ندوة حول كتاب العميد نزار عبد القادر: "وطن بلا سياج"

الثلثاء 16 آذار 2010

أمام جمهور كبير من السياسيين والعسكريين والمهتمين من كل الاتجاهات والميادين عقدت هذه الندوة حول كتاب وطن بلا سياج.
 

images/bookfair2010/MCA_3144web.jpg

أدار الأستاذ جوزف هيدموس هذه الندوة حول كتاب العميد نزار عبد القادر "وطن بلا سياج". فعرّف أولاّ بالعميد عبد القادر، فقال أنه كاتب ومحللّ سياسي وباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية، كما انه استاذ محاضر في كلية ادارة الأعمال في الجامعة اللبنانية. فكتابه الأوّل بعنوان "ايران والقنبلة النووية" هو خلاصة خبرة ومعرفة كسبها في الميدان العسكري. وكتابه الثاني "وطن بلا سياج" هو استعراض للأحداث السياسية والعسكرية التي مرّ بها لبنان بشكل عام وخصوصاً منذ العام 2005. وخصصّ الجزء الأهم من كتابه هذا للتحدث عن السياسة الدفاعية للدولة اللبنانية منذ نشوئها، ثم ينتقل ليقترح وجهة نظره حول استراتيجية دفاعية مستقبلية للبنان. وختم الأستاذ هيدموس كلامه بطرح بعد المنطلقات التي يراها ضرورية لأية استراتيجية دفاعية للبنان، على ان تكون مرفقة بخطّة اقتصادية اجتماعية.

ثم ألقى النائب الدكتور فريد الخازن كلمته، فقال ان الكتاب هو نتاج بحث وتحليل لمسائل تخصّ السياسة اللبنانية والسياسة الدولية في الشرق الأوسط، وأنه يتضمن مقاربة شاملة للمسائل الأمنية والدفاعية التي تربط لبنان بمحيطه الاقليمي. كما أنه يعرض النزاع العربي-الاسرائيلي وصولاً الى قرارات مجلس الأمن الأخيرة الخاصة بلبنان من القرار 1559 الى القرار 1701. وأضاف النائب فريد الخازن: "نشارك العميد عبد القادر تأكيده ان من ثوابت الخلل في لبنان اغفال الدولة لوظيفتها في اقرار سياسات مبنية على مفاهيم واضحة لتحقيق الأمن الوطني، والمسؤولية في ذلك تتحملها القيادات السياسية". وأنهى كلامه قائلاً أن اذا اتفق المحاورون سيكون للوطن سياج، واذا اختلفوا فسنظل نبحث عن حماية على حساب الدولة.

ثم انتقل الكلام الى النائب الدكتور علي فياّض من كتلة الوفاء للمقاومة، فقال أولاّ أنه يزعم ان المنهجية التي يستند اليها العميد نزار عبد القادر في صياغة رواية الأمن الوطني والاستراتيجية الدفاعية تصلح ان تكون نموذجاً للذين يختلفون مع رؤية المقاومة من موقع ايجابي. وقال: ان تبدو الحاجة للمقاومة في نظرية الكاتب من الأمور البديهية. ورداً على ذلك، اكّد النائب فياّض أن المقاومة تتمسّك بدورها انطلاقاً من مصداقية تجربتها وفاعلية خيارها والنجاحات التي حققتها. كما أنه قال ان المقاومة تدعو الى تعزيز قدرات الجيش في اطار معادلة ثلاثية كانت قد وردت في البيان الوزاري وهي معادلة التكامل بين الجيش والشعب والمقاومة.

وبعد مداخلة النائب فيّاض، أعطى العميد الركن المتقاعد وهبي قاطيشا من جزب القوات اللبنانية رأيه حول الكتاب. فقال أنه يمكن تقسيم الكتاب الى قسمين: الأول يتناول عناصر المسألة الاستراتيجية كما عاشها الكاتب والثاني يتضمن بعض الحلول. وأضاف ان العميد عبد القادر نجح في طرح المسألة الدفاعية عن لبنان وذلك سياسياً واقتصادياً ومجتمعياً واقليمياً ومفهوم الأمن الوطني وتنظيم القوى العسكرية. ثم أبدى العميد قاطيشه رأيه بالخيارات الأربع التي طرحها الكتاب للدفاع عن لبنان، وهي: استراتيجية المقاومة، دمج المقاومة بالجيش، تحييد لبنان، وبناء الجيش القوي والقادر. ثم ذكّر ببعض المبادىء التي تستند اليها الاستراتيجيات الدفاعية في الدول. وبعد اعطاءه بعض الملاحظات والوقائع التاريخية، طرح تصوّره الخاص لاستراتيجية لبنان الدفاعية. وأنهى حديثه بهذه الكلمات: "نحن نقول ان الخطر لن يبارح لبنان طالما هناك مكوّن سياسي يمتلك سلاحاً يأتمر بقوى اقليمية ولا يعترف بشرعية الدولة اللبنانية بحقها الحصري للسلاح. والأخطر من ذلك كلّه أن هذا المكوّن يرفض الحوار ويتهم صاحب كل رأي آخر بالعمالة والخيانة ويتراجع عن الاتهام اذا وافقه الرأي".

ثم تكلّم مؤلف الكتاب العميد الركن نزار عبد القادر، فقال ان كان قد رأى في تأليف كتابه بدايةً مغامرة خطرة يراهن فيها على سمعته المهنية وسمعته ككاتب ملتزم في الصحافة اليومية. لكن تشجيعه الأول والأهم فجاء من الرئيس حسين الحسيني الذي كتب له مقدّمة الكتاب. ثم قال ان كتابه يشكل بحثاً لمسائل الأمن والدفاع وهويتطرّق بشكل مباشر لكل العوائق التي حالت دون امتلاك لبنان للقدرات العسكرية والأمنية الازمة لتأمين الاستقرار والسيادة، خصوصاً بعد خروج القوات السورية من لبنان. ثم قال ان الأمن الوطني يشكل جزءاً اساسياً من سياسة الدولة ويبقى هدفه الاساسي ايجاد الظروف الداخلية والدولية المناسبة لحماية القيم والمصالح الوطنية العليا ضد التهديدات الراهنة او المحتملة. وأنهى كلامه قائلا ان لا أهمية تتعدى اهمية قطاع الأمن الذي يجب ان يكون نقطة الارتكاز للديناميات السياسية وجميع مؤسسات الدولة الرئيسية.