نظّمت "الحركة الثقافيّة- أنطلياس" ندوة حول كتاب الدكتورة نجاة جدعون "المساعد في كتابة العدل"، منشورات زين الحقوقية، شارك فيها القاضي غسّان رباح والاستاذ عبده سليم عبده وأدارتها المحامية حياة هاشم.

        رحّبت الأستاذة "حياة هاشم" بالمشاركين في الندوة حول كتاب الدكتورة " نجاة جرجس جدعون" قائلة  إنّ "المساعد في كتابة العدل" يتّسم بالدقـة ، سواء في عملية التجميع والصياغة او في التحليل بتسلسل منهجي أو في إرساء القواعد الأخلاقية التي تحكم السلوك المهني لكاتب العدل ، إذ عليه ان يتحلى بالشخصية المستقيمة وبالنزاهة والعدل في إكتساب ثقة جميع الأطراف بعمله المحكوم بمراعاة تطبيق القوانين المرعية الإجراء . وأضافت أنّها ترى في المؤلّفة تجسيـمًا حيًا لفرادة اللبناني الموروثة في التميز والسكن على القمم.  وهي تسعى الى العلى، إلى التربع على عرش القانون بمصنفاتها في لغة الضاد.

 

       وقبل أن ينتقل القاضي"غسّان رباح" إلىالكتاب ومحتواه، تغنّى بصاحبته التي أصدرت اليوم مؤلّفها الجديد بعد  خمس سنوات فقط على أطروحتها حول الأحداث المخالفين للقانون الوطني. وفي كتابها "المساعد في كتابة العدل"، طافت في عالم كتابة العدل ومحيطه حتى تقارب الاشكالات التي تعترض مسيرة الكاتب العدل، فقدّمت عرضًا مسهبًا ومفيدًا حول قانون الكتّاب العدل ورسومهم ودورهم في القوانين العقارية لاسيّما في عمليات التحديد والتحرير وفي نظام السجل العقاري، وفي الحقوق العينية، إلى القانون المدني، والعقود المسمّاة، وتلك المتعلقة بقانون أصول المحاكمات المدنية والدفاتر التجارية ومشكلة العرض الفعلي والايداع وما ينتج عنها من تداعيات بالنسبة لفرقاء النزاع وكيفية حلّ ألغاز بعض منها. كما وأنّها قدمت عددًا من المسائل التي تطرح لدى من يشاء التباري للحصول على وظيفة الكاتب العدل، لتنهي بملاحق متعددة تهمّ الباحث في مواضيع مشابهة. وتساءل القاضي "غسّان رباح" عن هويّة "كاتب العدل" ليجيب أنّه وفقًا للقانون رقم 337 الصادر في 8/6/1994، هو "ضابط عمومي، يناط به في حدود اختصاصه القيام بالأعمال المبينة في هذا القانون، وفي غيره من القوانين والأعمال التي يطلب أصحاب العلاقة اثباتها، وهو مرتبط بوزارة العدل، ولا يتقاضى من الدولة أي راتب أو تعويض، ويتقاضى أتعابه من أصحاب العلاقة وفقًا لأحكام هذا القانون."

      أمّا الاستاذ "عبده سليم عبده"، فعبّر في بداية مداخلته عن تعلّقه بكتابة العدل "...ولبستها وصارتها، ولبستني فصارتني، ولقد بلغ هيامي بها أن أبذل ما تبقى من العمر لها..." فهي في حياته أكثر من مهنة، إنّها طريقة حياة. ثمّ صرّح أنّه وجد كتاب الدكتورة"جدعون" دليل مفيد لكل طالب يرغب في التعرّف إلى مهنة كتابة العدل وممارستها، هذه المهنة المرتكزة إلى أساسات يشكل القانون إحدى ركائزها. وذكر أنّ الكاتبة قسمت مصنّفها إلى قسمين، القسم الأوّل نظري، عرضت فيه النصوص القانونية الأهم الواجب على المرشح دراستها وحفظها والإحاطة بها، والقسم الثاني، منهجي شرحت فيه المسائل القانونية والأصول الصحيحة في حلّها بطريقة علمية محترفة. وقال الأستاذ "عبده" أنّ كاتب العدل مأمور أن يكتب بالعدل، فلا يميل مع أحد الطرفين ولا ينقص أو يزيد في النصوص، من هنا نشأت فكرة الكاتب العدل المحايد الضامن المنظم والموثق لمعاملات الأشخاص على اختلافها. ومعها تطورت التشريعات تماشيًا مع تطور المجتمعات وحاجاتها إلى أن أصبحت كتابة العدل مهنة لها موقعها وأهميتها في استتباب النظام واستقرار التعامل بين الناس. وأمل أن تتطور علاقة الكتاب العدل بإدارات الدولة والوزارات لاسيما وزارة العدل ووزارة الداخلية والمديرية العامة للأحوال الشخصية والأمن العام وغيرها....

 

       وشكرتالدكتورة "نجاة جدعون" الحاضرينفي الندوة حول مؤلّفها "المساعد في كتابة العدل" التي أملت أن يساهم في بلورة مهنة كتابة العدل من الناحيتين التشريعيّة والاجتماعيّة وفي إثارة بعض النقاط القانونية التي تثيرها القوانين. وخصّت بالشكر القاضي الرئيس "غالب غانم" الذي قدّم ملفّها، والدكتور "غسّان ربّاح" المشهود له بالدقة القانونيّة والكاتب العدل الأستاذ "عبده سليم عبده" الذي شارك في الندوة والمحامية "حياة هاشم" التي أدارت اللقاء. ولم يغب عن بالها أن تشكر عائلتها ودار منشورات "زين الحقوقية" و"الحركة الثقافية-أنطلياس" وكلّ من ساهم في إنجاز مؤلّفها، وكلّ ناقد لعملها، وختمت قائلة "من ينقد عليك كمن يؤلّف معك."