نظمت "الحركة الثقافيّة- أنطلياس" ندوة  حول كتاب الأستاذ جورج فرشخ "بونا هكتور، المطران اسطفان هكتور الدويهي"شارك فيها كلّ من المونسنيور منير خيرالله والدكتور سمير خوري، وأدارها  الأستاذ أنطوان خواجه.


 عرف الأستاذ أنطوان خواجه بونا هكتور منذ صغره، فقد كان يتحلّق وأصدقاؤه حوله للاصغاء إلى قصصه المستقاة من روائع الأدب العالميّ. فتدين أجيال من أبناء إهدن زغرتا للبونا هكتور بثقافتها لأنّه حبّب إليهم القراءة والكتابة، ولأنّه جعلهم يكتشفون أهميّة الدرس والثقافة في تحقيق شخصيتهم ومستقبلهم. وعرّف الأستاذ أنطوان خواجه بالمونسنيور منير خير الله  أنّه أمين سر المجمع البطريركي الماروني وهو من أفضل من عرف البونا هكتور، فهو من أعزّ أصدقائه على غرار الدكتور سمير الخوري الذي سيتحدّث عن صديقه البونا بقلبه ويديه وعاطفته وحماسته للحقّ والحرية والإيمان. وترك الأستاذ أنطوان خواجه الكلام للمونسينيور خير الله.

 فعرض المونسنيور منير خيرالله لحياة "بونا هكتور" الواردة في كتاب الدكتور جورج فرشخ. فالمطران اسطفان هكتور الدويهي ابن إهدن-زغرتا، دخل المدرسة الإكليريكيّة في غزير بعمر 14 سنة، ثم تابع دروسه الفلسفية في الإكليريكيّة الشرقيّة في جامعة القديس يوسف بيروت، وتابع دروسه في روما، وعاد منها سنة 1959 حاملاً شهادة دكتوراه في اللاهوت، ثم قام بخدمة رعيّته. وقام بمشاريع مهمّة  منها إنشاء مكتبة "بيت الكهنة"، ومستوصف صحي سرعان ما تحوّل إلى مستشفى، وإحياء مهرجانات إهدن والزاوية. ولكن أهم انجاز له هو مشاركته الفاعلة في نشر ملف "كنيستنا تحت مجهر المساءلة" الذي يدعو إلى الإصلاح والتّجديد في الكنيسة تطبيقًا لتوصيات المجمع الفاتيكاني الثاني. ويضيف المونسنيور منير خيرالله أنّ "بونا هكتور" حين سافر إلى الولايات المتحدة الأميركيّة، قام أيضُا بإصلاح في الكنيسة انطلاقًا من اللّيتورجيا التي يعتبرها الوطن الثاني للموارنة. وكان يشدّد دائمًا على ارتباطه بلبنان الأرض بما يمثّل من إرث روحيّ، ويطالب بحسن تعامل الكنيسة المارونيّة مع الانتشار لأنّ الكنيسة المارونيّة في الولايات المتحدة الأميركيّة مثلاً ما زالت تعيش مرحلة انتقاليّة، وتجد نفسها في تجاذب مستمرّ بين الماضي والحاضر. ويدعو "بونا هكتور" الكنيسة المارونيّة إلى التبشير بالإنجيل، والارتباط بلبنان، وأن تكون بحق بطريركيّة.

 ثمّ أعرب الدكتور سمير خوري في مداخلته بإعجابه بموضوع كتاب الدكتور جورج فرشخ، وبخاصة لاستخدام كلمة "بونا" قائلا إنّها تجسّد بحقّ شخصية المطران الدويهي. وتحدّث الدكتور خوري عن ثلاث ميزات أساسيّة رأى أنّ المطران يتمتّع بها. فبونا هكتور هو حامل أبوة جذّابة لا صاحب أبوية خفاشيّة، فلقد لمس فيه حنانه الأبويّ، وصفاء أبوّته، فهو قلبّ يحبّ بدون حساب. ويتميّز أيضًا بأنّه رجل إيمان لا رجل ديانة، ويظهر هذا جليًا في مقالاته، وفي ما ذكره الدكتور جورج فرشخ في كتابه. فلم يخَف المطران من أن يدخل في صدام مع ذهنيات رجال المؤسسة، ويطالب بالإصلاح، والتجدّد.  وذكر الدكتور سمير خوري أنّ  "بونا هكتور" هو ثالثًا ابن الكنيسة لا موظف فيها، فهو قال مثلاً "سأضع المطران امام الأمر الواقع: إما تبديل الأوضاع في الرعيّة، أو ترك الرعية. إن ضميري الكهنوتيّ لا يسمح لي بأن أسير كما هي الحال عليه." وأوضح أن الكنيسة تتطلّب فحص ضمير، ونفضة قويّة. وشكر الأستاذ سمير خوري، الدكتور فرشخ باسمه وباسم من سيقرأ الكتاب لأمانته في السرد، ولأنّه يتمتّع بجرأة أدبيّة، ولأنّه اختار موضوعًا جذّابًا، فلقد أضاء على ذكرى ما حصل في رعيّة إهدن-زغرتا، وأضاء على شخصيّة كنسيّة مارونيّة من لبنان ملؤها قوة الايمان.