نظّمت "الحركة الثقافيّة- أنطلياس" ندوة عن النحّات "يوسف الحويك" بمناسبة نصف قرن على غيابه، شارك فيها الدكتورة زينات بيطار والدكتور ميشال أبي فاضل، أدارها الأستاذ أسعد جوان.

       أدار الشاعر "أسعد جوان" الندوة عن النحّات الراحل "يوسف الحويك"، فذكر أنّ الحجر ليس من اختصاصه ولا الريشة ولا الألوان، فهو رسّام كلمات وقصائد. فجاءت كلمته غنية بالمشاعر نحو موطن "يوسف الحويك"، "البترون"، أرض الثورات والأديان والفنانين والمبدعين.واعتبر الأستاذ "جوان" أن "الحويك" شعل ثورة النحت الكلاسيكي في الشرق، هذه الصناعة البترونية بخصائصها الكلاسيكية والحديثة.

  وفي كلمة الدكتورة "زينات بيطار" أنّ الفنان "يوسف الحويك" هو الذي أدخل فنّ النحت إلى "لبنان".

     اقتبس الدكتور "ميشال أبي فاضل" قول الصحفيّ رشدي المعلوف في "الحويك" يوم رحيله :"يا صنو لبنان في العطاء، يا رفيق جبران،أيّها المجد الصامت، تركت لنا حجارة تحيا وتُحيي، وقدوة لا تموت..." ورأى أنّ "الحويك" صرف عمره مفتشًا عن الوقت غير عابئ بالصعاب. وتوقف عند أربع محطات في حياة "الحويك". المحطة الأولى: انتسابه إلى عائلة الحويك: فهو ابن زعيم محليّ ووطني، هو سعد الله "بطرس الخوري الحويك" وابن شقيق زعيم ديني كبير هو البطريرك "الحويك". المحطة الثانية هي تتلمذه في أهم المعاهد اللبنانية والأوروبية وسفره إلى ايطاليا حيث درس الفن وتخصصه في أكاديمية "جوليان" في "باريس" حيث زامل مجددًا الأديب اللبناني "جبران خليل جبران". والمحطة الثالثة: انتماؤه السياسي، وهي محطة برزت خلال الحرب الكبرى وبعدها، وكان لها أثرها حتى الخمسينات. برز قبل الحرب عضوًا في الجمعية اللبنانية التي ترأسها "شكري غانم". وبعد الحرب، شارك في لجنة الحزب الاشتراكي العربي الذي أسسه مع مجموعة من الرفاق. والمحطة الرابعة هي زواجه في العام 1924، من المركيزة "آنا مارينا باوليني" التي كان والدها وعمها من حرس الشرف البابوي. لم يكن هذا الزواج سعيدًا مع أنّه تكلل بابن دعياه جورج. أمّا المحطة الخامسة، فهي فترة الشيخوخة والمرض وهي فترة امتدّت 3 اعوام حتى وفاته في 21 تشرين الأول سنة 1962.

وأنهى كلمته مقتبسًا كلام صديقة الحويك الأديبة "إدفيك شيبوب" تقول فيه: "ثلاثون سنة من عنفوان شباب، بذرها فنانًا وناشئُا فمحترفاً، بين روما وباريس أيّ عزّ قبّل جبينه وانطرح عند قدميه. كم عارية وسنى، في عروق المرمر، أضحى متكؤها معبدًا لعشاق الجمال...مئات الروائع النابضة حيويّة انتقلت من تحت إزميله وأنامله إلى صدور القصور كشامات الحسن على الوجوه الملامح. وفي لاوعيه المرهف، نفخ الحويّك في بنات فنّه أنفاسًا من ألوان لبنان ولمساته".

وكانت شهادات في صاحب الذكرى من كلّ من العميد د. ريمون فرحات والشاعرة مي سمعان، والرسام الأب جان جبور، والناقد الفني الأستاذ سيزار نمّور، والكاتب جورج الحويك والمصوّر ألفريد موسى.