخيراً الشكر لكم أيها الأصدقاء، لأن دعمكم لنا هو أساس نجاحنا واستمرارنا.
 

منير سلامه
  أمين المهرجان اللبناني للكتاب