كرّمت "الحركة الثقافيّة- أنطلياس" الدكتورة "خيرية قدّوح"
قدّم التّكريم:الدكتور "فوزي أيّوب"
أدارت اللقاء: الدكتورة "أسمهان عيد".

      ذكرت مديرة الجلسة، الدكتورة "أسمهان عيد" أنّ "الحركة الثقافية-أنطلياس" إذ تكرّم المرأة في عيدها السنوي، فلأنّ المرأة غيّرت وجه التاريخ، ولولاها لما كانت حضارة ولا استمرّت الحياة. فهي عظيمة وهي النور والنار. والمحتفى بها اليوم د."خيرية قدّوح" هي كل هذا، هي دائمًا مبتسمة، مفعمة بالحياة، تتحدى الزمن وتنتصر. عشقت هذه اللّبنانية الجنوبية الحرية وأبت إلا أن تحلّق بجناحيها نحو الأفق الأرحب فاندفعت للتحصيل العلمي في ظروف صعبة ومارست بعد ذلك التعليم المدرسي ومن ثمّ الجامعي.  تركت الدكتورة "أسمهان عيد" مهمة  تقديم المحتفى بها للأستاذ الجامعي والباحث في المجال التربوي الدكتور"فوزي أيوب".

فالدكتور"فوزي أيّوب" اعتبرأنّ الدكتورة "خيريّة قدوح" من الرموز المتألقة في عالم المرأة اللبنانية. فهي شخصية أكاديمية مرموقة ومقاومة بالمعنى الاجتماعي وصديقة وفيّة. ورأى أنّ تقديمها يكتسب طابعاً ثلاثياً: أكاديمياً ونضالياً وشخصياً. وتطرّق في بادئ الأمر إلى الناحية الأكاديمية عارضًا قراءته الخاصة لنتاجها الفكري والبحثي من زاويتين هما: اختيار الموضوعات البحثية ونتائج الأكاديمية للأبحاث.

ومن مزايا هذه الأبحاث الريادة في الحديث عن الوظيفة الاجتماعية المنحازة لعمليات التقويم التربوي، وتسليط أضواء إضافية على قضية ديموقراطية التعليم في لبنان عبر البحث عن تكافؤ الفرص الدراسية بين التلامذة، والنقد المبكر للمشروعات والخطط التربوية في لبنان والعالم العربي، والعناية الخاصة بقضايا الشباب ومشكلاتهم، وطرح قضايا تربوية كبرى بمنهجية تحليلية جدلية، وسهولة التوظيف الاجتماعي والنضالي للبحوث التي تقوم بها.  ومن الوجه الأكاديمي تحدّث عن الوجه النضالي مشيدًا بدفاعها عن المرأة العربية قولاً وفعلاً بأسلوبها الخاص. وبصفتها اليسارية التقدمية لم تفصل قضية المرأة عن قضية تحرير الانسان ككلّ، رجلاً وامرأة.  ولم تستزلم لأمراء الطوائف والأحزاب، ولم تسع إلى مصلحة شخصية، بل انصبّ جام اهتمامها على الدفاع عن حريات فئات الشعب كلها. وعلى الصعيد الشخصي، ذكر الدكتور "أيّوب" أن المكرّمة تتمتّع بشخصية فذّة، أبرز ما فيها الصدق مع الذات والآخرين، وهي تزدان بطاقة كبرى هي طاقة الحبّ الذي لا ينضب. وختم كلمته ببيتين

" خيرية مِن خيرِ مَن تلِدُ النسا   تتألقين اليوم صبحاً ومسا

من كل لبنان أتينا نحتفي        بكِ يوم سعد ماجد لا يُنتسى

عيدٌ وتكريمٌ وجمعٌ طيّبٌ        بربوع أنطلياس بالحبّ اكتسى."

وأُعطي الكلام للمكرّمة الدكتورة "خيرية قدّوح" التي شكرت"فراشة الربيع الانطلياسي" الدكتورة أسمهان عيد على نشاطها الدائم وحرصها على إنجاح اللقاء، وشكرت أيضًا صديقها الدكتور "فوزي أيوب" الذي بذل كثيرًا من الوقت والجهد على الرغم من مشاغله الذاتية. وخصّت بالشكر "الحركة الثقافية-أنطلياس" بأشخاص الأصدقاء د.عصام خليفة ود. أنطوان سيف والأستاذ جورج أبي صالح، التي تُشارك "بإعداد إنسان حرّ واع وصامد ومثقّف ومسالم وانسان أصيل...توّاق للترقي ولمستقبل أفضل في وطن موحّد ومستقلّ وديمقراطيّ وعلمانيّ..." (من نص ميثاق الحركة الثقافية). وحيّت صديقاتها العزيزات معتبرة أنّ التكريم لهو تكريم لهنّ أيضًا بما أنّ اللقاء ينعقد تحت راية "اليوم العالمي للمرأة"، وأشادت بصبايا الربيع العربي اللواتي يحاولن سلميًا، وشدّدت على عبارة "سلميًا"، أن يغيّرن مجتمعاتهنّ. واعتبرت نفسها محظوظة لأنها نعمت بكثير من الحب والحنان في كنف عائلتها وأصدقائها وزملائها. وعرضت في كلمتها مراحل حياتها من ولادتها وارتيادها مدرسة "تبنين" وزواجها وتكوينها أسرة ودراستها قبل الزواج وبعده وعملها المدرسيّ والجامعي في نطاق التعليم. وذكرت أنها ربّت أبناءها على أنهم "أبناء الحياة ومستقبل الوطن". لم تثنها الصعوبات التي واجهتها عن التحلّي بالمزيد من الشجاعة للتمسك بقناعاتها وخياراتها لأنها كانت تحظى بتشجيع أصدقائها وطالباتها ضمن "المجلس الثقافي للبنان الجنوبي" وكليات الجامعة اللبنانية. وفي الختام، شكرت الجميع على هذا الاحتفال المخصص للتعبير عن كلّ المشاعر الصادقة.

        وتلت شهادات بالمحتفى بها من د. وفاء أفيوني شعراني والشاعر حسن عبدالله ود. عصام خليفة والأستاذة ليلى علامة والإعلامي ابراهيم حيدر.

      وفي الختام قدّم أمين عام الحركة، الأستاذ "جورج أبي صالح" شعار الحركة إلى المحتفى بها ونسخة عن النصّ الأصليّ لعاميّة أنطلياس الشهيرة، عاميّة 1840.