كرّمت "الحركة الثقافيّة- أنطلياس" الأستاذ "عادل مالك"

قدّم التّكريم: الدكتور "زياد نجيم"

أدارت اللقاء: الدكتورة "نجاة الصليبي الطويل"

         رحّبت مديرة اللقاء، الدكتورة "نجاة الصليبي الطويل"  بالحضور باسم "الحركة الثقافية-انطلياس" التي تعلي شأن الثقافة وتبرزه بتكريم أعلام يُشهد لهم بنضج تجربتهم واشعاع مسؤوليتهم ورُقيّ مستواهم. وأشارت إلى  استمرار النجاح المهني يتطلّب الكثير من الإصرار والصبر والتخطيط، فكيف إن كانت المهنة هي الإعلام وبصورة أدقّ الإعلام المرئي. فإن لم يدفع الشغف كل اعلاميّ للبحث عن التميّز والتجديد في الشكل والمضمون، بصورة يومية، فلن يستطيع تثبيت حضوره. وإنّ تمكّن اعلامي من النجاح في هذه التجربة وهي تجربة حياة، تنطبع صورته في ذاكرتنا وهذا حال الإعلامي "عادل مالك". وُلد "عادل مالك" في مدينة "البترون". تابع دروسه في مدرسة "عينطورة" ثم التحق في المرحلة الثانوية بمدرسة "فرن الشباك الرسمية". حصل على إجازة في العلوم السياسية من الجامعة اليسوعية. واحترف العمل الإعلامي المرئي والمقروء والمسموع. هو ذاكرة حافلة باللقاءات الهامة وقد لمع اوائل الستينات في تلفزيون لبنان والمشرق مقدّماً للأخبار ولعدد من البرامج السياسية، وقد حاز على كثيرًا من الأوسمة والجوائز التقديرية من رؤساء عرب ومنظمات مدنية وانسانية تقديراً لجهوده وعطاءاته في عالم الاعلام ومنها وسام الاستحقاق اللبناني من رتبة فارس. وسيتولّى الإعلامي الدكتور زياد نجيم الذي ارتبط اسمه بالجرأة والصراحة المباشرة دون مواربة  مهمّة تقديم المكرّم.

       استهلّ الدكتور "زياد نجيم" كلمته بتأدية تحيّة إلى "جان كلود بولس" وتلفزيون لبنان. وشكر الحاضرين من صحفيين وإعلاميين ومثقفين المشاركين في هذه الندوة التي تتحدى هذا الزمن الحالك بفساده وجهله. وذكر أنّه تردد إلى حدّ الإحجام عندما طلب منه "عادل مالك" أن يقدّمه. فمن لا يُفتن ويجفن أمام هذا الكبير، أمام غزارة انتاجه ونوعيته. تحفل حياة المكرّم بالمقالات والمؤتمرات التي كبر فيها الصغار وزاد فيها الكبار شأنًا. فكيف تُروى هذه السيرة الطويلة ومتعددة الزوايا والجوانب بدقائق قصيرة. شارك "عادل مالك" في صنع الذاكرة اللبنانية والعربية، مؤسسا لصحافة ترفع لبنان الصغير إلى مستوى الدول الكبيرة. يحاور بجرأة ويجامل بدون تملّق وتراضي. عادل مالك نور من الحبر والورق! هو كمّ من المقولات والكلمات، والكلام عنده لا ينتهي كأنه هو صار التلفاز والمحطة. هو شمعة تحارب خوف الظلام وعتمة الجهل والتجبر. كان ولا يزال الباحث العلمي والراوي اللطيف والمستحب إلى قلوب الناس. استطاع أن يكون الشاهد العيان للأحداث التاريخية المفصلية والمحلل الأهم للوقائع السياسيّة. ومنذ صغر الدكتور "نجيم" سحره الدكتور "عادل مالك" ومنه تعلّم دقة الخبر ولياقة المجالسة ومناقبية الحوار، فهو "تاريخ في رجل"! ومنه يتعلّم المرء عن تاريخ لبنان الحديث، فهو مرجع في خبايا الأحداث. يعلم الكل أن الرجوع إلى تاريخ لبنان وحروبه مهمة دقيقة مليئة بالمعاصي لأنه حافل بمآثر جباهرة الحرب اللبنانية. عاد إلى لبنان ليفتح صفحة أحداث لبنان بعد أن قابل الملوك وصناع القرار في العالم، وبنى رصيدًا إعلاميا وكتب أياما لبنانية وعربية من "رودوس" إلى "جنيف. وذكر أنّ الآذان كلها تصغي عندما يتحدّث هذا الإعلاميّ علّنا نفهم القليل عن تاريخ بلدنا. وعبّر الدكتور "نجيم" عن اعتزازه بهذا التكريم بقدر اعتزاز المحتفى به لأنّه دائمًا ما يرفع الصوت عاليًا.

        شكر الدكتور "عادل مالك" الحركة الثقافية-أنطلياس" على تكريمها فضلاً عن الدكتورة " نجاة الصليبي الطويل" والدكتور "زياد نجيم". وقال إنّه يشعر بحالة من الزهو، في أجواء التكريم الذي يزيد من مسؤوليته كي يبقى على مستوى هذا التكريم حتى نهاية حياته. وأهدى التكريم إلى زملاء أعزاء تشارك معهم حلاوة هذه المهنة. وذكر أنه لا يزال شغوفًا في هذه المهنة بعد مرور نصف قرن لأنّ ما قام به هو حياة وليس واجب، وعليه يتستطيع الانسان الاستقالة من منصب لا من الحياة. فهو أعطى الجمهور كل ما عنده والناس في المقابل أعطوه كل ما لديهم. ويعزّ في نفسه أنّه كُرِّم وهو حيًا لا على النعش. وعن خدمته لوطنه ذكر أنّه استرشد في مسيرته بمقولة "جبران" :"لا تسأل وطنك ماذا قدم لك، بل اسأل نفسك ماذا قدمت أنت لوطنك"  ويستحق لبنان معاملة أفضل! وعاد بالذاكرة إلى الزمن الجميل، حيث كان لبنان نموذجًا يُحتذى به، أمّا الآن فللأسف نبحث عن صيغة جديدة. وقال إنّ الأجيال الجديدة يحقّ لها ألا تتوقف عند الماضي ولكن، عليها أن تعي بأنّ استذكار الماضي عودة إلى الأصالة. لذا وجّه أيّ نداء حتى ينتقل لبنان من الساحة إلى الوطن، "نريد وطنًا لا ساحة مستباحة". وشكر أخيرًا القائمين على هذا التكريم آملاً أن يبقى في مستواه حتى آخر سطر من حياته واعتبر أن نصاب تكريمه اكتمل بالحاضرين . وأنهى على الطريقة التلفزيونية "شكرا للإصغاء وإلى اللقاء".

       وتلت شهادات بالمحتفى به على لسان الإعلامية "ماتيلدا فرج الله" والأستاذ "ياسين رفاعيّة" والأستاذ "أنطوان  سعد" والأستاذ "سعيد غريّب" والأستاذ "خلدون زين الدين" الذين أشاروا إلى أنّ "عادل مالك" رجل في تاريخ وتاريخ في رجل!

      وفي الختام قدّم أمين عام الحركة، الأستاذ "جورج أبي صالح" شعار الحركة إلى المحتفى به ونسخة عن النصّ الأصليّ لعاميّة أنطلياس الشهيرة، عاميّة 1840.