كرّمت "الحركة الثقافيّة- أنطلياس" الدكتورة "فاطمة الحاج"

قدّم التّكريم: الأستاذ "أحمد بزّون"

أدارت اللقاء:  الأستاذة بريجيت كسّاب

 

     كرّمت "الحركة الثقافيّة- أنطلياس" الفنانة الرسامة الدكتورة "فاطمة الحاج" تحيّة منها للابداع الفنيّ وايمانًا منها بالثقافة طريقًا إلى الخلود وإعلاء شأن الوطن. وذكرت مديرة اللقاء "بريجيت كسّاب" أن الدكتورة "فاطمة الحاج" مشت على درب الإبداع خطوة خطوة، متسلّحة بحبّها للرسم واستطاعت أن توصل تعابير الحزن والفرح والنجاح فصاغت كلماتها من القلب ألوانًا وصورًا. هي طموحة متمرّدة على واقع لا لون فيه ولا ابتكار ولا إبداع، ولم تتخلّ يومًا عن حلمها بأن تصبح رسامة بارعة. فقد عرفت كيف توفق بين حياتها البيتية وواجباتها العائلية وموهبتها وعملها.

      وتركت الأستاذة "بريجيت" الكلام للصحافي والكاتب والناقد الأدبي الأستاذ "أحمد بزّون" الذي تعرّف إلى الفنانة العام 1984 في معرض أقامه لها المركز الثقافي الأسباني في "بيروت" إثر نيلها جائزة بيكاسو للشباب. تغنّى السيد "بزّون" بفنّ الدكتورة "الحاج" التي تتلمذت على يديّ فنانين تركوا بصماتهم في التجربة التشكيلية اللبنانيّة أمثال رشيد وهبي ومنير نجم وشفيق عبود وأمين باشا. وعنهم ورثت اللونية الفاتنة، فهم علموها معنى اللون وحضوره وإضاءته وتعتيمه. تقدّم في لوحاتها الواقع لا كما يخلقه الله إنما كما تريد أن تراه. وكانت تفضّل الأحساس والعفوية وهي مبادئ تعلمتها في بيروت، على الحسابات الذهنية والرياضية وتطبيق مقاييس التشريح تماهيًا مع مطالب الأساتذة في "لينينغراد". أمّا في "باريس"، فراحت تصور المكان والطبيعة كما تخيلتها فبدأت مرحلة جديدة من التصوير تعتمد على إبداع الصورة أو المشهد. وبعد إنهاء دراستها في "باريس" عادت إلى لبنان على الرغم من المغريات هناك وأقامت معرضها الأوّل في المركز الثقافي الأسباني. تسخّر هذه المبدعة الفنون كلها لفنّها،  فصارت لوحاتها مسرحًا لكل ما يفتنها أو يحزنها في حياتها، فعند رحيل أختها ومرض أخيها لم تستطع أن تكبح تسرّب حزنها إلى لوحاتها التي ابتغتها فرِحة، فيُستشسفّ ذلك في احناءة في الرأس أو عتمة في الألوان الفاتحة. وكان للموسيقى أثر كبير في لوحاتها، فاستلهمت ضربة المشحاف الجريئة من موسيقى "تشايكوفسكي" فصوّرت من وحي "فصوله" الموزعة على إثني عشر شهرًا، إثنتي عشرة لوحة بالزيت والغواش. وكثيرًا ما تستخدم الألوان الحامية والمضيئة التي تحملها من الطبيعة، وتعشق الأكريليك وحتى لو استخدمت مواد أخرى، سرعان ما تضع طبقة ثانية فوقها من الأكريليك لأنّه يتيح لها الحفاظ على حساسيّة ألوانها. وشكر الأستاذ "أحمد بزّون" الحركة الثقافية على التفاتتها الكريمة إلى فنانة كانت تفضّل أن تعمل خارج الأضواء إلا أنّ إبداعها بات في عين الشمس.

وكانت بعد ذلك شهادات بالمحتفى بها من الناقدة الأدبية الدكتورة "يمنى العيد"، الدكتورة ندى حلو، الدكتور حسن جوني والمهندس صادق طبّارة والدكتور "عصام خليفة" أشادت بميزات الدكتورة "الحاج" وبإبداعها الفنيّ ومسؤوليتها الأكاديميّة التعليمية في الجامعة اللبنانيّة.

وشكرت الدكتورة "فاطمة الحاج" "الحركة الثقافية-أنطلياس" على مبادرتها وناشدت من على منبر "الحركة" تحرير الجامعة اللبنانية من الاستزلام، وتفريغها من القيود كافة التي تحدّ الإبداع فيها.

وفي الختام قدّم أمين عام الحركة، الأستاذ "جورج أبي صالح" شعار الحركة إلى المحتفى بها ونسخة عن "النصّ الأصليّ لعاميّة أنطلياس الشهيرة، عاميّة 1840.